فشل مجلس الامن الدولي الاربعاء في التوصل الى توافق حول بيان مشترك يدين النظام في سوريا بحجة انه يستخدم القمع ضد المحتجين.
فشل مجلس الامن الدولي الاربعاء في التوصل الى توافق حول بيان مشترك يدين النظام في سوريا بحجة انه يستخدم القمع ضد المحتجين.
وكانت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال وزعت منذ الاثنين مشروع بيان بهذا الصدد في مجلس الامن يدين ما اسماه العنف الذي يستخدمه نظام الرئيس السوري بشار الاسد بحق المتظاهرين ويدعو الى ضبط النفس.
لكن دبلوماسيا طلب عدم كشف هويته قال انه خلال اجتماع خاص مغلق عقده مجلس الامن الاربعاء بشان سوريا "سرعان ما اتضح انه لن يكون هناك تفاهم على بيان".
وقامت روسيا والصين بعرقلة الاعلان فعمدت دول مجلس الامن الاخرى بعدما تعذر التوصل الى اتفاق الى عقد اجتماع علني يمكنها خلاله التعبير عن مواقفها.
ودعت فرنسا الى اتخاذ "تدابير شديدة" بحق الرئيس الاسد في حال استمر في عدم التجاوب مع دعوات الاسرة الدولية.
وقال السفير الفرنسي جيرار آرو "اذا لم يحصل اي امر ايجابي. فان فرنسا ستدرس مع دول اخرى سلسلة من الخيارات الرامية الى زيادة الضغط على النظام السوري لحمله على وقف القمع وسلوك طريق الاصلاحات".
على الرئيس السوري ان "يغير سلوكه الان"
واعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان على الرئيس السوري ان "يغير سلوكه الان" و"يستمع الى دعوات شعبه" المطالبة بالتغيير.
واضافت رايس "ان الولايات المتحدة تدين باشد العبارات العنف الفظيع التي تستخدمه الحكومة ضد شعبها" داعية "الاسرة الدولية الى الرد على هذا القمع الوحشي".
وقالت ان "الشعب السوري يتوق الى حرية التعبير وتشكيل مجموعات والتجمع السلمي وامكانية اختيار قادته بحرية" مشددة على وجوب "الاستماع" الى هذه المطالب. وكررت الاتهامات الاميركية بان ايران تساعد سوريا على قمع المحتجين.
واوضح السفير الالماني بيتر فيتيغ خلال الاجتماع ان المانيا تؤيد اتخاذ "تدابير ملائمة".
التهديد الفعلي للامن الاقليمي قد ينبع من التدخل الخارجي
روسيا من جهتها حذرت من انه لا يمكن تبرير اي تحرك دولي بقمع المتظاهرين في سوريا اذ ان ذلك لا يطرح بنظرها اي خطر على السلام والامن الدوليين.
وشدد السفير الروسي الكسندر بانكين على ان "التهديد الفعلي للامن الاقليمي قد ينبع من التدخل الخارجي" محذرا الاسرة الدولية من "اتخاذ طرف" في التظاهرات الجارية في سوريا ودول عربية اخرى.
ولفت الى الى ان "نهجا كهذا يؤدي الى دورة عنف لا تنتهي وقد يتسبب بحرب اهلية" في هذا البلد مشددا على اهمية سوريا بصفتها على حد قوله "حجر زاوية في البناء الامني في الشرق الاوسط".
ودعا السفير الصيني لي باودونغ الى تقديم "مساعدة بناءة" لسوريا مشيرا الى ان الاضطرابات التي تشهدها الدول العربية "سددت ضربة قوية للاستقرار في المنطقة برمتها".
وقال انه "اذا لم يتم التعامل مع هذه المسائل بالطريقة الملائمة فسوف تشكل خطرا على السلام والاستقرار في مناطق اخرى".
وذكر دبلوماسيون بان الصين وروسيا تعارضان بشكل تقليدي تدخل الامم المتحدة في ما تعتبره شؤونا داخلية للدول وقد عارضتا بشكل متزايد حملة الغارات التي يشنها الائتلاف الغربي بقيادة الحلف الاطلسي في ليبيا.
محاولة هوليوودية
من جهته اعرب بشار جعفري المندوب السوري لدى الامم المتحدة عن ارتياحه لعدم التوصل الى اعلان مشترك وراى ان الدول الغربية التي طرحت المبادرة "تفتقر الى الموضوعية والحياد". وقال للصحافيين "اننا نرفض كل الاتهامات التي استمعتم اليها".
واعتبر الانتقادات الموجهة الى النظام السوري في مجلس الامن بمثابة "تشجيع للتطرف والارهاب" مؤكدا ان "الثمن سيدفعه ابرياء في سوريا والعالم".
ورد على الاتهامات الاميركية بحصول سوريا على مساعدة ايرانية في قمع التظاهرات بانها "محاولة هوليوودية" للربط بين الدولتين الحليفتين.
ويجتمع مندوبو دول الاتحاد الاوروبي ال27 الجمعة في بروكسل لبحث احتمال فرض عقوبات على سوريا.
قطر تدعو الى معالجة الأزمة في سوريا بالحوار وفي وفي أسرع وقت
الى ذلك دعت قطر الى معالجة الازمة في سوريا ب"الحوار البناء". وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مشترك ليل الاربعاء مع رئيس الوزراء المصري عصام شرف ردا على سؤال حول القيام بتحرك عربي لوضع حد لما يجري في سوريا "قطر لديها علاقات مميزة مع سوريا ونحن نتألم لما يجري في سوريا ونأمل ان يسود العقل والحكمة في حل هذا الموضوع بشكل عاجل".
ودعا الى اعتماد "الحوار البناء للوصول الى نتيجة تلبي طموحات الشعب السوري وتلبي الاستقرار في سوريا الشقيقة". واضاف "نامل ان يحل (الامر) في البيت السوري وفي الإطار السوري وفي أسرع وقت".