ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 2-2-2013 الحديث عن اشتباكات بلدة عرسال التي وقعت بين الجيش اللبناني ومسلحين بينهم عناصر مما يسمى "الجيش السوري الحر"
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 2-2-2013 الحديث عن اشتباكات بلدة عرسال التي وقعت بين الجيش اللبناني ومسلحين بينهم عناصر مما يسمى "الجيش السوري الحر"، كما كتبت الصحف عن تطورات ملف قانون الانتخابات اللبناني، اما دولياً فتحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية والمسعى الدبلوماسي للحل بقيادة الابراهيمي الذي يعتزم اجراء مقابلات ثنائية منفصلة مع بايدن والخطيب ولافروف.
السفير
مبادرة الحريري: المؤيّدون يسوّقونها .. والخصوم صامتون
شهيدان للجيش في مطاردة مطلوب في عرسال
وكتبت صحيفة السفير تقول "سال دم الجيش اللبناني في بلدة عرسال البقاعية، في حادثة فيها الكثير من الالتباس، تطرح أمام الدولة بكل مؤسساتها، وأمام كل القوى السياسية من دون استثناء العديد من التساؤلات، حول الاسباب والدوافع والخلفيات، وتحديد المسؤوليات والمسببين في تفاقم التحريض على الجيش ورفع المتاريس في وجهه وتصويره كأنه في مواجهة مع أهله، وتصوير تلك البلدة البقاعية كأنها بقعة في كوكب آخر، محظورة على المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها العشرات من أبنائها.
سال دم الجيش في المكان الغلط، ودفع الثمن غاليا شهيدان وعدد من الجرحى العسكريين، وايا كانت الاعتبارات، فالدولة مسؤولة أمام هذا الوضع الشاذ، ولا تستطيع ان تبقى مكبلة او مقيدة وعاجزة عن الحراك المجدي، فما حصل الامس قدم مشهدا شديد الخطورة يستدعي في الحد الادنى عناية استثنائية، انتصارا لهيبة المؤسسة العسكرية ولأمن الناس، خاصة وان هذا المشهد قابل لأن يتكرر .
تعددت الروايات حول ما جرى، لكن الحقيقة الواضحة هي أن دورية للجيش اللبناني تعرضت لكمين من قبل مسلحين في جرود عرسال، ما ادى الى استشهاد النقيب بيار بشعلاني والرقيب أول إبراهيم زهرمان، واصابة العديد من العسكريين بجراح، ومقتل المطلوب بموجب مذكرات توقيف خالد أحمد حميد.
وأفادت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بأن الدورية «تعرضت لكمين مسلح اثناء قيامها في اطراف بلدة عرسال بملاحقة احد المطلوبين الى العدالة بتهمة القيام بعدة عمليات إرهابية، ودارت اشتباكات مع المسلحين أسفرت عن استشهاد ضابط برتبة نقيب ورقيب، وجرح عدد من العسكريين وتضرر بعض الآليات العسكرية، واصابة عدد من المسلحين».
وبحسب بيان مديرية التوجيه، فإن الجيش ارسل قوة الى المنطقة «وفرض طوقا أمنياً حولها، وباشر عمليات دهم واسعة بحثاً عن مطلقي النار». ودعت قيادة الجيش «أهالي البلدة إلى التجاوب الكامل مع الإجراءات التي ستتخذها قوى الجيش تباعاً لتوقيف جميع مطلقي النار»، محذرة من أنها «لن تتهاون في التعامل مع أي محاولة لتهريب المسلحين أو إخفائهم، وسيكون مرتكبوها عرضة للملاحقة الميدانية والقانونية».
وتعددت الروايات من داخل البلدة وألقت المسؤولية على الجيش واتهمت أفراد الدورية بقتل المطلوب خالد الحميد عمدا قرب مسجد البلدة، وتحدثت تارة عن اشتباه بان أفراد الدورية هم من المخابرات السورية، وتحدثت تارة اخرى عن شائعة سرت بان عناصر الدورية تابعون لتنظيم محلي.
وفي المقابل أبلغ مصدر أمني «السفير» تفاصيل ما جرى في عرسال، مشيرا الى ان «دورية تابعة لمديرية المخابرات، أوقفت المطلوب خالد حميد حياً. وأثناء مغادرتها منطقة عرسال، ومعها المطلوب، كمن لها عدد كبير من العناصر المسلحة، فقتل حميد واستشهد نقيب ورتيب وجرح آخرون بالرصاص نفسه. واستولى المسلحون على جثتي الشهيدين، وعلى عربتين للجيش. وتمت قيادتهما إلى محيط بلدية عرسال في احتفال تخلله إقدام بعض المسلحين على رفع إشارات النصر بشكل سافر».
على ان اللافت للانتباه هو ما تردد عن ان المسلحين الذين كمنوا لدورية الجيش، كانوا على علم مسبق بإمكان وصول دورية تستهدف المطلوب خالد حميد الذي تم تشييعه في عرسال مساء امس وسط اطلاق نار كثيف وظهور مسلح كثيف.
وفيما عزز الجيش اللبناني انتشاره في خراج البلدة، تحدثت بعض المصادر عن توجيهات تقضي بعدم التغاضي عما حصل والاصرار على ملاحقة المعتدين على العسكريين وعن إجراءات وتدابير أمنية ستظهر تباعا.
وقال وزير الدفاع فايز غصن لـ«السفير» إنه لن يكون هناك أي تهاون حول هذه المسألة، ولا حول هيبة المؤسسة العسكرية والتعرض لها من أي كان فممنوع اللعب او المس بهيبة الجيش سواء من قبل مسلحين عابثين بالامن، او من قبل من يريد ان يقيم إمارة هنا او هناك.
واكد غصن ان ما حصل غير مقبول على الاطلاق، ولا يجوز تمريره مهما كلف الامر اذ لا سلطة ابدا فوق سلطة الدولة ولا قوة فوق قوة الجيش، الذي سيأخذ دوره، ويحظى بالغطاء السياسي الكامل.
ومساء قطع اهالي بلدة المريجات الطريق الدولية في اتجاه البقاع تعبيرا عن غضبهم لاستشهاد ابن البلدة النقيب بيار بشعلاني .
مبادرة الحريري: مقاربات خجولة
سياسيا، وضعت المبادرة الرباعية التي اطلقها رئيس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري على طاولات التقييم في مضمونها وابعادها، في وقت برز الشأن المطلبي مجددا من خلال الدعوة التي وجهتها هيئة التنسيق النقابية الى الاضراب المفتوح اعتبارا من التاسع عشر من الشهر الجاري حتى إحالة سلسلة الرتب والرواتب الى المجلس النيابي من دون تجزئة او تقسيط.
ولوحظ في الساعات الماضية ان فريق رئيس الحكومة السابق بدأ حركة اعلامية مكثفة لتسويق مبادرة الحريري والدفاع عنها، في وقت لاذ مسيحيو «14 آذار» وتحديدا حزب الكتائب و«القوات اللبنانية» بالصمت فلم يقاربوا المبادرة لا سلبا ولا إيجابا.
في المقابل جاءت مقاربة قوى الاكثرية لمبادرة الحريري خجولة، ولوحظ اعتصام «حزب الله» ورئيس «تكتل الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون بالصمت المطبق. فيما اكتفى بعض سياسيي «8 آذار» بوصف مبادرة الحريري بالفارغة من أي مضمون.
ولفت احد اعضاء «لجنة التواصل النيابي» الانتباه عبر «السفير» الى ان اقتراح الدوائر الصغرى سبق أن سقط في اللجنة، حيث اعتبر منحازاً ولا يوفر المناصفة ويطيح بالتوازن السياسي، إضافة إلى أنه يقوم على الإقصاء والاستنسابية.
