افتتح رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود احمدي نجاد فعاليات مؤتمر الوحدة الإسلامية ال26 في العاصمة طهران تحت شعار "محمد (ص) رمز الوحدة وهوية الأمة الإسلامية "
افتتح رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود احمدي نجاد فعاليات مؤتمر الوحدة الإسلامية ال26 في العاصمة طهران تحت شعار "محمد (ص) رمز الوحدة وهوية الأمة الإسلامية ". ويشارك في فعاليات المؤتمر الذي تستمر اعماله لمدة يومين، مجموعة من علماء المذاهب الإسلامية من 102 دولة عالمية. وتتناول محاور أعمال المؤتمر قضايا عدة أبرزها: دور القضية الفلسطينية في توحيد الأمة الإسلامية، دور الصحوة الإسلامية في توحيد الهوية الإسلامية، و دور وسائل الإعلام الغربية المعادية للصحوة الإسلامية.
نجاد: على جهود المسلمين أن تتضافر على طريق تحقيق الوحدة
وفي كلمة له خلال المؤتمر، شدد الرئيس الإيراني على ضرورة أن يحدد المسلمون مهمتهم كهدف وأن يرسموا وحدتهم لأجل هذه المهمة. وانتقد الرئيس الإيراني الولايات المتحدة الأميركية، التي قال إنها تبقي الشعوب في فقر مدقع وعجز كامل من أجل مواصلة نهبها، وأنها تعوّض العجز في ميزانيتها عبر استغلال الإقتصاد العالمي. وشدد نجاد على أنه "بشعارات الديمقراطية والحرية جاء الغربيون ليتدخلوا في بلداننا"، مضيفاً أنه "علينا أن نتوحد لأجل دحر الظالمين واجتثاث الصهيونية ولتحقيق العدالة والوصول بلداننا الى استقرار اقتصادي".
وأكد نجاد على أنه يجب أن تتضافر جهود المسلمين على طريق تحقيق الوحدة وتشكيل قوة عالمية، وأن يستمروا في هذه الوحدة من أجل المستقبل، قائلاً "نريد الوحدة من أجل التحرك الى الأمام وليس لأجل السكون". وأضاف الرئيس الإيراني "العالم كله لا يخلو من المشاكل وعلينا كمسلمين النهوض من أجل حلّ مشاكلنا، وعلينا موائمة افكارنا لتحقيق هذا الهدف".
الجعفري: نحن مع مطالب شعبنا.. لكن على العراقيين الإلتفات إلى حجم المؤامرة التي تحاك ضدهم
من جهته، أكد رئيس الائتلاف الوطني العراقي ابراهيم الجعفري، خلال المؤتمر، أن "لدى المسلمين كل ثروات الدنيا والطاقات المعنوية لكنها معطلة"، مضيفاً "من التناقض أن لا تجد في الأمور المشتركة بين المسلمين مادة لوحدتهم". ولأبناء الشعب العراقي، توجه الجعفري قائلاً "نحن مع كل مطالب أبناء شعبنا والحكومة والبرلمان في خدمة الشعب والسلطة القضائية أيضاً، نحن مع التظاهرة لأننا نعتبرها تعبيراً عن الرأي العام ولكن يجب أن يعي الشعب العراقي حجم المؤامرة ضده، وألا يسمح للتظاهرات بأن تكون فرصة لاختراقات لحزب البعث العميل الذي يحاول العودة للانقضاض على مقدرات شعبنا".
وأشار الجعفري الى الواقع الإسلامي المؤسف اليوم، حيث أصبح "العدو بالفكر صديقاً بالتعامل، وأن تصبح الدول التي تخطط لتدمير بلدان المسلمين صديقة في عرف البعض وأن تصبح الدول الصديقة التي تتفانى من أجل قضايا ومبادئ المسلمين عدوة تحشد ضدها أروقة الفكر لتشويه صورتها". كما أوضح الجعفري أن "الكثيرين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر الربيع العربي بعد كل الدكتاتوريات ليبشر بالوحدة وتعزيز الأخوة الإسلامية وأن يشهد العالم فصلاً جديداً"، موجهاً رسالة لبلدان هذا الربيع بأن "اوروبا رغم كل حروبها وخلافاتها توحدت من خلال الإتحاد الاوروبي ونحن احرى بوحدتنا الإسلامية منهم". وشدد رئيس الائتلاف الوطني العراقي ،في ختام كلمته، على ضرورة أن تترتب نتائج فاعلة على مؤتمر الوحدة الإسلامية، وأن تكون هناك توصيات وآلية لتوحيد المواقف السياسية لدول العالم الإسلامي.
مفتي سورية: الأسد مستعدٌ لترك الرئاسة لكن القضية ليست قضية رئاسة
وخلال المؤتمر ايضاً، رأى مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون أن "مؤتمر الوحدة الإسلامية ينعقد في مرحلة خطرة". وأشار الشيخ حسون الى "أننا اليوم على مفترق طريق نفقد فيه بلداننا الإسلامية بلداً بعد بلد"، مضيفاً "ارادوا إزالة الحكام فزال الحكام ولكن بلداننا اليوم تتمزق في ربيعهم".
وبشأن الملف السوري، أشار الشيخ حسون الى أن "الرئيس الأسد مستعدٌ اليوم لترك الرئاسة ولكن القضية لسيت قضية الرئاسة"، مضيفاً أن بلاده "لم تشكل تهديداً لتركيا يوماً ما لكن صواريخ باتريوت نصبت ضد حزب الله". ولفت مفتي الجمهورية العربية السورية الى أن "المعارضة السورية رفضت دعوة ايران للالتئام لكن فضلوا الذهاب الى لندن"، قائلاً إنه يتمنى "أن ينعقد هذا اللقاء في دمشق لتروا ما يفعل بالشعب السوري".
الى ذلك، قال الشيخ حسون إن "ايران الإسلامية تتحمل الصعاب من أجل الأمة واقتصادها يحارب"، موجهاً تحية للشعب الإيراني الذي يبذل من ماله ودمه خدمة للإنسانية. وقال مفتي سورية، "لو تخلت ايران عن الإسلام وفلسطين لبنوا لها ما تريد من مفاعلات نووية" مؤكداً "أن الحصار على ايران إنما هو لأجل فلسطين وليس بسبب البرنامج النووي". وقال الشيخ حسون "لا نرضى ولا نقبل تقسيم القدس أو أن نصلي تحت علم الكيان الإسرائيلي في القدس".
حسن حيدر - طهران