أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده قد تؤيد قراراً جديدا لمجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا إذا تضمن وقفا لكافة أشكال العنف ودعوة فورية لأطراف النزاع للجلوس الى طاولة المفاوضات،
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده قد تؤيد قراراً جديدا لمجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا إذا تضمن وقفا لكافة أشكال العنف ودعوة فورية لأطراف النزاع للجلوس الى طاولة المفاوضات، و لكنها لن تؤيد أي قرار يؤدي الى تعميق الحرب الأهلية و المزيد من إستخدام القوة.
تنظر الإدارة الروسية بقلق للأحداث في شمال افريقيا والمنطقة العربية من ليبيا الى سوريا مروراً بالبحرين و اليمن و المغرب و ربما الجزائر كما و تخشى موسكو عدم إتخاذ الأمور مسارها السياسي في دول تغير النظام فيها كمصر مثلاً. ويرفض الموقف الروسي إستعمال القوة ضد المدنيين ويرحب بالحوار في ما بين أبناء كل بلد الذين يرى أنهم وحدهم مخولون بحث الوصفات الملائمة لبلدانهم.
و تظهر الخاجية الروسية شكوكاً حول رفض المعارضة الليبية مبادرة الإتحاد الأفريقي ما يشير الى مراهنتهم على الغرب للتخلص من النظام و الإمساك بالسلطة.
لافروف: شعوب المنطقة تعتمد على الخارج لإسقاط الأنظمة
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه "من الواضح أن حسابات المتمردين تستند إلى مساعدة الخارج لهم لإسقاط النظام والإستيلاء على السلطة. هذا توجه غاية في الخطورة و للأسف يحمل طابع العدوى وبات يبرز لدى المتظاهرين في دول أخرى في المنطقة". وأضاف لافروف أن شعوب المنطقة تسعى إلى " توتير الوضع من أجل أن يأتي المجتمع الدولي ويقف الى جانبهم، وفي هذا دعوة لسلسلة كاملة من الحروب الأهلية".
بوتين: يجب على أطراف النزاع ايجاد الحلول بأنفسهم
وفي السياق، تساءل رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن وجود الديمقراطية في المنطقة وعن أهداف الغرب في الحرب على ليبيا و غيرها.
فقد رأى بوتين أن "القذافي إخترع ملكية جديدة قد تكون عوجاء وغير طبيعية وقد برزت تناقضات تحولت الى نزاع مسلح... لماذا يجب التدخل من الخارج في هذا النزاع؟! هل لدينا القليل من الأنظمة العوجاء في العالم؟! هل علينا التدخل في كل مكان في النزاعات الداخلية؟! أنظروا الى أفريقيا و ما يحصل في الصومال على مدى سنوات عديدة. لماذا لا يسعون لترتيب الامور في الصومال؟ّ! هل علينا القصف في كل مكان والقيام بضربات جوية؟! يجب إعطاء الفرصة لأطراف النزاع لإيجاد الحلول بأنفسهم"
كما تسائل بوتين عن من أصدر الأمر بإعدام القذافي ولو كان مذنباً، ومن له الحق بذلك؟ فهل تمت محاكمة الرجل على حد تعبير بوتين؟ واعتبر بوتين أن الكلام عن منطقة حظر جوي لا يراعي حماية المدنيين،" إنما يقوم به ما يسمى بالمجتمع المتحضر هو تدمير البنية التحتية لبلد صغير مثل ليبيا"، مشيراً الى أن إحتياطيات هذا البلد من نفط و غاز هي سبب مهاجمته من قبل الغرب".
روسيا أعلنتها صراحة على لسان بوتين... لقد تجاوز الغرب قرار مجلس الأمن الدولي و أعماله في ليبيا تخرج عن إطار القرار 1973. و الخشية من تكرار السيناريوهات حتى و لو إختلفت أشكالها لتطال دولاً تشكل أهمية أكثر إستراتيجية لروسيا التي لن تبقى حينها بمنأى عن ما يحصل. و لكن مصادر الكرملين أشارت الى عدم صدور أية توجيهات رئاسية لدعوة مجلس الأمن بشكل طارئ للإنعقاد بعد مناشدة النظام الليبي لروسيا بذلك، ما قد يشير الى تناقض بين حماسة بوتين في معارضته للغرب وروية ميدفيديف و مماشاته للسياسة الغربية.