ما زالت مأساة الزوار اللبنانيين الرهائن لدى الجماعات التكفيرية المسلحة في شمال سوريا، والتي تخضع لسلطة وأوامر المخابرات التركية، مستمرة مع استمرار الغموض المحيط بكل ملابساتها التفاوضية
ما زالت مأساة الزوار اللبنانيين الرهائن لدى الجماعات التكفيرية المسلحة في شمال سوريا، والتي تخضع لسلطة وأوامر المخابرات التركية، مستمرة مع استمرار الغموض المحيط بكل ملابساتها التفاوضية، والتبادلية والثمن المطلوب لإطلاق سراحهم والدور الذي يلعبه فيها النائب رئيس حكومة لبنان الأسبق سعد الدين رفيق الحريري عبر رجله المخلص في تيار المستقبل ولدى جماعات المعارضة السورية النائب عقاب صقر.
الوسيط أبو محمد أو من يلقب نفسه "أبو محمد" مع ان هذا ليس صحيحا والذي كان في بدايات الأزمة الرابط الوحيد بين الحكومة اللبنانية واهالي الرهائن من جهة، والخاطفين من جهة ثانية، فضلا عن كونه الشخص الذي امن الزيارات الإعلامية للرهائن، والمصدر الأول للإعلام اللبناني في هذه القضية اقله في الأشهر الأولى، يقول انه ما زال على تواصل مع الخاطفين، وهو يزور تركيا دوريا ويلتقي بالخاطفين الذين هم من "جبهة النصرة".
ويضيف في اتصال معه ان المسالة سوف تحل خلال أسبوع وإلا فإنها سوف تتعقد اكثر، مضيفا أنه من المتوقع ان يتم تسليم الرهائن للرئيس اللبناني ميشال سليمان، إلا في حالة واحدة ان يقوم النائب سعد الحريري بتعقيد القصة وهو يستطيع فعل هذا. وعندها سوف تكون العواقب غير مضمونة .
غير أن هذا ليس رأي البعض في المعارضات السورية التي أعربت لموقع المنار عن ريبة كبيرة لديها من المواقف التركية والقطرية التي تتلاعب في هذه القضية وهي تسعى لاستغلالها حتى النهاية، وتشير المعلومات المؤكدة ان لائحة المطالب للإفراج عن الرهائن اللبنانيين ما زالت قيد الإعداد ويبدو انها تشمل سجناء من القاعدة في لبنان وسوريا، فيما تصر قطر على وضع اسم المقدم المنشق حسين هرموش في اللائحة مع علمها المسبق ان السوريين لن يسلموه أبدا .
أبو ابراهيم: موت إعلامي
اللعبة التركية القطرية لا تقتصر على الوعود الكاذبة في الموضوع ولكنها انتقلت الى الشخص الذي قُدم انه الخاطف للرهائن المدعو عمار الداديخي المعروف بـ"أبو إبراهيم"، حيث تؤكد مصادر في المعارضة السورية في حديث معنا أن الداديخي ليس الخاطف الأساس والفعلي للرهائن، ولم يكن سوى صندوق بريد ومستودع أمانات وضع لديه الرهائن أمانة من قبل المخابرات التركية غير ان دخول العروض المالية من قطر والسعودية وبعض اطراف المعارضة السورية، فضلا عن عروض النائب سعد الحريري عبر النائب عقاب صقر، جعلت الداديخي يستغل هذا البازار المالي ليقبض الأموال يمينا ويسارا من الجميع دون استثناء.
لكن استراتيجية الخطف التركية القطرية دخلت مرحلة جديدة في هذا الملف وفرضت الاستغناء عن شاشة السينما المسماة أبو إبراهيم وهذا ما أدخل الرجل في عملية موت إعلامي حفاظا على سرية الملف وتامين انتقال عملية الخطف للمرحلة التالية بحجة موت الخاطف، فيما تؤكد مصادر كردية لموقع المنار أن ابو ابراهيم لم يقتل في معركة "قسطل جندو" كما قيل، وليس معروفا إن كان قد أصيب في المعركة مع المسلحين الأكراد وكل ما يتداول لا يخرج عن تكهنات إعلامية لا تستند لأي دليل.
مخطوفو الفوعة واليد التركية القطرية..
استراتيجية الخطف التركية القطرية ما زالت مستمرة وفي نفس المنطقة من سورية ولكن مع فارق أن المخطوفين الجدد هم سوريون وقد تم خطفهم يوم الخميس وهم من مدينة الفوعة في الريف الشمالي لإدلب وجميعهم من الأطفال والنساء كانوا يستقلون باصا، وتعرضوا للخطف على يدي مجموعة مسلحة، وتلا ذلك عملية خطف قام بها مسلحون من الفوعة لباصين محملين بالركاب من بنش وسراقب.
وتعتبر عمليات الخطف هذه خرقا لاتفاق كان قد ابرم منذ أشهر بين مدينة الفوعة والجوار يقضي بعدم الخطف المتبادل غير أن هوية المجموعة الخاطفة تثير التساؤل خصوصا أن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن نقل لموقع المنار تأكيدا من مسلحين تابعي للجيش الحر في سراقب أن رهائن الفوعة ليسوا عندهم، فيما تنقل مصادر مطلعة في المعارضة السورية أن الباص توجه الى قرية "كفر بطيخ" المجاورة لسراقب وان رهائن الفوعة هم لدى "جبهة النصرة ولواء شهداء بنش"، يعني لدى جماعة الإخوان المسلمين السورية والمخابرات التركية مباشرة.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه