أثارت المساعدة التي قدمتها إدارة الرئيس باراك أوباما لفيلم "زيرو دارك ثيرتي"، الذي يتحدث عن مطاردة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، مجددا الجدل حول التاريخ الطويل للعلاقات بين البنتاغون وهوليود
أثارت المساعدة التي قدمتها إدارة الرئيس باراك أوباما لفيلم "زيرو دارك ثيرتي"، الذي يتحدث عن مطاردة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، مجددا الجدل حول التاريخ الطويل للعلاقات بين البنتاغون وهوليود التي يشتبه في أنها تلعب دورا مروّجا للسياسة الأميركية وللجيش الأميركي.
وتواجه وزارة الحرب الأميركية في سعيها للدعاية لأبرز إنجاز حققته الإدارة الحالية اتهامات من قبل جمهوريين بأنها كشفت بعض أسرار الدولة للمخرجة كاثرين بيغلو في فيلمها. كما اتهم الجمهورين البنتاغون باستخدام هوليود وسيلة للدعاية.
لكن رئيس الخلية المكلفة بالعلاقات مع صناعة السينما بالبنتاغون فيل ستراب أكد أن الفيلم لم يحظ بتعاون من وزارة الحرب باستثناء لقاء استمر 45 دقيقة بين المخرجة وكاتب السيناريو ومسؤول المهمات الخاصة في البنتاغون مايكل فيكرز من أجل "عرض عام".
وأنتجت هوليود في العقود الماضية، وخاصة في ثمانينيات القرن الماضي، أفلاما تمجد الجيش الأميركي بوضوح، وهو ما رآه النقاد رد فعل على الهزيمة التي تلقاها هذا الجيش في حرب فيتنام ومحاولة من البنتاغون بالتعاون مع عاصمة السينما العالمية لتجميل صورة المؤسسة العسكرية الأميركية.
ويقول ستراب إن العديد من الأفلام والمسلسلات التي يتم إنتاجها كل عام تحظى بتعاون أكبر من فيلم بيغلو، وليس سرا أو جديدا أن يلجأ أي مخرج يريد خفض التكلفة وإضفاء القليل من المصداقية على فيلم فيه عسكريون إلى وزارة الحرب، والأمر مستمر منذ عشرينيات القرن الماضي، ومن الأمثلة الأبرز على ذلك فيلم "وينغز" الذي نال جوائز أوسكار.
وفي أغلب الأحيان، يتعلق الأمر بدعم تقني لإضفاء مصداقية على شخصية عسكرية أو على عمل عسكري، وأيضا للحصول على إذن بالدخول إلى منشآت عسكرية أو استخدام دبابات أو طائرات أو سفن ستظهر في الفيلم. لكن لكل شيء ثمنه، فكل المعدات التي يتم استخدامها يتم "تأجيرها".
رقابة وانتقادات :
ويشترط البنتاغون من أجل هذا التعاون منحه حق الاطلاع على السيناريو. ويبرر فينس أوجيلفي مساعد ستراب ذلك بقوله "نريد أن يؤدي الممثلون دور العسكريين بالشكل الذي نريد لهم أن يتصرفوا فيه". ومن غير الوارد إطلاقا -كما يقول- أن يتعاون البنتاغون في فيلم يُظهِر مدربا عسكريا عنيفا مثل "فول ميتال جاكت" أو جنديا متهورا مثل "ذي هيرت لوكر" لبيغلو نفسها الذي حصد جوائز أوسكار.
وتزيد مطالبة البنتاغون بحق الاطلاع على السيناريو من الانتقادات بحصول رقابة أو على الأقل تأثير لا داعي له على الإخراج، لا سيما ما أورده ديفد روب في كتابه "أوبريشن هوليود".
وفي الكتاب، انتقد المخرج أوليفر ستون، الذي رفض البنتاغون مساعدته في فيلمي "بلاتون" و"بورن أون ذي فورث أوف جولاي" حول الحرب في فيتنام، قائلا "يستغلوننا لأنهم يريدون أن نعتمد وجهة نظرهم. وغالبية الأفلام حول الجيش هي ملصقات دعائية للتجنيد".
في المقابل، استفاد المخرج جيري براكهايمر من مساعدة البنتاغون في أفلامه الشهيرة "بيرل هاربر" و"توب غان" و"بلاك هوك داون" التي تظهر صورة جيدة للجيش الأميركي.
ويقول ستراب في رده على الانتقادات "لن أدعي أننا لا نحاول أن نظهر العسكريين بالشكل الذي نعتقد أنهم عليه في الحقيقة". إلا أنه ينفي محاولة التأثير على المخرجين في هوليود، مشيرا إلى أن الأمر يعد "مزحة" خصوصا مع الأخذ في الاعتبار مدى تمسك هذه الصناعة بحرية التعبير.
وعن خيار التعاون في أفلام حول أبطال خارقين أو غزوات لكائنات فضائية، أشار ستراب إلى تطور صناعة السينما قائلا "نأخذ ما يعرض علينا. فأفلام مثل "ترانسفورمرز" و"سوبرمان" تشمل جمهورا عريضا وشابا، وهو ما يسعى إليه البنتاغون تماما".
المصدر:الفرنسية