ابرز ما جاء في الصحف اللبنانية الصادرة في العاصمة بيروت اليوم الاثنين 28/1/2012
تصدرت الازمة المصرية عناوين الصحف اللبنانية وما نتج عنها من مواجهات ادت الى سقوط قتلى وجرحى في مختلف مدن البلاد.ورصدت الصحف اللبنانية آخر تطورات الحراك السياسي على خط قانون الانتخابات النيابية.
السفير
وائل عبد الفتاح
القاهرة ـ
-1-
لم يشغل الناس إلا الإصبع.
كان الرئيس المصري محمد مرسي يحركه في أوقات خاطئة أو مفتعلة، في خطاب لم ينتظر منه الكثير... ورغم ذلك، جاء أقل من المتوقع..أو صادم...بدا مرتبكاً من اللحظة الأولى لظهوره على شاشة التلفاز (رغم أن الكلمة مسجلة).. صوته كان منخفضاً في غالبية الوقت... وبدت ملامحه مهزوزة حتى وهو يرفع صوته فجأة ليعلن «حالة الطوارئ»... في مدن القناة الثلاث... بورسعيد والسويس والإسماعيلية...وحظر التجول من التاسعة مساءً وحتى السادسة صباحاً.
وكالعادة، اهتم مرسي بإعلان التفاصيل بنفسه، ليبدو أنه «صاحب القرار»، ضاغطاً على ضمير الفعل..»قررت أنا»... رغم أن الدستور الذي ضغط من أجل إصداره يشترط موافقة مجلسي النواب والشورى.
الطوارئ هو إعلان عدوان جديد على مدن تعيش تحت حصار أمني، وصل أمس إلى قمته حين أطلقت قوات الأمن الأعيرة النارية وقنابل الغاز على جنازة شهداء «فوضى ما بعد الحكم» على 21 متهماً من بورسعيد بالإعدام.
في الجنازة، قتل سبع ضحايا جدد كانوا في طريقهم لدفن قتلى اليوم السابق في مفارقات لم يتوقف الرئيس أمامها وهو يشكر جهاز الشرطة على تصديه العنيف لما وصفه بـ«الشغب» و«الثورة المضادة»... مرسي في خطابه بدا أنه لم
ير إلا مشهد طرد وزير داخليته من عزاء ضابط الشرطة المقتول أمس الأول في بورسعيد... الضباط كانوا يطالبون بمزيد من التسليح... ويبدو أن الصورة وصلت إلى مرسي ومن يجلس معه في القصر، أو خارجه، على أنه تمردٌ من الشرطة ضد الأوامر، وهو ما أثار المخاوف من تكرار «حياد» الشرطة، فيصبح مرسي وجماعته من دون حماية من الشعب.
بدا الخطاب كله أسير هذا المشهد.. كما بدا الرئيس أسير شعور بالذعر يدفعه لتغليظ الأسوار حوله... وهذا ما جعله يستمر في التهديد... من دون أن يتوقف لحظة ليفكر في تحمل المسؤولية بقراراته البطيئة، أو بتجاهله مطالب قطاعات عريضة من المجتمع، برفض إدارته للبلاد باعتباره مندوب الجماعة في القصر.
كلمة مرسي كانت كلمة سر في مزيد من غارات الغاز والقتل على كل جبهات المواجهة بين الأمن والمتظاهرين.
ـ2ـ
ليست بلاغة مبارك فقط.
لكن ضعفه وعجزه عن استيعاب ما يحدث حوله وتوريط مؤسسات الدولة في مواجهة مع جماهير غاضبة.
القتل ترتفع وتيرته، ولا رد على كلمة مرسي سوى مزيد من الغضب وإعلان المتظاهرين في السويس وبورسعيد أن التظاهرات ستبدأ اليوم في التاسعة مساءًً، أي لحظة حظر التجول، وهو ما يمثل تحدياً جديداً قابلته قوات الشرطة بهستيرية في إطلاق قنابل الغاز على قلب مدينة القاهرة... وفي كل المدن سمعت طلقات الرصاص الحي تطارد كل المتواجدين في الشارع.
التحدي خبرة ليست جديدة، بعدما جرب المصريون في القاهرة حظر التجول بعد «جمعة الغضب» في العام 2011... واستمتعت قطاعات من سكان العاصمة بالنزول وقت الحظر للاستمتاع بالمدينة.
وهكذا خرجت التظاهرات في بورسعيد بعد كلمة مرسي، تحمل مجسماً لخروف... في هتاف شتائم متواصلة ضد مرسي وجماعته.
لم يكن غير هذا الصوت مسموعاً حتى مع استنكار دعوة مرسي للحوار الوطني كأنه تخليص ذمة، أو محاولة فاشلة قبل أن تبدأ لإحراج المعارضة.
أصبحت دعوة الحوار مبتذلة، بعدما تكررت بنفس الطريقة من دون تفاهم مسبق مع زعماء «جبهة الإنقاذ» التي تقود المعارضة، ولا تحديد لبرنامج واضح، ومن دون اعتذار عن وصول الحوارات السابقة، حتى مع من وافقوا من الأحزاب الصغيرة، إلى «لا شيء».
كيف يدعو الرئيس إلى «لا شيء» جديد متصوراً أن الدعوة ما زالت قادرة على خداع أحد؟ ألم يسمع بطلبات «جبهة الإنقاذ» المحددة:
[ انتخابات رئاسية مبكرة.
[ تشكيل لجنة لتعديل مواد الدستور المختلف عليها.
[ تشكيل حكومة إنقاذ وطني.
طلبات إذا تصور الرئيس أنه يتجاهلها ودعا إلى حوارات الـ«لا شيء».. فإنه يعيش في حالة إنكار... لم يصل إليها الرئيس المخلوع حسني مبارك حتى في عز شيخوخته.
ـ 3ـ
الرئيس مكسور.
بدا أنه مندفع إلى فخ يبدأ بالطوارئ. لكنه لا يندفع وحده.
الدولة وصلت مع مرسي إلى حالة الجنون الكامل... شهوة للدم والقمع تجاوزت كل ما لدى «المومياء» مبارك.
وزير الداخلية الجديد اللواء محمد ابراهيم، ليس جديداً إلا في إثبات الولاء للحاكم، لا تهمه إعادة العلاقة بين الشرطة والمجتمع، هدفه الوحيد إرضاء من أتى به إلى الحكم، ولا يهم هنا أن تزداد كراهية الشرطة، ولا أن تقتل الشرطة الثوار، أو يقتل ضباط وجنود في مواجهة الناس... لا يهمه إلا رضى مرسي وجماعته. وقد حقق ذلك بغارات الغاز التي تغطي سحبها كل شبر يقف عليه الثوار في القاهرة والإسكندرية والمحلة ودمنهور والسويس... ووصلت الوقاحة إلى ضرب الغاز على الجنازات في بورسعيد، وقتل عائلات تدفن أولادها.
الجنون وحده يفسر هذه الشهية المفتوحة للدم. جنون السلطة وجنون الدفاع عن الفشل، وعدم امتلاك قدرة الاعتذار أو التراجع لحماية ما تبقى مما يمكن أن يبقى لجماعة تريد الحكم ولا تقدر إلا على الاستبداد.
الجنون وحده يحول بورسعيد إلى مدينة مآتم، يفتح سجلات شهداء جدد على أرضها.. هذه المرة من محتل جديد... من استعمار «إخواني».. أراد أن يغطي على جريمة العسكر في بورسعيد.. بجريمة أخرى أكثر شراسة.
الجنون وحده يجعل رئاسة مصر تنام في قوقعتها، تنتظر تعليمات كهنة الجماعة.. للدفاع عن «فرصتها الأخيرة»، بينما تتصاعد ألسنة النيران وتنتشر رائحة الموت والغضب في كل مكان في مصر.
التعليمات ليست آتية من كهنة الجماعة فقط، لكن يبدو أن هناك قلقاً في واشنطن على أوضاع نظام مرسي... وهذا سر الزيارة المفاجئة لكل من قائد القوات الأميركية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة جوزيف فوتيل، ومدير إدارة مكافحة الإرهاب في وزارة الدفاع ماثيو اولسن.
الزيارة لساعات، وتأتي متزامنة مع كلمة مرسي، وأنباء عن تهديدات لقناة السويس وتسريبات عن وصول عناصر من جماعات إرهابية مسلحة عبر الحدود استعداداً للمواجهات إذا تصاعد العنف إلى حد إسقاط مرسي.
...هكذا فإنه وقبل ذكرى «يوم الغضب» على مبارك... بدا مرسي يترنح.
إلى ذلك، ذكرت إدارة مستشفيات بورسعيد التابعة لوزارة الصحة أمس، أن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 630، وذلك بعد يوم من مقتل 32 وإصابة حوالي 380 في احتجاجات تلت صدور الحكم في مجزرة ستاد بورسعيد
مصر: هل يتدخل الجيش لإيقاف العنف أم يستمر في حياده؟
احمد عبد الفتاح
«نقف على مسافة واحدة من الشعب المصري، ولا نتدخل في العملية السياسية».. بهذه الكلمات حاول المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أحمد علي تلخيص موقف القوات المسلحة المصرية من الأحداث التي تجري في مصر، بعد خروج أصوات تطالب بتدخل الجيش لضبط إيقاع ما يجري من عنف وفوضى.
تصريحات المتحدث باسم القوات المسلّحة تطرح سؤالاً: هل استطاعت جماعة «الإخوان» أن تُحيّد القوات المسلحة وتخرجها من الملعب السياسي بهذه السرعة؟ فيما يبقى السؤال الأهم: هل نجحت الجماعة في ستة أشهر فقط، مدة تولي مرسي الحكم، أن تفعل ما فعله حزب «العدالة والتنمية» في تركيا بقيادة أردوغان لجهة تحجيم دور المؤسسة العسكرية؟
تبدو الأسئلة مشروعة مع تنامي حالة الاحتقان في الشارع المصري وتوحش قوات الشرطة في التعامل مع التظاهرات خلال الأيام الماضية، حيث اكتفت المؤسسة العسكرية بتأمين المنشآت الحيوية في المناطق الملتهبة مثل بورسعيد والسويس والإسماعيلية، ونأت بنفسها ـ حتى الآن ـ عن الدخول في أي اشتباكات مع المحتجين.
في مدينة بورسعيد، التي تشهد أعمال عنف دامية راح ضحيتها أكثر من 34 شخصاً بين قوات الأمن ومتظاهرين معترضين على حكم بالإعدام صدر في حق ٢١ من أبناء المدينة في قضية قتل جماهير أولتراس النادي الأهلي في إستاد بور سعيد، قام الجيش الثاني الميداني بنقل المحتجزين والمسجونين في السجن العمومي لمدينة بورسعيد إلى مكان آمن لم يُعلن عنه. كما قام بنشر أفراده وآلياته في شوارع المدينة على طول المجرى الملاحي لقناة السويس في محاولة منه لفرض الأمن، وذلك بعد انسحاب رجال الشرطة من مديرية أمن بورسعيد، وتسليم ما في حوزتهم من أسلحة إلى القوات المسلحة.
الأمر ذاته تكرّر في مدينة السويس، التي لم تهدأ الاشتباكات فيها حتى أمس، حيث قام الجيش الثالث الميداني بالتحفظ على الأسلحة والمعدات الخاصة بمديرية أمن السويس ونقل 38 مسجوناً من الموجودين في أقسام المدينة إلى أماكن تابعة للجيش. إلى ذلك، انتشرت مدرعات ودبابات عدة تابعة للجيش عند مداخل بعض المحافظات والطرق الرئيسة، وسط حالة من التوتر بسبب أعمال العنف التي تعصف بالبلاد، حيث تم نشر مدرعات عند مداخل القاهرة الكبرى، بالإضافة إلى مداخل محافظات السويس والإسماعيلية وبورسعيد وطريق الصع