أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 06-02-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 06-02-2013
واشنطن بوست ونيويورك تايمز: قاعدة سرية أمريكية لطائرات بدون طيار في السعودية
كتبت واشنطن بوست الأمريكية بعنوان: ترشيح برينان يكشف عن انتقادات للقتل المستهدف وعن قاعدة سرية بالسعودية”.. تعتمد إدارة الرئيس، باراك أوباما، في برنامج القتل المستهدف على مجموعة متزايدة من القواعد الجوية المخصصة للطائرات بلا طيار، التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أيه” وقيادة العمليات الخاصة المشتركة، والضربة المتعمدة الوحيدة التي استهدفت بها واشنطن أحد رعاياها، وهو أنور العولقي، أحد قادة تنظيم القاعدة، عام 2011، جرى تنفيذها انطلاقاً من قاعدة سرية في السعودية، أنشئت هناك قبل عامين في معرض جهود لتكثيف عمليات ملاحقة القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ويعتبر جون برينان مرشح أوباما لقيادة “سي آي أيه”، والذي رأس مكتباً للجهاز بالسعودية، "مهندس" القاعدة السرية للعبه دوراً محورياً في المفاوضات مع الرياض لإقامتها هناك، وبحسب واشنطن بوست تحفظت الصحيفة على تحديد موقع القاعدة الجوية السرية بطلب من الإدارة. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد كشفت أن الولايات المتحدة تقوم بتفعيل قاعدة سرية لطائرات بدون طيار في السعودية، والتي تم بواسطتها اغتيال القيادي في تنظيم "القاعدة" أنور العولقي. يذكر أن العولقي هو مواطن أمريكي، ويدور في الولايات المتحدة جدل حول استخدام إدارة أوباما طائرات بدون طيار لاغتيال مواطنين أمريكيين. كما تجدر الإشارة إلى أنه منذ دخول أوباما إلى البيت الأبيض تم تنفيذ نحو 400 غارة بواسطة طائرات بدون طيار من طراز "بريديتور" من قبل "CIA" ضد أهداف في باكستان واليمن. وتدرس الولايات المتحدة إقامة قاعدة أخرى للطائرات بدون طيار في أفريقيا. ونقلت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة النبأ، مشيرة إلى أن "وثيقة قضائية من وزارة الخارجية الأمريكية تقول حتى بدون تقديمهم للمحاكمة، فإن مهاجمة قادة عملانيين هي قانونية وتهدف وطنيا إلى الدفاع عن النفس". ومن المتوقع أن تتم مناقشة الموضوع خلال الاستماع الذي سيجري في مجلس الشيوخ لـ جون برنار، الذي أشغل منصب مستشار الرئيس أوباما للإرهاب، وهو مرشح الآن لرئاسة وكالة الاستخبارات "سي آي إيه".
واشنطن بوس: زيارة أحمدي نجاد لمصر تحمل مخاطر بتفاقم الانقسام في البلاد
اهتمت الصحيفة بالزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لمصر، وهى الأولى لرئيس إيراني منذ عقود، وقالت "إن المتابعين لمصر قد شعروا بالقلق منذ شهور من أن الرئيس محمد مرسى ربما لا يكون السياسي الشاطر، وقراره باستضافة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ربما يكون قد أشعل هذه المخاوف". فالرئيس الإيراني لا يحظى بشعبية بين المواطنين والأطراف السياسية في مصر على حد السواء، وقرار مرسى باستضافته يحمل مخاطر لرصيده السياسي الذي لم يعد يملكه لينفق منه الآن. وتتابع الصحيفة قائلة، إن أسبوعين من الاحتجاجات في مصر سلطت الضوء على عدم قدرة مرسى على توحيد البلاد، وأزمة متزايدة من الاضطراب وعدم ثقة الرأي العام والتي تهدد اقتصاد البلاد والتجربة الديمقراطية الثورية، كما أن البلاد تشهد انقساما سياسيا منذ فوز مرسى في الانتخابات، وهو الأمر الذي أسهمت إدارته في تفاقمه من خلال الخطوات الخاطئة كتمرير الدستور المحابي للإخوان المسلمين. ويبدو أن زيارة أحمدي نجاد تحمل مخاطر بزيادة تفاقم هذا الانقسام الذي ربما يكون الأزمة الأكبر التي تواجهها مصر في الوقت الراهن، فهناك عداء من جانب العلمانيين والليبراليين للحكومة الإيرانية، ويقلقون من أن ثورة مصر قد تحاكى ثورة إيران في عام 1979،كما أن بعض الإسلاميين في مصر لا يثقون في طهران، كالسلفيين الذين أصدروا بيانا لمرسى بتحدي إيران في دعمها للحكومة السورية. ولا يتوقف الأمر فقط على الساسة المصريين الذين لا يحبون إيران، فالمصريون العاديون يشاركونهم الرأي أيضا، وبحسب استطلاع لمركز بيو، فإن 76% من المصريين لديهم وجهات نظر سلبية عن إيران مقابل 68% من الأمريكيين. وتذهب الصحيفة إلى القول بأن مرسى يلتقط الصور التذكارية مع زعيم أجنبي يكرهه المصريون في الوقت الذي يواجه فيه أزمة شرعية محتملة، وانقسام خطير، وهناك نقطة إيجابية وهى أن مصر عرضت استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران لو تخلت الأخيرة عن دعم النظام في سوريا، وهى خطوة مهمة في معالجة واحد من الصراعات الأكثر دموية في العالم اليوم، إلا أنه من الصعب أن تكون سياسة جيدة لمرسى. وخلصت الصحيفة في النهاية إلى القول إنه لا يزال الوقت مبكرا في فترة مرسى، لكن عادته في ارتكاب الأخطاء السياسية، وواحدة منها ربما تكون استقبال أحمدي نجاد، حيث تعد إشارة مقلقة لقدرته على توحيد مصر مرة أخرى.
يونايتدبرس: واشنطن تجرى برنامجا شاملا لإعادة تسليح مصر والتخلص من الأسلحة الروسية بالكامل
قالت وكالة يونايتدبرس إنترناشونال، إن تسليم مصر أربعة طائرات أمريكية "إف-16"، يأتي في إطار جزء من جهود كبرى للولايات المتحدة، لتحديث القوات المسلحة المصرية والتخلص من نظم أسلحة الحقبة السوفيتية التي تعتمد عليها مصر، تدريجيا. وأوضحت أن تسليم مصر الطائرات ودبابات إبرامز "إم1.إيه1"، يأتي في إطار برنامج "بيس فيكتور 7" أو ما يسمى ببرنامج الولايات المتحدة للمبيعات العسكرية الخارجية، الذي جرى توقيعه في كانون الأول 2009، مع نظام الرئيس السابق حسنى مبارك. ويهدف البرنامج إلى رفع مشتريات مصر من مقاتلات شركة لوكهيد مارتن إلى 240، حيث تنظر الولايات المتحدة إلى الاستثمارات العسكرية في مصر، باعتبارها عنصر حاسم في سياستها في الشرق الأوسط التي ترتكز على أمن إسرائيل. ووفقا للبرنامج، فإنه من المقرر تسليم مصر خلال عام 2013، 16 من طائرات "إف-16 سى.إس" وأربعة من طراز "إف-16 دى.إس" وكذلك 200 دبابة إبرامز، مما يعزز مخزونها لأكثر من 1000 دبابة طراز "إم1.إيه1 إس"، والتي بني بعضها في مصر بموجب ترخيص...
