تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الخميس 19-1-2013 الشأن الداخلي حيث تصدر خبر محاولة اغتيال الوزير فيصل كرامي عناوين الصحف
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت 19-1-2013 الشأن الداخلي حيث تصدر خبر محاولة اغتيال الوزير فيصل كرامي عناوين الصحف، كما تحدثت ايضاً عن اخر تطورات ملف قانون الانتخابات واجتماع عين التينة الاخير الذي جمع الرئيس نبيه بري بوفد من حزب "المستقبل" على رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة.
السفير
سليمان للاستفادة من قدرات المقاومة وفكرها .. وموسكو تعدّل لهجة جنبلاط «السورية»
محاولة لاغتيال طرابلس .. وفيصل كرامي لا يتهم أحداً
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لولا العناية الإلهية لدخل لبنان في مشهد كارثي، وعلقت طرابلس في مهب الفوضى المفتوحة على المصير المجهول، وعلى تداعيات أكبر من أن تـُقدَّر أو تُحتوى.
مرة جديدة، تضرب الفوضى في طرابلس، فوضى السلاح المتفلت من عقاله، فوضى الأمن الهش والفلتان المسلح، وغياب القرار بانتزاع المدينة من أيدي المتربصين بها، العابثين بأمنها وبسلمها الأهلي، ومن ديوك الاحياء وشبيحة الزواريب، والمصطادين في مستنقع الفتنة.
نجا فيصل كرامي وخرج سليما معافى من الاعتداء الذي تعرض له موكبه في طرابلس، ومعه نجت المدينة التي يفترض ان تكون آمنة، من لحظة كادت تغتالها في وضح النهار.
فقد تجاوز لبنان ومعه عاصمة الشمال قطوعا شديد الصعوبة، عاش فيه ساعات من التوتر والقلق والخوف من تلك الشرارة التي لو قدر لها ان تتفاقم لتسببت في إثارة بركان أمني ليس في الإمكان تقدير المدى الذي سيبلغه والتداعيات التي سيتركها.
ما حدث في طرابلس أمس، هو برسم الدولة وكل الجهات المعنية سياسية ومدنية، ويضعهم جميعا، كل من موقعه، أمام سلسلة لا تنتهي من الأسئلة:
ـ لماذا تشكل طرابلس دائما ساحة افتعال للشرارات والحرائق الكبرى، والى اين يراد ان تؤخذ المدينة؟
ـ هل ما زالت هناك دولة لبنانية معنية فعلا بتقدير حجم الخطر الذي تمظهر في طرابلس أمس؟
ـ هل تدرك الدولة، بكل جهاتها المعنية، أنها المسؤولة أولا وأخيرا، وأن الطريقة التي قاربت فيها ملف الشمال خلال السنتين الأخيرتين، وكذلك المعالجة السطحية للأحداث التي تلاحقت في المدينة في تلك الفترة، وعلى الحدود اللبنانية السورية وبين جبل محسن والتبانة، هي التي أدت إلى هذا الفلتان الذي أصبح كالمرض المستعصي والمستفحل في الجسم وغير القابل للعلاج؟
ـ متى ستقرر الدولة ان تخرج من عجزها أمام العابثين، ليس فقط بأمن طرابلس والشمال، بل بمصير البلد بشكل عام، ومتى تتوقف عن الهروب من مسؤولية إيجاد العلاج الشافي للسلاح المستشري بذرائع واعتبارات سياسية ومذهبية ؟
ـ هل ان ما حصل سيدفع الدولة إلى القيام بإجراءات ملموسة وعاجلة، ام انها ستثبت مجددا انها غير قادرة إلا على تنشيط حركة وزير الداخلية مروان شربل الذي تتحرك قافلة موكبه عند كل حدث، بجولات استطلاعية محملة بالتمنيات ؟
ـ هل سيشكل هذا الحادث الذي نجا منه لبنان حافزا للمسؤولين، للسياسيين، للأحزاب، للقوى والهيئات المدنية، للالتقاء على كلمة سواء تمنع هذا البلد من السقوط الكبير؟
ـ ما هو دور الجيش في العلاج، هل ستطلق يده، أم ستبقى مقيدة بالاعتبارات السياسية وغير السياسية، ام سيبقى «الدلع» هو عنوان التعاطي مع المسلحين في لحظات الفوضى وعبث العابثين؟
ـ أمام حادثة بهذا المستوى، وفي وضع مفتوح على مثلها وعلى غيرها في غياب الرادع السياسي والأمني، كيف يمكن الذهاب فعلا إلى انتخابات نيابية ـ أقله في طرابلس ـ تعبّر عن مظهر ديموقراطي ولو بالحد الأدنى، وعن ذهاب المواطنين طوعا وبحرية وأمن إلى صناديق الاقتراع؟
وكان موكب الوزير كرامي قد تعرض لاعتداء، أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة في أحد مساجد مدينة طرابلس، من قبل مجموعة شبان في منطقة التل بالقرب من ساحة عبد الحميد كرامي، اعترضوا طريق سيارة «دفع رباعي» تقل مرافقين لكرامي، وحاولوا منعها من مواصلة سيرها، وتطور الجدال بين الطرفين إلى إطلاق رشقات من الرصاص، واستهدفت سيارة المرافقين بقنبلة أدت إلى إحراقها بالكامل. كما طارد شبان مسلحون سيارة كرامي، وعلى الفور حضرت قوة من الجيش اللبناني وفرضت طوقا أمنيا وباشرت تحرياتها عن هوية مطلقي النار.
في هذا الوقت أمت منزل كرامي شخصيات سياسية رسمية ووزارية تقدمها رئيس الحكومة نجيب ميقاتني، وأكد وزير الشباب والرياضة
فيصل كرامي بعد الحادثة
عدم الانزلاق إلى الحرب الأهلية في طرابلس واصفا ما حصل بانه «زعزعة لاستقرار البلد، واستهداف لأمن مدينة طرابلس».
