أعلن الناطق باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية الكولونيل تييري بوركار في باريس اليوم أن جنوداً ماليين وتشاديين ونيجيريين ينتشرون حالياً في مدينة غاو، أحد أبرز معاقل الإسلاميين في شمال مالي
أعلن الناطق باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية الكولونيل تييري بوركار في باريس اليوم أن جنوداً ماليين وتشاديين ونيجيريين ينتشرون حالياً في مدينة غاو، أحد أبرز معاقل الإسلاميين في شمال مالي. وقال الكولونيل بوركار لإذاعة اوروبا-1 إن هذه القوات الأفريقية أُنزلت جواً في مطار غاو الذي سيطرت عليه القوات الخاصة الفرنسية.
وأوضح بوركار أنه "خلال تحرك منسق ليل الجمعة السبت شمل القوات الخاصة والضربات الجوية"، تمّت السيطرة على مطار وجسر استراتيجي فوق نهر النيجر على بعد بضعة كيلومترات من غاو. وأوضح بوركار أن "السيطرة على غاو التي تعدّ 50 الى 60 الف نسمة من قبل الجنود الماليين والتشاديين والنيجيريين تجري حالياً".
من جهة أخرى، قام الطيران الفرنسي بقصف مواقع لإسلاميين في كيدال وضواحيها أقصى شمال شرق مالي، حيث أدّت الغارات إلى تدمير منزل زعيم جماعة أنصار الدين اياد اغ غالي ، حسبما أفادت مصادر متطابقة. وقال مصدر أمني مالي "حصلت ضربات جوية في منطقة كيدال، وهذه الضربات أصابت خصوصاً منزل اياد اغ غالي في كيدال، ومعسكراً في المدينة نفسه". من جهته، قال نائب عن المنطقة إن "الجيش الفرنسي اطلق النيران على معسكر في كيدال ودمر منزل اياد غالي، كما شنّ الطيران الفرنسي ضربات غرب كيدال بالقرب من مسقط رأس اياد غالي". وتعتبر كيدال وضواحيها معقلاً لجماعة أنصار الدين التي يتزعمها اياد اغ غالي، العسكري السابق والشخصية البارزة سابقاً بين الطوارق في التسعينات في مالي.
هذا وتتصدر الأزمة في مالي جدول أعمال القادة الأفارقة، خلال قمة للإتحاد الافريقي تبدأ اليوم في اديس ابابا. ومن المتوقع أن يطالب القادة الأفارقة بتسريع نشر قوة افريقية في ذلك البلد، كما سيتطرقون الى الخلاف السياسي بين السودان وجنوب السودان. وبعد اجتماع أمني الجمعة، يبدو الإتحاد الافريقي مصمماً على تعزيز القوة الأفريقية في مالي، حيث أمهل الدول الأعضاء اسبوعاً للمساهمة في إرسال قوات ضمن المهمة.
وأشاد رئيس بنين والرئيس السابق للإتحاد الأفريقي توماس بوني يايي اليوم بتدخل فرنسا العسكري في مالي، معرباً عن أسفه لأن الإتحاد لم يتحرك قبل ذلك من أجل "الدفاع" عن أحد اعضائه. وقال توماس بوني يايي، في خطاب القاه بمناسبة انتهاء رئاسته للمنظمة الأفريقية في اديس ابابا "أريد أن أشيد بفرنسا التي بادرت، أمام التباطؤ الكبير الذي ابداه الإتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي، وقامت بما كان يجب علينا أن نفعله نحن منذ وقت طويل من أجل الدفاع عن دولة عضو". كما اعرب رئيس بنين للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن "اعترافه بالجميل لقراره المنقذ" بإرسال الجيش الفرنسي الى مالي.
وفي السياق، قال مفوض السلم والأمن في الإتحاد رمضان العمامرة للصحافيين بعد الاجتماع الأمني "نعلم بالتأكيد وبناءً على اولى تقديراتنا أن حجم القوة يجب أن يزيد بشكل كبير". وبحسب بيان صادر عن الإتحاد الأفريقي، فإن الاتحاد سيطلب ايضاً دعماً لوجستياً "مؤقتاً" وعاجلاً من الأمم المتحدة للقوة الأفريقية، كما سيطلب من المنظمة الدولية "السماح بفرض ترتيبات مؤقتة على الفور تخوّل القوة الأفريقية الإنتشار بسرعة وأداء مهمتها بشكل فعال". من جهة أخرى، سيبحث الإتحاد التقدم البطيء الذي يحرزه قادة السودان وجنوب السودان في تطبيق الإتفاقات الموقعة بين البلدين في مجالات النفط والأمن والحدود.