رغم مرور 34 عاماً على انتصارها، لم تخبو ولم تنطفأ جذوتها، وهي الثورة التي وصفت بأنها أهم ثورة على الإطلاق وقعت في القرن العشرين.
تمر ذكرى انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران هذا العام، ودولة الجمهورية مكللة بانتصارات وانجازات علمية باهرة صعقت العدو وأفرحت الصديق.. ما تزال إيران الثورة وهجاً نابضأ رغم مرور 34 عاماً على انتصارها، لم تخبو ولم تنطفأ جذوتها، وهي الثورة التي وصفت بأنها أهم ثورة على الإطلاق وقعت في القرن العشرين.
بهذه المناسبة المبهجة أحيت السفارة الإيرانية في لبنان حفل استقبال حاشد جمع كبار لبنان من سياسيين ودبلوماسيين ونواب ووزراء وإعلاميين وشخصيات علمية وثقافية واجتماعية مرموقة. وجمع احتفال السفارة الإيرانية بالذكرى الرابعة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية، ممثلي معظم دول العالم، بمن فيهم ممثلو دول مشاركة بالعقوبات على إيران. إذ تحلق حول السفير غضنفر ركن أبادي وأركان السفارة، في البيال، سفراء: سوريا، السعودية، مصر، فلسطين، السودان، العراق، سلطنة عمان، تونس والجزائر، وممثلون عن سفارات: الأردن، اليمن والإمارات. كما حضر سفراء: تركيا، اندونيسيا، ماليزيا، الأورغواي، أوستراليا، الفيليبين، كوريا الجنوبية، فنزويلا، البرازيل، الهند، قبرص، وممثل للسفير الفرنسي، وممثل للسفارة الاسبانية والقنصل النمساوي.
ومن لبنان، حضر الوزير علي حسن خليل ممثلا كلا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، النائب غازي زعيتر ممثلا رئيس مجلس النواب، ممثل للرئيس إميل لحود، الرئيس حسين الحسيني، ممثل للرئيس أمين الجميل على رأس وفد من حزب «الكتائب»، نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ممثلا السيد حسن نصر الله، إضافة إلى ممثلي المرجعيات الروحية، وحشد من الوزراء والنواب.
آبادي : الثورة شكلت نورا مبلجاً غمر العالم أجمع
بعدما رحب السفير الإيراني الدكتور غضنفر ركن أبادي بالجمهور المشارك، أكد "إن انتصار الثورة الاسلامية في ايران بما حملته من أبعاد ومعاني فكرية وانسانية وحضارية شكّلت نوراً منبلجاً غمر بأضوائه المشعّة المفعمة بالحلم والامل العالم اجمع، وشكلت نبراساً يضيء درب الانسانية نحو العزة والكرامة والتقدم والحداثة وقبلة انظار جميع الاحرار وسالكي درب الحرية والعدالة".
وقال آبادي "هي اليوم في عيدها الرابع والثلاثين تستمر الجمهورية الاسلامية الايرانية قوية عزيزة مقتدرة بفضل التفاف الشعب الايراني حول قيادته الحكيمة المتمثلة بقائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي وحكومة فخامة الرئيس الدكتور محمود احمدي نجاد حيث استطاعت ان تتخطى الكثير من التحديات وتحقق انجازات باهرة على مختلف الصعد العلمية والاقتصادية والتجارية والصناعات العسكرية والفضائية رغم كل العقبات والحصار الظالم"، وشدد على أن مسيرة الشعب الايراني العلمية والحضارية مستمرة بتعميق مستويات مشاركته الشعبية وتنمية مؤسسات المجتمع المدني ووضع البلاد على سكة الاكتفاء الذاتي.
وأكد آبادي وقوف ايران الدائم الى جانب لبنان شعباً وحكومة ومقاومة ولمسيرة التوافق والتفاهم والحوار بين اللبنانيين لتحقيق الاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية بين كافة أطياف المجتمع اللبناني لتحقيق أهدافه الوطنية العليا ومواجهة التحديات الخارجية وفي مقدمها التهديدات الصهيونية، وأشار الى "إننا نعتز بالعلاقات والروابط التاريخية التي تربط بين لبنان وإيران والآخذة بالتطور والنمو حيث بلغت الاتفاقيات الايرانية الموقعة مع الدولة اللبنانية إثنين وثلاثين إتفاقية ومذكرة تفاهم تتضمن مشاريع تنقيب عن النفط والغاز واستجرار الكهرباء وإنشاء السدود وسواها، وقد قمنا بإزالة كل العوائق التقنية في العراق وسوريا لوصول الطاقة الكهربائية الايرانية الى الحدود السورية-اللبنانية".
اما على مستوى السياسة الخارجية، قال السفير آبادي "ارتكزت السياسة الخارجية على اقانيم ثلاثة الحكمة .. العزة .. المصلحة لتحقيق العدالة في العالم لترتقي بالجمهورية الاسلامية الايرانية اقليمياً ودولياً الى مصاف الدولة التي لها كلمتها وحضورها في التطورات العالمية والاقليمية حيث فتحت هذه السياسة الآفاق الواسعة في العلاقات مع دول العالم والجوار على اساس مفاهيم الحوار والتعاون ودعم الشعوب المستضعفة وحقها في الحرية والسيادة والاستقلال وفي طليعتها الشعب الفلسطيني العزيز وإزالة بؤر التوتر مما يساهم في تعزيز التفاهم والسلام والعدالة في العالم مع التمسك بحقوق شعبنا ومكتسباته الحقة وفي طليعتها حقه في إمتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية".
وحول سوريا، دان سفير الجمهورية الايرانية في لبنان بشدة العدوان الصهيوني الذي استهدف مركز الأبحاث العلمي في "جمرايا"، ورأى أنه يؤكد حجم المؤامرة التي تهدف لإسقاط سوريا شعباً وحكومة وقيادة من أجل دورها الاستراتيجي في جبهة المقاومة والممانعة والتي سيجنون نتائج خطيئتهم الكبرى حيث لا يحيق المكر السيىء إلا بأهله.
وجدد آبادي دعوة الجمهورية الاسلامية الايرانية كافة الأطراف في سوريا الى الحوار وعدم التدخل الخارجي، وقال "الحل أولاً وأخيراً هو حل سياسي وليس حلاً عسكرياً وبيد السوريين شعباً وحكومة"، مبدياً استعداد الجمهورية لبذل كافة الجهود من أجل الوصول الى حل سياسي سلمي للأزمة السورية وعدم انتقالها الى دول الجوار.
الشيخ قاسم: هذه الثورة أبية وما تزال منتصرة
وعلى هامش الاحتفال التقى موقع المنار الالكتروني نائب الأمين العام لحزب الله فضيلة الشيخ قاسم، الذي عبر عن فرحته بهذه المناسبة الجليلة وقال : " هذه الثورة ابية ومنتصرة وموفقة وأثبتت أنها قادرة على الصمود أمام التحديات هذا لآنها تملك الحق الكامل في ما قدمته إلى جمهور الناس وإلى الشعب الإيراني وإلى العالم الإسلامي .. نحن نعتبر أن استمرار الثورة بنصاعتها وصمودها لمدة 34 سنة متواصلة دليل مؤكد على أنها تحمل كيانا ثابتا بقيادة الإمام الخامنئي حفظه الله ورعاه على نهج الإمام الخميني الراحل وإن شاء الله يكون لها انتصارات كثيرة وكثيرة قادمة ..".
الشيخ حمود : الثورة لا تزال تشبه نفسها بعد مضي 34 سنة
أما إمام جامع القدس في صيدا فضيلة الشيخ ماهر حمود، فقد أكد لموقع المنار : هذه الذكرى تعني الكثير لنا، أولا الصمود على المبدأ والاستقامة على النهج نفسه، الرؤية السياسية الواضحة، والشعارات الإسلامية الهادفة والجامعة للأمة الإسلامية المتجاوزة للانتماء المذهبي والطائفي والقومي وما إلى ذلك... فعلا لو أقمنا مقارنة بين الثورة الإسلامية التي انتصرت في إيران وبين غيرها من الثورات التي حدثت في العالم لوجدنا أنه بعد 34 عاماً لا تزال تشبه نفسها وتتابع مسيرتها على الهدي والحق رغم الحصار والتحديات الجسام والمؤامرات والأكاذيب التي حوصرت بها، والحملة الشعواء ضدها، والتآمر الدولي عليها إذا جاز التعبير .. لكن ان شاء الله ستقوم بدور مميز جدا حسبما ما نراه من انجازاتها في السنوات الأخيرة وستتجاوز كل هذه المحن ليعم الخير من خلالها كمنطلق للبشرية وللمسلمين خاصة .