وعقد الرئيس عمر كرامي مؤتمرا صحافيا أكد فيه «اننا لا نحمل ضغائن على احد ولا نتهم أحدا ومتأكدون ان ما جرى كان غلطة من المسلحين الموجودين في ذلك المكان»، مشددا على «أننا نصر على ان نبقى مع خيار الدولة ولن ندعي على احد ولن نحمل المسؤولية لأحد»، متمنيا على «الجيش اللبناني والقوى الأمنية اخذ دورها لطمأنة الناس».
ومساء استقبل الرئيس كرامي في منزله، بحضور نجله الوزير فيصل كرامي، وفدا من الهيئات الإسلامية ضم الشيخ سالم الرافعي، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في طرابلس حسن الخيال، والشيخ حسام الصباغ، والشيخ رائد حليحل، ولجنة المساعي الحميدة، وعددا من المشايخ والقيادات الميدانية في منطقة التبانة والمنكوبين.
وجرى خلال الاجتماع بحث ملابسات الإشكال الذي حصل أمس مع الوزير كرامي، وجرى التأكيد على أنه ابن وقته وهو حادث عرضي، لا يستهدف أحدا، ولا خلفيات له ولا تداعيات مستقبلية على المدينة.
جنبلاط يقترب من الرؤية الروسية للأزمة السورية
من جهة ثانية، حملت الرياح الآتية من روسيا أمس، موقفا متجددا لرئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط تقدم فيه خطوات نحو الرؤية الروسية لحل الأزمة في سوريا، حيث أكد جنبلاط بعد لقائه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في موسكو أمس، ان استقرار الشرق الأوسط مبني على سوريا، وليس من مصلحة احد استمرار النزيف فيها. وأكد على «ضرورة ان يتفق الفرقاء الدوليون حول مبادئ الحل في سوريا»، معتبرا ان «الرؤية الروسية للحل في سوريا جيدة،..ولكن كيف تطبق؟» مشيرا إلى انه سيناقش «ما توصلت إليه في موسكو مع أصدقائي في المعارضة السورية».
سليمان: نحو قانون انتخاب أفضل من «الستين»
يأتي ذلك في وقت كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يقوم بزيارة إلى الجنوب برفقة وزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث تفقد قيادة الوحدات العسكرية وقيادة قوات اليونيفيل، وأكد سليمان في كلمة ألقاها في ثكنة صور ان «هدفنا هو الذهاب في اتجاه قانون انتخاب أفضل من قانون 1960 يشبه الديموقراطية التعددية التي نتميز بها ويعيد فرز الكتل السياسية ليس على قاعدة المذاهب، ويلغي الأحادية الموجودة في بعض المذاهب».
وأشاد سليمان بالجيش داعيا إياه إلى ان يحمي نفسه من الانزلاق نحو السياسة أو الطائفية والابتعاد عن التجاذبات السياسية.
واذ اعتبر ان النفط يحتاج إلى حماية وإستراتيجية للدفاع عنه، أشار إلى «أننا أقررنا برنامج تسليح للجيش لمدة خمس سنوات. لكن، حتى تأمين ذلك وبغية تعزيز الجيش بالأسلحة والعتاد الكافيين لتنفيذ هذه الإستراتيجية، فإنه يمكننا الاستفادة من سلاح المقاومة وفقا لحاجة الجيش ووفقا لآلية قرار نتفق عليها في هيئة الحوار، فلبنان في حاجة إلى قدرات المقاومة التي برهنت دورا وشجاعة كما لعبت دورا كبيرا في التحرير وذلك وفقا لطلب الجيش، وكذلك نحن بحاجة إلى فكر المقاومة في ارساء وتطبيق الديموقراطية في لبنان».
لقاء بري و«المستقبل»
والموضوع الانتخابي حضر في عين التينة أمس، بين الرئيس نبيه بري ووفد من «تيار المستقبل» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة الذي سبق ان التقى مساء أمس الأول الرئيس أمين الجميل وأكدا الانفتاح على أي اقتراح يضمن حقوق الجميع.
وقالت مصادر مطلعة لـ«السفير» ان لقاء عين التينة أمس، كان ايجابيا، ومنفتحا، نوقش فيه الموضوع الانتخابي، واظهر وفد «المستقبل» انفتاحا على البحث في كل الصيغ الانتخابية، كما ابرز مرونة حول السير بصيغة مركبة بين «نصف نسبي ونصف أكثري»."
النهار
طرابلس نجَت مع كرامي من قطوع التفجير
لقاء "تفهّم" في عين التينة بلا اتفاق
وتحت هذا العنوان كتبت النهار تقول "مع أن طرابلس تجاوزت أمس قطوعا بالغ الخطورة عقب الاعتداء المسلح على موكب وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، بفضل الموقف الاحتوائي الفوري الذي اتخذه والده الرئيس عمر كرامي والذي أدى الى استنفار معظم الدولة وأجهزتها والقوى الامنية والعسكرية لمنع حصول تفجير جديد في المدينة، فان الحادث فتح مجددا ملف طرابلس المسلحة حتى أسنانها وما يشكله هذا الواقع من خطر اشتعال المدينة في أي لحظة بفوضاها وتناقضاتها.
ذلك أن وقائع الحادث، كما أكدها معظم الجهات المعنية، أثبتت أن التعرض للوزير كرامي حصل على نحو انفعالي وكان ابن ساعته، وصرح الوزير نفسه بأن ما حصل معه "لم يكن محاولة اغتيال ولم يكن مكمنا مدبرا". ومع ذلك فان شرارة الحادث اشتعلت بفعل الفوضى المسلحة التي رافقت اعتصاما لأهالي الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية حين تعرض موكب كرامي لدى مروره في ساحة عبد الحميد كرامي لرشق بالحجارة، ومن ثم انهال الرصاص على الموكب وأصيبت احدى سياراته بقنبلة أدت الى احتراقها واصابة خمسة من عناصر المواكبة، فيما قتل مرافق حسام الصباغ المعروف كأحد أبرز قادة التنظيمات الاسلامية في المدينة. وفي معلومات لـ"النهار" ان الحادث كاد يتطور في اتجاه بالغ الخطورة لدى ترجل الوزير كرامي من سيارته لمعاينة ما جرى، إذ تقدم منه مسلح ووجّه مسدسا الى رأسه ولكن سرعان ما تراجع وأكمل الموكب طريقه الى منزل الرئيس كرامي. وفيما شهد منزل كرامي الأب تدفقا للشخصيات الرسمية والوزارية والنيابية وفي مقدمها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي اختلى نحو ساعة بالرئيس كرامي، اتخذ الجيش اجراءات أمنية مشددة وسيّر دوريات وأقام حواجز وسط حال استنفار واسعة أدت الى تبريد الاجواء واختفاء المسلحين من الشوارع.
وسارع الرئيس عمر كرامي الى تطويق المضاعفات باعلانه ان "الحادث هو ابن وقته ونحن لا نحمل ضغائن لأحد ولا نتهم أحدا ومتأكدون من ان ما جرى كان غلطة من المسلحين الموجودين في ذلك المكان". وأضاف: "اننا نصر على ان نبقى مع خيارات الدولة ولن ندعي على أحد".
كذلك رفض الوزير كرامي اتهام طرف محدد بالاعتداء عليه قائلا: "نحن في انتظار الاجهزة الامنية والقضائية لتحديد المسؤوليات واتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية السلم الاهلي والاستقرار في عاصمة الشمال".
ودق وزير الداخلية مروان شربل، عقب رئاسته اجتماعا لمجلس الامن الفرعي في سرايا طرابلس جرس الانذار حيال واقع المدينة إذ قال: "ان ما يحصل فيها هو أكبر من الاجهزة الامنية ومن الدولة وأكثر ما نخافه أن تنطلق الفتنة من هذه المدينة الى كل لبنان". ودعا "الدولة وجميع السياسيين الى اتخاذ قرار بجعل طرابلس منزوعة السلاح".
وأفادت معلومات مساء امس أن وفدا من الفاعليات الاسلامية قام بزيارة الرئيس كرامي في منزله تتويجا للمساعي التي بذلت عقب الحادث.
لقاء عين التينة
ومع أن حادث طرابلس خرق المناخ السياسي الذي يشهد تصاعد وتيرة الاهتمامات بملف قانون الانتخاب وتعقيداته، فهو لم يحجب متابعة الاتصالات الجارية سعيا الى تعويم احتمال التوصل الى صيغة توافقية لهذا القانون.
واكتسب في هذا الاطار اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة مع وفد من "تيار المستقبل" في عين التينة أهمية بارزة إذ اعتبر الخطوة العملية الاولى بين الجانبين في اطار هذا المسعى التوافقي. واستمر اللقاء الذي شارك فيه النائب نهاد المشنوق والوزير السابق محمد شطح اكثر من ساعتين وتخلله غداء الى مائدة الرئيس بري.
واكتفى رئيس المجلس بالقول لـ"النهار" عن اللقاء إنه "كان صريحاً وشفافاً وصادقاً ويحتاج الى المتابعة".
أما أوساط وفد "المستقبل" فأوضحت لـ"النهار" ان الاجتماع "كان جيداً وجرى التطرق فيه الى مختلف المشاريع الانتخابية المطروحة وجرت قراءة هادئة في هذه المشاريع واستعادة لكل ما جرى منذ وضع اتفاق الطائف". واضافت ان "نقاشاً عميقاً وجدياً حصل حول تفهم الهواجس المسيحية ولكن لم يتم استخلاص أي نتائج، فلا الرئيس بري قبل مع الوفد بالنظام الاكثري ولا وفد "المستقبل" قبل معه بالنسبية ولكن جرى تأسيس لقواعد فهم مشتركة".
14" آذار
وفي موازاة هذا اللقاء، برز تحرك داخل صفوف قوى 14 آذار لتبديد الانطباعات التي اثارها التباين حيال ملف قانون الانتخاب واعادة تأكيد تماسك التحالف بين هذه القوى.
وجاءت الاشارة الاولى الى هذا التحرك في بيان صدر عن تكتل "القوات اللبنانية" عقب اجتماع عقده امس برئاسة رئيس الحزب سمير جعجع. وقد شدد التكتل على "ثبات تحالف 14 آذار الذي شكل ولا يزال حالة وطنية انطلاقاً من الوقفة التاريخية للشعب اللبناني عام 2005". واشار الى انه "مهما بلغ الخلاف حول قانون الانتخاب فإن القوات اللبنانية تتمسك الى أبعد الحدود بتحالفها الراسخ مع القوى السيادية وفي طليعتها تيار المستقبل". كما لفت الى "ان مشروع "اللقاء الارثوذكسي" حظي بأوسع تأييد في اللجنة الفرعية المكلفة مناقشة قانون جديد للانتخاب، لكن التكتل يبقى منفتحاً الى أبعد الحدود على مناقشة أي بديل جدي يحظى بتأييد غالبية المكونات اللبنانية".
وفي السياق عينه، علمت "النهار" ان اجتماعاً جمع رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل والرئيس فؤاد السنيورة والنائب بطرس حرب على هامش مناسبة اجتماعية مساء الخميس الماضي. كما استقبل السنيورة صباح امس النواب مروان حمادة وفؤاد السعد وهنري حلو وعرض معهم المشاريع الانتخابية ومواقف النواب المستقلين في 14 آذار من مختلف المشاريع المطروحة.
وقالت أوساط كتائبية لـ"النهار" إن لقاء الجميل والسنيورة وحرب أكد ثبات التحالف بين مكونات 14 آذار وان الخلاف على قانون الانتخاب لا يفسد للود قضية، مشددة على عدم تراجع أي طرف في هذا الفريق عن كل المبادئ التي تجمع التحالف السيادي.
كما قالت أوساط السنيورة ان التواصل مع مكونات 14 آذار قائم ومستمر وسيجري تفعيله بوتيرة مستمرة وكثيفة.
وفي سياق متصل بالاستحقاق الانتخابي في لبنان، جددت السفارة الاميركية في بيروت امس عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" دعوتها لبنان الى "اجراء الانتخابات النيابية في موعدها عبر آلية تؤمن انتخابات حرة وشفافة وعادلة"."
الاخبار
نجاة فيصل كرامي وطرابلس من الاغتيال
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار تقول "نجت طرابلس من قطوع أمني كبير بنجاة الوزير فيصل كرامي من محاولة اغتيال، بعد تعرض مسلحين لموكبه بالرصاص والقنابل، عدّها والده الرئيس عمر كرامي «ابنة ساعتها»، ما أسهم في تبريد نفوس أنصاره، والحفاظ على أمن طرابلس الهش.
عاد أمن مدينة طرابلس الى الواجهة مرة اخرى، بعد محاولة اغتيال وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، الذي أنقذته «العناية الإلهية»، بحسب ما رأى والده الرئيس عمر كرامي، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فيما أدت الجريمة إلى وقوع 11 جريحاً، بينهم 5 من مرافقي كرامي.
نجاة كرامي أدت إلى تجاوز طرابلس قطوعاً كبيراً، كان يمكن أن يُدخلها الجحيم مجدداً، ويؤجج فلتان الوضع الأمني، الذي تعانيه أصلاً. إلا أن احتواء الموقف سريعاً من الوزير كرامي ووالده، والتحرك الأمني على الأرض للجيش اللبناني، وشجب الحادثة حتى من قبل خصوم كرامي السياسيين، فضلاً عن الالتفاف الشعبي حول كرامي والتضامن معه، كلها عوامل أسهمت في وأد الفتنة، وفي ضبط إيقاع الشارع، ولجم ردات فعله.
الإشكال
والإشكال الذي أوقع 11 جريحاً، بينهم 5 من مرافقي كرامي، حسبما أفادت مصادر متقاطعة لـ «الأخبار»، بدأ عندما خرج الوزير كرامي من مكتبه في كرم القلة، حيث يلتقي المواطنين أسبوعياً مع والده، الذي كان غائباً أمس، متوجهاً لأداء صلاة الجمعة.
وبسبب الاعتصام الذي كان قائماً في ساحة عبد الحميد كرامي المجاورة لمكتبه تضامناً مع الموقوفين الاسلاميين، اختار كرامي عدم المرور في الساحة، كما جرت العادة لأداء صلاة الجمعة في مسجد الصديق القريب منها، فسلك طريقاً معاكساً باتجاه سنترال التل وساحة جمال عبد الناصر. وعندما وصل إلى تقاطع شارع المصارف، توقف موكبه المكون من 4 سيارات عن متابعة طريقه بسبب وجود دراجات نارية وسط التقاطع. ولما طلب مرافقو كرامي من المعتصمين الذين كانوا قادمين من باب التبانة للمشاركة في الاعتصام إبعاد الدراجات، حصل تلاسن بين الطرفين وضرب بالحجارة وإطلاق نار، استتبع بملاحقة متظاهرين مسلحين موكب كرامي حتى تقاطع شارع عزمي. وتزامن ذلك مع وصول متظاهرين آخرين مسلحين كانوا متجهين نحو ساحة الاعتصام، في مشهد يشبه حرب الشوارع والمطاردات فيها.
وبسبب ازدحام السير عند التقاطع، أقدم مسلحون على رمي قذيفة إنيرغا على إحدى سيارات موكب كرامي (رباعية الدفع، كان كرامي يستقلها عادة، لكن أمس استقل سيارة أخرى)، وإطلاق النار عليها بكثافة، ما أدى إلى سقوط 11 جريحاً.
على الفور، حضر عناصر الدفاع المدني، وعملوا على اطفاء الحريق الذي غطت سحب دخانه الكثيف سماء طرابلس، كما قامت فرق تابعة للادلة الجنائية في قوى الامن الداخلي بالكشف على مكان احراق سيارة الوزير كرامي وعملت على مسح مسرح الحادثة.
وتدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة وفرضت طوقاً أمنياً حول مكان الحادث، كما سيّرت دوريات راجلة ومؤللة وأقامت حواجز تفتيش في كافة أنحاء المدينة. وأشارت الى ان الوضع أعيد إلى طبيعته، وان وحداتها اتخذت إجراءات أمنية مشددة، وباشرت ملاحقة مطلقي النار لتوقيفهم وتسليمهم إلى القضاء المختص.
وفي اول رد فعل له على محاولة الاغتيال، الذي أسهم في تبريد الوضع، شدد الرئيس كرامي على أن الحادث «ابن وقته»، رافضاً «الادعاء على أحد أو أن نحمل ضغائن على أحد أو تحميل أي جهة المسؤولية». هذا الموقف كان بمثابة سكب ماء بارد على رؤوس مناصريه الحامية، الذين طلب منهم أن «يعوا المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وأن لا يحمّسهم أحد، أو يطلب منهم أموراً لا نريدها وليست من شمائلنا».
وقال كرامي، في مؤتمر صحافي عقده في منزله وإلى جانبه نجله، وقد اغرورقت عيناه بالدموع إن «العناية الإلهية تدخلت لتنقذ فيصل من نتيجة مؤلمة»، مشيراً إلى أن «ما جرى كان غلطة من المسلحين الموجودين في المكان»، ومشدداً على «أننا نصر على أن نبقى مع خيارات الدولة، وخللي الدولة تصطفل».
لكن كرامي قال «نحن لا نشعر بأن القوى الأمنية تقوم بواجباتها على نحو يريح الناس»، متطرقاً إلى ما يحصل في ساحة عبد الحميد كرامي، وأنه «يسمم أجواء البلد». وشدد على أنه «مرّ علينا الكثير وقدّمنا دماءنا في سبيل وحدة لبنان وعروبته، وكل القضايا المحقة في لبنان والعالم الإسلامي، ومستعدون دائماً لتقديم هذه الدماء لتستمر مسيرة الإنماء والتقدم».
أما الوزير كرامي، الذي أوضح لـ «الأخبار» أن «الحادث لم يكن مدبراً ولا مقصوداً، إنما كان ابن ساعته»، فقد اعتبره «عملية اغتيال موصوفة، لأن المسلحين كانوا يعرفون أن الموكب يعود لي، لكن العناية الإلهية وحدها أنجتني وأنجت الشباب والمدينة من كارثة».
وأكد كرامي «لن أقوم بأيّ رد فعل مع أنني قادر على ذلك، وسأترك الأمور للقضاء والدولة، فهذه المدينة نعيش فيها مع أهلنا، ولا مصلحة لنا سوى في أن تكون مستقرة وآمنة، ولو على حسابنا».
اتصال الحريري
استهداف كرامي الشاب لم يُمثل صدمة لمناصريه ولشريحة واسعة من أبناء طرابلس فقط، بل إن منزل العائلة الذي ضاق بالشخصيات السياسية والأمنية والدينية والشعبية عبّر عن قلق هذه الشخصيات على اختلافها من انفلات الوضع الأمني وانتشار السلاح.
وفي هذا الإطار، جاء اتصال الرئيس سعد الحريري بكرامي للاطمئنان، واعتباره ما حصل «محاولة دنيئة لاستدراج طرابلس إلى عدم الاستقرار من جديد». ورد كرامي عليه أن «ما وقع لم يكن مقصوداً أو مدبّراً، ونحن لن ننجر نحو التصعيد، لأننا نعيش في هذا البلد».
«عدم متاجرة كرامي بالحادث أو استغلاله أو تصعيد موقفه كما يفعل الآخرون»، على حد قول أوساطه، جعلته يوضح لـ «الأخبار» ان العماد ميشال عون الذي اتصل به مطمئناً قال له: «نحن تطلق النار علينا، وغيرنا يقول إنه هو المستهدف».
خطوات التضامن مع كرامي تمثلت في وصول زملائه في الحكومة إلى منزل العائلة، تعبيراً عن تضامنهم معه، إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى، قبل أن يصل الرئيس ميقاتي، الذي عقد لقاءً ضمّه والرئيس كرامي لأكثر من ساعة، لكنه رأى في بيان مسبق له أن استهداف كرامي «محاولة لافتعال فتنة داخلية في طرابلس».
وقال: «الادانة وحدها لا تكفي، لأن العناية الالهية انقذت طرابلس من هذا القطوع الخطير، الذي استهدف بيتاً وطنياً عريقا قدم إلى لبنان اغلى التضحيات، وفي مقدمها الرئيس الشهيد رشيد كرامي».
محيط منزل عائلة كرامي الذي تحوّل إلى ما يشبه ثكنة عسكرية بسبب الانتشار الكثيف للجيش اللبناني في محيطه، كما في محيط منزل الوزير الشاب ومكتبيه في كرم القلة وشارع نديم الجسر، ازدادت حوله الإجراءات الأمنية مع وصول وزير الدفاع فايز غصن، ووزير الداخلية مروان شربل، الذي عدّ ما حصل «نتيجة حمل السلاح وتقصير الدولة في ضبطه»، قبل أن يتوجه إلى سرايا طرابلس ليرأس اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي.
وبعد الاجتماع أكد شربل ان «المواطنين لا ثقة لهم بالاجهزة الامنية الموجودة هنا»، لكنه شدد على انه «ليس مسموحاً بأن أسمع كلاما من ابن طرابلس بأنه هو من سيحمي نفسه».
ودعا إلى ان «يكون الانطلاق من طرابلس منزوعة السلاح مثالاً صالحا لكل لبنان»، مطالباً بـ «اعلان حال الطوارئ السياسية، وبأن يجتمع مجلس النواب لحل الموضوع». واوضح ان «كرامي لم يكن مستهدفاً في الاساس، لكن عندما عرف مطلقو النار من هو لاحقوه».
في مقابل ذلك، سارع الإسلاميون، وخصوصاً السلفيين منهم، إلى حصر تداعيات الحادث، الذي وقع بين عناصر محسوبين عليهم وآخرين مقربين من كرامي، إلى ملاقاة الأخير في منتصف الطريق لاحتواء تداعياته، بارسالهم وفداً إلى منزل كرامي ترأسه عضو لجنة متابعة الموقوفين الإسلاميين الشيخ رائد حليحل للاطمنان والاستنكار، وأعلنوا بعد اجتماع لهم أنهم «سسدّعون على جهة مجهولة بالأعتداء» على الوزير كرامي.
لكن الحادث أثار قلق المتابعين من زاويتين، الأولى أن آل كرامي تربطهم تاريخياً بكل الإسلاميين علاقات جيدة، بعضها يعود إلى مؤسس زعامة العائلة عبد الحميد كرامي، الذي كان مفتياً. أما الزاوية الثانية لقلق المتابعين، فنبعت من أن تجرؤ المعتدين على القيام بفعلتهم بهذا الشكل، لم يكن ليحصل لو لم يكونوا يدركون أن هناك سقفاً سياسياً وأمنياً يحميهم ويمنع عنهم المحاسبة وخيمة تقيهم المساءلة، وأن هذا الوضع المتفلت ينذر بالأسوأ إذا لم يتم تداركه سريعاً.
ورأى المتابعون أن ما حصل سينعكس سلباً على قضية الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية، الذين كانت طرابلس تشهد أمس اعتصاماً تضامنياً معهم، وإقامة صلاة الجمعة في الساحة حيث خطب الشيخ سالم الرافعي، الذي طالب بالإفراج الفوري عن الموقوفين، في حضور علني نادر للشيخ حسام الصباغ، وأن التصرفات المتهورة للبعض قد ارتدّت سلباً على قضية الموقوفين، إذ ما هو المبرر لحمل معتصمين في اعتصام سلمي بنادق رشاشة وقذائف إنيرغا وقنابل يدوية؟"
المستقبل
طرابلس تنجو من قطوع حادثة الوزير كرامي.. وفلتان السلاح
برّي يلتقي السنيورة ووفد "المستقبل": لقانون يحظى برضى الجميع
وتحت هذا العنوان كتبت المستقبل تقول "نجت طرابلس ولبنان أمس من قطوع كاد يوصل إلى أزمة وطنية كبرى وخطيرة، حتى لو كان ما جرى مع وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي هو ابن لحظته وغير مدبّر على ما قال الرئيس عمر كرامي بنفسه.
ومع ذلك، فإن حادث طرابلس سلّط الأضواء مجدداً على الفلتان المريع للسلاح غير الشرعي وعلى الأخطار المتنامية عن انفلاته وعن كونه المصدر الأول لمحاولات بشار الأسد لتفجير الفتنة في لبنان وتدمير البلد مرة أخرى.
والحادث الذي أدى إلى إصابة ستة أشخاص بجروح، وصفت حالة أحدهم بالحرجة، ترافق مع تسجيل لقاء مهم بين وفد من كتلة "المستقبل" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، في سياق البحث عن صيغة انتخابية جامعة ووطنية ترضي كل الناس، والذي علمت "المستقبل" من مصادر مواكبة أن الرئيس بري أكّد خلاله أنه "ليس مؤيداً للمشروع الأرثوذكسي، إنما هو يقوم بوساطة توفّق بين الجميع لإنتاج قانون انتخابي يحظى بقبول كل الأطراف".
وفي موازاة ذلك، كان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يزور الجنوب ويسجّل موقفاً أكّد من خلاله مجدداً أن هدفه الذهاب باتجاه قانون أفضل من قانون الستين ويشبه الديموقراطية التعددية التي نتميّز بها".
طرابلس
والحادث الذي تعرّض له الوزير كرامي تزامن مع تنفيذ اعتصام بدعوة من لجنة متابعة الموقوفين الإسلاميين قطع خلاله المعتصمون بشكل نصفي الطرق والمنافذ المؤدية إلى ساحة عبدالحميد كرامي تمهيداً لإقامة صلاة الظهر.
وحصل ما حصل على ما يبدو نتيجة إشكال وقع بين مجموعة من مرافقي كرامي وبين موكب لهيئة العلماء المسلمين جرى خلاله إطلاق نار ورمي قنابل يدوية أدت إلى احتراق سيارة جيب للوزير كرامي.
وأكّد الرئيس عمر كرامي، في مؤتمر صحافي عقده أن الحادث هو "ابن وقته والعناية الإلهية تدخلت لتنقذ الوزير فيصل كرامي من أي نتيجة مؤلمة لا سمح الله" مضيفاً "إننا لا نحمل ضغائن على أحد ولا نتهم أحداً ومتأكدون بأن ما جرى كان غلطة من المسلحين الموجودين في ذلك المكان".
وشدّد على الإصرار على البقاء "مع خيارات الدولة ولن ندّعي على أحد ولن نحمّل المسؤولية لأحد".
وأثار الحادث موجة واسعة من الاستنكار حيث اتصل رئيس الجمهورية بالوزير كرامي مطلعاً منه على ملابساته مطمئناً إلى "صحته وسلامته" ومعرباً عن "إدانته لما حصل".
كما أجرى الرئيس سعد الحريري اتصالاً هاتفياً بالوزير كرامي مستنكراً بشدة الحادث الذي رأى فيه "محاولة دنيئة لاستدراج مدينة طرابلس إلى عدم الاستقرار من جديد" وأهاب بالطرابلسيين وفاعليات المدينة "التنبّه لمثل هذه المحاولات والحرص على الأمن الوطني والتعاون مع السلطات الأمنية والقضائية لمكافحة مثل هذه الحوادث ووضع حد نهائي لها".
وتلقى كرامي أيضاً اتصالات من الرئيس السنيورة وشخصيات سياسية ودينية عدة.
عين التينة
وفي عين التينة، استقبل رئيس مجلس النواب وفداً من كتلة "المستقبل" برئاسة الرئيس السنيورة يرافقه النائب نهاد المشنوق ومستشار الرئيس الحريري الوزير السابق محمد شطح.
وأشارت مصادر مواكبة للقاء لـ"المستقبل" إلى أن "البحث تخلله جولة أفق واضحة وصريحة وصادقة لكنه لم يتم الاتفاق على شيء".
وأكّدت أن الرئيس بري "ليس مؤيداً للمشروع الأرثوذكسي إنما هو يقوم بوساطة توفّق بين الجميع لإنتاج قانون انتخاب يحظى بقبول كل الأطراف" مشيرة إلى أن الرئيس بري "يجاهر بقبوله السير بأي قانون يُجمع عليه المسيحيون من أجل طمأنتهم وحماية الخصوصية المسيحية، لكن حتى الآن لا إجماع مسيحياً على الطرح الأرثوذكسي، وهذا ما عبّر عنه رئيس الجمهورية العماد سليمان في أكثر من مناسبة وآخرها كان في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة".
وعن توفّر الأكثرية النيابية للمشروع الأرثوذكسي، أكّدت المصادر أن "لا أحد يستطيع أن يحسم قضية بحجم قانون الانتخابات من دون توافق" مذكّرة بأن "قانون الانتخاب لا يقّر بـ65 نائباً، فالأمر ليس بمستوى تعيين موظف أو مدير عام وليس مرتبطاً بعدد النواب الذين معه، إنما هو قضية وطنية يتوقّف عليها مستقبل البلد".
سليمان
وقام الرئيس سليمان أمس بزيارة إلى الجنوب هنأ خلالها "الجيش على الدور الذي قام به أثناء الاعتداء على غزة لجهة ضبط الحراك في المنطقة الحدودية اللبنانية بهدف عدم توريط لبنان في أمور لا فائدة منها على الإطلاق لا للبنان ولا لفلسطين".
وجدّد أثناء زيارته مقر قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) معارضته "لمشروع الفرزلي" مؤكداً أن "هدفنا هو الذهاب باتجاه قانون أفضل من قانون الستين وإلى قانون يشبه الديموقراطية التعددية التي نتميّز بها. لذلك فإن الأفضل هو قانون تعدّدي يعكس الوحدة الوطنية التي امتزنا بها منذ زمن الاستقلال وعشنا عليها".
وفي قاعدة صور العسكرية حيث كان في استقباله قائد الجيش العماد جان قهوجي، شدد سليمان على أن هناك "ثلاثة مرتكزات أساسية للبنان وحمايته وهي الجيش اللبناني، النظام الديموقراطي الذي نتمتع به والنظام المالي الذي نتميّز به" مشيراً إلى أن لبنان اليوم بحاجة "لاستراتيجية للدفاع عن ثروته النفطية وطلبنا من الجيش إعداد استراتيجية للدفاع عن البر والبحر والجو. إلا أن هذه الاستراتيجية تتطلب عتاداً وتسلّحاً وقد أقررنا برنامجاً لتسليح الجيش لمدة خمس سنوات. لكن حتى تأمين ذلك، يمكننا الاستفادة من سلاح المقاومة وفقاً لحاجة الجيش ووفقاً لآلية قرار نتفق عليها في هيئة الحوار".
السوري الحر
وعلى مقلب آخر، أكد المنسّق الإعلامي والسياسي لـ"الجيش السوري الحر" لؤي المقداد أن "العقبة الأساسية في قضية الإفراج عن اللبنانيين المخطوفين في أعزاز هي المطالبة بالإفراج عن معتقلين لدى نظام بشار الأسد" متوجهاً إلى أهالي المخطوفين بالقول "مخطوفوكم هم أهلنا ونقوم بما نستطيع القيام به ولسنا نحن مَن يحتفظ بهم، وهذا الجرح يضر بنا وهو من مصلحة بشار الأسد".
ولفت المقداد إلى أن "هناك فريقاً يشكر الأسد ويقول عنه إنه بطل قومي، فليتفضّل ويدخل في وساطة للإفراج عن بعض المعتقلين لإتمام الصفقة وإغلاق هذا الجرح"."
اللواء
كسر جليد بين برّي والمستقبل.. وباسيل لانتقام كهربائي من بيروت: خفض التغذية ورفع التعرفة!
طرابلس تنجو من الفتنة بنجاة فيصل عمر كرامي
وتحت هذا العنوان كتبت اللواء تقول "اجتازت طرابلس والشمال، قطوعاً أمنياً وسياسياً خطيراً، كان من المؤكد أن آثاره لن تقتصر على الفيحاء ومنطقة الشمال فحسب، بل قد تضرب بارتداداتها الاستقرار اللبناني في الصميم.
وغطى الحدث الطرابلسي المتمثل بمحاولة استهداف وزير الشباب والرياضة فيصل عمر كرامي، وهو في طريقه من مكتبه لتأدية صلاة الجمعة، بإطلاق النار على موكبه، على ما عداه في ظل ترنح المناقشات حول مشاريع قانون الانتخاب، وتقطيع الوقت لجلاء مسار التطورات السورية، مع أن المداولات استمرت بين المواقع الرئاسية المعنية للبحث عن نقاط مشتركة تؤسس لقانون جديد للانتخابات بما يشبه الإجماع الوطني.
وبالتزامن مع صلاة الجمعة، ظهر أمس، سرعان ما انتشر نبأ إطلاق النار على موكب الوزير كرامي، مما أدى إلى إصابة 4 من مرافقيه وشخص آخر كان ماراً في المنطقة.
وقال مصدر أمني لبناني أن الحادث وقع أثناء توجه وزير الشباب في موكبه لأداء صلاة الجمعة في أحد مساجد المدينة، حين صودف مرور موكب من السيّارات يضم اسلاميين للمشاركة في الاعتصام التضامني مع الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية، عند المدخل الجنوبي لطرابلس (ساحة النور)، وأدى إطلاق النار وإلقاء قنبلة هجومية على الموكب الى اندلاع حريق في سيّارة رباعية الدفع من الموكب المؤلف من ثلاث سيّارات.
وقبل أن يتفاعل الحادث في الشارع الطرابلسي، ويتحول الى إطلاق نار بين أطراف سياسية متباعدة في عاصمة الشمال، خرج الوزير كرامي بصوته ليعلن: «لا أعتقد انني كنت مستهدفاً، لأن مطلقي النار لا يعرفون مسبقاً انني كنت سأمر هناك. وتقاطرت إلى منزل رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي الشخصيات الرسمية والامنية والسياسية، في مقدمها الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء فايز غصن ومروان شربل وأحمد كرامي، وبدأت التحقيقات على الفور لجلاء ما حصل، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع التدهور.
ووصف الرئيس ميقاتي ما حصل بأنه «محاولة لافتعال فتنة داخلية في المدينة»، فيما عقد مجلس الأمن الفرعي في المدينة اجتماعاً طارئاً، وأعلنت قيادة الجيش أن إجراءات ملاحقة مطلقي النار قد بدأت بتوقيفهم وتسليمهم للقضاء المختص، وكرر وزير الداخلية دعوته إلى ان تكون طرابلس مدينة منزوعة السلاح لتكون مثالاً صالحاً لكل لبنان.
لكن الرئيس كرامي قطع الطريق على الفتنة، حين وضع تعرض موكب نجله في إطار «الخطأ من قبل بعض المسلحين»، مؤكداً في مؤتمر صحفي عقده لاحقاً في منزله، في حضور الوزير كرامي، أنه لا يتهم أحداً ولا يحمّل المسؤولية لأحد، وأن ما جرى كان غلطة من المسلحين الموجودين في ذلك المكان».
ولاحظت مصادر مطلعة، أنه يسجل للرئيس كرامي بأنه سعى بقوة لإطفاء نار الفتنة، واحتواء الحادث بسرعة، حينما تجنّب اتهام أحد، وإن كان قد ألقى مسؤولية التقصير على الأجهزة الأمنية، وفي الوقت نفسه أكد تمسكه بالدولة، مذكراً بأن عائلته قدمت دماءها في سبيل وحدة لبنان وعروبته.
وفي الوقت نفسه، أكد الوزير كرامي من منزل والده، أن ما حصل معه ليس محاولة اغتيال، ولم يكن كميناً مدبراً، معلناً دعمه لقضية الموقوفين الإسلاميين، تاركاً تحديد المسؤوليات للأجهزة الأمنية والقضائية، وهو الأمر الذي ساهم في تزكية الاتصالات التي كانت بدأت فور وقوع الحادث، حيث عقد اجتماع للهيئات الإسلامية في مقر الجماعة الاسلامية، استنكرت فيه الاعتداء على الوزير كرامي، معتبرة أن ما جرى «يهدف إلى زعزعة الاستقرار في طرابلس، وإلى إفشال أي تحرك سلمي في قضية الموقوفين الإسلاميين».
وليلاً زار وفد من الهيئات الاسلامية ضم المشايخ سالم الرافعي ونبيل رحيم وحسام صباغ وآخرين، الرئيس كرامي، في حضور فيصل، تتويجاً لمسعى إيجابي لصالح التهدئة.
وقال الشيخ رحيم لـ «اللواء»: إن الأجواء إيجابية، وأن اتصالات سبقت الاجتماع واتسمت بالكثير من التفهم والحرص على استقرار طرابلس.
لقاء بري - السنيورة
في هذا الوقت، كان يعقد في عين التينة لقاء بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووفد من تيار «المستقبل» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وعضوية النائب نهاد المشنوق والوزير السابق محمد شطح، واستبقاهم الرئيس بري إلى مائدته للغداء. لكن اللقاء لم يخرج باتفاق انتخابي سوى التأكيد على مواصلة التشاور من أجل التوصل إلى توافق حول صيغة قانون انتخابي جديد، وهو ما شدد عليه مجدداً رئيس المجلس مطالباً بتعاون فعلي من كل الفرقاء.
وذكرت مصادر المجتمعين لـ «اللواء» إن الاجتماع كسر الجليد الذي كان بين تيار «المستقبل» ورئيس المجلس منذ فترة، وفتح أبواب عودة التشاور والحوار بينهما، دون أن يعني ذلك توقع الوصول إلى توافقات سريعة حول الملفات المطروحة، وخاصة قانون الانتخاب.
وأشارت المصادر إلى أن البحث تناول مختلف المشاريع الانتخابية المطروحة، بما في ذلك مشروع الحكومة ومشروع الفرزلي والقواعد الواجب اتباعها بين النظامين الأكثري والنسبي.
وأعرب كل طرف عن وجهة نظره بالنسبة لمشروع الفرزلي وللاكثري والنسبي، حيث اكد كل منهما استمراره على مواقفه المعروفة، اذ ان «المستقبل» بقي مع النظام الاكثري وبحث الدوائر الصغرى او الستين معدلاً، بما يرضي الطوائف المسيحية، في حين بقي الرئيس بري مع النسبية وقانون يراعي الهواجس المسيحية، وانتهى اللقاء الى اتفاق على استمرار التشاور بين الطرفين.
اما مصادر الرئيس السنيورة، فقالت ان اللقاء كان جيداً، تم خلاله استعراض ونقاش كل مشاريع الانتخابات المطروحة، ولم يتم التوصل الى نتائج او استخلاصات، ولم يتم الاتفاق على شيء.
وكان الرئيس السنيورة التقى ليل امس الاول الرئيس امين الجميل، وقالت مصادره ان التشاور والتواصل بين مكونات 14 آذار مستمر وسيتكثف خلال الساعات المقبلة، علماً ان كتلة «القوات اللبنانية» اكدت امس على تحالفها القوي مع القوى السيادية، وفي طليعتها تيار «المستقبل» مهما بلغ الخلاف على قانون الانتخاب، مشددة على ان لا عودة الى قانون الستين، وانه يجب الانتهاء من اقرار القانون الجديد في اقرب وقت.
سليمان
وفي هذا السياق، اكد الرئيس ميشال سليمان خلال زيارته مقر قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفل» وقاعدة صور العسكرية، برفقة قائد الجيش العماد جان قهوجي، ان «هدفنا هو الذهاب باتجاه قانون افضل من قانون 1960، الى قانون يشبه الديمقراطية التعددية التي نتميز بها ويعيد فرز الكتل السياسية ليس على قاعدة المذاهب، وليس باتجاه قانون يكرس التطرف في المذاهب، او يستبدل الاحادية بتعددية متطرفة او متعصبة او طائفية».
ولفت الرئيس سليمان الى ان النفط يحتاج الى حماية واستراتيجية للدفاع عنه، مشيراً الى انه وحتى تأمين تعزيز الجيش بالاسلحة والعتاد الكافيين لتنفيذ هذه الاستراتيجية، فإنه يمكننا الاستفادة من سلاح المقاومة وفقاً لحاجة الجيش ووفقاً لآلية قرار نتفق عليها في هيئة الحوار، كما اشار الى حاجة لبنان الى قدرات المقاومة التي برهنت دوراً وشجاعة، كما لعبت دوراً كبيراً في التحرير، وذلك وفقاً لطلب الجيش، وكذلك نحن بحاجة الى فكر المقاومة في ارساء وتطبيق الديمقراطية في لبنان، مؤكداً ان لا لزوم لان يدفع لبنان ثمن ديمقراطية الآخرين، علينا ان نقدم النموذج لا ان نتقاتل مع بعض بسبب وجود الاضطرابات حولنا».
باسيل: الانتقام من بيروت
وسط هذه التطورات، كشف النقاب عن مادة متفجرة، طرحها وزير الطاقة جبران باسيل امام مجلس الوزراء للانتقام من العاصمة بيروت كهربائياً، اذ قالت معلومات ان مجلس الوزراء الذي سيناقش يوم الثلاثاء المقبل في اجتماعه في السراي الحكومي جدول اعمال من 39 بنداً، سيكون من بينها عرض وزير الطاقة موضوع تخفيض ساعات التغذية في التيار الكهربائي في مدينة بيروت ومساواتها بالمناطق الاقرب واعادة توزيع الطاقة في المناطق بحسب نسب الهدر والجباية، بالاضافة الى زيادة التعرفة في بيروت.
ومن بين البنود ايضاً عرض لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني لعملها مع برنامج الامم المتحدة، وعرض وزارة الخارجية لمساعدات مقدمة من الهلال الاحمر العراقي للنازحين السوريين في لبنان."
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها