يستعيد المسلسل مشاهد من الثورات على الاستعمار، وأسماء ثوّار عاصروا تلك الحقبة في منطقة جبل عامل، وجاهدوا لنيل حرية بلادهم، مثل أدهم خنجر، ومحمود بزي، وصادق حمزة، وملحم قاسم، والمرجع الديني في جبل عامل السي
وائل بيك رجل إقطاعي، يجلس على كرسي بجانب مكتبه، يلفّ شاربيه الطويلين بإصبعه. يدخل عليه من ينقل إليه تمرّد الفلاحين ضدّه، بسبب فقرهم وسوء حالهم. وائل بيك هو الممثل أحمد الزين، في مسلسل «قيامة البنادق»، الدرامي التاريخي، للمخرج عمار رضوان، والذي تدور أحداثه بين العامين 1912 و1926 في جبل عامل، خلال فترة الاحتلال العثماني التي تلتها اتفاقية سايكس بيكو، وصولاً إلى إعلان دولة لبنان الكبير في العام 1920.
يستعيد المسلسل مشاهد من الثورات على الاستعمار، وأسماء ثوّار عاصروا تلك الحقبة في منطقة جبل عامل، وجاهدوا لنيل حرية بلادهم، مثل أدهم خنجر، ومحمود بزي، وصادق حمزة، وملحم قاسم، والمرجع الديني في جبل عامل السيد عبد الحســين شرف الدين وغيرهم. ويؤدّي أدوار البطولة في العمل مجموعة من الممـــثلين اللبنانيين البارزين منهم بيار الداغـــر، باسم مغنية، ومازن معضم، إلسا زغيب، وبولين حداد وغيرهم، إلى جانب عدد كبير من الممثلين من مخــتلف الجنسيات العربية (فلسطين، والأردن...)، بالإضافة إلى ممثلين غير محترفين اختيروا من البدو الرحّل في لبنان.
يشمل التصوير مختلف المناطق اللبنانية، من الجنوب إلى البقاع، بحسب مدير الإنتاج أحمد زين الدين، الذي لا يخفي وجود صعوبات في التصوير، وأبرزها إيجاد مواقـــع قديمــة مناسبة، كمثل طرقات ترابيــة من دون أعمدة كهرباء، وسيارات، وبـيوت حجرية.
أمّا البنادق والمسدسات القديمة المستخدمة في التصوير، فهي تقدمة من «مديرية التوجيه» في الجـيش اللبناني.
العمل من انتاج «مركز بيروت الدولي للإنتاج»، الذي أنتج من قبل مسلسل «الغالبون» بجزءيه.
ويوضح مخرج العمل السوري الشاب عمّار رضوان إنّ عنوان المسلسل «مؤقّت. ففي في تلك الفترة صاروا ينادون باستعمال البنادق ضدّ المستعمر، بعدما سكت القلم ولم يعد يلبّي نداء الأرض والحرية، فكانت قيامــة البنادق». ومن المقرر أن يعرض المســلسل خلال شهر رمضان المقــبل، لكــن لم يعرف بعد على أيّ قناة، «فالموضوع مازال قيد الدرس»، بحسب زين الدين.
ويشرح رضوان لـ«السفير» أن العمل «انطلق من فكرة دولة لبنان الكبير، ومن خصوصية جبل عامل، المنطقة التي عاشت لحمة طائفية آنذاك»، معتبرا أنّ أحد أهم أهداف المسلسل هو «استرجاع زمن التعاطف الاجتماعي والانصهار الفكري الثقافي».
يضيف أن المسلسل يخوض في «تفاصيل العائلات والبيوت، وكيفيّة العيش في ذلك الحين، لنرى حال الفقر ومدى تأثير المستعمر على ما يسمى ثقافة الثورة والمقاومة النابعة من وجود الاحتلال. ويبدو أن الاحتلال ما زال موجوداً حتى يومنا هذا، وإن تبدلت أسماؤه».
ولا يخفي رضوان أن الأحداث في سوريا، كانت أحد المحفزات على صناعة العمل، معتبرا أنّ أيّ عمل درامي «من دون إسقاطات معاصرة يكون خالياً من أي رسالة، خصوصاً أنّ الأحداث الغابرة تبدو كأنّها تتكرر في عالمنا المنقسم». من جهته، يقول زين الدين، إنّ «المنطقة العربية تعيش حالة من الصراع الطائفي الداخلي، وثورات ضدّ الظلم والاستبداد. كأنّ الصراع الحالي في المنطقة، الغربي والإسرائيلي والتركي، أشبه بتكرار للتاريخ، ورأينا أنّه من الجيّد أن نبقي الدراما اللبنانية في جوّ المقاومة».
وعن المصادر التاريخية التي لجأ إليها فريق العمل، يلفت زين الدين، إلى أن «كاتب سيناريو المسلسل محمد النابلسي لديه تجربة طويلة في كتابة السير التاريخية، ومن خلال متابعاته استطاع أن يحصل على مادة مهمة ومن مصادر متعددة. وكذلك استطعنا الحصول على قصص من أهالي منطقة جبل عامل الكبار في السن».