وقال النائب المذكور، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن الدعوة الى معاودة اجتماعات اللجنة حصلت على قاعدة الانصراف حصراً لمناقشة المشروع المختلط، وسأل: هل ان ما طرحه كلام الحريري تعبير عن اعتراض على جدول أعمال اللجنة، ام هي محاولة لإجهاض اللجنة نفسها؟
واعرب عن خشيته من أن يستبطن تمسك الحريري بالدوائر الصغرى، سعيا جديا لإقفال باب التوافق، خاصة أنه يدرك أن قوى الاكثرية لا يمكن أن توافق على نظام أكثري. وقال: إن «هذا الجنوح باتجاه ما يناقض النسبية، إنما يهدف فعلياً إلى تجنب انكشاف الحجم الفعلي لتيار «المستقبل» والحؤول دون تظهير تعددية حقيقية داخل طائفته أولاً، والاستمرار في مصادرة المقاعد النيابية المسيحية ثانياً».
موسكو تقترح ضم السعودية وإيران إلى التحرّك .. وبايدن يلتقي الخطيب لدفع فكرة الحوار
لقاء ميونيخ السوري يلتمس تفاهماً أميركياً ـ روسياً
محمد بلوط
مع نفي وزارة الخارجية الروسية، أمس، وجود موعد لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الثلاثي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ورئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد معاذ الخطيب في مدينة ميونيخ الألمانية اليوم، تراجعت توقعات كثيرة أن تكرس ميونيخ على هامش مؤتمر الأمن فيها اعترافاً ثنائياً فريداً أميركياً- روسياً مشتركاً بزعيم «الائتلاف» المعارض. وخسر السيناريو المفضل لدى القائلين بهيمنة الثنائي الدولي على مستقبل أي تسوية سياسية في سوريا فرصة ذهبية لإثبات ما يذهبون إلى القول به منذ أشهر.
وليس مؤكداً مع ذلك ألا تكون هناك رغبة روسية في لقاء رئيس «الائتلاف»، بحسب مصدر مقرب من وزارة الخارجية الروسية وترحيب الروس بلقاء الخطيب، في أروقة ميونيخ الأمنية. ورغم نفي الخارجية الروسية وجود هذا النوع من المواعيد لدى لافروف، إلا أن ذلك لا يبرد من حماس الروس إلى لقاء الرجل الذي ألقى بصخرة قبوله التفاوض مباشرة مع النظام في مستنقع المعارضة السورية الراكد، مثيراً سجالاً لا يزال الرهان قائماً على قدرته على إحداث فرز بين المتمسكين بالحل العسكري من دون غيره، رغم انسداد آفاقه، وبين العاملين على إعادة الاعتبار إلى طاولة التفاوض.
ويقول ديبلوماسي غربي إن اللقاء بين الخطيب وبايدن يأتي بعد ما أبداه المعارض السوري من تراجع كبير عن مواقفه في مؤتمر مراكش في كانون الأول الماضي، وتحديه الولايات المتحدة، وانتقاده من على منبر «أصدقاء سوريا» إلقاءها الحرم على «جبهة النصرة»، معتبراً إياها جزءا من الثورة.
ويبدو اللقاء تعويضاً عن نقض واشنطن تعهدات قطعت عشية تشكيل «الائتلاف» بأن يقوم الرئيس باراك أوباما باستقبال معاذ الخطيب تكريساً لاعتراف الولايات المتحدة بـ«الائتلاف» الذي عملت بقوة على تشكيله بديلاً عن «المجلس الوطني» لإضعاف «الإخوان المسلمين» وعزل التيارات الجهادية النامية تحت عباءة الثورة السورية. وكانت دول أوروبية حاولت إقناع واشنطن باستقباله في الأسابيع الأخيرة لكن من دون طائل، إلى أن حانت الفرصة بعد تصريحاته الأخيرة لدعم ما تعتبره الاتجاه المطلوب الذي يسهل لها العمل مع روسيا على تسوية سياسية.
وقال معارض سوري بارز، التقى مسؤولين أميركيين في باريس، إن الأميركيين سيعملون على تطوير تصريحات الخطيب إلى خطة أكثر وضوحاً من خلال المحادثات الجارية مع الجانب الروسي، حتى لا تبقى مجرد وجهة نظر شخصية قوية لا تأثير لها على مجرى الأحداث. وعبر الجانب الأميركي عن ضيقه من ردود الفعل المضادة لتصريحات الخطيب التي صدرت عن «المجلس الوطني السوري» وشخصيات من «الائتلاف».
ونقل المعارض السوري عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم يريدون الاستماع عن قرب إلى وجهة نظر الخطيب، فيما قال احد أعضاء «الائتلاف» إن الخطيب يذهب إلى ميونيخ مقيداً بتعهدات ألا يعبر إلا عن الوجهة التي تحدثت عنها وثائق «الائتلاف» الرسمية، ورفض أي حوار مع النظام السوري، وألا يأتي على وجهة نظره الشخصية في اللقاءات التي يجريها.
وفي مواجهة انتقادات «الإخوان المسلمين» ورئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا، يتمتع الخطيب بدعم نائب الأمين العام رياض سيف وكتلة مهمة من الإسلاميين المستقلين كعبد الكريم بكار ونزار الحراكي، ومجموعة مقربة من المراقب العام الأسبق لـ«الإخوان» عصام العطار. وتقف كتلة الأمين العام مصطفى الصباغ المؤلفة من 14 عضواً من المجالس المحلية ضد المواقف التي أطلقها الخطيب. ويقول معارض سوري، رافق إنشاء «الائتلاف» إن هذه المجموعة ليست سوى كتلة انزلها القطريون بالمظلات في الدوحة لمساعدة الصباغ واللعب على التوازنات الداخلية في «الائتلاف» متى أرادوا. وكان الأميركيون مهدوا لعودتهم إلى دعم «الائتلاف» بتقديم مساعدة تشغيلية بلغت 10 ملايين دولار.
وقال مصدر سوري معارض، نقلاً عن المسؤولين الأميركيين في باريس، إن العمل الروسي ـ الأميركي للتوصل إلى تقارب مشترك لصفقة سياسية مستمر، مضيفاً إن الأميركيين والروس بصدد تشكيل فريق عمل مشترك، يسبق لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما مطلع آذار المقبل. ويقول الأميركيون في باريس للمعارضة السورية إنه لا يجب التعويل في البحث عن أي تسوية في سوريا تأتي من خارج اللقاءات الثنائية الروسية ـ الأميركية وحدها من دون غيرها من جهود تقوم بها جهات أخرى كالجامعة العربية أو الاتحاد الأوروبي.
وفي سياق الانفراد الروسي ـ الأميركي بالملف السوري، رفضت موسكو اجتماعاً للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وجهه الأخضر الإبراهيمي قبل أيام، متذرعة بضيق وقت نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، لكن الإبراهيمي وجد فرصة جديدة في الهامش المتاح روسياً وأميركياً لإطلاق العملية السياسية وتجديد دوره، خصوصاً أن خطابه الأخير في مجلس الأمن تحلى بلهجة معتدلة تجاه النظام السوري، تسهيلا لعودته إلى المنطقة بعد تهديدات بالقطيعة.
وكان مسؤول في الأمم المتحدة في ميونيخ قال إن «المبعوث الخاص للأمم المتحدة لن يشارك في أي اجتماع ثلاثي»، مضيفا أن الإبراهيمي يعتزم عقد لقاءات منفصلة مع بايدن والخطيب ولافروف.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إنه لا توجد خطط للمشاركة في محادثات موسعة. وقال ان «التقارير الإعلامية التي تتحدث عن اجتماع في ميونيخ يضم لافروف وبايدن والإبراهيمي وممثل المعارضة السورية الخطيب لا تتفق مع الواقع»، مضيفاً أن برنامج وزير الخارجية الروسي لا يتضمن مثل هذا اللقاء. لكن مصدراً ديبلوماسياً روسياً أعلن، بعد ذلك، انه لا يزال من الممكن عقد اجتماع كهذا «بطريقة عفوية» وإنه لا يستبعد ذلك.
من جهة ثانية، أعلن غاتيلوف أن موسكو تؤيد عقد اجتماع «مجموعة العمل حول سوريا جنيف ـ 2»، لحل الأزمة. وأضاف إن روسيا «مستعدة لإجراء لقاء على أي مستوى»، موضحاًَ «كان هناك لقاءان على مستوى ثلاثي: روسيا الولايات المتحدة والإبراهيمي، وبحثنا في إطار مجلس الأمن المسألة السورية، واقترحنا عقد لقاء ثان لمجموعة العمل بما يعرف بجنيف ـ 2». وتابع إن «هدفنا يتمثل في مناقشة تطبيق محدد لبنود إعلان جنيف».
وقال غاتيلوف «نعتبر انه من المهم توسيع دائرة المشاركين بدعوة دول أخرى، إيران والسعودية، ونعتبرهما لاعبين مهمين في عملية التسوية السورية، وهما يستطيعان الإسهام بشكل إيجابي في هذا العمل». يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي يشارك في مؤتمر ميونيخ.
إلى ذلك، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في اليوم الأخير من عملها كوزيرة خارجية الولايات المتحدة، إيران وروسيا من الاستمرار في دعم النظام السوري عسكرياً ومالياً. وقالت إن «الإيرانيين أرسلوا المزيد من الرجال لمساعدة (الرئيس السوري بشار) الأسد ولدعم قواته المسلحة»، وان «الروس يواصلون تقديم المساعدة المالية والعسكرية» للنظام السوري، محذرة من احتمال امتداد العنف إلى دول جوار سوريا."
النهار
كتلة "المستقبل" تقدّم الاثنين الى المجلس مشروع مبادرة الحريري
14 آذار تؤكد استعادة مشهد وحدتها في ذكرى 14 شباط
وتحت هذا العنوان كتبت النهار تقول "اثار استشهاد ضابط ورتيب عسكريين وجرح عدد آخر من الجنود برصاص مسلحين في بلدة عرسال امس، صدمة طغت على التطورات السياسية المتعلقة بمأزق قانون الانتخاب والتحضيرات لجولة جديدة من التحركات المتصلة بهذا الملف.
وقالت مصادر مواكبة للتداعيات التي أثارها الاعتداء على الجيش في عرسال لـ”النهار” مساء امس ان القيادة العسكرية أبلغت جميع المعنيين، وفي مقدمهم المسؤولون الكبار، انها في صدد تشديد الاجراءات التي اتخذتها عقب هذا الاعتداء والمضي فيها الى حين تسليم المعتدين على الجيش، وانها لن تتهاون في هذا الامر، خصوصاً ان الاعتداء الدموي الذي أدى الى استشهاد النقيب بيار بشعلاني والرقيب الاول ابرهيم زهرمان واصابة عشرة من افراد الدورية العسكرية لم يكن الاول على الجيش. وفهم ان الجيش يرفض الحجة التي برر بها الحادث وهي ان الدورية العسكرية دخلت البلدة بلباس مدني ولم يتعرّف المواطنون الى أفرادها باعتبار انه بعد الاعتداء ومقتل الضابط والرتيب استمرت المواجهة عنيفة وأصيب العسكريون الآخرون بجروح من جراء استمرار اطلاق النار على رغم معرفة المهاجمين ان هؤلاء ينتمون الى الجيش.
وكانت المواجهة بدأت عقب دخول دورية تابعة لمخابرات الجيش البلدة لتوقيف خالد احمد حميد، وهو من عرسال ومطلوب بموجب مذكرات توقيف بتهم القيام بأعمال ارهابية عدة يشتبه في ان منها خطف الاستونيين السبعة، كما يتردد انه كان على صلة بتنظيمات اسلامية متطرفة تقاتل في سوريا.
وتمكنت عناصر الدورية من توقيفه بعدما حاول الفرار واصيب في عملية التوقيف، فاقتادته الدورية لتسليمه الى قوة من الجيش، لكنها حوصرت وسط عشرات المسلحين من البلدة الذين هاجموها. وحصلت اشتباكات عنيفة تخللها اطلاق المسلحين قذائف صاروخية اصابت احداها آلية عسكرية كان الموقوف خالد احمد حميد داخلها مما ادى الى مقتله. واستشهد النقيب بشعلاني والرقيب الاول زهرمان واصيب عشرة من افراد الدورية وعدد من ا لمسلحين.
وساد توتر شديد البلدة ومحيطها بعد نقل جثتي الشهيدين العسكريين والجرحى الى داخل المبنى البلدي للبلدة وسط ظهور مسلح كثيف. واستمرت المفاوضات قرابة ثلاث ساعات نقل بعدها الشهيدان والجرحى الى مستشفى في رأس بعلبك. وفي غضون ذلك توجهت قوة كبيرة من الجيش الى المنطقة وفرضت طوقاً امنياً حولها وباشرت أعمال دهم بحثاً عن مطلقي النار. وأعلن رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ان دورية الجيش اتت الى البلدة من دون تنسيق مع أحد وبلباس مدني من غير ان يعرف الاهالي انهم جهة رسمية فاعتقدوا انها عصابة قتلت احد ابناء البلدة فحصل ما حصل”. وأضاف: “الجميع مصدومون بما جرى”.
لكن قيادة الجيش دعت اهالي البلدة الى “التجاوب الكامل مع الاجراءات التي ستتخذها تباعاً لتوقيف جميع مطلقي النار”، وحذرت من انها “لن تتهاون في التعامل مع أي محاولة لتهريب المسلحين أو اخفائهم وسيكون مرتكبوها عرضة للملاحقة الميدانية والقانونية”.
ووصف وزير الدفاع فايز غصن ما حصل بانه “خطير جداً ولا يمكن السكوت عنه”، مؤكداً ان الجيش “لم ولن يكون يوماً مكسر عصا لاحد”.
وشهدت بلدة المريجات البقاعية مساء موجة غضب عارمة نتيجة استشهاد ابن البلدة النقيب بشعلاني، وعمد اهالي البلدة الى قطع الطريق الدولية باطارات مشتعلة طوال ساعات المساء معلنين انهم لن يفتحوها الا امام آليات الجيش الى حين تسليم قتلة الضابط.
اقتراح “المستقبل”
اما على الصعيد السياسي، فعلمت “النهار” أمس ان كتلة “المستقبل” النيابية تستعد لتقديم اقتراح مشروع قانون الى مجلس النواب الاثنين، يتعلق بالانتخابات النيابية، وذلك غداة المبادرة التي اعلنها الرئيس سعد الحريري مساء الخميس. ومن المقرر ان يتبلور المضمون التفصيلي للاقتراح في الساعات المقبلة من أجل تحديد عناصره التي تترجم مبادرة الحريري في صيغة قانونية.
ولوحظ في هذا السياق ان معظم القيادات السياسية بما فيها قيادات حلفاء الحريري في حزبي الكتائب و”القوات اللبنانية” التزمت التريث في التعليق على مبادرته. وقال سياسي بارز في قوى 14 آذار لـ”النهار” ان موقف التزام الصمت بعد مبادرة الحريري يعود الى ان الجميع ينتظرون ايضاحات تحملها اتصالاتهم واللقاءات البعيدة عن الاضواء. واشار الى ان احداً في تحالف 14 آذار ليس في وارد الخروج من هذا التحالف “وسيرى المشككون مشهداً مغايراً لما يعتقدون في الذكرى الثامنة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الجاري التي ستقام في مجمع “البيال” وبعدها”.
