08-11-2024 03:15 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 15-2-2013 : سعد الحريري يدعو للاعتدال وحزبه يدعون للتطرف !

الصحافة اليوم 15-2-2013 : سعد الحريري يدعو للاعتدال وحزبه يدعون للتطرف !

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 15-2-2013 الحديث على خطاب رئيس "حزب المستقبل" سعد الحريري في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في البيال



ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 15-2-2013 الحديث على خطاب رئيس "حزب المستقبل" سعد الحريري في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في البيال، كما تحدثت الصحف عن بعض الملفات اللبنانية العالقة وخاصة موضوع قانون الانتخابات ومشروع سلسلة الرتب والرواتب.


السفير    

7453 مليار ليرة للرواتب والتعويضات .. والعجز يرتفع إلى 5750 ملياراً
الحكومة تصطدم بالموازنة المتقشفة .. المستحيلة    

عدنان الحاج

وكتبت صحيفة السفير تقول "تواجه الحكومة صعوبة جدية في الخروج بمشروع قانون موازنة للعام 2013، تبعا لعدم امكان التوصل إلى موازنة متقشفة وتقليص العجز من دون مصادر جديدة لتمويل النفقات المستجدة، ولا سيما في ما خص العجز المتزايد في عدد من القطاعات، خاصة الكهرباء والخدمات الاجتماعية والصحية.

وما يلفت الانتباه هو ان الموازنة الجديدة لم تلحظ مسألة بالغة الصعوبة، تتمثل في أعباء سلسلة الرتب والرواتب التي تكلف بحدها الأدنى حوالى 1000 مليار ليرة، علما انه من المرجح الا تقر «السلسلة» في الاسبوع المقبل، بسبب عدم التوصل حتى الآن، إلى صيغة تؤمن مصادر التمويل، لاسيما في ما خص البند المتعلق بزيادة عامل الاستثمار في رخص البناء..
وعلم أن التقارير الخاصة بالتنظيم المدني حول توزع المناطق التي يمكن الافادة منها وحجم التراخيص الممكنة، والتي من المقرر رفعها الى مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، لم تنجز حتى الأمس، فضلا عن استمرار الخلاف حول المصادر الأخرى ومنها زيادة تعرفة الكهرباء لكبار المستهلكين بسبب اعتراض وزير الطاقة جبران باسيل.

وقال وزير الصحة علي حسن خليل لـ«السفير» إن السلسلة باتت حقاً مكتسباً، وعدم إقرارها مؤشر على عجز الدولة المسؤولة عن القطاع العام، عن معالجة امورها. واستبعد إخراج السلسلة في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، في ضوء بعض المعطيات التي اطلع عليها، أمس.

ويستعد القطاع العام لتنفيذ الإضراب في 19 شباط الجاري مع ما يتبع ذلك من تعطيل للمدارس وتشريد للطلاب من جهة، وتعطيل مصالح الناس من جراء توقف الادارات العامة من جهة ثانية.

ومع استمرار الخلاف في شأن مصادر التمويل بين اركان الحكومة وتحت ضغط مطالبة الهيئات الاقتصادية وتحذيرات صندوق النقد، تشدد أوساط رئيس الحكومة، على أن المخرج الجديد المطروح يركز على تقليص أعباء معاشات التقاعد وتراكمها مع محاولة زيادة انتاجية القطاع العام وساعات العمل ومحاولة تطبيق المحاسبة.

واكد وزير المال محمد الصفدي لـ«السفير»، أنه سبق ان عرض في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة الصعوبات التي تواجه خزينة الدولة، انطلاقاً من تقديم بعض الأرقام الأساسية في الإنفاق من دون الأعباء الاستثمارية وكلفة سلسلة الرتب والرواتب ونفقات تسيير أمور الدولة، بما يسمى النفقات الجارية، وبما في ذلك تجهيزات الجيش وقوانين البرامج للمشاريع المقسمة نفقاتها لعدة سنوات. وقال الصفدي أنه سيحاول تقديم موازنة 2013 إلى مجلس الوزراء آخر الأسبوع المقبل.

النفقات
وعلمت «السفير» أن الصفدي عرض أمام مجلس الوزراء مجموعة من النقاط الأساسية للدلالة على صعوبة انجاز الموازنة المتقشفة بنفقات لا تتعدى 20 ألف مليار ليرة، والتي تستند بحسب الاقتراحات إلى حجم الإيرادات المحققة فعلياً، وقدرها 14700 مليار ليرة، علما ان النفقات تتوزع على النحو الاتي:
اولا، تبلغ قيمة الرواتب والأجور مع التعويضات ومعاشات التقاعد حوالي 7453 مليار ليرة (منها حوالى 1850 ملياراً للتعويضات والتقاعد بعد زيادة غلاء المعيشة وحوالى 270 مليار ليرة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي).

ثانيا، حوالى 2869 مليار ليرة لتمويل عجز كهرباء لبنان، بعد تخفيض هذه الكلفة حوالى 300 مليار ليرة من قبل وزير المالية. وهذا أمر سيواجه ببعض الاعتراض من قبل الوزارة والادارة المعنية، نظراً لارتفاع سعر برميل النفط والفاتورة النفطية، على اعتبار أن العجز محسوب على اساس سعر 90 دولاراً لبرميل النفط.
ثالثا، حوالى 5700 مليار ليرة كلفة خدمة الدين العام للعام 2013 على الرغم من أن هذه الكلفة كانت أكبر من ذلك خلال السنوات الماضية، لكنها خفضت نتيجة تراجع معدلات الفوائد على سندات الخزينة.

رابعا، بموجب هذه النفقات لبعض الأمور الأساسية، فإن اجمالي ارقام الانفاق من دون النفقات الاستثمارية ونفقات تسيير أمور الدولة من الصحة والخدمات والتعليم والشؤون الاجتماعية تبلغ حوالى 16022 مليار ليرة، في حين أن اجمالي الإيرادات المقدرة والمحققة خلال العام 2012 بلغت حوالى 14700 مليار ليرة. وهذا يعني أن الموازنة تعاني من عجز ـ من دون نفقات الدولة الاستثمارية والجارية ـ قدره 1322 مليار ليرة، ويصل إلى 1622 مليار ليرة في حال تم احتساب عجز الـ 300 مليار ليرة المحسومة أو المخفضة من عجز الكهرباء.

خامسا، كان وزير المال يتمسك بسقف للعجز بحدود 5250 مليار ليرة، قبل أن يرفع هذا العجز إلى حوالي 5750 مليارا، نظراً لاستحالة التقيد بسقف العجز المقدر سابقاً بفعل تزايد النفقات. مع التأكيد ان هناك استحالة بحصر كل هذه النفقات الاستثمارية وحاجات الدولة والادارات وتجهيزات الجيش ومشاريع البرامج بحوالي 4000 مليار ليرة، على اعتبار أن الموازنة المطلوبة يفترض ألا تتخطى ارقامها حوالى 20 ألف مليار ليرة من دون البحث في تمويل السلسلة أو الإشارة إليها في الموازنة من بعيد أو من قريب وكلفتها أكثر من 1000 مليار ليرة في مرحلتها الأولى.
يبقى أن عدم إقرار الموازنة من قبل الحكومة وإحالتها الى المجلس النيابي سيؤدي إلى العودة إلى القاعدة الاثني عشرية وبالتالي عدم وجود نفقات استثمارية كبرى في الكهرباء والمياه والبنى التحتية. وبمعنى أدق فإن البحث يجري في إخراج موازنة من دون نفقات استثمارية وتسيير أمور الدولة من مساهمات في المشاريع وتسديد حصة لبنان من الاستحقاقات.

زعيم «المستقبل» يشن هجوماً على «حزب الله» في الذكرى الثامنة لاستشهاد والده
الحريري: سأكون معكم في الانتخابات.. والسلاح «أم المشاكل»

كلير شكر
احتل ضباط وجنود «قوى 14 آّذار» القاعة الفسيحة في مجمّع «البيال» أمس. باستثناء فؤاد السنيورة، لم يحضر أحد من قادة الصف الأول، إلى جانبهم في الذكرى الثامنة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. الغائبون مسجونون في قلاع المخاوف الأمنية.. في لبنان وزعيمهم كلهم سعد الحريري يتنقل بين سجني باريس والرياض.

في مهرجان الذكرى السابعة، قطف سمير جعجع «النجومية» والهتافات. في السنوية الثامنة، حاول الزعيم بالإنابة، فؤاد السنيورة، أن يمتهن النجومية. رفع يده اليمنى لتحية الجمهور. كان لا بد بعد لحظات من استخدام اليدين معا لتحية الجمهور. دخل الرجل القاعة وسط عاصفة من التصفيق. من بعده، كانت النجومية للنائبة ستريدا جعجع التي استقطبت أناقتها الكاميرات والأضواء.
أما المنبر فتُرك لـ«فارس الأمانة العامة». يصول ويجول في بحر الكلام، ليقول كلمة واحدة: «أنا هنا... وإياكم أن تحاولوا مجدداً، إزاحتي». هو فارس سعيد ذاته الذي انتفضت عليه يوماً «الكتائب». وقف أمام الحشد الآذاري ليلقي كلمة باسم كلّ «الرفاق»، من كلّ الألوان والأشكال، ليختصر «برج بابل» آذارياً صار يتحدث 14 لغة.

أما الخطاب فحصر بسعد الحريري. لا من يشاركه اللغة، ولا من يزاركه التصفيق. هو سيّد المهرجان، وصاحب الكلمة.
ككل عام، وفي مثل هذا اليوم، أطلّ رفيق الحريري من خلف الشاشة. هي «النافذة» الصامدة لعودته إلى جمهوره. مشاهد من البال، تسرح في وجدان ناسه، تنعش ذاكرةً صارت شبه معطلة. قد تكون بالنسبة لبعض المتشائمين من هذا الفريق، آخر ما تبقى من ذلك «العملاق». يكفي استحضار عناوين العام 2005، وتلك الحاضرة اليوم، ليغرق هؤلاء في بئر الإحباط.
المشهد «من فوق» يقترب من الكمال. مرسوم بريشة فنان. أضواؤه تبهر العيون. جمهور مضبوط كرسياً كرسياً. يستكين حيناً، في لحظات ملل تتسلل من كلام مكرر، ويثور أحياناً لحماسة مصطفى هاني فحص الموظف في مؤسسات «المستقبل»، بصفته ممثلاً عن «المجتمع المدني» علنا وعن الشيعة ضمنا، أو ترحيباً بحضور «الشيخ سعد» صوتاً وصورة.
حضرت الاحتفال كل قيادات الصف الثاني في المعارضة. بدا واضحا في ظل الاشتباك المفتوح مع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وعشية جلسة المجلس الشرعي الأعلى (غدا السبت) الاهتمام «الأزرق» الاستثنائي بوفد دار الفتوى الذي ضم الشيخ خلدون عريمط الذي عزل من منصبه في الأمانة العامة للمجلس الشرعي وبرفقته مفتيا البقاع الشيخ خليل الميس وجبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو.

أما الخطاب فيفتقد «سؤالا كبيرا»: ما هي استراتيجية «قوى 14 آذار» للمستقبل؟ ما هي رؤيتها للداخل اللبناني؟ ماذا حلّ بـ«التوأمة الآذارية» مع «الثورة السورية» (غاب ممثلو المعارضة السورية وخطابهم عن المناسبة)؟ هل انتهت «صلاحية» الخطاب العابر للحدود الشرقية، وأعيد العمل بخطاب «نزع سلاح حزب الله»؟
صحيح أن سعد الحريري وعد جمهوره بالمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، لكن كيف يمكن للمعارضة مواجهة الاستحقاق النيابي موحّدة إذا كانت عاجزة عن ترقيع خلافاتها حول القانون الانتخابي؟ وكيف لزعيم «المستقبل» أن يربط بين سلاح «حزب الله» و«القانون الأرثوذكسي» الذي يحظى بموافقة حليفيه «الكتائب» و«القوات»؟

من خلف «العازل الجغرافي» قدّم «نجل الشهيد» مقاربة قوى 14 آّذار للمرحلة المقبلة، التي يفترض أن تكون برنامجها الانتخابي. هو سلاح «حزب الله» مرة جديدة، يعود إلى صلب خطاب «14 آذار». دار سعد الحريري في خطابه المتلفز حوله ذهابا وايابا. وحده الشعار القادر على شدّ عصب هذا الفريق من جديد، بعدما «ارتخى» عصب الخطاب السوري. وحده قادر على توحيد «البندقية الآذارية»، وانتشالها من مستنقع قانون الانتخابات.

أكد الحريري في كلمته أنّه سيكون إلى جانب جمهوره «في معركة الانتخابات المقبلة، مهما كان القانون»، مشيراً إلى «خلل أصاب المثلث الذهبي الحقيقي، الذي يجب أن ترتكز عليه دولة لبنان. هذا المثلث هو: العيش المشترك، والحياد الإيجابي، وحصرية السلطة».
ولفت الانتباه إلى أنّ «مشكلة السلاح في لبنان، السلاح غير الشرعي بكل وظائفه الإقليمية، والداخلية، والطائفية والعائلية، والجهادية، والتكفيرية هي أم المشاكل في لبنان. كل اللبنانيين يعرفون أن السلاح غير الشرعي، مصنع يومي لإنتاج النزاع الأهلي والفتن بين المذاهب، ولإنتاج الجزر الأمنية».

وقال: «كل اللبنانيين يعرفون أن «حزب الله»، يمتلك ترسانة من الأسلحة الثقيلة والصاروخية والخفيفة، يقال انها تفوق بأهميتها ترسانة الدولة اللبنانية. وكل اللبنانيين يعرفون أن ما يُسمّى «سرايا المقاومة» هي جهات حزبية ودينية وعشائرية وعائلية ومخابراتية، يزودها الحزب بالسلاح والمال، وتعمل في كل المناطق اللبنانية. في المقابل، هناك فتات من السلاح بأيدي مجموعات ومواطنين وتنظيمات وفصائل لبنانية وفلسطينية خارجة على الشرعية والقانون، لجأت عملياً الى هذا الخيار، بذريعة الدفاع عن النفس».
وأكد الحريري أنّ «المحكمة الدولية تتقدم، والمجرمين سينالون العقاب عاجلاً أم آجلاً. ولكن هل يعقل ان يواصل حزب الله، دفن رأسه في الرمال، ويرفض أن يرى حال القلق والنفور والانقسام، القائمة في الساحة الإسلامية، بسبب رفض تسليم المتهمين، وسيادة منطق الاستقواء على الدولة».

وأشار إلى أن «أي إنكار لوجود وظيفة مباشرة لسلاح «حزب الله» في الحياة السياسية اللبنانية، هو إنكار فاضح لجوهر المشكلة. ونحن، عندما نطالب بإيجاد حل وطني لهذه المشكلة، نقصد بالفعل حلاً وطنياً. الدولة وحدها هي الحل، والجيش اللبناني وحده، هو الجهة المؤتمنة على سلامة الأمن الوطني».

وقال: «أريد ان أبحث مع الاخوة في الطائفة الشيعية، ومع عموم اللبنانيين، عن مساحة اكبر للاعتدال، وللدولة الحديثة، ولحصرية السلطة بيد الشرعية، وللحياد الإيجابي الذي يحمي لبنان، اي عن مساحة اوسع للعيش الوطني المشترك، وللحياة المشتركة التي لا بديل لنا عنها».
واعتبر أنّ «نظام بشار الأسد سيسقط حتماً وسيكون سقوطه مدويا، لكن هذا السقوط لن يكون وسيلة لتكرار تجارب الاستقواء بين اللبنانيين من جديد».

وجدد التأكيد أنّ «تيار المستقبل»، «تيار سياسي مدني، معتدل، ديموقراطي، ولا أحد ولا شيء سيتمكن من جرنا إلى موقع الطائفية أو العنف أو التطرف»، محدداً مشروع فريقه بـ«منح حق الانتخاب في سن الثامنة عشرة سنة، حق استرجاع الجنسية اللبنانية، إعطاء المرأة اللبنانية مواطنتها الكاملة، بما فيها حقها في أن تعطي أولادها جنسيتها وجنسية بلدها، وضع الوضع الاقتصادي والتنموي والمعيشي على خط التحسن».

وكان منسق الأمانة العامة فارس سعيد قال في كلمته «أننا نمد اليد الى كل الشخصيات الوطنية والصادقة وندعوهم لوقف الانزلاق نحو المجهول ولتشكيل شبكة امان ولوضع حد لاختزال السياسية في السلطة»، ودعا الى «اعادة الاعتبار الى اتفاق الطائف». كما دعا الى تحويل 14 آذار «الى كتلة سياسية عابرة للطوائف»."


الاخبار

الحريري: الله يعينهم


كتبت صحيفة الاخبار تقول "في الذكرى الثامنة لاغتيار الرئيس رفيق الحريري، وجّه الرئيس سعد الحريري خطابا عبر شاشة، افتتح فيه معركته الانتخابية. حاول تقديم نفسه في صورة «المدني المعتدل»، والمتشدد سياسياً في وجه حزب الله

حسن عليق

لم يفاجئ الرئيس سعد الحريري جمهوره. لم يزر ضريح والده، ولم يظهر في البيال محيياً الجماهير على طريقة فؤاد السنيورة. لكن الانتظار لم يطل. الشيخ سعد على شاشة ضخمة. الخطاب لم يكن عادياً، لكنه أيضاً لم يكن استثنائياً. أراد منه الرئيس الشاب هدفين رئيسيين: بدء حملته الانتخابية تحت شعار الاعتدال والمدنية، والتمهيد (جدياً هذه المرة) لعودته إلى بيروت. تقمّص الرجل دور المنفيّ قسراً. حاول الإيحاء بأن بقاءه في الخارج هو فعل نضال، وأن عودته ستكون فعل نضال أيضاً: «الله يعينهم بس ارجع». يُسَجّل له جنوحه نحو خطاب الاعتدال، وتبني الطروحات التي تُسمى في لبنان مدنية: بعد الزواج المدني، تمكين المرأة من منح جنسيتها لأبنائها. «نحن تيار معتدل، ولن يجرّنا احد إلى التطرف». ممتاز! لكن يبدو ان الحريري، ومن شاركوه صياغة الخطاب المكتوب له، لا يفرّقون بين الشعار وبرنامج العمل. شعاره الاعتدال، اما برنامج عمله، فخالد ضاهر ومحمد كبارة وغيرهما. هل أحصى الحريري يوماً عدد كلمات «طائفة» و«أهل السنة» و«نحن مستهدفون» و«مناطقنا» وغيرها من مكونات الحقل المعجمي المذهبي التي ترد في خطابات نواب تياره ومسؤوليه؟ لا هم. المهم هو الشعار الذي يحضر مجدداً في حديثه عن العلاقة بين حزب الله والرئيس نجيب ميقاتي. فالأخير، برأي سلفه، حصل على رشوة وزارية من الحزب لقاء ثلاثية «الحزب والجيش والمقاومة». مهلاً. أليست هذه العبارة هي ذاتها التي وردت في البيان الوزاري لحكومة الحريري نفسه، وحكومتيه اللتين ترأسهما السنيورة؟ ما هي الرشوة التي حصل عليها الرجلان من الحزب؟ ليست رشوة، بل إرادة ملكية.

شعار آخر رفعه الحريري أمس، مستعيراً من الحملة التسويقية للذكرى: الحلم. أخبر الجمهور بأن والده الرئيس الراحل رفيق الحريري كان يحلم بألا تبقى الكهرباء والهاتف والطرقات والمستشفيات والمدارس والجامعات والوظائف أحلاماً يلاحقها اللبنانيون. هذا شعار انتخابي جميل، وبراق. لكنه يليق بنجاح واكيم، لا بمن أمسك بالسلطة طوال 18 عاماً من أصل السنوات الـ21 الأخيرة، وكان شريكاً، بشكل أو بآخر، في السنوات الثلاث الأخرى.

يُسَجّل للحريري أيضاً اعترافه بانتشار السلاح في كل لبنان. لكنه قصد من وراء ذلك حشر سلاح المقاومة في إطار مذهبي. توجه إلى «الشيعة» قائلاً إن السلاح لا يحميهم. هل سمع يوماً كلاماً مشابهاً؟ يخترع الرجل نظرية لتصديقها ثم البناء عليها. والشيعة باعتراف الزعيم الشاب موجودون في لبنان منذ أكثر من ألف عام. وهو يريد تعزيز الاعتدال بينهم. شعار «لمّيع» آخر. لكن أين برنامج العمل؟ إنه في التحالف الرباعي وفي رفض أي صيغة جدية للنظام الانتخابي النسبي، الذي وحده يتيح للشيعة الذين يعترف الحريري باعتدالهم أن يرفعوا صوتهم.

عودة إلى السلاح، على شعار «الجيش اللبناني وحده» يحتكر القوة. مرة أخرى، لا يلتفت الحريري إلى برنامجه الذي ظهر جلياً عندما كان فريقه ممسكاً بالسلطة، سواء في عهده أو عهد سلفه (السنيورة). حينذاك، كان تعامله مع الهبة العسكرية الروسية أبلغ دليل على شكل الدولة التي يريد الحريري وفريقه الساسي العبور إليها، وعلى القوة التي يرى أن الجيش يحتاجها للدفاع عن لبنان. فعندما عرضت موسكو تعزيز سلاح الجو اللبناني (أو وضع اللبنة الاولى له لأن لا سلاح جو في لبنان)، رحّب الحريري بها. سعى إلى تحويل الهبة شعاراً في وجه حزب الله. لكن التنصل من العرض الروسي لم يكن بحاجة إلى أكثر من همسة اميركية، وتربيتة على الكتف.

الهجوم الأعنف على حزب الله
في كلمته أمس، شن الحريري هجوماً عنيفاً على سلاح المقاومة وحزب الله، معلناً أنه «سيكون الى جانب 14 آذار في معركة الانتخابات المقبلة مهما كان القانون ومهما كانت التحديات واشتدت المخاطر». وأشار رئيس الحكومة السابق إلى أن تيار المستقبل بادر «إلى تقديم اقتراحات واضحة تقضي باجراء تعديلات دستورية تؤدي لالغاء الطائفية السياسية وانشاء مجلس شيوخ واعتبار اعلان بعبدا بشأن حياد لبنان جزءا من مقدمة الدستور، اما حصرية السلطة في يد الدولة اللبنانية ومؤسساتها فهي بيت القصيد في كلمتي اليوم».
وحمل الحريري على السلاح معتبراً أن «سلاح حزب الله وسراياه هو الخطر الأكبر، وحزب الله يرفض الاعتراف بهذا الامر». وبرأيه أن «كل لبناني قادر ان يرى ان المشكلة ليست خطأ قاتلا في عرسال بل المشكلة أن سلاحا قاتلا منتشرا في عرسال بحجة وجود دويلة اقوى من الدولة». ورأى الحريري أن «حزب الله مستعد لتقديم رشوة وزارية لرئيس الحكومة على حساب حصة الحزب، لقاء ان تتشكل حكومة لا تقترب من السلاح وهو مستعد لمجاراة حليفه ميشال عون بالقانون الارثوذكسي ليبقي البرلمان تحت سقف السلاح، وهو مستعد لأن يمرر تمويل المحكمة الدولية في الحكومة ويتناسى لوليد جنبلاط حملاته السابقة وموقفه من نظام الاسد لقاء ان يبقى السلاح خارج التداول». وأشار الحريري إلى أن الدولة «لا يمكن أن تعيش فوق غابة من السلاح غير الشرعي أي سلاح حزب الله وسلاح فتح الاسلام ومن هم على صورة فتح الاسلام».

ولفت الحريري إلى أن «المحكمة الدولية تتقدم والمجرمين سينالون العقاب عاجلاً أم آجلاً، هل يعقل ان يمنع حزب الله حتى اليوم تسليم المتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب؟»، مشدّداً على أن «أي إنكار لوجود وظيفة مباشرة لسلاح حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية هو انكار لجوهر المشكلة».
وعن الانتخابات، قال الحريري «سنحوّل الحلم الى حقيقة والخطوة الأولى هي الانتخابات النيابية التي نخوضها مع بعضنا ومع حلفائنا في 14 آذار ومع اللبنانيين المؤمنين بالدولة المدنية». وأضاف: «قدمنا مبادرة لكن مشروعنا لا يقف عندها... مشروعنا هو أن نعطي الشباب والشابات حق الانتخاب بعمر 18 سنة، وأن نعطيهم ببلدان الانتشار حق استرجاع الجنسية اللبنانية، وإعطاء المرأة اللبنانية مواطنيتها الكاملة بما فيها الحق أن تعطي أولادها جنسيتها». وأكد الحريري أنه سيعود إلى لبنان قريباً."


المستقبل

أكّد أن "المستقبل" مدني وديموقراطي ولن يجرّه شيء إلى التطرّف
الحريري: "حزب الله" ليس الشيعة والسلاح أم المشاكل

كتبت صحيفة المستقبل تقول "وفي الذكرى الثامنة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي أحيتها قوى الرابع عشر من آذار في "البيال" تحت شعار "كانت الحقيقة حلم، رح نعمل الحلم حقيقة"، أطل رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري ببيان الوضوح من دون مواربة ولا قفازات، وعرض أمام اللبنانيين مرة أخرى خارطة طريق للخروج من المأزق الوطني العام والشامل، والذي أوصل لبنان إلى واحدة من أخطر لحظاته.

وأكّد الحريري في كلمة متلفزة من الرياض أمام أهل "14 آذار" أن "المعضلة الكبيرة والعيب السياسي والوطني أن تصبح الطائفة هي البديل عن الدولة، او ان يتقدم الإحتكام للطائفة والمذهب على الإحتكام للدولة ومؤسساتها في كل شيء. في السياسة، والامن، والدفاع الوطني، وفي الإدارة والقضاء، والإقتصاد، وحتى في إختيار أنماط الحياة".
وأشار إلى أنه "عندما استشهد الرئيس الحريري، سقطت رايات الطوائف، وإرتفعت رايات لبنان، وتمكن اللبنانيون، من طرد قوات بشار الأسد، بقوة الأعلام اللبنانية"، مبدياً اسفه لأن "هناك من تستهويه هذه الأيام، لعبة تنكيس الأعلام اللبنانية، وإعادة رفع أعلام الطوائف والمذاهب"، غير أنه شدّد أن "علم لبنان سيبقى هو الأعلى، لبنان أولاً سيبقى فوق الجميع".

وأكّد "نعم، أيها الأحبة والأصدقاء، كشفتهم دماء الشهداء. كشفتهم إنتفاضة الإستقلال. فانهالوا عليها بسهام الإنتقام ... لكن 14 آذار بقيت كالأرز، عنواناً للكرامة الوطنية، لا ينكسر. شهداء 14 آذار، من رفيق الحريري الى وسام الحسن، لم يسقطوا في سبيل مقاعد نيابية، او في سبيل قوانين انتخاب ولا في سبيل رئاسة حكومة، او أيِ كرسي من كراسي الحكم والسلطة. هؤلاء ... شهداء السيادة والحرية والعيش المشترك، وليسوا شهداء النزاع على مغانم سياسية. دماء رفيق الحريري ودماء شهداء 14 آذار أقوى منهم جميعاً. أقوى من أحزاب السلاح واقوى من مخططات الأسد والمملوك لتخريب لبنان".

وفي الشأن الانتخابي، لم يستغرب الحريري "أن تصل موجة الهواجس والمخاوف، على مشارف الإنتخابات وان تصبح مادة في السباق على اصوات الناخبين. وانا معكم أؤكد اليوم انني سأكون الى جانبكم في معركة الإنتخابات المقبلة، مهما كان القانون، ومهما كانت التحديات واشتدت المخاطر، على أساس مشروع وطني سياسي يرفض التفريط بالدولة لحساب مشاريع الهيمنة والإقتسام الطائفي".
وشدّد على أنه "بغض النظر عن مشروعية وصدقية هذه الهواجس، أريد ان أؤكد على الثوابت، التي سبق وأعلنتها في شأن قانون الإنتخاب. والأهم من ذلك في شأن تصحيح المسار الوطني والدستوري، الذي يكفل إنقاذ الوفاق الوطني من الضياع، وتثبيت اركان العيش المشترك على أسس متينة".

وكرر "أننا نحن تيار سياسي مدني، معتدل، ديموقراطي، ولا أحد ولا شيء سيتمكن من جرنا إلى موقع الطائفية أو العنف أو التطرف. نحن قدَّمنا مبادرة، ولكن مشروعنا لن يقف عند هذه المبادرة. ونحن نعلم الأخطاء التي وقعنا فيها، ولن نكررها، بل سنعمل على إصلاحها، أخطاؤنا نعرفها ولن نكررها بل سنصلحها".

وتناول بكلمات لا لبس فيها "حزب الله" مشيراً إلى أن "كل اللبنانيين يعرفون أن حزب الله، يمتلك ترسانة من الأسلحة الثقيلة والصاروخية والخفيفة، يقال إنها تفوق بأهميتها ترسانة الدولة اللبنانية، وكل اللبنانيين يعرفون أن ما يُسمّى سرايا المقاومة هي جهات حزبية ودينية وعشائرية وعائلية ومخابراتية، يزودها الحزب بالسلاح والمال، وتعمل في كل المناطق اللبنانية"، لكنه أوضح أن "في المقابل، هناك فتات من السلاح بأيدي مجموعات ومواطنين وتنظيمات وفصائل لبنانية وفلسطينية خارجة على الشرعية والقانون، في بلدات وأحياء، لجأت عملياً الى هذا الخيار، بذريعة الدفاع عن النفس، في ظل الحاضنة المسلحة الكبرى لحزب الله وسرايا حزب الله. هذا هو الخطر الأكبر الذي يتهدد الحياة المشتركة بين اللبنانيين".

وأكّد أن "حزب الله، لا يستطيع ان يرى لبنان، من دون المنظومة العسكرية والأمنية التي بنتها ايران، على مدى ثلاثين سنة. وهنا يكمن المأزق الكبير. مأزق الدولة التي تتعايش مع دويلة عسكرية، فوق غابة من السلاح غير الشرعي. سلاح كل الأطراف والأحزاب من كل الطوائف. من سلاح حزب الله إلى سلاح فتح الإسلام ومن هم على صورة فتح الإسلام".

وإذ أوضح "أعرف أن كلامي لن يعجب البعض، مشكلة السلاح في لبنان، السلاح غير الشرعي بكل وظائفه الإقليمية، والداخلية، والطائفية والعائلية، والجهادية، والتكفيرية هي أم المشاكل في لبنان. كل اللبنانيين يعرفون أن السلاح غير الشرعي، مصنع يومي لإنتاج النزاع الأهلي والفتن بين المذاهب، ولإنتاج الجزر الأمنية، والجريمة المنظمة وغير المنظمة، والإرهاب، وشبيحة الأحياء، ومخالفة القوانين، والخطف، والفساد، واللصوصية، والتهريب والإستقواء على الدولة. بالنسبة لنا، على الأقل، نحن لا نرى ولا نؤمن بأن حزب الله هو الطائفة الشيعية. عمر الشيعة في لبنان اكثر من الف سنة، اما حزب الله، فحالة جاءت مع إيران، منذ ثلاثين سنة. ولكن، ما مِن احد، يمكن ان ينفي حقيقة ان حزب الله، يتخذ من جمهور كبير في الطائفة الشيعية، قاعدة لمشروعه الداخلي والإقليمي. وهي الحقيقة المؤلمة، التي أتمنى من الاخوة الشيعة، ان يدركوا ابعادها ومخاطرها على الوحدة الإسلامية خصوصاً، وعلى وحدة اللبنانيين عموماً. مع يقيني، بأن فئة غير قليلة تدرك هذا الأمر، وتتغاضى عنه، تحت وطأة المخاوف التي يزرعها الحزب حول مصير الطائفة".

وجزم بأن "مصير الشيعة، هو مصيرنا. مصيرنا من مصيركم، مصير لبنان، مصير كل اللبنانيين. ربما يكون حزب الله، قد نجح في محو الشخصية الثقافية التعددية، التي تميزت بها الطائفة الشيعية على مدى عقود طويلة، كما أجهز على التنوع السياسي فيها، واتخذ من السلاح، سبيلاً للتهويل على الشركاء والأقربين. ولكن هذا النجاح هو الوجه الآخر للفشل الذي حققه حزب الله، على مستوى علاقة الشيعة مع المجموعات الوطنية الأخرى".

غير أن الحريري طمأن إلى أن "هذا الكلام، أتوجه به، بكل صدق وأمانة، الى المسلمين السّنة والشيعة، والى سائر اللبنانيين. وأقول، السنة والشيعة خصوصاً، لأن هناك من يخشى على لبنان من تفاقم حالة التشنج بين الطائفتين، والتي نقول تارة بنفيها، ونعمل تارة أخرى على التخفيف منها، ونلتقي جميعاً، على التأكيد، بأنها مهما إتسعت لن تكون سبباً لإندلاع الفتنة بين الأهل وبين أبناء الوطن الواحد".
وأكّد أن "نظام بشار الأسد سيسقط حتماً، وسقوطه سيكون مدوياً بإذن الله في سوريا، وكل العالم العربي، وكل الدنيا. لكن هذا السقوط، لن يكون وسيلة لتكرار تجارب الاستقواء بين اللبنانيين من جديد. إن هذه التجارب يجب أن تتوقف عند الجميع إلى الأبد".
واسترسل "اليوم، في الذكرى الثامنة لاستشهاد رفيق الحريري، نحن، تيار المستقبل، مدرسة رفيق الحريري، وأنا سعد رفيق الحريري، نقول لكل لبناني ولكل لبنانية: لن يبقى هذا الحلم حلماً، نحن، مع كل اللبنانيين، سنحوِّل الحلم إلى حقيقة. والخطوة الأولى هي الانتخابات النيابية، التي سنخوضها معا، كلنا سويا، مع حلفائنا في 14 آذار، مع اللبنانيين المؤمنين بالدولة المدنية من كل الطوائف والمذاهب، المؤمنين بلبنان السيد الحر المستقل الموحد الديموقراطي الناجح".
سعيد
وكان المهرجان قد افتتح بكلمة للسيدة نازك الحريري، اعتلى بعدها منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق فارس سعيد الذي أكّد أن "لبنان في خطر بسبب الانهيارِ المتسارعِ لدولتِهِ التي باتَت عاجزةً عن تطبيقِ القانون وتوفيرِ الأمنِ للمواطن، فحوّلت لبنان الى ما يُشبِهُ "الدولةَ الفاشلة"، لافتاً إلى أن "لبنان في خطر بسبب تصاعدِ دعواتِ بعضُ أهلِ السلطةِ الى تجديدِ الصراعاتِ الأهلية، خدمةً لمشروعِها الفئوي وللنظامِ السوري الذي باتَ على طريقِ السقوط، فيحاولُ توسيعَ دائرةِ العنفِ الطائفي والمذهبي في اتجاهِ لبنان".

أضاف أن "لبنان في خطر لأنّه باتَ يشكلُ اليومَ آخرَ نقطةِ ارتكازٍ لمشروعٍ اقليمي ايراني، فقدَ مع تحولاتِ العالم العربي معظمَ أوراقِه الاقليمية، ولم يعد له من خيارٍ سوى الاحتفاظَ بموقِعِه في لبنان للمساومة عليه والتفاوضِ انطلاقاً منه".
واعتبر أن "أولى الأولوياتِ الوطنيةِ اليوم هي مواجهةُ هذه الأخطارَ المحدقةِ بالبلاد والعملَ على حمايةِ أنفُسِنا وبلدِنا"، مذكراً بأن "الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، في كلّ الطوائفِ والمذاهبِ والمناطق، لا تريدُ العودةَ الى زمنِ الحربِ والاقتتال، بل تريدُ العيشَ بأمانٍ في كنفِ دولةٍ تحترمُ مواطنيها وتحميهم".


فحص
ثم ألقى مصطفى فحص كلمة بإسم المجتمع المدني أشار فيها إلى ان ما واجهته "ثورة الأرز" كان طبيعياً إذ إن "من دونِ رَغبةٍ في تهوينِ السلبياتِ أو تضخيمِ الإيجابيات، فإن كلَ الثوراتِ تتعرجُ مساراتها وترتبك، ويطولُ زمانُها، لكنها في النهاية، لا بد أن تصل، وسوف تصل، بعد أن تكونَ قد صوّبت اتجاهَها".
واستذكر فحص الراحل نصير الأسعد قائلاً " أظنُ أنكم لن تستغربوا مني أن أتذكرَ الآنَ، الراحلَ نصير الأسعد، وأنا أسمعُهُ يرددُ معي ومعَكم.... سلاماً أيها الرفيقُ الرفيق، سلاماً أيها الحالمُ الأبدي، سلاماً يا رفيقَ الشهداء، يا رئيسَ الشهداء... سلاماً... سلامٌ من صَبا بردى أرق ودمعٌ لا يكفكفُ يا دمشق، وللحريةٍ الحمراءِ بابُ بكل يد مضرّجةٍ بالدماءِ يُدقُ"."


اللواء

«رئيس المستقبل» ينتقد الحلفاء ويُصوّب البوصلة... وجنبلاط إلى السعودية خلال أيام
الحريري لمنع الفتنة: لن نأخذ الشيعة بجريرة حزب الله

كتبت صحيفة اللواء تقول "فرضت الذكرى الثامنة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري نفسها بنداً قوياً على المشهد السياسي، وشكّل خطاب الرئيس سعد الحريري، الذي استغرق إلقاؤه 44 دقيقة، بصراحته وتركيزه ومضامينه السياسية والميثاقية، استكمالاً للمبادرة السياسية التي أطلقها قبل أسبوعين، فضلاً عن أنها أثبتت قدرة تيار الرئيس الشهيد على تأكيد دوره الجامع، والوطني، في مرحلة بالغة الهبوط، وملأى بالمخاوف، مع انتشار السلاح «غير الشرعي» في كل الأحياء والحارات، وعلى امتداد المحافظات الخمس، وفقاً لما أعلنه الرئيس الحريري في خطابه بعد ظهر أمس في «البيال».

وجاهر الرئيس الحريري بمواقف توزعت على الحلفاء والشركاء والخصوم، وقدّم إجابات شافية عن الأسئلة التي تشغل الساحة السياسية:
1- اعتبر أن 14 آذار تاريخ أكبر من كل الأحزاب، مطالباً «بعدم تسليم لبنان لتجار الطائفية والفساد والممانعة»، معتبراً أن شهداء 14 آذار لم يسقطوا من أجل قوانين انتخاب أو مقاعد نيابية أو سلطة.
2- اعتبر الرئيس الحريري أنه من «العيب السياسي والوطني أن تصبح الطائفة هي بديل الدولة»، داعياً إلى العمل للانتقال إلى مجتمع وطني موحّد، لا أن يبقى لبنان ساحة مفتوحة لسباق الطوائف والمذاهب.

3- أحلّ الرئيس الحريري المثلث الذهبي: العيش المشترك والحياد الإيجابي وحصرية السلطة مكان مثلّث حزب الله الجيش والشعب والمقاومة، مكرراً تمسكه باقتراحه إجراء تعديلات دستورية تسهل إنشاء مجلس للشيوخ.
4- اعتبر مشكلة لبنان بالسلاح غير الشرعي، من دون أن يميز بين وظائف إقليمية أو داخلية أو طائفية أو جهادية أو تكفيرية لهذا السلاح.
5- من هذا الباب، أجرى مقاربة غير مسبوقة لإشكالية العلاقة مع «حزب الله»، إذ اتهم الحزب بأنه يمتلك ترسانة من الأسلحة تفوق ترسانة الدولة، متحدثاً عن «سرايا المقاومة»، وهي سرايا حزب الله موجودة في كل المناطق من طرابلس إلى الجنوب والبقاع، مروراً بكل أقضية الشمال والجبل وبيروت. واتهم حزب الله أيضاً بأنه يتمسك بمعادلة «كل السياسات في خدمة السلاح»، معتبراً أن المأزق الكبير بأن الحزب لا يمكن أن يرى لبنان من دون المنظومة العسكرية والأمنية التي بنتها إيران على مدى 30 سنة، واضعاً سلاح حزب الله و«فتح الاسلام» في سلة واحدة.
6- تنبّه الرئيس الحريري إلى أن موقفه هذا قد لا يرضي «فئة كبيرة من الأخوة في الطائفة الشيعية»، لذلك فصل ما بين الطائفة والحزب، لافتاً إلى أن «مخاطبتنا لحزب الله لا تستهدف أن تؤخذ الطائفة الشيعية بجريرة هذا الحزب»، داعياً إلى إدراك مخاطر سياسات الحزب على الوحدة الاسلامية ووحدة اللبنانيين، مؤكداً أن «مصير الشيعة من مصيرنا، وهو من مصير لبنان».
7- ولم يُخفِ الحريري تفاقم التشنج بين السنّة والشيعة، مؤكداً «أننا جميعاً نلتقي على أن لا يكون هذا التشنج سبباً لاندلاع فتنة بين الأهل وبين أبناء الوطن الواحد».
8- وجدّد الرئيس الحريري التأكيد على خيار تياره للدولة المدنية من كل الطوائف والمذاهب، مشدداً على أنه تيار الاعتدال، معتبراً أن الخطوة الأولى لعودة الاستثمار والثقة هي الانتخابات التي قال أنه سيخوضها لتغيير الوضع الحالي، وأنه سيربح هذه الانتخابات، مؤكداً لجمهوره على عودته قريباً وقبل الانتخابات النيابية إلى بيروت مهما كان شكل القانون الانتخابي.
وإذا كانت المصادر الرسمية تجنبت التعليق على خطاب الحريري، فيما جددت واشنطن دعمها للبنان في هذه الذكرى، فإن مقدمة قناة «المنار» ألمحت إلى «النبرة الاستعراضية» على أن يقرر الحزب حجم رده أو عدمه في كلمة الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في خطابه السبت في مناسبة الاحتفال بذكرى الشهداء القادة في الضاحية الجنوبية، فيما سيتولى النواب العونيون تهميش الذكرى والخطاب.

وكشف النائب وليد جنبلاط في مقابلة مع قناة «العربية» ان الرئيس الحريري اطلعه ان المسؤولين السعوديين سيستقبلونه في اليومين المقبلين، وانه سيلتقي في هذه الزيارة وزير الخارجية سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات بندر بن سلطان، وربما العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اذا سمح له الاطباء بذلك، مشيراً الى انه بحث مع الرئيس الحريري في قانون اللقاء الارثوذكسي وانه ايا كان من يفز بالانتخابات فيجب ان يمد يده للآخر.

قانون الانتخاب
وسط ذلك، تعود لجنة التواصل النيابية الى الاجتماع اليوم في سباق مع الوقت لمناقشة مشروع قانون انتخابي يقدمه نائب القوات اللبنانية جورج عدوان في محاولة اخيرة للوصول الى مشروع مشترك قبل الذهاب الاثنين الى اللجان المشتركة بالاقتراح الارثوذكسي.
واوضح ممثل حزب الله في اللجنة النائب علي فياض امس ان اقتراح النائب سامي الجميل الذي قدمه الى اللجنة امس الاول يحتاج الى اعادة نظر حول الارقام التي وردت، حيث تبين ان هذا الاقتراح يعطي المسيحيين 53 مقعداً وليس 58، كما انه لا يمنح توازناً سياسياً، اذ يعطي 63 مقعداً لقوى 14 آذار، و57 مقعداً لـ8 آذار، فضلاً عن ان اقامة المشروع على قاعدة الـ134 نائباً هو امر متعذر في هذه المرحلة.

وعلى صعيد آخر، اكد مصدر حكومي لـ«اللواء» ان مجلس الوزراء الذي سينعقد الثلاثاء في قصر بعبدا، سيجد حلاً لموضوع تمويل سلسلة الرتب والرواتب، الذي يتزامن مع الاضراب المفتوح الذي دعت اليه هيئة التنسيق النقابية اذا لم يحل المشروع الى مجلس النواب.

وكشف ان السراي الحكومي شهد امس اجتماعات اقتصادية ومالية وستستمر خلال الايام المقبلة، بعيداً عن الاضواء من اجل انجاز هذا الموضوع، متوقعاً اقرار المشروع في الجلسة.

المجلس الشرعي
وسيرأس الرئيس ميقاتي قبل ظهر اليوم اجتماعاً لرؤساء الحكومة السابقين والذي كان مقرراً الاثنين الماضي وتأجل بسبب وجود الرئيس فؤاد السنيورة خارج لبنان.
واوضح مصدر مطلع لـ«اللواء» ان الرئيس ميقاتي سيطلع رؤساء الحكومة السابقين على نتائج المسعى الذي كلف به في الاجتماع السابق مع المفتي محمد رشيد قباني، وفي ضوء هذا الاجتماع سيتم اتخاذ الخطوات المناسبة على صعيد رأب الصدع ومعالجة الخلاف الحاصل بين قباني واعضاء المجلس الشرعي.
وأكد المصدر ان الاجتماع سيبحث في جدول اعمال يمثل خارطة طريق للخروج من المأزق وتنفيذ الاجراءات الاصلاحية التي كانت مدار نقاشات طوال الاشهر الماضية، ويتضمن هذا الجدول الذي اتفق عليه الجميع اربعة بنود هي:
- زيادة اعضاء المجلس الشرعي مع تحقيق عدالة التمثيل الذي اقرته اللجنة التشريعية في المجلس.
- انتخاب مفتي المناطق واعضاء مجالس الاوقاف وفق لوائح الشطب الصادرة في 28/1/2013.
- تعديل لوائح الشطب بضم المفتين واعضاء المجالس المنتخبين.
- تحديد موعد انتخاب المجلس الشرعي الجديد وفق اللوائح المعدلة."

     الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها