ووصف إمام علي صديقي رئيس المعهد الإسلامي للدراسات الدينية إعلان المشروبات الغازية المقرر عرضه تزامناً مع مباراة نهائي دوري كرة القدم الأميركية، بأنه «عنصري ويصور العرب على أنهم متخلفون يركبون الجمال..
لا نتوقع نحن الشعوب العربية أن تتغير نظرة الغرب إلينا، مهما فعلنا وأثبتنا لهم حضاريتنا ومدى عمق ثقافتنا الإنسانية التي تمتد لمئات السنين، فهو الغرب الذي ينمط الأخر وفق أهوائه الامبريالية والاستعلائية، ففي مشهد جديد ها هو الإعلام الأميركي يعيد تصوير العربي مرة أخرى أنه لا يعرف سوى عالم الصحراء والجمال، وأنه ما زال بعيدا تماما عن الحضارة .!!..
فقد إنتقدت جماعات عربية أميركية، إعلاناً لشركة «كوكا كولا» سيعرض في نهائي دوري كرة القدم الأميركية (سوبر بول) الأحد المقبل، يظهر فيه رجل عربي يسير في الصحراء مع جمل. وأفادت إحدى الجماعات بأنها ستطلب من الشركة العملاقة للمشروبات الغازية، تغيير الاعلان قبل أن تعرض قناة «سي بي أس» المباراة التي يتابعها أكثر من مئة مليون أميركي. وتساءل وارين ديفيد رئيس اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز: «لماذا يظهر العرب دائماً في صورة رجال فاحشي الثراء أو إرهابيين أو راقصات؟».
وطرحت «كوكا كولا» مقتطفات من الإعلان على الانترنت الأسبوع الماضي، ظهر فيه عربي يسير في الصحراء ثم يرى رعاة بقر وفتيات حسناوات وشخصيات فيلم «ماد ماكس» يتسابقون للوصول إلى زجاجة «كوكا كولا» ضخمة. وتطلب «كوكا كولا» من المشاهدين التصويت على الانترنت واختيار الشخصية التي تستحق الفوز بالسباق، لكن الاختيارات لا تشمل التصويت لشخصية العربي.
وتـساءل عـابـد أيوب مديـر الشـؤون القـانـونـية والسـياسية في اللجنة الامـيركية العربية لمكافحة التمييز: «ماذا يريد ان يقول الاعلان بهذا؟»، موضحاً أنه «حين لا يشارك العربي في السباق، فمن الواضح أن العربي يوضع في مكانة مختلفة لدى مقارنته بالشخصيات الاخرى في الاعلان».
ووصف إمام علي صديقي رئيس المعهد الإسلامي للدراسات الدينية في رسالة بالبريد الالكتروني، إعلان المشروبات الغازية المقرر عرضه تزامناً مع مباراة نهائي دوري كرة القدم الأميركية، بأنه «عنصري ويصور العرب على أنهم متخلّفون يركبون الجمال وليست أمامهم فرصة للفوز في العالم».
وأحجمت قناة «سي بي أس» عن التعليق، وقالت لورين تومـسون المتحدثة باسم «كوكا كولا» إن الشـركة اتـخذت منحى «سينمائياً» في الاعلان ووظــفت الشخـصـيات في إشــارة إلى أفلام قـديمة.