ابرز ما جاء في الصحف اللبنانية اليوم الاثنين 21/1/2013
رصدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في العاصمة بيروت آخر التطورات على خط العمل من اجل بلورة قانون الانتخابات، كما افردت هذه الصحف مساحة للحديث عن آخر التطورات على الساحة السورية وما آلت اليه الازمة.
السفير
«ألغام»الصيغة المركّبة: الدوائر وتوزيع النواب و«التفضيلي»
فرصة التوافق الانتخابي أمام أسبوع مفصلي
تستأنف «لجنة التواصل النيابي» اجتماعاتها اليوم، بعد «استراحة المحارب» التي خصصت للبحث في إمكانية إنضاج توافق عام حول الصيغة المركّبة القائمة على اساس الدمج بين النظامين النسبي والأكثري، علما ان المعطيات التي تجمّعت عشية الاجتماع توحي بأنه لم تسجل بعد اختراقات في الجوهر، وإن كان كل طرف لا يزال يترك ابواب النقاش مفتوحة على احتمال التوافق، حتى لا يتحمل مسؤولية الفشل.
وفيما قال الرئيس نبيه بري لـ« السفير» إن الاسبوع الحالي سيكون مفصليا بالنسبة الى عمل اللجنة، بدأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان زيارته الى موسكو حيث من المقرر ان يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الرياض للمشاركة في القمة العربية التنموية، في وقت استعادت طرابلس حياتها الطبيعية بعدما تجاوزت قطوع الاعتداء على موكب الوزير فيصل كرامي، بفضل وعي الرئيس عمر كرامي وابنه، في انتظار اختبار آخر يمكن ان تتعرض له المدينة في أي لحظة، ما دام السلاح منتشرا بشكل عشوائي وفوضوي.
«لجنة التواصل»
ومن المتوقع ان يحمل أعضاء «لجنة التواصل» الى جلسة اليوم ردودا على اسئلة طرحت في الاجتماع السابق، وتتعلق بحجم الدوائر استنادا الى الصيغة المركّبة وكيفية توزيع النواب بين النظامين النسبي والأكثري ووفق أي معيار، والموقف من الصوت التفضيلي، علما أن ممثلي «تكتل التغيير والاصلاح» و«حزب الله» و«حركة أمل» يعتبرون ان الكرة موجودة في ملعب الطرف الآخر، وأنه هو المعني بأن يحسم خياراته النهائية.
ويُفترض ان تعكس الجلسة حصيلة «المفاوضات الجانبية» التي تمّت على أكثر من خط، خلال الايام الماضية، سعيا الى تقريب وجهات النظر المتباعدة، في وقت عُلم أن مشاورات مكثّفة جرت ليلة أمس، بين قيادات وشخصيات في « 14آذار»، مع الإشارة الى أن الجولة الثانية من عمل اللجنة تمتد مبدئيا حتى يوم الاربعاء المقبل، وتبعا للنتائج يبنى على الشيء مقتضاه.
بري
وقال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» إن هذا الاسبوع سيكون مفصليا بالنسبة الى عمل «لجنة التواصل النيابي»، وأضاف: إذا لمست من نقاشاتها خلال الايام القليلة المقبلة أن هناك معطيات إيجابية مستجدة يمكن البناء عليها، سأمدّد عمل اللجنة، أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فعندها سنعتمد المسلك التشريعي المحض بالعودة الى اللجان المشتركة التي يفترض ان تناقش المشاريع الانتخابية المطروحة.
وعما إذا كان هذا المسار التشريعي يمكن أن يصل الى الهيئة العامة، أجاب: آخر الدواء الكي... لكن قبل ذلك، علينا ان نفعل المستحيل وأن نبذل اقصى الجهود للوصول الى قانون توافقي يلتقي حوله الجميع، وهذا يتطلب من كل طرف ان يتقدم خطوة الى الامام في اتجاه الآخر، بحيث نلتقي في منتصف الطريق.
«حزب الله»
وقال ممثل «حزب الله» في اللجنة النائب علي فياض لـ«السفير» إن اجتماع اليوم سيكون مخصصا بشكل اساسي للاطلاع على وجهة نظر الفريق الآخر حيال الصيغة المركبة، معتبرا ان «هذا الفريق الذي اعترض على مشروع «اللقاء الأرثوذكسي» ومشروع الحكومة والنسبية، يجب ان يحدد ماذا يريد حتى نعرف ما إذا كانت هناك فرصة للتوافق أم لا، علما اننا من جهتنا التقينا مع حلفائنا على «الارثوذكسي» وأبقينا الباب مفتوحا على التوافق».
واستغرب اتهام بعض الأطراف في الفريق الآخر لـ«حزب الله» تارة بأنه يسعى الى الاستئثار والهيمنة من خلال النسبية، وطورا بأنه يرفض المناصفة بسبب اعتراضه على اقتراح باعتماد النظام الاكثري في «الارثوذكسي»، لافتا الانتباه الى ان هذه الاتهامات تشوه موقف الحزب، ومستغربا ان يلجأ البعض في «14آذار» الى خرق الاتفاق على سرية المداولات في اللجنة، «ومع ذلك فنحن حريصون من جهتنا على الاستمرار في إحاطة عمل اللجنة بمناخات إيجابية، لإعطاء محاولة
التوافق كل فرصها، وإذا أخفقت هذه المحاولة سنعود الى المحصلة الاولى التي تضمنها المحضر المرفوع الى الرئيس نبيه بري».
«التيار الحر»
وأبلغ ممثل «التيار الوطني الحر» في اللجنة النائب آلان عون «السفير» أن الكرة باتت موجودة في ملعب «تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، وعليهما في اجتماع اللجنة اليوم ان يحددا بالضبط ما الذي يقبلان به وليس فقط ما الذي يرفضانه، كما فعلا حتى الآن. وأشار الى ان «التيار الحر» ينتظر ان يستمع من «المستقبل» و«الاشتراكي» الى مقاربتهما للصيغة المركّبة التي تدمج الصيغتين النسبية والأكثرية، معتبرا ان أي خرق في المداولات لا يمكن ان يحصل من دون ان يبادر هذان الطرفان الى خطوة متقدمة.
«المستقبل»
أما عضو «كتلة المستقبل» النيابية النائب نهاد المشنوق فقال لـ«السفير» إن «تيار المستقبل» لن يشارك في «بازار» تقديم الطروحات الانتخابية، وقراره ان يشاور ويحاور فقط، والا يقدم اي طرح»، مشيرا الى انه إذا قدم «المستقبل» صيغة، ستزيد المواد الخلافية واحدة، بمجّرد انها صادرة عنه.
ولفت الانتباه الى ان «المستقبل» لا يزال يعتبر ان المخرج يكمن في صيغة انتخابية تعتمد الطائف مرتكزا لها، بديلا عن كل الطروحات الموجودة، وقد قيل كلام بهذا المعنى في اللقاء الاخير مع الرئيس نبيه بري، موضحا ان الصيغة الانتخابية المركبة بين النظام النسبي والنظام الاكثري، لم تجد بعد قبولا داخل «المستقبل» الذي ما زال يؤيد، كموقف مبدئي، اعتماد النظام الاكثري على اساس الدوائر الصغرى اي من 26 دائرة وحتى 38 دائرة.
«الكتائب»
وأكد ممثل حزب الكتائب في «لجنة التواصل» النائب سامي الجميل، في مؤتمر صحافي، السعي إلى بلوغ حل وسط، «ولذلك نحن منفتحون على أي قانون يحقق الإجماع، ولكن شرط أن يؤمن المناصفة.» ورأى ان النسبية تتناقض والمناصفة، ونحن قبلنا بها ضمن قانون «اللقاء الأرثوذكسي» لأنه يؤمن المناصفة أولا أما النسبية فتطبق داخل الطوائف.
حرب
وليلا، طرح النائب بطرس حرب في مقابلة مع تلفزيون «الجديد» اقتراحا يقضي بانتخاب 99 نائباعلى اساس النظام الأكثري في دوائر صغرى، و29 نائبا وفق النسبية في المحافظات.
إجماع سياسي على الإشادة بالموقف الوطني لـ«الأفندي»
حادثة استهداف كرامي تمرّ على خير.. و«فوضى السلاح» تنتظر المعالجات الجذرية
غسان ريفي
مرّت حادثة استهداف موكب وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي في طرابلس على خير، بفعل الموقف الوطني الذي عبر عنه الرئيس عمر كرامي بعدم اتهامه أحداً وبوضع الإشكال في خانة «الغلطة». وهو الأمر الذي سمح للعاصمة الثانية أن تطوي هذه الصفحة، وأن تستعيد حياتها الطبيعية، لكن من دون أن تنسى أنها تجاوزت فتنة دموية عمياء كان من الممكن أن تدخلها في نفق مظلم لا نهاية له.
انتهت ذيول الحادثة، لكن النقاش لم ولن ينتهي في طرابلس حول «سلاح الفوضى» المنتشر عشوائياً وأفقياً بين أيدي المواطنين، والذي صار عنوان المرحلة المقبلة، خصوصاً أنه يحتاج إلى قرار رسمي وجريء بالحسم، بعدما بات يهدد أمن مدينة يقطنها نحو نصف مليون شخص، ويرتادها مثل هذا العدد يومياً، وفيها عشرات الآلاف من المصالح المختلفة.
انتهت ذيول الحادثة، لكن الأسئلة لم ولن تنتهي حول: ماذا بعد؟ ومَن هو التالي؟ ومَن الذي يضمن عدم تكرار مثل هذه الحادثة مع أي نائب أو وزير أو أي من قيادات المدينة أو حتى أي مواطن عادي، في ظل الانتشار العلني للسلاح الذي بدأ يتحول الى «زينة الرجال والفتيان وحتى الأولاد» في مختلف الشوارع والأحياء؟ ومن يضمن أنه في كل مرة ستسلم الجرة وتتدخل العناية الالهية للحماية؟ وماذا ستكون عليه طرابلس، لو تكرر ما حصل مع الوزير كرامي مع أي شخصية ولو عن طريق الصدفة وكانت له نتائج سيئة؟ عندها ماذا سيكون عليه الوضع في طرابلس؟ ومن يتحمّل المسؤولية؟ وإذا كان الرئيس عمر كرامي حرص على نزع فتيل التفجير وسارع الى وأد الفتنة في مهدها، فهل ستحذو أطراف أخرى حذوه في حال تعرضت لاستهدافات مماثلة؟
وفي هذا الإطار أيضاً، تسأل أوساط طرابلسية: لمن تترك المدينة اليوم؟ وهل هي جزء من لبنان أو أنها باتت جزيرة معزولة؟ وما هو دور الوزارات المعنية والأجهزة الأمنية المختصة في الحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة أبنائها؟ ومن يحمي مئات الآلاف من مواطنيها ممن لا يحملون السلاح؟ وهل بتمنيات وزير الداخلية العميد مروان شربل فقط يمكن حماية طرابلس من سلاح الفتنة؟ وهل السلاح المنتشر بات أقوى من كل القيادات السياسية والأمنية في لبنان؟ وإذا كان كذلك لماذا لا تتم مصارحة الطرابلسيين بأن عليهم أن يواجهوا مصيرهم بأنفسهم؟ وأين أصبحت قرارات المجلس الأعلى للدفاع؟ وأين الغطاء المرفوع عن كل المسلحين وعن كل مخلٍّ بالأمن؟ وأين الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه تهديد أمن المواطنين؟ وأين المعالجات لملف مناطق التبانة والقبة وجبل محسن، في ظل معلومات عن عودة الدشم والسواتر ضمن المنازل وعلى الأسطح تمهيداً لجولة عنف جديدة؟
ثم بعد ذلك، كيف لمدينة أن تمارس حياتها الطبيعية وهي تعيش أمنها ساعة بساعة؟ وكيف يمكن لزوارها أن يضمنوا سلامتهم في أسواقها ومناطقها بينما الرشاشات والمسدسات والقنابل اليدوية تتجوّل مع أصحابها علناً من دون وازع أو رادع أو حسيب أو رقيب؟
كل ذلك، يحتاج إلى أجوبة شافية من المراجع المعنية، لضمان الحد الأدنى من استقرار العاصمة الثانية التي تتطلع إلى ما يحصل من نهوض وازدهار من حولها، بينما هي تغرق في إشكالاتها وأزماتها، وفي تشييع شهيد هنا، ومغدور هناك، وفي رفع الصوت عن ظلم هنا ومأساة هناك، وفي توزيع السلاح الذي يقول تجاره إنه انخفض ثمنه إلى نحو 70% بفعل إغراق السوق المحلية بمختلف أنواعه!
التفاف سياسي حول كرامي
الى ذلك، تُرجم الموقف الوطني للرئيس عمر كرامي ونجله فيصل بالتفاف سياسي وشعبي حولهما من قبل الموالاة والمعارضة، وقد اعتبر الوزير كرامي أن «المستهدف الحقيقي في الحادث الذي حصل بالأمس هو أمن طرابلس واستقرارها»، وقال: «مبارح راح مع مبارح. نحن كلنا أبناء مدينة واحدة والحادث الذي حصل بالأمس وصفه الرئيس عمر كرامي وبشكل جازم بالغلطة، والمسامح كريم، والحمد لله، فقد نجت المدينة من فتنة كبرى».
وقال: «نحن عائلة قدمت الكثير من أجل لبنان ومن أجل طرابلس، قدمنا الدماء والأرواح ولم نقصر بأصعب التضحيات، وأنا ابن هذه العائلة وحياتي فداء طرابلس ولبنان»، ونحن رهاننا على الدولة وأجهزتها، وإذا كانت الدولة مقصّرة ومتأخّرة وربما عاجزة، ولكن لن نغير رهاننا، وعليها أن تتحرك لمعالجة السلاح الفلتان في المدينة، لأن الناس لم تعد تطيق هذا الوضع ولأن الأمور عرضة لما هو أخطر. اليوم لدينا كبير في طرابلس هو الرئيس عمر كرامي استطاع أن يستوعب المحنة والصدمة وأن يحقن الدماء ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة».
ورداً على سؤال حول السلاح المتفلت وما إذا كانت القيادات الطرابلسية ستُشرع في حوار جدي لإيجاد حل لهذه المشكلة، قال: «هناك إجماع لدى كل الطرابلسيين ويجب استثماره في هذه اللحظة وأنا تلقيت اتصالات من كل الأطراف، من تيار «المستقبل» ومن الجميع في «8 و14 آذار» والكل يجمعون على استنكار هذا الفلتان المسلح في المدينة، وحتى بالأمس أعربت القيادات الإسلامية عن رغبتها بأن يحمل السياسيون هذه القضية لأنهم لا يريدون سوى حقوقهم ولا يبتغون لا حمل السلاح ولا القتال».
زوار ومواقف
وأمّ مكتب كرم القلة ومنزل العائلة على مدار اليومين الماضيين حشد غفير من الشخصيات اللبنانية والمحلية والوفود الشعبية.
واستقبل الرئيس كرامي في كرم القلة كلاً من: وزير البيئة ناظم الخوري والنائب إميل رحمة وتوفيق سلطان، والمطران جورج بو جودة، والدكتور نزار يونس، وأنطوان حبيب، الشيخ خلدون عريمط، والشيخ مصطفى ملص، والنقيب عامر أرسلان.
كما التقى النائب سمير الجسر الذي شكر الله على حمايته كرامي وعلى تجنيبه المدينة أزمة كبرى، مؤكداً أن ما حصل أمر مؤسف ويخرج عن أخلاق أهل المدينة، داعياً الى معالجة فوضى السلاح.
كما حضر الوزير غازي العريضي الى منزل كرامي ونقل تحيات وتهاني رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، مهنئاً الرئيس كرامي على الموقف الوطني الكبير والنبيل الذي ساهم بتنفيس الاحتقان وإعادة الأمور الى نصابها، مؤكداً أن الامتحان ومحكّ ومعدن الرجال يظهر في الأيام الصعبة وفي مواجهة المواقف التي تحتاج الى قرارات والى شجاعة»، مشدداً على ضرورة معالجة أزمة انتشار السلاح.
ونقل الوزير مروان خير الدين تهاني النائب طلال أرسلان، ودعا الى إصدار استنابات قضائية بحق المرتكبين، واصفاً ما جرى بمحاولة اغتيال موصوفة.
كما التقى كرامي الوزير السابق جان عبيد الذي أكد أن طرابلس ليست مدينة متاريس بل مدينة الاخاء والوطنية والعروبة، وعلى جميع المتعاطين في السياسة اخذ المثل بالموقف الشجاع للرئيس كرامي.
وأمس استقبل الوزير كرامي في منزله النائب هاكوب بقرادونيان الذي دان الاعتداء، معتبراً أنه يزعزع الأمن في طرابلس، والنائب سامر سعادة.
ثم التقى وفداً مشتركاً ضمّ النائب السابق اميل اميل لحود ممثلاً الرئيس اميل لحود وطوني سليمان فرنجية ممثلاً والده رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
وأشاد لحود بحكمة العائلة الكرامية، وسأل: هل هذه التجربة منطقية؟ وهل وزير في الدول