منذ آدم وحتى الساعة، حزب الله هو المسؤول عن كل كبيرة وصغيرة، فآدم (ع) أكل التفاحة نتيجة الضغط الذي مورس عليه من سلاح المقاومة، ونفس الحزب أمد قابيل بالمقاتلين وتغلب على هابيل وقتله
منذ آدم وحتى الساعة، حزب الله هو المسؤول عن كل كبيرة وصغيرة، فآدم (ع) أكل التفاحة نتيجة الضغط الذي مورس عليه من سلاح المقاومة، ونفس الحزب أمد قابيل بالمقاتلين وتغلب على هابيل وقتله، مروراً بطوفان نوح (ع) الناتج عن قصف صاروخي للحزب لأحد السدود في مكان ما، ونؤكد أن هذا الحزب مسؤول عن كل الأحداث التاريخية، ما وصل لنا منها وما لم يصل.
حتى الحرب العالمية الأولى والثانية والثالثة إن حصلت مسؤول عنها نفس الحزب، فهل تعلمون ان الإنتحاريين الذين أرسلتهم اليابان وضربوا "بيرل هاربر" في الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية كانوا من المنتمين إلى حزب الله وبالتحديد هم من منطقة البقاع اللبناني، وهل تعرفون أن الحزب أرسل عشرات المقاتلين لمساعدة الجيش الأحمر في ستالينغراد وكان لهم الفضل الأكبر في النصر الذي تحقق على النازية..
لن نطيل الكلام بسرد مسؤوليات هذا الحزب تاريخياً، لأن أيامنا هذه حافلة بالأحداث والوقائع التي اتهم الحزب بالمسؤولية عنها، نبدأ من آخرها، حزب الله مسؤول عن تفجير بورغاس في بلغاريا الذي استهدف سياحاً صهاينة وقتل خمسة منهم، علما ان شخصا سويديا من اصل جزائري ويدعى مهدي محمد الغزالي، كانت قد رصدته الكاميرات قبل تفجير نفسه بحافلة الركاب.
استهداف الدبلوماسيين الصهاينة في الهند وتايلند وغيرها هو مسؤول عنها، ومحاولات التفجير والخلايا في اذربيجان وكندا واستراليا وكل أوروبا وآسيا، وفي أمريكا اللاتينية حزب الله هو المسؤول عن تجارة المخدرات وتبيض الأموال وهو داعم للأنظمة في فنزويلا وبوليفيا وكوبا وغيرها، وفي أفريقيا مسؤول عن عدد كبير من الإنقلابات ومسيطر على سبل التجارة فيها.
وفي الدول العربية، هذا الحزب هو المسؤول عن كل شاردة وواردة، في مصر هو من ساعد حسني مبارك وهو من أطاح به وهو من أفرغ السجون، وفي العراق هو مؤسس لعدد من الجيوش التي تقاتل على أرضه وداعم للحكومة ومعارضيها، في فلسطين حزب الله مسؤول والحمد لله عن تسليح المقاومة وبواخر الأسلحة التي تصل الى غزة، وفي ليبيا مهرب للأسلحة، وكذلك هو مسؤول عن احتجاجات البحرين وثورتها، وأيضاً مسؤول عن الأحداث في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وهو التهديد الأول للأمن في الخليج.
وفي سورية له شأن آخر، فلولا حزب الله لما كان صمد النظام والرئيس بشار الأسد الذي يحاربه العالم أجمع، فهو مسؤول عن مد الجيش السوري بالأسلحة والمقاتلين وهو من يقود العمليات، وهو من يفجر ويقتل وحتى أنه يذبح، وفي اليمن مسؤول عن مشاكلها وحروبها وداعم للجنوب والشمال ويزود الحوثيين بالأسلحة ويدربهم، وإلى إيران أيضاً أرسل حزب الله 300 عنصر لمساعدة قوات الأمن والحرس الثوري والباسيج المقدرة أعدادهم بالملايين لمواجهة الأحداث التي تلت انتخابات العام 2009.
نعم إنه حزب الله مسؤول عن كل ما حصل، ما تعرفون وما لا تعرفون، وهو أيضاً وبالتأكيد مسؤول عن ما سيحصل في الأيام والسنوات القادمة، خيراً أو شراً، وحتى انه مسؤول عن ثقب الأوزون وعن ذوبان جليد المحيطات المتجمدة الشمالية والجنوبية، وبسببه نعيش تبعات التغير المناخي من ارتفاع وانخفاض في درجات الحرارة، وكذلك الأزمة الإقتصادية العالمية..
أما في لبنان، فحدث ولا حرج، فإن تطلقت أحداهن فحزب الله مسؤول، وزحمة السير والحوادث المرورية وانقطاع المياه والكهرباء ومشاكل الجامعة اللبنانية والمدارس الرسمية، وكل الدين العام والإقتصاد والتلوث وحتى منع تسليح الجيش وغيرها الكثير الكثير حزب الله مسؤول عنها، وصولاً الى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن سبقه ومن تلاه ومن سيغتال لاحقاً، ومسؤول أيضاً عن أحداث الشمال والبقاع والحدود وقطع الطرقات ومداهمات الجيش والمخطوفين في سورية وتأخير الانتخابات النيابية وعدم الوصول الى قانون انتخابي، والحكومة حكومته، ومن المؤكد ان مدعي عام التمييز القاضي حاتم ماضي تعرض لضغط من حزب الله لطلب رفع الحصانة عن النائب بطرس حرب، حسبما قال الأخير. وحزب الله هذا هو من داهم في عرسال لتوقيف مطلوب للعدالة ما أدى الى مجزرة بحق الجيش اللبناني!!
نعم كل هذا وغيره، حزب الله يتحمل مسؤوليته، حتى أنه مسؤول عن الحرب في العام 2006 وعن الهزيمة والنصر والدمار الناتج عنها، وربما هو من اغتال امينه العام الشهيد السيد عباس الموسوي، والقائد الجهادي الشهيد الحاج عماد مغنية. فلكل السفهاء والمغرضين والحاقدين، أريحوا انفسكم، رغم ان راحتكم لا تهمنا، وتوقفوا عن تحضير خطابات الإتهام للحزب عن كل شاردة وواردة ففيها عناء لكم ولنا، وفروه عليكم وعلينا وعلى المواطن الذي سئم ترهاتكم التي لم تعد تقدم ولا تؤخر، وعلى أقلام الصحافيين التي تبذل جهداً بتلميع كلماتكم النابية بحق الحزب ومسؤوليه التي لا تعبر سوى عن ما في عقولكم من.. ، ووفروا صفحات ومساحات على وسائل الإعلام وتحدثوا عن أشياء أخرى لعلكم تفلحون..
وللمنتمين وللمؤمنين بهذا النهج والخط المقاوم الذي يمثله فعلاً وقولاً هذا الحزب العظيم، نقول لهم إرفعوا رؤوسكم عالياً ناطحوا الغيم وتعدوا حدود السماء، فأنتم أشرف وأطهر وأكرم الناس وأعظمهم. وبات لزاماً عليكم عندما تتحدثون عن الولايات المتحدة أو روسيا والصين كأقطاب في هذا العالم، أن تتحدثوا عن حزب الله كقطب يوازيهم.. بحسب الإستنتاج الذي نستخلصه من الإتهامات المتتالية التي توجه لحزب الله في كل العالم.
ولن نضيف على كلام الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله عندما قال ان "ما يُلقى علينا من اتهامات هي ظالمة وواهية وكاذبة، لا تستند إلى أي دليل وإلى أي معطى"، وأن "المقاومة ستكون اكبر من الاتهام، ولدينا قدرة عالية على التحمل"، وأنه "بعد الفشل في الاستهدافات العسكرية والامنية للمقاومة كان هناك سيل من الاتهامات والاستهداف". ويضيف "لا نعقب على كثير من الاتهامات، وإذا أردنا أن نرد على أكاذيبهم فقط، نحتاج إلى مائتي أو ثلاث مئة أخ وأخت لأن يعملوا ليل نهار ولن ينجحوا في مجاراتهم".
"أؤكد لكم أن مقاومتكم التي تدعمونها وتؤمنون بها ستكون أكبر من الفتنة وأكبر من المظلومية وأكبر من الاتهام، ونحن لدينا قدرة عالية على التحمل، وهنا قوتنا، قوتنا أنه لا يسهل استفزازنا، قوتنا أنه لا يسهل استدراجنا، قوتنا أنه لا يسهل النيل من إرادتنا، قدرتنا أن معنوياتنا تتصل بالسماء فلا يمكن أن ينال منها أهل الأرض، ومن يتوكّل على الله فهو حسبه"، حسبما قال السيد نصرالله في إحدى خطاباته.
ملاحظة: نعتذر من كل الأحداث التي حُملت مسؤوليتها لحزب الله ولم تذكر في سياق النص، ونؤكد أنها سقطت سهواً نظراً لكثرتها..