أثار إعلان وزارة النقل العراقية عن حاجتها إلى الدخول إلى أفغانستان ردود أفعال شككت بالأهداف الخفية وراء بدء علاقات مع دولة تعد من أفقر دول العالم وأكثرها أحداثاً دموية
أثار إعلان وزارة النقل العراقية عن حاجتها إلى الدخول إلى أفغانستان ردود أفعال شككت بالأهداف الخفية وراء بدء علاقات مع دولة تعد من أفقر دول العالم وأكثرها أحداثاً دموية. وأعلنت شركة «الخطوط الجوية العراقية»، التابعة لوزارة النقل، عن حاجتها إلى وكيل مبيعات تذاكر السفر في أفغانستان وفق شروط وضوابط منح الوكالات، وحددت مهلة أسبوع فقط لاستلام الطلبات. ونجاح الشركة في استحداث خط نقل جوي بين بغداد وكابول، سيكون سابقة تاريخية في التعاملات الرسمية بين الدولتين، إذ لم يسبق للعراق أن تعامل ديبلوماسياً أو تجارياً أو اقتصادياً مع أفغانستان.
وأكد الخبير الاقتصادي حيدر داود حسين أن «هذه الخطوة جاءت استجابة لمطالب جاليات إسلامية شيعية في دول عديدة لتسهيل عملية زيارة المراقد المقدسة العراقية، والوقف الشيعي ووزارة النقل أكدتا استقبال مدينة كربلاء والنجف والكاظمية زائرين من دول أجنبية مثل طاجاكستان وأفغانستان وأذربيجان وغيرها». وفي الجانب الاقتصادي أوضح داود أن «التعامل التجاري موجود بين العراق وأفغانستان ولكن في شكل غير رسمي، والذي يراقب تجارة المواشي الحية سيجد أن النسبة الأكبر من الأبقار والأغنام تدخل العراق مهربة عبر الحدود الإيرانية، ولكنها تأتي من أفغانستان التي تتميز بهذا القطاع تحديداً».
وأكد المدير العام الأسبق للطيران المدني العراقي عدنان بليبل لـ «الحياة» أن «المعنيين بتطوير قطاع النقل الجوي العراقي يمتلكون إستراتيجية منظمة لتوسيع شبكة الطيران، ومن الطبيعي جداً استحداث نقاط نقل أو محطات ترانزيت في المناطق الإستراتيجية، خصوصاً أن العراق انفتح على دول آسيا وأصبحت ضرورة ملحة لاختصار نقاط الوصل، فبدلاً من نقل الزبون من بانكوك إلى دولة ما في آسيا ثم الهبوط في الإمارات وأخيراً التوجه إلى بغداد، يُختصر ذلك بنقطة وسطية في كابول ثم بغداد».
وأكدت عضو لجنة الخدمات النيابية سهاد العبيدي لـ «الحياة» أن «الدستور العراقي نص في شكل صريح على أهمية إقامة علاقات جيدة مع كل الدول. وأضافت أن «وزارة السياحة والآثار كانت وقعت في فرنسا أخيراً اتفاقاً لإعادة تفعيل ما يعرف بطريق الحرير الذي يمر عبر أفغانستان ثم إيران فالعراق وينتهي في أوروبا، ما يعني أن علاقات تجارية تاريخية كانت موجودة بين البلدين». وفي أفغانستان نحو 53 مطاراً، أكبرها مطار كابول الدولي، وتعد «الخطوط الجوية الأفغانية» الناقل الوطني وتؤمن رحلات داخلية وأخرى دولية إلى دبي وفرانكفورت وإسطنبول وبعض الوجهات الآسيوية الأخرى.