واشنطن بوست: رؤساء شين بيت يتحدثون في فيلم وثائقي
تحدث الكاتب الأميركي ريتشارد كوهين عن الفيلم الوثائقي الإسرائيلي "حراس البوابة" المرشح لنيل جائزة الأوسكار، وقال إنه لا يمكن أن يتم تسجيل فيلم شبيه له في الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى، لأن ستة من كبار رجالات أمن إسرائيل السابقين يتحدثون فيه عن الصراع مع الفلسطينيين. ووفق كوهين، يعرض الفيلم ستة من الرؤساء السابقين لوكالة الأمن الداخلي الإسرائيلية (شين بيت) وهم يتحدثون عن نجاحاتهم وإخفاقاتهم في عمليات جمع المعلومات عمن يسمونهم بأعداء الدولة، كما يتحدثون عن تفاصيل عمليات سرية سبق أن قاموا بالتنسيق لها وعن عمليات تتعلق برصد تحركات لناشطين فلسطينيين. ويقول الكاتب في مقاله الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست اليوم إن كل ما فعله درور موريه مخرج الفيلم أنه جهز كاميرته وجعل ستة من كبار رجالات أمن إسرائيل يطلقون العنان لأسرار الدولة التي في صدورهم، ويتحدثون عن الفترة التي خدموا خلالها، وهي الممتدة من 1980 إلى 2011. وأشار كوهين إلى أن هؤلاء الرجال خدموا في عهود ثمانية رؤساء وزارات مختلفين وشهدوا انتفاضات فلسطينية متعاقبة بالضفة الغربية وغزة، كما عاصروا "عمليات إرهابية ضد مدنيين إسرائيليين" وقال إنهم تحدثوا بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من منظور مختلف وغير متوقع. كما أشار الكاتب إلى ردود الفعل التي قام بها الرؤساء السابقون للشين بيت، والتي تعبر عن مزيج من التأكيد والأسف، وإلى أنهم أجمعوا على أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو الذي يتمثل في العمل من أجل صالح الفلسطينيين وليس في العمل ضدهم. وقال كوهين إن الفيلم يشكل لائحة اتهام قاسية للسياسات الإسرائلية، وخاصة ما تمثل منها في استمرار الاحتلال للضفة الغربية، وفي الاستمرار بتوسيع المستوطنات، مضيفا أنه لا يمكن لكبار رجالات أمن أي دولة أخرى أن يبوحوا بما باح به هؤلاء الإسرائيليون، داعيا "محبي إسرائيل والمعجبين بها" إلى مشاهدة الفيلم الذي مدته 97 دقيقة.
معهد واشنطن: هل ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها التدخل عسكرياً في سوريا؟
ربما تكون مقولة "من أفسد شيئاً فعليه إصلاحه" قد أثبتت صحتها على نحو ما سارت عليه الأمور بالنسبة للولايات المتحدة في العراق، لكن القوى العظمى غالباً ما تواجه ضغوطاً للمساعدة في حل نزاعات لم تتسبب فيها لكنها تهدد مصالحها. وإذا واصلت واشنطن سياستها القائمة على "بصمات أصابع غير واضحة" والمتمثلة بعدم التدخل في سوريا، يرجح أن يتحمل الشعب الأمريكي فاتورة عملية إصلاح باهظة التكلفة لعدوى انتقال العنف من النزاع السوري إلى الدول المجاورة والمعركة الكلية ضد الإرهاب الدولي. وتشير كافة مؤشرات الصراع بين نظام الأسد الذي يهيمن عليه العلويون والمعارضة ذات الأغلبية السنية إلى أن الأوضاع أخذت منحى مأساوياً نحو الأسوأ، حيث قٌتل أكثر من 65,000 شخص وشُرِّد نحو 3 ملايين سوري داخل البلاد. ولا يُظهر نظام الأسد أي مؤشرات على إنهاء المجزرة في أي وقت قريب، حيث يعمد بشكل متزايد إلى نشر صواريخ أرض- أرض ضد المعارضة. وقد أوردت التقارير عن كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية قولهم إن نظام الأسد قام فعلياً بتحميل الأسلحة الكيميائية في قنابل بالقرب من أو داخل أحد المطارات الجوية التابعة للنظام استعداداً لاحتمال نشرها. وهناك كذلك مؤشرات متزايدة على وجود حرب طائفية بالوكالة، حيث تدعم إيران رفقاءها الشيعة الذين يمثلون جوهر نظام الأسد بينما تدعم قطر أشقاءها السنة في المعارضة. وقد أصبح الجهاديون الآن من بين الفصائل الأفضل تسليحاً في المعارضة. وقد أحجمت الإدارة الأمريكية عن التدخل المباشر أو دعم المعارضة السورية الآخذة في التسلح بشكل متزايد وذلك استناداً إلى الحجة القائلة أن كلا الأمرين لن يساعدا في تحسين الوضع. لكن السماح باستمرار الصراع والاقتصار على عرض المساعدات يعالج الأعراض فقط ويعجز عن رسم تسوية سياسية تساعد على شفاء المرض ألا وهو: عجز نظام الأسد الوحشي عن الإصلاح ومحاولته قتل أحد الشعوب الأصغر أعماراً في الشرق الأوسط لإجباره على الخضوع. لقد أمضت الإدارة الأمريكية العامين الأولين لها وهي تشجع على إبرام معاهدة بين نظام الأسد وإسرائيل تخرج دمشق من فلك إيران وتعزل حليفها «حزب الله». ورغم أن ذلك النهج أثبت خطأه، إلا أن الأهداف الاستراتيجية لاحتواء النفوذ الإيراني في المنطقة ومنعها من الحصول على أسلحة نووية سوف تظل قائمة إلى الأبد. إن مساعدة المعارضة السورية على تنحية الأسد ونظامه بمزيد من السرعة سوف تساعد الولايات المتحدة وحلفاءها على تحقيق تلك الأهداف. وإذا كنا قد تعلمنا شيئاً واحداً من عقد من الحروب في العراق وأفغانستان فيجب أن يكون ذلك هو أن الآمال الكبيرة والنوايا الحسنة تساعد على بدء الحروب لكن لا تساعد على إنهائها. إن الحرب المحدودة في سوريا تُعد وصفة مثالية لاتساع نطاق المهمة وخلق التزام أمريكي آخر طويل الأجل تجاه حرب في الشرق الأوسط.
ولهذا السبب فإن الاقتراحات بزيادة التدخل العسكري الأمريكي في سوريا غير مُقنعة. فشن عمل عسكري أمريكي واسع النطاق قد يقلب الموازين ضد نظام الأسد الديكتاتوري ولكنه لن يحل النزاعات السياسية المتعمقة في سوريا. ومن غير المرجح أن تعمل الاقتراحات الأكثر تقييداً للتدخل العسكري على حل الصراع أيضاً. لدى الولايات المتحدة العديد من الأهداف الجديرة بالثناء في سوريا تبرر بشكل معقول استخدام القوة العسكرية، من بينها: تقويض حليف إيراني، والقضاء على ديكتاتور، وتأمين المدنيين. وفي الواقع لا ينبغي على الولايات المتحدة أن تتردد أبداً في استخدام القوة العسكرية متى اقتضى الأمر لحماية المصالح الأمريكية، لكن يجب عليها استخدام القوة العسكرية فقط عندما يُرجح أن يؤدي القتل والفناء المرتبط بذلك إلى تحقيق الأهداف السياسية الأمريكية. لكن ليس هذا هو الحال في سوريا. لقد كانت المناقشات العامة بشأن سوريا مفرطة في التفاؤل عقب اندلاع المظاهرات السلمية ضد بشار الأسد في مطلع عام 2011. فقد أمل الكثيرون ألا تتحول الاحتجاجات إلى العنف انطلاقاً من نجاحات "الربيع العربي"، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. لقد تجاهل المراقبون وجود الجهاديين بين صفوف الثورة لمدة أشهر بعد أن اتضح أن جماعات مرتبطة بـ تنظيم «القاعدة» تمثل قوة رئيسية تقود القتال وتعززه. ورغم ذلك فإن الانقسام الواضح القائم اليوم بين العناصر العربية والكردية في ائتلاف الثوار لا يكاد يحظى بتغطية إخبارية في الصحافة الأمريكية. كما أن العديد من المراقبين قد قللوا من أهمية تماسك النظام، حتى في ظل انهيار البلاد من حوله. ليس هناك شك أن الوضع في سوريا مروِّع. فنظام الأسد يستند إلى دعم إيران من أجل استمرار بقائه، كما أن «القاعدة» قد ظهرت كإحدى الشبكات القتالية الأكثر قوة في البلاد. لكن الفِكرة القائلة بأن العمل العسكري المحدود -- عن طريق فرض منطقة حظر طيران إلى جانب زيادة المساعدات العسكرية إلى الثوار -- سوف يضع حلاً لهذه التحديات هي فكرة أكثر إفراطاً في التفاؤل من أناس أصحاب نوايا حسنة. إن العمل العسكري المحدود لن يضع حداً للحرب الأهلية في سوريا لكنه بدلاً من ذلك قد يُلزم الولايات المتحدة "بإيجاد حل سياسي" للأزمة السورية. لقد عجزت مناطق الحظر الجوي على العراق في تسعينيات القرن الماضي عن تدمير نظام صدام حسين، كما أن العمل العسكري لخلعه في عام 2003 كان نذيراً بحدوث فوضى مكّنت تنظيم «القاعدة» وإيران. إن مؤيدي استخدام القوة في سوريا لم يقدموا حججاً مقنعة حول الأسباب التي ستجعلنا نبلي أفضل هذه المرة.
معهد واشنطن: "الجبهة الإسلامية السورية": قوة متطرفة جديدة
شهد النصف الثاني من عام 2012 زيادة في نزعة التطرف بين صفوف المعارضة السورية المسلحة، وخاصة في شمال وشرق البلاد. ولعل ما تبلور في البداية كقوة علمانية انعكست بصفة أساسية في تكوين "الجيش السوري الحر" الذي ينضوي [الثوار] تحت لوائه، قد تشرذم رويداً رويداً إلى فصائل إسلامية متناحرة من بينها "صقور الشام"، و"كتائب أحرار الشام"، و"جبهة النصرة". وبينما نالت "جبهة النصرة" القدر الأكبر من الاهتمام لا سيما بعد تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل واشنطن في أوائل كانون الأول/ديسمبر، إلا أنه لم يُسلّط سوى النذر اليسير من الضوء على "كتائب أحرار الشام" وهي مجموعة جهادية سلفية أخرى ذائعة الصيت تنمو قوتها ويستمر دعمها يوماً بعد يوم في حلب وإدلب وأماكن أخرى. وفي 21 كانون الأول، أعلنت "كتائب أحرار الشام" عن إنشاء قوة مقاتلة شاملة جديدة تدعى "الجبهة الإسلامية السورية". ونظراً للبسالة والشجاعة الكبيرة التي أظهرتها الجماعة في ميدان القتال والتشابه الأيديولوجي مع "جبهة النصرة"، يتعين على واشنطن وضع تصور كامل لقدراتها وانتشارها.
من هم هؤلاء؟ في بيان وفيديو إعلان تشكيل "الجبهة الإسلامية السورية"، أعلن المتحدث باسم الجبهة أبو عبد الرحمن الصوري أن الجماعة تتبع المذاهب السلفية المتشددة وأنها تخطط للإطاحة بنظام الأسد وحلفائه، وتعمل بعدها على تطبيق معاييرها في تفسير الشريعة في البلاد. ووفقاً لما قاله، إن ذلك سيعني إقامة مؤسسات تركز على القضايا السياسية والدعوة والتعليم الثقافي والإغاثة الإنسانية. وتتكون "الجبهة الإسلامية السورية" من أحد عشر لواء، من بينها "كتائب أحرار الشام" (التي تعمل في جميع أنحاء سوريا)، و"حركة الفجر الاسلامية" (التي تعمل في مدينة حلب وحولها)، و"كتائب أنصار الشام" (في اللاذقية وحولها)، و"لواء الحق" (في حمص)، و"جيش التوحيد" (في دير الزور)، و"جماعة الطليعة الإسلامية" (في المناطق الريفية من ادلب)، و"كتيبة مصعب بن عمير" (في المناطق الريفية من حلب)، والجماعات "كتيبة صقور الإسلام"، و"كتائب الإيمان المقاتلة"، و"سرايا المهام الخاصة"، و"كتيبة حمزة بن عبد المطلب" التي تعمل في منطقة دمشق. وليس لدى الألوية الخمسة الأخيرة سجل يُذكر أو ليس لديها أي سجل على الإنترنت في خوض المعارك مما يشير إلى أنها ليست لاعباً حقيقياً على الأرض. وتؤكد "الجبهة الإسلامية السورية" في نهاية بيانها من كانون الأول/ ديسمبر، أنها مفتوحة أمام التنظيمات الإسلامية الأخرى التي تتضامن معها في قضيتها، ويُظهر الفيديو المصاحب مقاتلي الجبهة وهم على أرض المعركة في دمشق وحمص وحماه وإدلب وحلب ودير الزور، من بين أماكن أخرى. ومنذ ذلك الحين، كانت "الجبهة الإسلامية السورية" و"جبهة النصرة" الواجهة الأمامية في عدة معارك هامة، منها تحرير مطار تفتناز مؤخراً وعملية هروب من سجن في إدلب وبذل جهود للسيطرة على جسر الشغور. كما يُظهر الفيديو جهود الإغاثة الإنسانية التي تقوم بها "الجبهة الإسلامية السورية"، التي شملت على سبيل المثال تمهيد طرق جديدة وتنظيف أخرى قديمة وصنع الخبز للعدد المتزايد من المحتاجين في سوريا إلى جانب تزويدهم بالمواد الغذائية. وتشمل جهود القوة الناعمة الأخرى إقامة مسابقات تلاوة القرآن للأطفال. بالإضافة إلى ذلك، يُسلط الفيديو الضوء على اثنين من الفاعلين الرئيسيين الذين يمولون هذه الجهود وهما: "صندوق الإغاثة والمساعدات الإنسانية" وهي منظمة مجتمع مدني مرتبطة بالحكومة التركية ولها علاقات مع حركة «حماس»، وجمعية خيرية قطرية، وهي منظمة مجتمع مدني أخرى مرتبطة بالحكومة.
ما الذي يريدونه؟ في 17 كانون الثاني، نشرت "الجبهة الإسلامية السورية" شرحاً مستفيضاً لأهدافها بصورة ميثاق مكون من سبع صفحات. وفي بعض من أجزائه هناك إعادة صياغة ما جاء في الفيديو المصور من كانون الأول، في حين تقدم الأجزاء الأخرى منه المزيد من التفاصيل. أولاً، بعد الإطاحة بنظام الأسد، تأمل "الجبهة الإسلامية السورية" في تمكين الإسلام في المجتمع وذلك عن طريق إعداد الأفراد لتولي أدوار قيادية في عدة مجالات خلال الفترة الانتقالية. كما تتطلع أيضاً إلى إعادة بناء سوريا على أساس الوحدة والشفافية، مما يعني محاربة الفساد والاستغلال وفقاً للعقائد القرآنية والسلفية. وستسير عملية اتخاذ القرارات وفقاً لمبادئ التشاور وتجنب الخلافات والاستمرار حسب الشريعة الإسلامية. ووفقاً لهذا الميثاق، سينفذ هذا البرنامج تدريجياً -- حيث تدعي "الجبهة الإسلامية السورية" أنها ستتجنب "التطرف" (بمعنى الاستخدام غير الضروري لمفهوم "التكفير" ضد مسلمين آخرين) وأنها سستفادى أخطاء الماضي. وعلى الرغم من ذلك، فإن القرارات ستكون ملزمة بمجرد إصدارها. ويتطرق هذا الميثاق أيضاً إلى المرأة، والقضايا الطائفية، وغير المسلمين. وتقوم وجهة نظر "الجبهة الإسلامية السورية" على أن المرأة تلعب دوراً تكميلياً، وأن المفاهيم الغربية لحقوق المرأة تعتبر ضد الإسلام وهي غير مقبولة. وعلاوة على ذلك، وعلى الرغم من المطالبة بالحفاظ على الوحدة السورية ورفض الانقسامات العرقية والطائفية، تطالب الجبهة بأن يكون الدين الإسلامي السني دين الدولة والمصدر الوحيد للتشريع في مرحلة ما بعد الأسد. وتقوم وجهة نظرها بشأن حقوق الأقليات على تفسيرها للشريعة الأمر الذي يوحي بأن السكان من غير السنة سيكونون مواطنين من الدرجة الثانية. وعلى الرغم من تأكيد هذا الميثاق على العدل والإنصاف عند التعامل مع غير المسلمين، إلا أنه يرفض أيضاً أية أنشطة بين الأفراد من ديانات مختلفة كما يرفض الاختلاط.
كيف يختلفون عن "جبهة النصرة" على الرغم من أن "الجبهة الإسلامية السورية" تدور في نفس الفلك الأيديولوجي لـ "جبهة النصرة" وتتعاون معها في ميدان القتال، إلا أن "الجبهة الإسلامية السورية" تعتبر جماعة مختلفة وأكثر دهاء. ويرجح ألا يُعرف إن كانت هذه الاختلافات ستحدث فارقاً على الأرض من عدمه إلا بعد سقوط نظام الأسد لأن هذا هو المحور المشترك ما بين فصائل الثوار في الوقت الحالي. وعلى النقيض من "جبهة النصرة"، التي ينظر إليها على أنها فرع من «تنظيم القاعدة في العراق»، ليست لـ "الجبهة الإسلامية السورية" أية روابط معروفة على مستوى القيادة مع تنظيم «القاعدة». وعلاوة على ذلك، تظهر مراسلات "جبهة النصرة" في مقدمة المنتدى الرئيسي لـ «القاعدة» على الانترنت -- وهو "شموخ الإسلام" -- بينما تمتلك "الجبهة الإسلامية السورية" حسابها الخاص المستقل على كل من الفيسبوك وتويتر وتستخدم كل منهما كمنفذها الأول للإصدار والنشر. بالإضافة إلى ذلك، فإن أحد أكبر الخصوم المشهورين لـ "جبهة النصرة" -- المُنَظِّر الجهادي الشيخ أبوبصير الطرطوسي -- يُعتقد أنه يقاتل مع "كتائب أنصار الشام" تحت لواء "الجبهة الإسلامية الثورية". وقد تُوجِه موافقته الإجمالية على ميثاق الجبهة دعم الجهاديين العالميين بعيداً عن "الجبهة الإسلامية السورية" بسبب الجدل المستمر بينه وبين المناصر الجهادي العالمي لـ "جبهة النصرة" الشيخ أبو المنذر الشنقيطي. إلا أن الشنقيطي لم يُبد رأيه بعد حول تأسيس "الجبهة الإسلامية السورية" أو آرائها، رغم أن أحد المنظرين المشهورين الآخرين -- وهو الشيخ إياد القنيبي الأردني -- قد أعلن موافقته على ذلك. ومن المعلوم يقيناً أن كلاً من القنيبي والطرطوسي قد لطّف من حدة موافقته بقوله إن بعض أجزاء ميثاق "الجبهة الإسلامية السورية" ليست كافية. إذ أعرب القنيبي عن قلقه بخصوص دعوة هذا الميثاق للتغيير التدريجي والشمولية متسائلاً عما إذا كانت هذه المبادئ تحتاج إلى التطبيق في مرحلة ما بعد الأسد من عدمه، في حين اعترض الطرطوسي على بيان "الجبهة الإسلامية السورية" وأعرب عن قلقه بشأن عبارة "جميع المسلمين في سوريا" ملقياً باللوم على الجبهة لعدم تسليطها الضوء على الأمة الإسلامية بأسرها. كما أعرب الطرطوسي أيضاً عن قلقه من أن الميثاق لم يطالب على وجه التحديد بدولة إسلامية شاملة وإنما اقتصر على إعطاء الإسلام مساحة للنمو والازدهار.
التبعات على الرغم من أن "الجبهة الإسلامية السورية" لم تذكر صراحة أنها تريد دولة إسلامية إلا أن أهدافها وسياساتها المحددة توضح أنها تسعى لذلك في الواقع. وتشير وجهة نظر الجبهة عن التشريع القائم على الشريعة أنه سيتم "حماية" الأقليات لكنها لن تحصل على حقوق كاملة في مرحلة ما بعد الأسد. ورغم أن الجبهة ليس لها صلات بـ تنظيم «القاعدة» على غرار ما لـ "جبهة النصرة" من صلات، إلا أن رسائلها تشق طريقها إلى منتديات الجهاديين المشهورين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الكتائب التي تعمل تحت لواء الجماعة الجديدة، لا سيما "كتائب أحرار الشام"، معروف عنها أنها تضم مقاتلين أجانب بين صفوفها. ونظراً لهذه العوامل وفي ضوء التقارير التي توضح وجود تنسيق متزايد في العمليات القتالية مع "جبهة النصرة"، فإن "الجبهة الإسلامية السورية" ليست الفصيل الذي ينبغي على إدارة أوباما التعامل معه سياسياً أو عسكرياً. ومع ذلك، فوفقاً للشائعات الأخيرة، فإن "كتائب أحرار الشام" ربما تنضم قريباً إلى "المجلس العسكري الأعلى"، إحدى المنظمات المسلحة التابعة لـ "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الذي تدعمه الولايات المتحدة. وهذا ربما يقيد مساعي الولايات المتحدة المحتملة لمساعدة المعارضة. وحتى لو لم تنضم كتائبها للمجلس، فلا تزال "الجبهة الإسلامية السورية" لاعباً هاماً على الأرض، ليس فقط بسبب قدراتها القتالية بل أيضاً بفضل تنظيمها لبعض أشكال الحكم البدائي في أجزاء من سوريا. سيتعين على الولايات المتحدة التعامل مع هذه الحقيقة عند اتخاذ أي قرار بشأن طريقة معالجتها للمشهد الحالي في سوريا. تواجه الإدارة الأمريكية حالياً تحدياً كبيراً في تأمين المصالح الأمريكية في سوريا بسبب ترددها حتى الآن في دعم المعارضة. وفي حالة ثبوت كذب الشائعات المتعلقة بانضمام "الجبهة الإسلامية السورية" إلى "المجلس العسكري الأعلى"، ينبغي على واشنطن عندئذ الإسراع في جهودها لتدريب الوحدات المسلحة التابعة للمجلس وتمويلها وإمدادها بالسلاح. إن ذلك سيساعد على أقل تقدير في احتواء النمو المتزايد للقوات المقاتلة التي تعارض القيم الأمريكية ومصالحها في المنطقة.
عناوين الصحف
سي بي سي الأميركية
• بلغاريا تربط حزب الله بتفجير الإسرائيليين.
• وزير الدفاع السوري يشير إلى أن بلاده لن ترد على الهجوم الجوي الإسرائيلي.
واشنطن بوست
• الولايات المتحدة تصّعد الضغط على أوروبا لوضع حزب الله على لائحة الإرهاب.
الغارديان البريطانية
• الصراع السوري: المعارضة تقترح إجراء محادثات مع نائب الرئيس.
• بلغاريا تتهم حزب الله بتنفيذ هجوم حافلة بورغاس.
الاندبندنت البريطانية
• محمود أحمدي نجاد يطير إلى إيران من مصر بعد اعتقال حليفه في طهران.
• ربط حزب الله بتفجير حافلة في بلغاريا.
الديلي تلغراف
• إسرائيل تحت قادة العالم على تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية.
وول ستريت جورنال
• ربط حزب الله بتفجير بلغاريا.
• الرئيس الإيراني يلقى تحذيرا في مصر.
جيروزاليم بوست
• أحمدي نجاد يصل إلى مصر في زيارة تاريخية.
نيويورك تايمز
• المحدثات النووية الإيرانية تستأنف هذا الشهر.
• مشاكل جديدة في سوريا: التهاب الكبد الوبائي، مستشفيات مغلقة، ونقص في سيارات الإسعاف.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها