ابرز ما جاء في الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 4/2/2013
رصدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في بيروت آخر التطورات على الساحة اللبنانية، وركزت على تشييع شهيدي الجيش اللبناني اللذين استشهدا في عرسال وآخر تداعيات الحادثة.
كما رصدت الصحف آخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية ولا سيما قمة برلين للامن الدولي والازمة السورية.
السفير
"الدولة" في المريجات .. وقهوجي لـ«السفير»: لا للعب على الوتر الطائفي
الجيش وعرسال: العدالة في مواجهة الفتنة
طغى الاعتداء، الذي تعرض له الجيش في عرسال، على ما عداه من ملفات داخلية، لما انطوى عليه هذا الاعتداء من فظاعة هزت وجدان اللبنانيين، الذين يجدون في المؤسسة العسكرية الضمانة الحقيقية، وربما الوحيدة، لحماية أمنهم، وسط الحرائق المندلعة في محيطهم.
وقد أضاء الكمين، الذي نُصب لإحدى دوريات الجيش، على مخاطر البؤر والجزر الأمنية التي نشأت على خط التماس مع الازمة السورية، وباتت تعج بكل أنواع المسلحين، من أصحاب الأجندات الخاصة. ولعل أخطر ما في هذا الوضع ان المجموعات المسلحة تحاول ان تتماهى مع البيئة التي تتواجد فيها، وأن تتلطى بها، لحماية تحركاتها على الارض وتكبيل يدي الجيش، بحيث يمكن القول إن عرسال باتت، كما المؤسسة العسكرية، معنية بمواجهة هذه الظاهرة ومنع الفتنة من خلال ترك العدالة تأخذ مجراها حتى النهاية.
وبرغم ان دم شهيدي المؤسسة العسكرية الرائد بيار بشعلاني والمعاون ابراهيم زهرمان هو عابر للطوائف والمذاهب، إلا ان البعض
يصر على تحوير مسار هذه القضية والإيحاء بأن الجيش يستهدف فئة من اللبنانيين. لكن، يبدو ان المؤسسة العسكرية لن تتأثر بالحرب النفسية التي تمارس عليها لتقييدها، وهي مصممة على توقيف المشاركين في إطلاق النار على الدورية في عرسال، محتفظة لنفسها بحق اختيار الطريقة المناسبة للوصول اليهم، فيما أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ«السفير» ان يد الغدر التي امتدت الى العسكريين ستقطع.
وأظهرت الصور المنشورة للعسكريين المعتدى عليهم انهم كانوا بلباس عسكري، وليس مدنياً، ما ينسف الذرائع التي سيقت من قبل رئيس البلدية وبعض الأوساط في عرسال لتبرير الهجوم على الجيش. كما أظهرت الصور آثار التمثيل بالجثتين من قبل المسلحين، علماً أن عدداً من العسكريين الجرحى شاهدوا بأم العين ما تعرض له الشهيدان، ورووا بالتفصيل ما حصل.
وأمام بشاعة الاستهداف الذي تعرض له الجيش، احتضنت «الدولة» أمس بلدة المريجات، حيث ووري الشهيد بشعلاني في الثرى بعد مأتم مهيب، بينما أكد الرئيس ميشال سليمان خلال تقديمه التعازي لذويه أن الجيش لن يتهاون مع أي كان، وأن المجرمين سيعاقبون، في وقت قطعت الطرقات في العديد من المناطق تضامناً مع الجيش.
تعزيزات.. وتوقيفات
وفي حين استقدم الجيش تعزيزات من فوج المغاوير البحرية إلى البقاع الشمالي، وواصل إقامة حواجز ثابتة على جميع المداخل المؤدية الى بلدة عرسال، عُلم انه تمكن خلال الساعات الماضية من إلقاء القبض على عدد من الاشخاص المطلوبين، بينما نقلت قناة «الميادين» عن مصادر مطلعة ان الجيش ضبط شاحنتي أسلحة قرب مدافن عرسال.
وأبلغت مصادر عسكرية «السفير» ان من بين الموقوفين الشيخ «م. ح.» المتهم بالتحريض على التصدي للدورية العسكرية بعد اشتباكها مع المطلوب خالد حميد، إضافة الى «ح.ح.» وهو أحد المشاركين الفعليين في الكمين.
وأكدت المصادر ان لدى المؤسسة العسكرية جدية مطلقة في ملاحقة مطلقي النار على الدورية في عرسال، بما يحفظ هيبة الجيش والدولة، لافتة الانتباه الى ان هناك قراراً حاسماً ونهائياً في هذا الشأن، اما طريقة التنفيذ فتحددها القيادة بالتنسيق مع الوحدات المنتشرة على الارض، تبعاً للمعطيات الميدانية.
وأشارت المصادر الى ان الجيش يميز بين غالبية أبناء عرسال المتضامنين معه وبين مجموعات مسلحة تنامت مع تطور الاوضاع في سوريا وتورطت فيها، وهي تحاول ان تفرض أمراً واقعاً وأن تضع البلدة خارج سلطة القانون. ولفتت الانتباه الى ان هذه المجموعات نفذت حتى الآن خمسة اعتداءات على قوى الجيش في المنطقة، وتسعى الى تحقيق نوع من الأمن الذاتي في عرسال، الأمر الذي لا يمكن القبول به.
ميقاتي: حكمة وقوة
ورفض الرئيس نجيب ميقاتي تصوير الجيش على انه يعمل لطرف ضد آخر أو أنه يستهدف طرفاً بذاته، وقال لـ«السفير» إن الجيش يعمل لمصلحة كل المواطنين، ونحن نريد ان ننتهي من الاشكاليات التي ترافق تأديته لمهامه. وأكد ان الجيش لديه التغطية السياسية وعليه القيام بواجبه، ولا يجب ان يضع احد هذه القضية في اي قالب آخر.
وبعد زيارته التضامنية الى قيادة الجيش في اليرزة بحضور وزير الدفاع فايز غصن، أكد ميقاتي الدعم الكامل للجيش الذي له كل الغطاء السياسي، مشدداً على ضرورة ان يتم تسليم مطلقي النار الى الجهات القضائية المختصة. ودعا الى «ترك الجيش يقوم، بحكمته وبكل ما لديه من قوة، بحل هذا الموضوع بطريقة هادئة بعيدة عن اي شحن طائفي، ولا يمكن أن نقبل أن يشعر أي فريق من اللبنانيين بأنه مستهدف في هذا الظرف بالذات». وتمنى على «الحكماء والعقلاء في بلدتنا عرسال التعاون مع الجيش لجلاء كل الجوانب المتعلقة بهذه القضية».
وليلاً، استقبل ميقاتي وفداً من العلماء المسلمين ومشايخ عرسال، وقالت أوساط السرايا الحكومية إن الوفد اعتبر ما حصل في عرسال رد فعل غير مقبول وغير مبرر، لكنه طالب بتحقيق سريع لكشف الملابسات، وأبدى استعداده للتعاون من أجل تسليم المطلوبين الى القضاء.
قهوجي: سنقطع يد الغدر
وأكد العماد جان قهوجي لـ«السفير» إن الجيش لن يرضى الا بتسليم الجناة وهم معروفون، مشدداً على أن «كل يد أمتدت الى الجيش غدراً سنقطعها، وسنلاحق المعتدين اينما كانوا وإلى أي جهة انتموا، ولا مجال لأن يلعب أحدٌ على الوتر الطائفي او المذهبي في هذه القضية».
وكان قهوجي قد أكد في «أمر اليوم»، رفضه «المساومة السياسية على دم الشهيدين الرائد بيار بشعلاني والمعاون ابراهيم زهرمان من اي طرف أتت»، مشدداً على أن الجيش لن يتراجع مهما كلف الامر الى ان يقتص من المجرمين أياً كانت هويتهم وانتماؤهم، ومهما علت صرخات المدافعين عنهم. وأضاف: مخطئ من يعتبر ان تعاطينا بحكمة مع الاحداث ضعف، ومخطئ من يفكر أن عملنا لمكافحة الارهاب قد يتوقف لأي اعتبار او كرمى لأي فريق مهما كان حجمه المحلي والإقليمي.
بري: جريمة بحق الوطن
الى ذلك، قال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» إن ما تعرض له الجيش في عرسال ليس جريمة بحقه فقط، وإنما جريمة بحق الوطن ككل، معتبراً ان ما حصل أمر لا يُحتمل. وإذ شدد على وجوب أن يلاحق القضاء هذا الملف حتى النهاية، رأى أنه من غير الجائز أن يصبح الجيش بحاجة الى إذن ليدخل الى هذه المنطقة او تلك.
التحقيق
وفي السياق ذاته، قالت مصادر وزارية لـ«السفير» إن هناك محاولات من قبل اطراف سياسية تغطي المسلحين في عرسال، لنقل التحقيق القضائي والعسكري من يد الجيش الى جهة أخرى «محايدة»، لأن هذه الجهات تعتبر «أن الجيش طرف في المشكلة وليس جهة محايدة»، لكن الجيش يرفض هذه الشروط ويصر على ان هناك قوانين وإجراءات يجب ان تطبق في مثل هذه الحالات.
الملف الانتخابي
على خط آخر، تعاود اللجنة الفرعية للتواصل النيابي اجتماعاتها اليوم، لاستكمال مناقشة الصيغة المركبة التي تجمع بين النظامين النسبي والأكثري، مع الإشارة الى أن مبادرة الرئيس سعد الحريري الانتخابية ستكون حاضرة في المجلس النيابي من خلال اقتراح القانون الذي سيقدمه نواب في «تيار المستقبل»، ولكنها لن تحضر بالضرورة على طاولة اللجنة الفرعية.
وفي هذا الإطار، قال بري لـ«السفير» رداً على سؤال عن موقفه من مبادرة الحريري: أنا أنتظر أن أتسلم رسمياً مشروع الحريري، حتى أقرأه وأدرسه، ثم أقرر ما إذا كنت سأحيله الى اللجان النيابية العادية أم الى اللجان المشتركة.
وأوضح ان مبادرة الحريري لن تطرح على النقاش في لجنة التواصل النيابي، لأن اللجان المشتركة توافقت على تكليفها بالبحث حصراً في النظام المختلط، بعدما تبين أنه الأقدر على إحداث اختراق. وأشار الى ان هذا البند هو الأوحد على جدول أعمال اللجنة، ولا شيء غيره، آملا في ان تتمكن اللجنة خلال المهلة المحددة لها من التفاهم على قانون توافقي ينقذ البلد.
وأوضح انه بحث مع ميقاتي في موضوع المخطوفين اللبنانيين في أعزاز واطلع منه على نتائج زيارته الى تركيا، «كما تداولنا بطبيعة الحال في مسألة الانتخابات».
فتفت.. واقتراح القانون
وأبلغ النائب أحمد فتفت «السفير» أن «تيار المستقبل» سيترجم مبادرة الرئيس الحريري صباح اليوم، من خلال تقديم اقتراح قانون إلى مجلس النواب، لافتاً الانتباه الى أن الاقتراح ينطلق من الدوائر الانتخابية الحالية، على أن يكون القضاء هو الحد الأقصى لحجم الدوائر، بحيث لا يتخطى عدد النواب في كل دائرة الخمسة.
أبعد من المريجات وعرسال:المهم حماية الجيش لتبقى الدولة!
طلال سلمان
كان يكفي «حادث أمني واحد» لكشف حالة الاهتراء التي يعيشها لبنان، بمختلف مؤسساته، الرسمية منها والسياسية والشعبية... لكأن الوطن الصغير يجاهد لعدم السقوط، مرة أخرى، في هاوية الحرب الأهلية، بينما القيادات الطوائفية ترقص على حافتها تماماً.
هل المصادفات وحدها جعلت عرسال مسرح «الكمين» وبالتالي الاشتباك، وحكمت أن يكون بين الضحايا ضابط من البلدة التي تعتبر بوابة البقاع والتي ظل مناخها وطنياً جامعاً برغم دهر المحنة التي عاشها اللبنانيون ولم يهجر أهلها الأحزاب ذات الشعارات الوطنية والقومية، ومعه رتيب من قرية «قتة» في جوار حلبا عاصمة عكار التي تعيش في قلب البؤس والإهمال الرسمي، إضافة إلى «مطلوب» من عرسال البلدة التي بين عناوينها الحجر الصواني ـ الكنز وطابور من شهداء العمل الوطني خلال دهر الحرب الأهلية (الأولى؟!).. والتي تشكل، كما عكار، بوابة خلفية للعلاقات المفتوحة بين لبنان وسوريا، والتي قد تصبح «خط نار» خلال الأزمات التي سبق أن عصفت بهذا الوطن الصغير، والتي تعصف الآن بسوريا، وإن كانت أعظم دموية وأكثر اتساعاً وأفظع في مخاطرها على مستقبل بلاد الشام جميعاً.
لقد لفحت ألسنة النار اللبنانيين جميعاً، خصوصاً وأن ثمة من ينفخ فيها لتوسيع دائرة الحريق بما يهدد وحدتهم الوطنية ودولتهم التي بلا قرار.
أعظم الخوف، في هذه اللحظة، على الجيش: المؤسسة الأخيرة التي تجسد وحدة الوطن وشعبه.
ذلك أن الجيش يكاد يكون كل ما تبقى من ركائز «الدولة»... ويكاد الجندي أن يكون «المواطن الأخير». هو الذي يترك انتماءه الطائفي في البيت، ومعه ارتباطاته العائلية والجهوية، ويذهب إلى حضن الانتماء المشترك الذي يجمع بين اللبنانيين بمختلف أطيافهم الدينية والمذهبية.
وحده الجندي لا يتعامل مع الناس بطوائفهم. ليست هذه ميزة في البلدان الأخرى. إنها طبيعة المؤسسة المجسدة للوطن وشعبه.
لكن السلطة، بما هي التجسيد المباشر للنظام الطوائفي، تصبح في لحظات ضعفها وتشققها مصدر الخطر الأول على الجيش، وبالتالي على وحدة البلاد.
خلال التجارب المريرة في السنوات القليلة الماضية تم تعريض الجيش لامتحانات قاسية، في عكار وطرابلس، في بعلبك وجوارها، في جبل لبنان، في الضاحية الجنوبية وفي بيروت ذاتها. وليس من بلد في العالم بأسره ينتشر جيشه في الشوارع والأزقة، في الميادين وعند أبواب المؤسسات والقيادات، كما ينتشر الجنود الفقراء في مختلف أنحاء بيروت وطرابلس وصيدا وبعلبك وبعض بلدات البقاع الغربي والجبل، منعاً لاشتباك متوقع عند تلاقي الأخوة ـ الأعداء عند «خطوط التماس».. وما أكثرها!
بل كثيراً ما دُفع بهذا الجيش إلى المواجهة من دون توفير الغطاء السياسي: إياك أن تفتح النار. أزل الحواجز من الشوارع، واترك الباقي علينا!
لكن «الباقي» صار يتراكم ويتراكم حتى صارت الحواجز سدوداً تفصل بين الأخوة في الوطن، والشركاء في المصير، وصار الجيش «شاهد زور» بينما أركان السلطة الحالية يخوضون المعارك مع أركان السلطة أو السلطات السابقة حول المسؤولية عن فلتان الأمن وعن تعريض الجيش لخطر... الانفراط!
ربما لهذا صار الجيش هو الملجأ: كلما شغر موقع الرئاسة وتفاقمت الخلافات تم اللجوء إليه بوصفه المؤسسة الواقعة خارج التصنيف السياسي، فاختير منه الرئيس ـ الحَكَم.. وبالتالي نقطة التقاطع «الداخل البلا داخل» مع الخارج أيضاً. وهكذا تسنم الرئاسة ثلاثة من قادة المؤسسة العسكرية خلال نصف القرن الأخير من أصل 11 رئيساً.
وقع الاشتباك الدموي في عرسال. لكن تداعياته السياسية ظهرت تباينات واضحة في الموقف الرسمي، كما أدخلت أطرافاً طائفية في «تفسير أسبابه» وتحديد المسؤولية عنه، وانفجر خلاف سيتجاوز أهالي المريجات وعرسال و«قتة» عكار حول «الشهداء».
على أن جورج بشعلاني والد الرائد الشهيد بيار، والذي أمضى أكثر من أربعين سنة في التعليم، يحرص على حصر مسؤولية الجريمة في بعض المتطرفين، مؤكداً أن لا مشكلة بين أبناء المريجات وأبناء عرسال، بل إن بينهم الكثير من المشترك.
من هنا فإن البلدة التي تكاد تكون بوابة تطل منها على البقاع جميعاً، تشابه عرسال من حيث ارتباط مصالح الأهلين بسوريا. فقبل «اختراع» شتورة، كانت المريجات «محطة» شبه إجبارية لقاصدي دمشق أو العائدين منها في اتجاه بيروت. وهي بلدة طبيعية تقع على التخم الأخير للاختلاط المسيحي ـ الدرزي في منطقة الشوف، وإن ظلت ـ إدارياً ـ في البقاع، بل هي المدخل إليه.
اليوم تعبر السيارات السورية من دمشق إلى بيروت وبالعكس، مثقلة بالصور الحية المجسدة للمأساة المفتوحة في البلد الذي يقع في منزلة بين منزلتين: الجار الشقيق مصدر الأمان ومصدر الخطر.
لقد سقط جدار الحماية الذي وفرته هذه الجيرة التي تكاد تكون أخوة.
والمريجات التي شهدت الدخول السوري الآتي باسم وقف الحرب الأهلية، شهدت كذلك الخروج التقهقري الذي أعقب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتي افتتحت فصلاً جديداً في تاريخ الحروب الأهلية في لبنان، لكن علاقتها بالسوريين لم تتأثر في الحالين.
كذلك فإن عرسال التي كانت خزاناً من المناضلين التقدميين والتي كانت حصن أمان للسوريين ومخفراً أمامياً لأمنهم، بسبب التداخل في الأراضي وتشابك الأنساب مع «جيرانهم» على الجهة الأخرى من خط الحدود الذي يتعرج مع الهضاب والتلال والأملاك المختلطة... عرسال تلك حولتها «الحرب» في سوريا إلى «خط نار»، وهكذا كان حتمياً أن ينتشر الحريق في محيطها، وأن يؤثر الوافدون إليها مثقلين بعدة الحرب على مناخها المأزوم أصلاً، خصوصاً مع كثرة النافخين في نار الفتنة، فيها كما في أنحاء شتى من لبنان.
لكن المشكلة ليست بين المريجات وعرسال، بل هي في الأزمة السياسية المفتوحة التي تشل البلاد اقتصادياً، وتزيد من الشحن الطوائفي الذي يهدد الوطن الصغير ودولته التي تفتقد أمانها مع موجة الاضطراب التي تضرب الكيانات وتنشر مناخ الفتنة في أربع رياح الأرض العربية.
المهم: حماية الجيش، لكي يبقى للدولة ما يذكر بوجودها، فضلاً عن حمايتها من الطبقة السياسية أولاً، ثم من النافخين في نار الحرب الأهلية دائماً...
«الكثير من الأطراف الدولية سلّمت بوجوب اعتماد الحل السياسي في سوريا»
ركن أبادي لـ«السفير»: لينتظر الإسرائيليون نتيجة الخطيئة الكبرى في جمرايا
مارلين خليفة
تأتي الذكرى السنوية الـ34 للثورة الإيرانية مع اشتداد الضغوط على إيران وحلفائها خاصة سوريا، وكذلك مع بروز مؤشرات مقابلة أبرزها تلك الاشارة الايجابية التي اطلقها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في اتجاه جلوس الايرانيين والأميركيين على طاولة الحوار الثنائي المباشر، وتبعها رد ايجابي من الايرانيين بلسان وزير خارجيتهم علي أكبر صالحي.
يحرص السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي على أفضل العلاقات بين جميع الأطراف اللبنانية فلا يستفزّ ولا يتحدّى ولا يشاكس «إلا العدوّ الصهيوني». يدوّر زوايا القضايا الخلافية مع الجميع دولا وأحزابا وأفرادا متسلحا بطول أناة استثنائية. هو إبن مدينة قم الشهيرة بحوزاتها العلمية ولكن ايضا بسجّادها العجمي الذي يتطلب أعواما لحياكته، ما يفسّر رحابة الصّدر والصبر اللذين يتمتّع بهما ابناؤها وأشهرهم الإمام الخميني.
يكرّر ركن أبادي في حوار مع «السفير» دعم إيران للإصلاح في سوريا، ويقول: «منذ بداية الحوادث قلنا إن