29-09-2024 11:19 PM بتوقيت القدس المحتلة

تونس .. تشييع حاشد لشكري بلعيد وصدامات مع الشرطة

تونس .. تشييع حاشد لشكري بلعيد وصدامات مع الشرطة

شاركت حشود ضخمة الجمعة في تشييع جنازة المعارض التونسي شكري بلعيد الذي اغتيل الاربعاء، حيث رددت شعارات ضد السلطة تحملها مسؤولية الازمة السياسية والامنية في البلاد.

 

شاركت حشود ضخمة الجمعة في تشييع جنازة المعارض التونسي شكري بلعيد الذي اغتيل الاربعاء، حيث رددت شعارات ضد السلطة تحملها مسؤولية الازمة السياسية والامنية في البلاد، فيما انتشر الجيش في عدة مدن في تونس التي شلها اضراب عام.

وشارك عشرات الالاف من التونسيين في جنازة بلعيد (49 عاما) الذي اغتيل بالرصاص امام منزله في العاصمة تونس. وتدفقت امواج بشرية على مقبرة الجلاز التي سيدفن فيها بلعيد فيما رفضت الشرطة تقديم تقديرات حول عدد المشاركين في الجنازة التي اخذت شكل تظاهرة ضد حركة النهضة الحاكمة. وقدمت اعداد كبيرة من المشاركين في الجنازة التي بلغ امتدادها حوالى ثلاثة كيلومترات ونصف، من ولايات داخل تونس.

وانطلقت الجنازة من دار الثقافة في منطقة جبل الجلود جوب العاصمة مسقط راس بلعيد، وسط زغاريد النساء. ونقلت سيارة عسكرية الجثمان الذي لف بالعلم التونسي فيما قدم جنود تحية عسكرية له. وحضر الجنرال رشيد عمار قائد اركان الجيوش الجنازة، وكان عمار المسؤول الرسمي الوحيد الذي شارك في الجنازة التي تغيب عنها رموز الدولة وشاركت فيها رموز المعارضة.

وردد الحاضرون شعارات ضد حركة النهضة كالتي تتردد في التظاهرات واعمال العنف المناهضة للحكومة التي اندلعت اثر مقتل هذه الشخصية السياسية البارزة اعلاميا منذ ثورة 2011 التي اطاحت بنظام زين العابدين بن علي. وردد المشاركون شعارات معادية لراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الحاكمة التي تتهمها عائلة بلعيد باغتياله، مثل "لا اله الا الله والغنوشي عدو الله" و"يا غنوشي با سفاح يا قتال الارواح". وكان الغنوشي نفى في تصريحات صحفية هذه الاتهامات وقال ان من اغتالوا بلعيد هم من "اعداء الثورة".

وأطلقت الشرطة التونسية قنابل الغاز المسيل للدموع الجمعة لتفريق من وصفتهم بـ"منحرفين" حاولوا الاندساس في الجنازة. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد طروش لتلفزيون الرسمي التونسي ان "مجموعة من المنحرفين قاموا بالاعتداء على بعض السيارات في محيط مقبرة الجلاز (التي سيدفن فيها بلعيد) وعناصر الامن تصدت لهم بالغاز المسيل للدموع".

وتقلص النشاط في البلاد بسبب الاضراب العام الذي دعا اليه عدد من احزاب المعارضة والاتحاد العام التونسي للشغل (خمسة ملايين منخرط) وهو الاول منذ 2011. وألغيت الجمعة كل الرحلات الجوية من وإلى تونس في مطار قرطاج الدولي، الاكبر في البلاد، حسب مصادر ملاحية، بينما بدت شوارع العاصمة تونس خالية تجوبها بعض الحافلات القليلة بينما سار مترو تونس لكن بعدد قليل جدا من الركاب.

وفي العاصمة توقفت شاحنات الجيش في شارع الحبيب بورقيبة حيث تدور عادة مشادات بين شرطيين ومتظاهرين. واتى العسكر لتعزيز انتشار امني كبير حيث تقف العديد من حافلات الشرطة تحسبا لاي تجاوزات. وانتشر الجنود ايضا في جرجيس جنوب البلاد وهي من النقاط الساخنة قرب الحدود الليبية وقفصة وسط تونس وسيدي بوزيد مهد ثورة 2011 وامام المباني الادارية الاساسية.

وفي حين تظاهر المئات من الاشخاص في عدة مدن، مرددين "قتلة" و"الشوارع والصدام حتى يسقط النظام" و"يا بلعيد ارتاح سنواصل الكفاح". دعا الاتحاد العام التونسي للشغل الى "اضراب سلمي ضد العنف" بينما طلبت السلطات من المواطنين "تفادي كل ما قد يمس الامن العمومي".

وقد فرضت حال الطورئ منذ 2011 في البلاد في محاولة من السلطات لاستتباب الامن بعد تضاعف اعمال الاعنف خلال الاشهر الاخيرة وهي الاخطر التي تسببت فيها مجموعات متطرفة.  ونشبت اثر اغتيال شكري بلعيد اعمال عنف بين الشرطة ومتظاهرين وقتل شرطي وسقط ثان في غيبوبة الجمعة بعدما تعرض الى ضرب مبرح من المتظاهرين ليلة الخميس الجمعة في قفصة.

وفاقم الاغتيال الازمة السياسية التي تتخبط فيها تونس ودعا رئيس الوزراء حماد الجبالي الاربعاء الى تشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة لكن حركة النهضة رفضت. في حين قالت الرئاسة انها لا تعلم شيئا عن تشكيل مثل هذه الحكومة ومن حينها لزم الجبالي الصمت.

ودعت سفارة فرنسا في تونس مواطنيها المقدر عددهم بنحو 25 الفا الى توخي الحذر وقررت اغلاق كل المدارس الفرنسية في تونس الجمعة والسبت. واغلقت جميع جامعات البلاد حتى الاثنين.

زينب ناجي