اجتماعات الأزمة السورية في ميونيخ بين الثنائية والرباعية
إسرائيل ترفع مستوى التأهب تحسباً لردّ على غارتها
نددت واشنطن بالدعم العسكري الذي تقدمه روسيا وايران الى النظام السوري، وذلك عشية اجتماع اميركي - روسي مقرر اليوم في ميونيخ على هامش مؤتمر دولي للامن والتعاون يتناول الازمة السورية المستمرة منذ اكثر من 22 شهرا من دون افق للحل. في الوقت عينه تستمر التكهنات عن الغارة الاسرائيلية قرب دمشق الاربعاء، وسط تخوّف من تمدد النزاع السوري في المنطقة. ورفعت أجهزة الامن الاسرائيلية حال التأهب في صفوفها وعززت الحراسة على سفاراتها وبعثاتها في انحاء العالم ونصبت بطارية ثالثة من منظومة "القبة الحديد" المضادة للصواريخ في شمال البلاد تحسباً لرد سوري او من "حزب الله" اللبناني.
وقال مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية ان المعارضة ستلتقي مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة في ميونيخ اليوم لمناقشة التحول السياسي في سوريا.
وإذا تأكد هذا الامر فسوف تكون هذه المرة الاولى تجتمع الولايات المتحدة وروسيا - المختلفتان على امكان مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في اي حكومة انتقالية - معاً مع المعارضة. لكن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امتنع عن تأكيد الأمر.
وأعلن مسؤولون في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" ان رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب سيلتقي نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي على هامش مؤتمر الامن والتعاون في اوروبا الذي ينعقد في مدينة ميونيخ الألمانية.
وقال عضو بارز في الائتلاف. "اخبر الابرهيمي الخطيب أن الاجتماع سيكون رباعياً". وأضاف أنه يعتقد ان روسيا تشجعت لحضور الاجتماع بعد عرض الخطيب اجراء محادثات مع مسؤولين سوريين. وأوضح أن الائتلاف تبنى موقف الغموض البناء في شأن ما إذا كان يجب ان يتنحى الأسد قبل بدء عملية التحول "وهذا حرك الامور".
لكن غاتيلوف نشر تغريدة في موقع "تويتر" على الانترنت جاء فيها: "حتى اليوم لم يرد ذكر مثل هذا الاجتماع في برنامج وزير الخارجية الروسي".
الى ذلك قال مسؤول في الأمم المتحدة في ميونيخ ان "الممثل الخاص للأمم المتحدة لن يشارك في أي اجتماع ثلاثي"، وإن الإبرهيمي يعتزم عقد لقاءات منفصلة مع بايدن والخطيب ولافروف.
وفي باريس، رحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الاردني ناصر جودة في مؤتمر صحافي مشترك بعرض الخطيب.
ميدانياً، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان اشتباكات دارت اندلعت بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي جوبر بشرق دمشق، تلت اشتباكات قرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة. كما استمرت العمليات العسكرية الواسعة في ريف دمشق التي بدات قبل اكثر من 75 يوما.
وتحدث عن مقتل 53 عنصرا من المخابرات العسكرية السورية بينهم ستة ضباط في 24 كانون الثاني الماضي في تفجير بواسطة سيارة مفخخة استهدف فرعا للمخابرات في بلدة سعسع بريف دمشق."
الاخبار
«تنسيقية عرسال» تقنص الجيش
عفيف دياب
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "الدم يُراق من جديد في عرسال وجرودها. البلدة البقاعية التي أعلن رئيس بلديتها سابقاً سيطرته على حدود بلدته مع سوريا، وأنه سيمنع بقوة السلاح توقيف أي مطلوب في «جمهوريته»، شهدت امس معركة بين الجيش ومسلحين انتهت بسقوط ضابط ورتيب ومطلوب، وبجرح جديد لا يُعرَف أوان شفائه.
لوّن دم الجيش اللبناني المسفوك بياض ثلوج عرسال. تحولت الارض القاحلة هناك الى جدول احمر. مجزرة الموت الغامض ادخلت عرسال من جديد في اتون التباس العلاقة بعد وئام لم يدم اشهراً. علاقة لا احد يعرف كم من دماء تحتاج حتى تستقر على ودّ وانسجام. لا احد في عرسال كان يريد هذه «المقتلة» للجيش ال