رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالتدخل العسكري الفرنسي في مالي الذي وصفه بـ"الشجاع"، الا انه حذر من المخاطر التي تحدق بالعاملين في المجال الانساني مع الامم المتحدة في هذا البلد.
رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء بالتدخل العسكري الفرنسي في مالي الذي وصفه بـ"الشجاع"، الا انه حذر من المخاطر التي تحدق بالعاملين في المجال الانساني مع الامم المتحدة في هذا البلد.
وفي مؤتمر صحافي عقده في نيويورك، وجه بان "تهنئة الى فرنسا على قرارها الشجاع بنشر قوات في مالي اثر التقدم المقلق للمجموعات المتطرفة باتجاه جنوب البلاد". كما قال بانه "يقدر جهود" المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والاتحاد الافريقي والدول التي اعلنت ارسال جنود في اطار "البعثة الدولية لدعم مالي". الا انه كرر في الوقت نفسه خشيته من تداعيات العملية العسكرية على المدنيين وعلى حقوق الانسان.
وبعد ان اعلن بانه نقل الى مجلس الامن "ثلاثة خيارات بشأن الدعم اللوجستي" الذي ستقدمه الامم المتحدة الى البعثة الدولية لدعم مالي. اضاف "في الوقت نفسه نبهت الى المخاطر التي تحدق بنشاطاتنا وطاقمنا المدني العامل في المنطقة".
ومع تكراره القول ان الامم المتحدة "تلتزم تقديم المساعدة لمالي". شدد على ان هذه المساعدة "يجب ان تتقيد بقواعد الامم المتحدة" في مجال حقوق الانسان خصوصا. واضاف "ان تقديم مساعدة مباشرة لاعمال عسكرية هجومية يعرض طاقمنا المدني في المنطقة للخطر وانا انظر الى هذه المشكلة بكثير من الجدية".
وخلال نقاش في مجلس الامن حول مالي، شرح مساعد الامين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان هذه الخيارات الثلاثة الدعم اللوجستي، ويمكن ان يقدم "بطريقة ثنائية" او من قبل الامم المتحدة كليا "في كافة مراحل العمليات". وفي الخيار الثالث، ستتحمل الامم المتحدة المسؤولية خلال نشر القوة الدولية في مالي على ان تتولى بعض الدول هذه المسؤولية "خلال المعارك". واضاف ان "هذا الخيار سيقلل بشكل كبير المخاطر بالنسبة للامم المتحدة وطاقمها العامل في الخيار الثاني".
وبعد ان اكد ان الامم المتحدة "تتعهد بمساعدة مالي". اشار بان كي مون الى ان هذه المساعدة "يجب ان تحترم قواعد الامم المتحدة" في مجال حقوق الانسان خاصة. واضاف ان "تقديم مساعدة مباشرة للعمليات العسكرية الهجومية يضع طاقمنا المدني في المنطقة في خطر وانا اخذ هذه المشكلة على محمل الجد بشكل كبير".
كما اعلن بان كي مون انه بموازاة التدخل العسكري "فان الاولوية يجب ان تكون لايجاد حل عبر عملية سياسية" اي اتفاق مصالحة وطنية في باماكو ومفاوضات مع المسلحين في الشمال الذي ينأون بانفسهم عن "الارهاب". وكانت الامم المتحدة ارسلت قبل ايام فريق خبراء الى باماكو "على ان يرسل المزيد من العاملين" في وقت لاحق عندما يتخذ مجلس الامن قرارا حول تمويل المساعدة اللوجستية.
وتعليقا على عملية احتجاز الرهائن في منشأة غازية في الجزائر، قال بان كي مون انه "حزين جدا لحصيلة هذا الهجوم الارهابي في ان اميناس"، معتبرا انه "لا يمكن على الاطلاق تبرير عمليات ارهابية من هذا النوع" مقدما تعازيه الى عائلات الذين قتلوا والى الحكومة الجزائرية.
ومن ناحيته، اوضح سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جيرار ارو خلال مشاورات مغلقة مساء الثلاثاء انه "استمر في اطلاع شركائنا" عن التدخل الفرنسي. ورأى في اعلان بعض الدول الافريقية ارسال قوات الى مالي بانه "تعبئة حقيقية من قبل افريقيا الى جانب فرنسا". واكد ايضا ان الولايات المتحدة "سوف تساهم بشكل ملموس" في تمويل القوة الدولية في مالي ولكنه لم يقدم اية ارقام.