وعاد شباط حاملا معه اشواق الحنين الى انتصارات صنعتها تضحياتهم، عاد شهر الشهداء القادة حاملا معه ألحان النصر المتوقد يتجدد في كل يوم بتوهج الارواح الطاهرة التي عشقت الرحيل الى جوار باريها.
وعاد شباط حاملا معه اشواق الحنين الى انتصارات صنعتها تضحياتهم، عاد شهر الشهداء القادة حاملا معه ألحان النصر المتوقد يتجدد في كل يوم بتوهج الارواح الطاهرة التي عشقت الرحيل الى جوار باريها، تاركة امانة المقاومة "وصية" على كل المؤمنين اللاحقين، مسؤولية وشرف حمايتها، حتى الفرج القادم حاملا معه النصر الحاسم بإذن الله.
عاد شباط مستمدا عزه من دماء القادة الشهداء في اتصال مباشر مع دماء كربلاء الحسين(ع)، عاد شهر الالم والتأسيس للنصر الذي لا يمكن ان يُصنع إلا بالتضحيات الجسام التي لا تقل عن تقديم القادة على طريق الشهادة، فليس بالشعارات يأتي الفوز والنصر ولا بالكلام ولا بالسلام، بل بمواقف الرجال الرجال الذي تربوا في مدرسة الشيخ راغب حرب وفهموا حقا معنى ان "الموقف سلاح والمصافحة اعتراف"، ما جعل المقاومة في مطلع ثمانينات القرن الماضي تهزأ بالاحتلال ودباباته وجيشه وطائراته، لتؤكد ان الدم ينتصر على السيف، ويؤسس لمقاومة لا يغفو وهج انتصاراتها، ابناؤها رجال لا تنام عيونهم ويدهم ثابتة لا ترتجف حاضرة على الزناد.
ومن مواقف الشيخ راغب ومن ثم دمائه التي سقطت كدماء الشهداء في يد الله، أزهرت الارض اجيال مقاومة لا تهدأ ولا تعرف السكون امام محتل غاصب أمهله الله ليعتقد انه جيش لا يقهر حتى لُقِنَ الدروس والعبر، من شباب في زهرة عمرهم تحت قيادة مباركة ونبيلة لسيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي، وهو الذي عُرف عنه مرافقته وزيارته الدائمة للمجاهدين على الثغور الى ان فارقهم بنيله شهادة طالما تضرع الى الله لينالها بدعائه المشهور "حين قال شهادة تطال كل جارحة من جوارحي ...".
والعدو الذي ظنَّ ان المقاومة ستأفل وتتراجع باستشهاد قائدها سرعان ما خاب ظنه بتلقيه الضربات الموجعة وجيش العملاء التابع له، من خلال العمليات النوعية لمجاهدي المقاومة الاسلامية في كل نقطة محتلة على طول الجنوب والبقاع الغربي، بعد تسلم السيد حسن نصر الله منصب الامين العام الذي كان خير خلف لخير سلف، واعتبر السيد نصر الله خير تعويض لمسيرة المقاومة التي فقدت سيدها وأمينها العام السيد عباس الموسوي.
ومع ازدياد قدرات المقاومة في مختلف المجالات وقدرتها على ايقاع الخسائر الفادحة والنوعية في صفوف العدو، توجت المقاومة تطور قدراتها واشتداد قوتها بالتحرير في ايار من العام 2000 حيث تمَّ تحرير معظم الاراضي اللبنانية المحتلة باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
واستمرت المقاومة جاهزة وحاضرة وتزداد قوة حتى استطاعت ان تُزهل العالم بالصمود امام الحرب الكونية التي شنت ضدها في تموز من العام 2006، تتويجا بنصر إلهي كبير، وطوال هذه السنين منذ انطلاقة المقاومة وحتى النصرين المؤزرين في العام 2000 و2006 كان هناك رجل خفي اسمه عماد مغنية لم يظهر قط على شاشة او في صورة او حديث كأنه شبح لا يُرى بات يخافه الاستكبار والعدو في كل مكان وزمان، كان يعمل لله وفي سبيله لذلك أنجز الكثير الكثير مما لم يذكر بالتأكيد في الاعلام.
ويبقى السؤال ان مقاومة كالمقاومة الاسلامية في لبنان، كانت تشتد وتقوى كل ما سقط قائد من قادتها وكان تتلقى بعين الله كل ضربة تعتبر موجعة ومؤلمة لتقوم وتنفض غبار الالم والحزن وتمسح ببركة الله عرق الجباه ودمع العين لتصوب بوصلتها وتتفقد سلاحها وتجهز خططها وتزيد قدراتها انتظارا لمعركة جديدة تؤكد فيها ان كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين السفلى، مقاومة كهذه كيف ستتأثر بدماء القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية؟؟
بالتأكيد ان دماء هذا القائد الجهادي الكبير ستحمل معها بشارة النصر الحاسم، النصر الذي وعد الله عزَّ وجلّ به، هذا النصر قادم لا محالة بفرج قريب وصبر جميل وجهوزية دائمة، فلن تموت امة فيها النصر نصر الله.
مونتاج: وسيم صادر