أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 17-01-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 17-01-2013
سي آن آن: واشنطن: النظام السوري لم يستخدم أسلحة كيماوية بحمص
خلص تحقيق أجرته وزارة الخارجية الأمريكية بأن النظام السوري لم يستخدم أسلحة كيماوية في هجوم على مدينة حمص كانون الأول الفائت، وأن الأعراض التي أصيب بها الضحايا نجمت عن سوء استخدام غازات مخصصة للسيطرة على أعمال الشغب. وبدأت الخارجية الأمريكية تحقيقاتها على خلفية تقارير جرى تداولها بإصابة عشرات الضحايا بمشاكل في الجهاز العصبي والتنفسي عقب استنشاق غاز استخدم في الهجوم الدموي على حمص الشهر الماضي، كما نشرت مجلة "فورين بوليسي"، الثلاثاء، مضمون برقية دبلوماسية أمريكية سرية قدمت "قضية مقنعة" باستخدام القوات الموالية للنظام أسلحة كيماوية في الهجوم. وقال مسؤولون أمريكيون إن القنصلية في تركيا أجرت مقابلات مع ناشطين وممثلي منظمات غير حكومية أعربوا عن اعتقادهم باستخدام أسلحة كيماوية في 23 كانون الأول، أرسلت على إثره برقية للخارجية لفتت فيه بأن الأدلة غير حاسمة بشأن الهجوم الكيماوي، إلا أن المخاوف دفعت بالوزارة لإجراء تحقيق واف في هذا الشأن. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد حذر النظام السوري بأن استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه خط أحمر. واستند التحقيق على تقييمات خبراء أسلحة كيماوية ومقابلات مع أطباء سوريين ونشطاء داخل سوريا، استنتج بأن الغاز المستخدم هو "غاز السيطرة على الشغب، وشرح أحد المصادر: "مفعوله قصير المدى تماما لكنه يصبح أكثر خطورة عند إطلاقه في مناطق مكتظة ومغلقة." وأضاف: إنه كالغاز المسيل للدموع "إذا تنشقت اسطوانة بأكملها، سيكون له تأثير قوي للغاية على الرئة والأعضاء الأخرى.. لكن هذا لا يعني أنه سلاح كيماوي." وقال دكتور أبو الفدا، وهو طبيب عالج ما بين 30 إلى مائة من ضحايا "الغاز الغامض" لـCNN بأن أعراضه تفاوتت بمدى اقتراب الضحايا منه، ومن الأعراض القوية الناجمة عن استخدامه الإصابة بالشلل، والتشنجات، وقد يؤدي للإصابة بالعمى في بعض الأحيان، علماً أنه أودى بحياة ستة أشخاص في هذا الهجوم.
واشنطن بوست: لماذا يشعر الأميركيون بالهزيمة بأفغانستان؟
أشار الكاتب الأميركي ديفد إغناتيوس إلى الأوضاع السائدة في أفغانستان، وإلى الحال التي وصلت إليها في أعقاب الغزو الأميركي، وقال إنها تتحسن بشكل مضطرد في مختلف الميادين، متسائلا عن سر شعور الأميركيين بالهزيمة في الحرب واعتبارهم إياها مضيعة مؤلمة للأنفس والأموال. وأضاف في مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست أن بعض الأميركيين يشعرون بالقلق بشأن الحرب على أفغانستان التي استغرقت أكثر من عقد من الزمان، وذلك بدعوى أنه لم يتغير شيء في البلاد، وأن قصة الصراع العرقي والقبلي نفسها تتكرر في حلقة لا نهائية. لكن إغناتيوس يرى أن التركيبة السكانية في أفغانستان قد تغيرت بشكل كبير على مدار العقد الماضي، وأن البلاد أصبحت بالفعل دولة حديثة، موضحا أن هناك أدلة إحصائية متعددة ومعلومات بشأن التغير السكاني مستقاة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وغيرها من المصادر. وقال إن عملية التحضر والتنمية الاقتصادية التي أعادت تشكيل أفغانستان لا تعني أنه سيكون للبلاد مستقبل سياسي مشرق، أو أن حركة طالبان لن يكون لها قدر من السلطة بعد انسحاب القوات الأميركية بحلول نهاية 2014. وذكر إغناتيوس أن التغيير الأكثر وضوحا في أفغانستان يتمثل في التحضر، موضحا أن نصف سكان البلاد يعيشون الآن في المدن والبلدات، فكابل العاصمة يقطنها الآن قرابة خمسة ملايين نسمة، وهيرات وجلال آباد وقندهار أصبح يقطنها ثلاثة أضعاف سكانها الأصليين، مما أسهم في مساعدة النساء على الحصول على فرص العمل والتعليم. وقال أيضا إن معظم البلاد مشبوكة مع الإنترنت، وإن عشرين مليون أفغاني أو ما يشكل قرابة ثلثي سكان البلاد باتوا يمتلكون هواتف نقالة لم تكن متوفرة لدى أي منهم قبل عقد من الزمان. وأضاف: صحيح أن المليارات التي ضختها الولايات المتحدة في أفغانستان ساعدت على تفشي الفساد في البلاد، ولكنها لم تنته جميعها في حسابات خاصة في بنوك دبي. كما أشار الكاتب إلى التحسن الذي طرأ على وسائل الإعلام وقطاعات الصحة والتعليم والماء والكهرباء، وغيرها من القطاعات، وإلى المكتسبات التي نالتها المرأة، وإلى غير ذلك من التغيرات في البلاد. وقال إن العديد من الأميركيين يشعرون بالهزيمة في الحرب على أفغانستان وبأنها كانت مضيعة مؤلمة للأنفس والأموال، وأن ذلك يذكر بحال العديد من الأميركيين في أعقاب انتهاء حرب فيتنام، مضيفا أن آثار التغييرات قد لا تظهر جميعها في أفغانستان في الوقت القريب. واختتم بالقول إنه لا أحد يدري ماذا يخبئ المستقبل لأفغانستان، وإن الاضطرابات والمعاناة لن تنتهي بعد رحيل القوات الأميركية، بل إنها قد تزداد سوءا، ولكن من الخطأ افتراض أنه لم يتغير شيء في أفغانستان خلال الصراع الأميركي في تلك البلاد، أو أن تلك التغيرات لم تكن للصالح العام.
نيويورك تايمز: اختطاف الرهائن قد يغير إستراتيجية واشنطن
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن اختطاف الرهائن الغربيين بالجزائر غيّر سياق السؤال الذي ظل مفتوحا، على الأقل حتى الجمعة الماضية، حول ما إذا كان التهديد المسلح في مالي خطيرا بشكل يكفي لتبرير تدخل عسكري أميركي. وأشارت الصحيفة في تقرير لها اليوم إلى أن حادث الرهائن أثار المخاوف من أن تدخلا عسكريا أميركيا بمالي ربما يحوّل المجموعات المسلحة هناك، والتي كانت تركز على المنطقة فقط، إلى أعداء تماما لأميركا، أي أن رد الفعل سيكون أسوأ من التهديد الراهن. وأضافت أن الهجوم على الرعايا الغربيين في الجزائر يهدد بتوسيع دائرة العنف في منطقة فقيرة ويجر الحكومات الغربية أكثر لقتال المتمردين حديثي الظهور. وقالت أيضا إن اختطاف الرهائن بالجزائر ربما يدفع واشنطن إلى مراجعة التزامها بعدم إرسال قوات برية للمشاركة في القتال بمالي. وأشارت إلى أن المسؤولين في واشنطن وباريس والعواصم الأفريقية، الذين كانوا يعملون طوال العام المنصرم على وضع خطط عسكرية لطرد المسلحين من مالي، اتفقوا على مبدأ واحد وهو أن مسؤولية قتال المسلحين ستتحملها قوات أفريقية، وليست أوروبية أو أميركية. لكن الهجوم الفرنسي المفاجئ الذي بدأ الجمعة الماضي قضى على تلك الخطط، وأطلق سيلا من تدفق الأحداث التي تُوجت باختطاف المسلحين رعايا غربيين بالجزائر. وذكرت الصحيفة أن من المبكر جدا الحكم على نتيجة الهجوم الفرنسي على مالي، والذي تم بعد طلب عاجل من حكومة مالي لمساعدتها في صد المسلحين الذين كانوا يتقدمون بسرعة نحو الجنوب. وأضاف التقرير أن توالي الأحداث بسرعة وكثافة غطى على حقيقة أن المسؤولين بواشنطن لا يزالون يقفون عند مرحلة الفهم الانطباعي للمجموعات المسلحة بمالي، وأنهم منقسمون حتى حول ما إذا كانت بعض هذه المجموعات تمثل تهديدا للولايات المتحدة. وقالت إنه وفي حزيران الماضي، قلل مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية من احتمال "تهديد إرهابي" ضد الولايات المتحدة، قائلا خلال جلسة استماع بالكونغرس "المرتبطون بالقاعدة في مالي لم يثبت أنهم قادرون على تهديد المصالح الأميركية بشمال أفريقيا أو غربها، ولم يهددوا بهجوم داخل الولايات المتحدة". وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت قد تبنت إستراتيجية العام الماضي لاحتواء المسلحين بمالي إلى أن تصبح القوات الأفريقية مستعدة لقتالهم، بدلا من تهديدهم مباشرة بحملة عسكرية أميركية أو ضربات بطائرات أميركية دون طيار أو بغارات من قوات الكوماندوز. أما بعض المسؤولين بالبنتاغون فقد اتخذوا موقفا متشددا وأشاروا إلى المعلومات الاستخبارية بأن المسلحين بالمنطقة لعبوا دورا في الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي. وطالب هؤلاء المسؤولون بتنفيذ ضربات تستهدف قادة المسلحين بشمال مالي، قائلين إن قتل القادة سيفقد المسلحين قوتهم فترة طويلة. وقالت الصحيفة إن إدارة أوباما تبنت إستراتيجية القتل في بلدان أخرى مثل باكستان واليمن والصومال، بعد أن قرر المسؤولون في البيت الأبيض والبنتاغون والاستخبارات المركزية أن المسلحين في هذه الدول مصممون على شن هجمات ضد أميركا.
كريستيان ساينس مونيتور: ذكريات اللبنانيين تغلب على رغبتهم في مساعدة السوريين
اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن ذكريات اللبنانيين المتعلقة بمعاناتهم في الحرب الأهلية تتغلب على رغبتهم في مساعدة اللاجئين السوريين. وأشارت الصحيفة إلى نزوح ما يزيد عن 200 ألف سوري معظمهم يعتنقون المذهب السني إلى لبنان .. محذرة من أن تواجد هذا العدد السني من شأنه تهديد استقرار بلد هش التكوين كلبنان، وسط تحذيرات من أن تتحول مخيمات هؤلاء السوريين - حال إقامتها- إلى قواعد عسكرية لصالح المعارضة السورية المسلحة. ولفتت إلى معارضة لبنان حتى الآن إقامة مخيمات للاجئين السوريين على غرار الأردن وتركيا، عازية ذلك إلى خصوصية فكرة المخيمات لدى لبنان، لا سيما بالنظر إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تشبه الصفائح السكنية المتناثرة في أنحاء البلاد منذ عام 1948 .. مشيرة إلى أن الوجود المسلح للفصائل الفلسطينية في لبنان كان عاملا أساسيا أسهم في اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت زهاء 15 عاما (1975-1990). وأشارت إلى الأسباب التي تحول دون ترحيب لبنان بالمزيد من السوريين أنه بخلاف تركيا والأردن، تعتبر لبنان دولة صغيرة تضم بالكاد مواطنيها الـ 4 ملايين، كما تعوزها الموارد اللازمة لاستضافة أعداد ضخمة من اللاجئين. ولفتت الصحيفة إلى المقاومة التي استمرت لعقود من جانب المسيحيين في لبنان ضد السماح للسنيين من اللاجئين الفلسطينيين بالامتزاج في نسيج المجتمع اللبناني، مرجعة هذه المقاومة إلى بؤس اللاجىء الفلسطيني في لبنان عن أخيه في باقي الدول العربية الأخرى. وأوضحت الصحيفة ـ في ختام تعليقها ـ أنه لم يعد أمام اللاجىء السوري سوى اللجوء للأقارب والأصدقاء أو تأجير أماكن سكنية إن استطاع إلى ذلك سبيلا، أو الإقامة في الأكواخ والعشش والأطلال المهجورة.
سي آن آن: ازدياد الانتحار في صفوف الجيش الأمريكي
أظهر تقرير نشرته وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، أن عدد حالات انتحار الضباط المنخرطين في الخدمة العسكرية ازدادت بشكل ملحوظ عن العام الماضي. ووجد التقرير أن عدد حالات الانتحار المؤكدة بلغت 239 حالة، بالإضافة إلى 110 حالة قيد التحقيق فيما لو كانت انتحاراً أم لا، مشكلة بذلك أعلى نسبة لحالات الانتحار في صفوف الخدمة العسكرية، منذ بدء البنتاغون في إحصاء الحالات عام 2001. وبلغ عدد الحالات المسجلة لدى البنتاغون عام 2011، 301 حالة انتحار، مقابل 298 في 2010، ولوحظ ازدياد حالات الانتحار في كل القطاعات العسكرية المختلفة، إذ شهد الجيش 182 حالة انتحار في 2012، مقارنة مع 166 ضابطاً عسكرياً عام 2011، والبحرية من 52 حالة في 2011 إلى 60 حالة العام الماضي، تلاها سلاح الطيران بـ59 حالة انتحار العام الماضي مقارنة بـ51 عام 2011، وهذا بالرغم من الجهود المستمرة للبنتاغون، في محاولة لتقديم الدعم والإستشارة للجنود الأكثر عرضة للإقدام على الانتحار. وتقوم مجموعة تابعة للقطاع الخاص، بإدارة برنامج باسم "Tragedy Assistance Program for Survivors"، بتقديم الاستشارات لذوي ومعارف الأشخاص الذين أقدموا على الانتحار. إذ تشير مديرة المجموعة المختصة بهذا البرنامج، بوني كارول، أن البرنامج يتلقى من ثمانية إلى عشرة أشخاص من معارف المنتحر أو مقربيه، وأشارت كارول إلى أن كل انتحار يؤثر في حياة عشرة أشخاص على الأقل."
معهد واشنطن: الدفاع الصاروخي من غزة إلى الخليج
خلال الصراع الأخير في شهر تشرين الثاني في غزة، أبلت القوات الإسرائيلية بلاءاً حسناً في مواجهة الصواريخ وقذائف الهاون الفلسطينية قصيرة المدى. فقد كان نظام "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي قادراً على مجابهة وابل القذائف الثقيلة على مدار أسبوع من القتال، جنباً إلى جنب مع "سلاح الجو الإسرائيلي" الذي كان في هذه العملية بمثابة العقل الذي لا غنى عنه في العملية. وهذان العنصران -- أنظمة الدفاع الفعالة ونظام القيادة والتحكم السلس (C2) -- سوف لا يقلان أهمية في حال اضطرار الولايات المتحدة وحلفاؤها في الخليج الفارسي لمواجهة تهديد مماثل بالصواريخ/القذائف الموجهة من إيران. إلا أن الاستعداد لذلك السيناريو سوف يتطلب الانتباه بشكل أكبر إلى الدروس المستفادة من غزة.
تحليل نجاح إسرائيل رغم أن الصاروخ الاعتراضي" تامير" المستخدم في نظام "القبة الحديدية" والرادار المرتبط به حازا على نصيب الأسد من الثناء خلال الصراع، إلا أن نظام القيادة والتحكم ربما كان الإسهام الأكبر الذي اتبعه "سلاح الجو الإسرائيلي". وخلال حرب "وادي البقاع" مع سوريا عام 1982، أتقن "سلاح الجو الإسرائيلي" نظام القيادة والتحكم التكتيكي والعملياتي من خلال عمليات الاعتراض الموجهة للمقاتلات عبر منصات الرادار الجوية وعن طريق إنشاء مركز إقليمي للعمليات الجوية لإدارة المعركة. وفي معركة شهر تشرين الثاني، أعاد "سلاح الجو الإسرائيلي" الكَرّة مستخدماً نظام القيادة والتحكم بطريقة جديدة، كانت مرتبطة هذه المرة بالدفاع الصاروخي. وعلى الرغم من أن "القبة الحديدية" قد أُحكم تجهيزها بحلول حسابية رادارية سريعة الحوسبة، إلا أنه لا بد وأن يقوم أفراد مدربون بإدارة الأنظمة المعقدة. ففي صراع غزة، سارت دورة القيادة والتحكم الخاصة بالاكتشاف السريع للصواريخ، وبدء التتبع/الاستهداف، وإدارة المعركة، والسيطرة على النيران (العمليات الاعتراضية)، بسرعة ودون أخطاء تُذكر (إن وجدت). فعلى سبيل المثال، عندما استُهدفت القدس بأحد صواريخ «حماس» "فجر5" -- وهو هجوم لم يسبق له مثيل -- تعاملت "القبة الحديدية" معه ومع صواريخ أخرى وُجهت نحو المناطق "الواجب الدفاع عنها" بصورة ناجحة، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع حالات من الخطأ في التعرف أو إصابة أهداف صديقة (أي عدم التمييز بين المقاتلات أو بطاريات الصواريخ الصديقة وتلك الخاصة بالعدو). وبطبيعة الحال، يمكن أن تكون فعالية التكلفة مهمة بنفس القدر من أهمية الفعالية التكتيكية عند مناقشة الدفاع الصاروخي، وقد كُتب الكثير عن التكلفة الأكبر لـ"الحماية الصاروخية" مقابل "إطلاق الصواريخ". ففي صراع غزة، كانت تكلفة الصاروخ المعترض الواحد من طراز "تامير" 60000 دولار مقابل 600 دولار لكل صاروخ فلسطيني كان يتصدى له. لكن بمجرد أخذ حفظ البنية التحتية المدنية وحياة الناس في الحسبان، تبدو تلك النسبة غير شديدة التباين. ويتضح من مشهد الفيديو الذي كثُر تناقله عبر وسائل الإعلام -- والذي يصور حفل زفاف إسرائيلي يشاهد حاضروه بهدوء هجوماً صاروخياً معترضاً في جو السماء المظلم -- حجم الثقة التي يضعها الجمهور في نظام "القبة الحديدية لقد سلط صراع غزة الضوء أيضاً على طرق مستحدثة في ميدان الدفاع الصاروخي. فعلى سبيل المثال: لا يلزم أن يكون في نظام الدفاع صواريخ اعتراض كافية لمواجهة كل صاروخ قادم، حيث لا تلبي جميع تلك الصواريخ معايير التهديد التي تُحدد على أساس نقطة الإصابة المقدرة. ولقد وفرت هذه الإستراتيجية لإسرائيل بعضاً من الصواريخ المعترضة المكلفة التي تشتد الحاجة إليها. وعلاوة على ذلك، ليس هناك شك بأن العقيدة الغربية في إطلاق صاروخين مُعترضين مقابل كل صاروخ واحد قادم سوف يُعاد النظر فيها، لأن الصواريخ المعترضة قد أصبحت أكثر دقة، وفي حالات كثيرة تلغي الحاجة إلى إطلاق "صواريخ احتياطية".
دروس للخليج إن أي مواجهة صاروخية مع إيران -- مثل النزاع في غزة -- سوف تكون غير متوقعة وسريعة ومكثفة ولذلك يتعين أن تكون الأنظمة الدفاعية لقوات التحالف ونظام القيادة والتحكم على نفس القدر من فعالية "القبة الحديدية". ويقيناً أن ترسانة إيران تمثل تهديداً طويل المدى مقارنة بالتهديد قصير المدى الذي سبق لإسرائيل أن جابهته، ولكن هذا الفارق يمثل اختلافاً في الحجم أكثر من كونه اختلافاً في النوع. ورغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها من دول "مجلس التعاون الخليجي" هم في وضع غير مؤات من الناحية العددية (من حيث الصواريخ المُهددة في مواجهة الصواريخ المعترضة المتاحة) إلا أنه ما زالت لديهم الفرصة لبناء نظام دفاعي فعال من خلال التكامل وتقاسم الأعباء وتدريبات الدفاع الصاروخي "متدرجة المستويات".
تكامل قوات التحالف يجب على دول "مجلس التعاون الخليجي" -- خلافاً لإسرائيل التي كانت قادرة على الدفاع عن نفسها بمفردها -- أن تتخذ مساراً دولياً لتدافع عن أنفسها ضد إيران، وهذا الأسلوب يحمل مزايا (تقاسم الأعباء) وتحديات (التنسيق البيني والتكامل) على حد سواء. وعلى وجه الخصوص، يتعين على جيوش الولايات المتحدة ودول "مجلس التعاون الخليجي" تطوير جهودها عبر الاتصالات (البيانات والصوت) واستخدام وصلات بيانات "الوعي بالموقف" المتوافقة التي تسمح للوحدات برؤية مسرح ميدان المعركة بأكمله عبر رادارات ومصادر معلومات الوحدات الأخرى. ويتعين عليها كذلك تطوير بروتوكولات أمنية موحدة من خلال نظام دفاعي متشابك متعدد الطبقات. وسوف تضمن هذه الجهود وغيرها التكامل والتنسيق البيني واستخدام المصادر بشكل فعال. وإذا وقعت حالة واحدة فقط من عدم التعرف على تهديد جوي أو صاروخي، أو إصابة للأهداف الصديقة، أو الاستهداف الثنائي غير المقصود (مثل توجيه صاروخين اثنين في آن واحد إلى نفس الهدف من قبيل الخطأ)، فقد يكون لها انعكاسات سلبية. نظراً للوقت الكثير الذي تستغرقه عملية الحصول على الأسلحة الأمريكية، قد تفضل العديد من الدول [الحصول على] أنظمة لا يمكن أن تعمل بشكل متسق مع الأنظمة الأمريكية مما يتسبب في إضعاف قدرات الدفاع المشترك. ومن ثم، ينبغي على واشنطن أن تجعل عملية مبيعات الجيش الأمريكي الخارجية أكثر انسيابية -- وذلك قد يكون مزعجاً في بعض الأحيان -- من خلال تزويد دول "مجلس التعاون الخليجي" والدول الأخرى المشاركة بخط للدفاع الصاروخي سريع التعقب، من أجل منع حدوث مثل ذلك السيناريو. وأثناء صراع غزة كان "سلاح الجو الإسرائيلي" قادراً على إكمال "دورة OODA" وتعني (الرصد، التوجيه، التقرير، العمل) في ثوان معدودة، ومن الضروري أن يكون هناك نفس هذا القدر من السرعة في منطقة الخليج. وبناء على ذلك، لا بد من تحقيق تكامل أكبر في الأنظمة وجودة أفضل في الاتصالات.
تقاسم الأعباء ينبغي على الولايات المتحدة أن تستمر في أخذ زمام المبادرة في حث دول الخليج على سد الفجوات الحاصلة في أنظمتها الدفاعية. فعلى سبيل المثال: تتبوأ السعودية والكويت مكانة جيدة تؤهلهما مجابهة تهديدات المقاتلات والصواريخ العابرة باستخدام ترسانة صواريخ "باتريوت PAC-2" التي يمتلكانها، بينما تركز الإمارات العربية المتحدة وقطر على صواريخ "PAC-3" و "أنظمة الدفاع الطرفية شديدة الارتفاع" في مواجهة الصواريخ الباليستية. ولكن هناك تفاوت حاصل في نظام الدفاع الصاروخي ودفاع القذائف، ويمكن لواشنطن أن تتصدر الجهود في ملء هذا الفراغ من خلال تحقيق التكامل بين عدد أكبر من شركاء التحالف (على سبيل المثال، من خلال توفير صواريخ هولندية وألمانية من طراز "PAC-3"). ومثلما كان الحال مع العملية متعددة الجنسيات لإزالة الألغام في الخليج في العام الماضي، يمكن للدول غير الأعضاء في "مجلس التعاون الخليجي" أن تشارك مع حلفائها الإقليميين في ردع التهديد الصاروخي وضمان عدم انقطاع تدفق النفط. وقد أظهرت التعاملات الأخيرة مع تركيا أهمية تكامل نظم الدفاع الصاروخية الاستكشافية، و[لذا] ينبغي أن ينضم عدد أكبر من الدول إلى منظومة "دول مجلس التعاون الخليجي" الآن. وبالإضافة إلى سد الفجوة (على سبيل المثال، إرسال بطارية "PAC-3" أوروبية إلى البحرين، التي ليس لديها حالياً نظام للدفاع ضد تهديد الصواريخ الباليستية)، يمكن لهذه الدول أيضاً أن تحصل على الخبرة من تلك التدريبات في عمليات التشغيل البيني متعددة الجنسيات. وفي الواقع، يعتبر تقاسم الأعباء وبناء القدرات من الأمور ذات الأهمية البالغة في ظل الظروف الاقتصادية القاسية في الوقت الراهن. لقد أبدت دول "مجلس التعاون الخليجي" بالفعل استعدادها للدفاع عن أنفسها بمليارات الدولارات وهو ما تجلى في نفقاتها على الدفاع الصاروخي. ويمكن عمل المزيد في هذا الصدد، وينبغي على واشنطن أن تتولى دورها القيادي في تسهيل مثل هذه الصفقات. وعلى مستوى الأفراد، ينبغي على الجيش الأمريكي متابعة المسار الذي أسسه "مركز العمليات الجوية التابع للقيادة المركزية"، وهو المرفق الرئيسي لعمليات القيادة والتحكم الذي يراقب عمليات الدفاع الصاروخي الإقليمية. فهناك اكتسب ضباط دول "مجلس التعاون الخليجي" مهارات القيادة والتحكم مثل نظرائهم الأمريكيين، وهذه خطوة على المسار الصحيح من حيث بناء العلاقات الشخصية بين ضباط نظام القيادة والتحكم وتعزيز الثقة والإعتماد بقدرات الدول الشريكة.
تمارين موسعة ينبغي على واشنطن الشروع في تمارين أكثر قوة في الدفاع الصاروخي بحيث تحقق التكامل مع كافة الأطراف المستعدة لذلك. وقد استضاف الظهير الصحراوي لمدينة إلباسو بولاية تكساس ذات مرة تدريب الدفاع الصاروخي الأكبر والأكثر تقدماً على مستوى العالم. وتم خلال ذلك التدريب المسمى بـ "الرمال المتحركة - ‘روفينغ ساندز’ " اختبار قدرات التشغيل البيني للأنظمة الصاروخية لقوات التحالف باستخدام أهداف "معادية" حقيقية. وقد سمح ذلك الحدث الواقعي المكتمل لوحدات الدفاع الجوي التابعة لحلف شمال الأطلسي بالتدرب على تحقيق التكامل بين بطاريات صواريخ "باتريوت" الخاصة بها وتسهيله. بيد، نظراً لأعباء الميزانية والحربين الذين تخللا ذلك، توقف ذلك التدريب. ولسد هذه الفجوة ينبغي على الولايات المتحدة أن تساعد في إحياء مشروع مجمع "الدفاع الصاروخي المتكامل" في البطين بالإمارات العربية المتحدة باعتباره مركزاً جديداً للتشغيل البيني والتدريبات واسعة النطاق بين أوربا ودول "مجلس التعاون الخليجي". وحتى لو لم تستطع دول معينة الحفاظ على عناصر دائمة تابعة لها في المجمع، إلا أنه يمكنها على الأقل مناوبة الأفراد هناك لحضور التدريبات الربع سنوية أو زيادة وحدات الائتلاف القائمة.
الخاتمة أظهرت إسرائيل قدرتها على التعامل مع التهديد الصاروخي الذي تواجهه، إلا أن الولايات المتحدة ودول "مجلس التعاون الخليجي" ليسوا على أتم الاستعداد في منطقة الخليج. وأما إيران، فمثلها مثل «حماس» وغيرها من الفصائل في غزة، فهي تمتلك أعداداً غفيرة من الصواريخ التي يمكن استخدامها لتخويف أو تهديد العمليات الأمريكية في مضيق هرمز بالغ الأهمية. ولذلك، ينبغي على واشنطن أن تبحث عن وسيلة لتحقيق قدرة مجابهة الصواريخ في المنطقة، بل حتى تطوير مجموعة من "القباب الحديدية" (أو ما يشبه "القباب الحديدية") في دول معينة في الخليج. وينبغي أيضاً دراسة المتظلبات المسبقة الأخرى الخاصة بنقل تجربة إسرائيل الناجحة إلى الخليج. وهناك ثوابت معينة في مجال الدفاع الصاروخي تعتبر عالمية الصبغة -- وخاصة فيما يتعلق بنظام القيادة والتحكم والرعاية الفعالة للموارد -- التي ينبغي أن تقدم إلى الخليج عندما يكون ذلك ممكناً. ولم تضطر القوات الإسرائيلية إلى التعامل مع مشاكل ومزايا التشغيل البيني متعدد الجنسيات، لذلك يتوجب على واشنطن وشركاء تحالفها مواجهة هذه التحديات. وباختصار، فمن أجل النجاح في مواجهة حاسمة مع إيران والتفوق على ترسانة النظام المعتبرة من الصواريخ والقذائف، فإنه يتعين زيادة قابلية التشغيل لأنظمة الولايات المتحدة ودول "مجلس التعاون الخليجي" مع تزويدها بقدرات نظام القيادة والتحكم السلسة.
عناوين الصحف
التايم الأميركية
• الأردن يعيش في خطر فيما تشتعل سوريا.
سي بي اس الأميركية
• أميركيون بين الرهائن الذين خطفوا في هجوم الجزائر.
وول ستريت جورنال
• الرئيس الإيراني يدعو إلى مواجهة العقوبات.
• مقتل 22 شخصا في تفجيرات في سوريا.
واشنطن بوست
• الصمت الإيراني يؤكد الشكوك حول صفقة نووية محتملة.
جيروزاليم بوست
• إيران تنشر سفنا حربية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
• مرسي: الكلام ضد اليهود أُخرج من سياقه.
• قطر تروج لإرسال قوة عربية إلى سوريا.
الاندبندنت البريطانية
• هل تعمدت القوات الإسرائيلية استفزاز الصبي لتطلق النار عليه من الخلف؟
• محاولة للتحقيق في الاختبارات النووية الإيرانية.
دلي تلغراف
• الجيش الإسرائيلي استفز "الصبي الفلسطيني ومن ثم أطلق النار عليه '.
نيويورك تايمز
• ميليشياوين يحتجزون أمريكيين وآخرين في الجزائر.
• فيما تقترب الانتخابات الإسرائيلية، اللامبالاة العربية تعد مصدر قلق.
• الشمال السوري يشهد تصاعدا في العنف.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها