28-11-2024 11:37 PM بتوقيت القدس المحتلة

الامثال العربية في موسوعة دهخدا الفارسية

الامثال العربية في موسوعة دهخدا الفارسية

في موسوعة "أمثال وحكم" دهخدا الفارسية المؤلفة من اربعة مجلدات هناك الكثير من المداخل للامثال العربية.

 

 

 

الامثال العربية في موسوعة دهخدا الفارسيةفي موسوعة "أمثال وحكم" دهخدا الفارسية المؤلفة من اربعة مجلدات هناك الكثير من المداخل للامثال العربية، ومن خلال استعراض اجمالي للامثال العربية في تلك الموسوعة يتبين لنا ما يلي :
 

1 - وجود الكثير من الامثال العربية التي تحوي نظائر لها في الفارسية على صورة اقرب ما تكون الى الترجمة الحرفية، من ذلك: «الخائن خائف، النوم اخ الموت، الغريق يتشبث بكل حشيش، الغريب اعمى...». 

2 - وهناك مجموعة اخرى من الامثال المتشابهة بين العربية والفارسية باستثناء بعض الاختلافات،من ذلك:«هذا الفرس وهذا الميدان، آخر الحيل السيف، ابدأ بنفسك، يلدغ العقرب طبعا، الملدوغ يخاف من جرة الحبل، لكل مقال مقام..». 

3 - تمتلك الفارسية امثالا تتشابه في الكثير من المفاهيم مع الامثال العربية، وهذا التشابه يمكن مشاهدته ايضا في سائر الثقافات الاخرى لانه يرتبط اكثر من اي شيء آخر بالعلاقات الانسانية والتجارب المشتركة للبشرية، لكن وتبعا للدلائل التي سنتناولها لاحقا، فان التشابه في المفاهيم بين الامثال الفارسية والعربية يتفوق على باقي اللغات الاخرى، وهو اكثر جذابية وجمالا: «همم الرجال تقلع الجبال، من كثرة الملاحين غرقت السفينة، اكسب من نملة...». 

4 - ان قسماً هاما من تلك الامثال جزء من الامثال الفصيحة التي يمكن تسميتها حكما، ويقتصر استخدامها على الاثار الادبية ولا سيما المتون الكلاسيكية، وقلما استخدمت في اللغة العامية، وقد استعمل قرابة مئة وثمانون نموذجا منها في اثار ادبية اصيلة من امثال «قابوس نامه، مرزبان نامه، تاريخ البيهقي، كلستان سعدي، كشف المحجوب للهجويري..» ومن تلك النماذج المستعملة: «كل طائر يطير مع شكله، الادب صورة العقل، الوطن الام الثانية «قابوس نامه»، لكل قوم يوم ولكل يوم قوم، مامات من خيره واصل، وما غاب من ذكره حاضر «مقامات حميدي» اذا طلع الصباح بطل المصباح «كشف المحجوب»، لا اسراف في الخير «مرزبان نامه»، التمر يانع والناطور غير مانع «كلستان سعدي»، الدنيا عبد الدينار والدرهم «تاريخ البيهقي». 

5 - وهناك العديد من الامثال العربية ذات شكل عامي وشعبي، وقد شاعت بين الإيرانيين محتفظة بصورتها العربية تلك، من ذلك:«المأمور معذور، الصبر مفتاح الفرج، المفلس في امان الله، الانتظار اشد من الموت، الكاسب حبيب الله». 

6 - ان استقرار اكثر من مليوني مواطن من ذوي الثقافة واللغة العربية في ايران يعتبراحد العوامل المهمة في تقوية الروابط والتمازج الثقافي واللغوي الفارسي العربي. 

7 - ان وجود الدين الاسلامي المشترك بين اكثرية الايرانيين والعرب جعل شعراء الفارسية يضمنون نظمهم العديد من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية، ومن ذلك: «هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون»، «اطلب العلم من المهد الى اللحد»، «اعقل وتوكل». 

ومن المسلم به ان جميع اقوام البلدان المفتوحة الجديدة قد اثرت في لغة العرب وثقافتهم وادبهم وسياستهم، واسهمت تلك الجهود المشتركة في ولادة الحضارة الاسلامية. لكن الثقافة الايرانية كان لها حصة الاسد من بين باقي الثقافات، فتأثيرها كان متكاملا، وكان يتم بشكل مباشر من خلال الايرانيين انفسهم، او عبر الكتب المترجمة عن الفهلوية، والحق ان سهم الكتب المترجمة عن الايرانية خلال عصر نهضة الترجمة يلفت الانتباه نظرا لمقداره وتنوعه الموضوعي مقارنة مع باقي اللغات ذلك ان العرب لم ينقلوا عن اليونانية وباقي الامم سوى الكتب العلمية والفنية اما عن الايرانية فعلاوة على الكتب العلمية قاموا بنقل كتب الخرافات والتاريخ والقصص والثقافة، ولم يرغبوا في تاريخ وآداب اليونان وباقي الامم الاخرى، لذا فان جميع الكتب المشهورة الايرانية من الخرافة الى التاريخ والعلوم قد ترجمت من الفهلوية الى العربية.