23-11-2024 06:15 AM بتوقيت القدس المحتلة

حول استحالة التدخل العسكري الغربي ورهانات بعض المعارضات السورية الخاطئة

حول استحالة التدخل العسكري الغربي ورهانات بعض المعارضات السورية الخاطئة

هذا نموذج مصغر عن شباب نزلوا تأثرا بشعارات براقة من دون برنامج ولا هدف معين. شباب أغرتهم تغطية تحريضية لفضائيات دول عربية، حجمها أصغر من حجم حي في دمشق.

كتب نضال حمادة
الضغوط الأوروبية على سورية ليست سوى مسرحية إعلامية، وقد ذهب الأوروبيون إلى مجلس الأمن بعد تأكدهم من الرفض الروسي والصيني لأي مشروع قرار، ولو كانوا يعلمون العكس لما ذهبوا بأي مشروع قرار والسبب عجزهم عن دخول مغامرة عسكرية ضد سورية وعدم رغبتهم في ذلك،" هذا ما صرح به مصدر فرنسي لموقع المنار، بعد فشل مجلس الأمن الدولي في استصدار بيان ضد النظام في سورية.

وبالفعل، تصاعد الضغط الغربي على سورية طيلة الأسبوع الحالي، وخاصة في فرنسا التي قفز رئيسها فجأة إلى الواجهة ليقود ضغوطا على دمشق بحجة عدم القبول بإرسال الدبابات للمدن وهو الذي رأى بأم عينه على شاشات التلفزة دبابات (ليكليرك) الفرنسية الصنع تدخلها قوات الإمارات العربية المتحدة إلى المنامة لسحق شعب البحرين الأعزل .

غير أن هذه الضغوط الغربية على سورية تبقى على أرض الواقع "عنتريات" فارغة لأن لا قدرة ولا نية لهذه الدول على الدخول بنزاع مع دولة قوية كسورية ومحور قوي كالمحور الذي تنتمي إليه دمشق. وتبدو هنا "العنتريات" فارغة لأن التدخل في ليبيا هو ضد دولة ضعيفة قام حاكمها بتسليم كل أسلحته الإستراتيجية دفعة واحدة، بينما الحال في سورية هي العكس تماما.

 يقول (كريستيان شينو) الصحافي في إذاعة فرنسا الدولية إن أحد أسباب "التسرع الفرنسي" في التدخل العسكري ضد ليبيا هو إثبات قدرة طائرة (الرافال) الكبيرة. ويضيف أن سقوط طائرة (رافال) واحدة في ليبيا يعني الكارثة لصناعة الطائرات الفرنسية ولنيكولا ساركوزي شخصياً، لأن عروض بيع هذه الطائرة العسكرية الفرنسية كانت السمة المشتركة لكل زياراته الخارجية.

في باريس كلام كثير عن رفع الضغوط على سورية، ولكنه "مشروط" بعدم القدرة ولا النية على تدخل عسكري كما في ليبيا.  في حديثه مع موقع المنار يقول (جيرار بابت)، النائب عن الحزب الاشتراكي في البرلمان الفرنسي، إن الضغوط على سورية سوف تتصاعد،  ومن غير المقبول قمع المتظاهرين ولكن عند الكلام عن تدخل عسكري يقول ليس ضد سورية لا نستطيع دخول حرب ضد سورية ".

السيناتورة العربية في مجلس الشيوخ الفرنسي (حليمة بومدين) تقول لموقع المنار إن الضغوط سوف تستمر ويعلو سقفها على الرئيس الأسد، ولا أحد يعرف إلى أين سوف تصل. لكن الخيار العسكري ليس مطروحاً، وهو أمر صعب."

بالعودة إلى الصحافي (كريستيان شينو) الذي يعتبر أن ساركوزي سوف يقدم نفسه مدافعاً عن حقوق الإنسان، خصوصا بعد ورطته الليبية، وسوف يدلي بتصريحات "عنيفة" إعلامياً، ولكن واقع الحال يبقى أنه  لا قدرة على تدخل عسكري ضد سورية، "والكل يعلم هذا" .

الكلام الأكثر وضوحا أتى على لسان نائب الرئيس الأمريكي (جو بايدن) في مقابلة مع صحيفة (ليزيكو) الفرنسية حيث قال أن تدخلا عسكريا ضد سورية سوف يكون كارثيا.

من جهته، موقع (سلات) الفرنسي المقرب من المخابرات الفرنسية، كان أيضا واضحاً عندما قال "إن الأوروبيين لم يستطيعوا حتى الحصول على إعلان من مجلس الأمن يدين سورية لأن روسيا والصين لن تسمحان بذلك، والفيتو الروسي كان حاضرا هذه المرة. وتقول الصحيفة أيضا إن الفيتو الروسي ليس هو المانع الوحيد، ولكن سورية تشكل مفتاحاً للحلول والأزمات في الشرق الأوسط، على عكس نظامي زين العابدين بن علي وحسني مبارك، إذ إن بشار الأسد  لا يرتبط بأي قيود أميركية".

في مكان آخر يكتب الموقع أن "إضعاف سورية سوف يدفعها أكثر إلى حضن إيران، وليس لأحد  في الغرب مصلحة في تقوية نفوذ إيران أكثر، وهي المستفيد الأول من الثورات العربية". وأضاف موقع (سلات) أن "سورية لديها إمكانيات أكبر وحلفاء أقوياء مثل حزب الله وحماس وإيران، وهؤلاء لن يتهاونوا في موضوع هجوم غربي على سورية لتضيف أن الغرب سوف يكتفي بالضغوط التقليدية مثل الإدانات اللفظية والدعوة للإصلاح والضغوط الاقتصادية لا أكثر". 
 
في جلسة تقييم ليوم جمعة سوري، وعبر وسيلة اتصال معينة، قال أحد الشبان من درعا لناشط سوري في الخارج: "يجب دعوة مجلس الأمن الدولي، ساركوزي سوف يتحرك الآن". فأجابه الناشط من أوروبا: "لن يتحرك الغرب ولن يتحرك مجلس الأمن يجب التعامل بطريقة أخرى".

هذا نموذج مصغر عن شباب نزلوا تأثرا بشعارات براقة من دون برنامج ولا هدف معين. شباب أغرتهم تغطية تحريضية لفضائيات دول عربية، حجمها أصغر من حجم حي في دمشق. نموذج سوف نروي قريبا  تفاصيل مؤسفة عنه وعن معارضات سورية امتهنت الأخطاء والرهانات الخاسرة منذ العام 2005 وحتى اليوم.