أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في حوار أجراه معه التلفزيون الروسي أن بلاده لن تعيد تجربة أفغانستان للدفاع عن مواقفها في الشرق الأوسط.
أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في حوار أجراه معه التلفزيون الروسي أن بلاده لن تعيد تجربة أفغانستان للدفاع عن مواقفها في الشرق الأوسط.
ولم يتفق لافروف على الإعتقاد القائل بأن روسيا قد فقدت مواقفها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقال:"إن الأمر ليس كذلك. وخلافا لغالبية الدول الأخرى التي تهتم بالقضية السورية فإننا نتحاور بشكل منتظم مع كافة الأطراف المعنية، بما فيها الحكومة وجميع فصائل المعارضة، دون استثناء".
وأعاد لافروف إلى الأذهان أنه التقى مؤخرا في ميونيخ بأحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، وقال:" نحن أقمنا اتصالات مع غيره من ممثلي المعارضة، بما في ذلك المجلس الوطني السوري الذي يعتبر خصما لا يقبل المساومة مع بشار الأسد والنظام بشكل عام، وليس هناك معارض لم يذكر أنه لا يرى مستقبل وطنه والمنطقة دون أن تشارك روسيا فيه بنشاط، وتهتم هذه البلدان وهؤلاء الساسة بأن يحتفظوا باتصالات متعددة الاتجاهات، وليس بنقطة استناد واحدة ويضمنوا بذلك توازن القوى، لأن الاعتماد على نقطة استناد واحدة لا يؤمن الإستقرار".
ثم تطرق لافروف الى الوضع في ليبيا، وأكد أن السلطة الجديدة لا تسيطر على أراضي البلاد كلها، وقال أنه من المهم بالنسبة إلى المنطقة ومصلحة الاستقرار فيها أن تستعيد السيطرة، لكن الأمر يبدو صعبا، وأضاف "نحن نحاول مساعدتها في هذا الشأن عن طريق مجلس الأمن الدولي، وتعمل هناك البعثة الأممية على إقامة الجسور بين السلطات المركزية الشرعية المعترف بها وإدارات الأقاليم التي تمثلها قبائل مختلفة، ومن جهة أخرى فإن السلطات الليبية ترسل إلينا إشارات مباشرة تفيد بأنها مهتمة باستئناف العمل على تنفيذ المشاريع التي بدأت خلال عهد معمر القذافي. والأمر كذلك فيما يتعلق بمصر".
وفي شأن الحرب الفرنسية في مالي، اعتبر لافروف أن فرنسا تكافح في مالي من سلحتهم في ليبيا، وقال إن الفرنسيون يحققون انتصارات في مالي، وقد أيدنا مهمتهم لأنها شرعية، إذ أن حكومة هذه الدولة توجهت إلى فرنسا مباشرة بطلب دعم عملية إعادة وحدة الأراضي المالية.
وواصل "قريبا سيحررون جميع أراضي هذه الدولة، لكن يبقى سؤال وهو، أين هؤلاء الشباب الذين لم يتمكن أحد من القضاء عليهم؟ إنهم، على الأرجح، سيتوزعون على الدول المجاورة، وسيؤدي ذلك إلى ضرورة اتخاذ قرارات عملياتية هناك، يقلقني عجز شركائنا عن النظر الى هذه المنطقة بشكل عام، لا إلى بقعة محدودة على الخريطة، إننا نقترح عليهم مناقشة الوضع من هذا المنظور".
المصدر: روسيا اليوم