أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الجمعة 15-02-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الجمعة 15-02-2013
التايم الأميركية: المهام التي ينبغي على أميركا التركيز عليها
قال الكاتب براندون فريدمان إن المهام الرئيسية التي يجب على أميركا مساعدة البلدان الأخرى على تحقيقها حاليا هي التنمية الاقتصادية، وبناء المؤسسات وتعزيز المصالحة الداخلية، والحكم الرشيد، وتقديم الخدمات الأساسية للناس، وتدريب وتجهيز القوات المسلحة والشرطة المحليتين مع العمل على ضمان الأمن. وذكر فريدمان في مقال له بمجلة تايم الأميركية أن السعي لتحقيق المهام المذكورة أفضل من الاغتيالات عن بعد بالطائرات من دون طيار ودون محاكمات. وقال إن الأخيرة تكلف أميركا غاليا بشأن سمعتها ولا تعود عليها بفائدة ملموسة. ودعا الكاتب إلى الكف، مؤقتا، عن الحوار بشأن قتل المدنيين واغتيال المواطنين الأميركيين بالطائرات من دون طيار، وعما إذا كانت هذه الطائرات تخلق أعداء أكثر مما تقتل. وقال "دعونا نركز على السياق الذي نستخدم فيه تلك العبارات، ولماذا أراه إشكاليا؟". وأورد أن مصطلح "الحرب التي لا تعرف الحدود" أصبح سائدا ومقبولا في الإعلام الغربي لوصف العمليات التي تشنها القاعدة من وقت لآخر ضد أميركا وحلفائها، لكنه رفض أن يطلق على هذه العمليات مصطلح "حرب". وأشار إلى أن مصطلح الحرب بالمعنى الذي أصبح سائدا فضفاض جدا وسيجعل أميركا في حالة حرب دائمة. وقال إن هذا المصطلح جعل الصراع الحالي مراوغا ولا نهاية له. وأضاف أن تعقب الأفراد بعمليات مثل العمليات التي تنفذها الشرطة، وإن كانت تحت إشراف الجيش، لا تجعل هذه العمليات حربا. وقال إن عمليات الطائرات من دون طيار هي حملات صيد في أفضل حالاتها. وحاجج بأن أميركا ستنفق عقودا فيما تسمى "الحرب التي لا تعرف الحدود" وتشن غارة بعد أخرى بالطائرات من دون طيار، وتبرر ذلك بأن نيويورك لم تتعرض إلى "هجمة إرهابية أخرى". وتساءل: هل حقا نرغب في العيش بهذه الطريقة؟ ألا يوجد بديل؟ وأعاد إلى الأذهان ما قاله وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتس فيما أسماها "الحرب الناعمة" من أن أهم دروس الحرب في العراق وأفغانستان هو أن الانتصارات العسكرية لا تكفي لكسب الحرب. وكرر ما سبق ذكره عن الحكم الرشيد والتنمية الاقتصادية وغيرهما باعتبارها العناصر الرئيسية للنجاح على المدى الطويل. وكرر دعوته لإعادة تعريف "الحرب" قائلا إنه يعرفها بالعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش ضد مئات أو آلاف الأشخاص الذين يتجمعون في مكان واحد تحت غطاء دولة ما ويصممون على تنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة "وعندها يمكننا أن نقول إننا ذاهبون إلى الحرب". دعا أيضا إلى الكف عن استخدام قوة الجيش ضد "بقايا القاعدة"، الأمر الذي هدد بخلق المزيد من الأعداء أثناء هذه "الحرب" دون فائدة.
واشنطن بوست: آمال المفاوضات السورية تتبدد بعد رفض كلا من الجانبين للاقتراح الروسي
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن بارقة الأمل الصغيرة للوصول إلى حل سياسي بشأن الأزمة السورية يبدو أنها تبددت يوم الخميس عندما رفضت حكومة الرئيس بشار الأسد حضور مقابلة في موسكو مع رئيس تحالف المعارضة. وقد ذكر وزير الخارجية السوري أنه على الرغم من التقارير الواردة من موسكو فيما يتعلق "بالاجتماع مع المعارضة"، فإن النظام يسمح بالمفاوضات داخل سوريا فقط. كما أخبر ائتلاف المعارضة السورية الذي رفض أيضًا أي محادثات حتى رحيل الأسد، أنه لن يكون هناك اجتماع موسكو. وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من الجهود الواضحة لروسيا من أجل بدء الحوار والتي قالت فيها أنها دعت كلا الجانبين على حدة لزيارة روسيا وأعربت عن سعادتها لمساعدتهم على التغلب على مقاومتهم للحديث مع بعضهم البعض. كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد رحب صباح يوم الخميس قبل أن يرفضه كلا الجانبين بالاقتراح الروسي الذي قال عنه أنه على الرغم من أنه "صغير للغاية" إلا أنه إيجابي. وأضاف مون خلال لقائه مع محررين وصحفيين من صحيفة واشنطن بوست أن الخطوة التي اتخذتها روسيا تبين مدى تفهم روسيا للأزمة.
الديلي تلغراف: محامي جاسوس الموساد يؤكد ..السجين اكس دفع إلى الانتحار داخل محبسه
وتحت عنوان "محامي جاسوس الموساد يؤكد ..السجين اكس دفع إلى الانتحار داخل محبسه"، كتبت جريدة التلغراف "قال محامي الجاسوس الاسترالي الذي عمل مع الموساد الإسرائيلي وعرف بالسجين اكس ان موكله السابق، تم دفعه إلى الانتحار داخل محبسه عن طريق أساليب الاستجواب العنيفة التى تعرض لها، وذلك بعد اعتقاله إثر تقارير حذرت من قيامه بكشف فضائح الموساد". وأضافت الجريدة، "الاستخبارات الاسترالية من جانبها، أعلنت أنها تلقت إخطارًا من تل أبيب يفيد باعتقال الرجل المدعو بن زايجير، والذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والاسترالية، بعد أيام من اعتقاله عام 2010 حيث جاء الاعتقال في نفس اليوم، الذي أعلنت فيه دبي؛ أنها اكتشفت استخدام فريق القتل الذي اغتال القيادي في حماس محمود المبحوح، ثلاثة جوازات سفر استرالية للدخول إلى الإمارات والقيام بالعملية". وواصلت الجريدة، "وقال افيجدور فيلدمان المحامي الاسرائيلي لوسائل اعلام محلية إنه التقى موكله في اليوم السابق لوفاته:، مؤكدًا أن موكله قد اعتقل بناءً على اتهامات خطيرة لكنه أنكرها جميعًا، وكان يفكر في عقد صفقة مع الحكومة الإسرائيلية للاعتراف بالذنب، وقال فيلدمان "لقد التقيت بشخص متزن نفسيًا، يقوم بحساب موقفة القانوني ويقارن بين خياراته المتاحة. وقد قال له المحققون: "إنه سيعاني فترة سجن طويلة، كما سيعاني العزلة عن أسرته وعن المجتمع اليهودي" وهو ما قال المحامي إنه تسبب في النهاية المأساوية له". من جانبها، قالت صحف استرالية، "إن بن زايجير كان على اتصال بالاستخبارات الاسترالية لتورطه في الحصول على عدة جوازات سفر في الغالب لصالح الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، كما أن هويته كجاسوس إسرائيلي تم تسريبها على الأقل لصحفي أسترالي".
الغارديان البريطانية: المسلحون السوريون يسيطرون على حقل نفطي وقاعدة عسكرية
واصلت صحيفة "الغارديان" اهتمامها بالتطورات على الساحة السورية، حيث نشرت موضوعًا بعنوان "المسلحون السوريون يسيطرون على حقل نفطي وقاعدة عسكرية". وقالت الجريدة: "إن النجاحات العسكرية التي تتواصل مؤخرًا للمعارضين المسلحين في سوريا، تقلص بشكل كبير المساحات التى تسيطر عليها قوات الأسد، لكن النظام السوري لا يبدو على حافة الانهيار، ورغم ذلك فالنجاحات المتتالية للمعارضة في السيطرة على أحد السدود الكبرى على الفرات، وعدة قواعد عسكرية ومطار رئيسي، تعتبر ضربات قوية للنظام، كما أن سيطرته قد انتهت فعليًا على قطاعات كبيرة من البلاد، بما يهدد بقطع الإمدادات اللازمة لاستمراره". وتمكنت قوات المعارضة من السيطرة على مدينة شداده شرق سوريا على نهر الفرات كما استولت على حقل جبيسة النفطي وهو احد اكبر حقول النفط السورية بعد 3 أيام من القتال المتواصل و ذلك طبقا للمعلومات الواردة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان". وأضافت الجريدة، "قام المعارضون المسلحون أيضًا، بالسيطرة على قاعدة عسكرية صغيرة قرب مدينة الشوا في محافظة درعا الجنوبية، قرب الحدود مع الأردن، حيث أظهرت المقاطع المصورة على شبكة الإنترنت، المقاتلين المعارضين يغنون فرحًا بالسيطرة على القاعدة بينما تحترق عدة دبابات وآليات تابعة للنظام السوري في خلفية المشهد".
الاندبندنت البريطانية: طهران ترفض المراقبين الدوليين
نشرت جريدة "الاندبندنت" موضوعًا حول الملف النووي الإيراني، تحت عنوان "طهران ترفض المراقبين الدوليين". وكتبت الجريدة، "عاد المراقبون الدوليون من المحادثات التي أجروها في العاصمة الإيرانية طهران، دون إتمام اتفاق يتيح لهم زيارة المواقع النووية، كما أنهم لم يحددوا موعدًا جديدًا لإجراء جولة ثانية من المحادثات وهو ما يعني فشلاً ذريعًا، حتى في الإبقاء على بارقة أمل في حدوث تقدم ما يسمح للدبلوماسية بتجنب الحرب". وقالت الجريدة: "وأكد أحد المفاوضين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران رغم تعهداتها المتتالية بالتعاون لم تقدم شيئًا"، وأضاف "الآن يجب أن نسأل أنفسنا إذا كان الحوار هو الخيار الأفضل حتى الآن" كما أن هذه النهاية للحوار، توجه رسائل إلى القوى الكبرى الست المهتمة بالملف، كما أن إسرائيل قد أعلنت أنها ستمنع حصول إيران على القنبلة النووية بالقوة إذا ما فشل الخيار الدبلوماسي". واختتمت الجريدة الموضوع، موضحة أن كلاً من أمريكا وبريطانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا والصين، سيقومون بعقد جولة مفاوضات مع إيران في 26 من الشهر الجاري في كازاخستان، لمناقشة الملف النووي الإيراني، الذي يثير الجدل الدولي منذ 10 أعوام، ودعا الأمم المتحدة إلى فرض 4 حزم متتالية، من العقوبات على طهران.
روسيا اليوم: المدير المحتمل للـ"سي.آي.أيه" ربما اعتنق الإسلام بالسعودية
أعلن جون غواندولو، وهو عميل سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية FBI "اف.بي.آي" وناشط معاد للإسلام، في حديثه لبرنامج "ترينتو راديو شو"، أن جون برينان الذي رشحه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA "سي.آي.أيه" اعتنق الإسلام سرا ولذلك "لا يصلح للعمل" في الحكومة. وقد شارك غواندولو يوم الجمعة الماضي عبر جهاز "سكايب" في برنامج "ترينتو راديو شو" الذي يقدمه الإذاعي الأمريكي توم ترينتو، حيث افترض غواندولو ان جون برينان "أقام علاقات عمل واتصالات شخصية مع أشخاص نعلم أنهم إرهابيون"، مضيفا أنه "منحهم إمكانية الاتصال" بمسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الفيدرالية و"أوصل قادة معروفين من حماس والإخوان المسلمين إلى الحكومة والى مناصب استشارية". وتابع غواندولو الذي استقال من مكتب التحقيقات الفيدرالية عام 2009، قائلا أن البعض قد يعتبر أن ما يثير القلق الأكبر هو "ان السيد برينان اعتنق الإسلام عندما كان يعمل في العربية السعودية ويمثل الولايات المتحدة بصفة رسمية"، في إشارة إلى كون برينان كان مديراً لمحطة الاستخبارات الأمريكية في سفارة الولايات المتحدة بالرياض في الفترة بين 1996 و1999. وأضاف غواندولو أن اعتناقه (برينان) الإسلام "كان ذروة لعملية المخابرات المضادة الهادفة لتجنيده" من قبل عملاء أجانب. وفي مقطع الفيديو الذي يشكل جزءا فقط من برنامج "ترينتو راديو شو" والذي نشر على موقع "اليوتيوب" يوم 9 شباط الجاري يقول غواندولو أن برينان اعتنق الإسلام في السعودية وزار مكة المكرمة والمدينة المنورة أثناء موسم الحج برفقة مسؤولين سعوديين. وقد استنتج غواندولو أن زيارة برينان لمكة والمدينة الممنوع دخولهما على غير المسلمين وخاصة أثناء موسم الحج هو الذي "يدل على اعتناقه للإسلام". كما بث "ترينتو راديو شو" مشهدا أخذ من كلمة استمرت نحو نصف ساعة ألقاها برينان في فبراير 2010 أمام طلاب في جامعة نيويورك حيث حاول في اثنائها برينان أن يتكلم قليلا بالعربية، وقد اعتذر عن أن لغته العربية لم تعد قوية منذ أن تعلمها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في الفترة ما بين 1975 و1976. ثم تحول برينان إلى الانكليزية من جديد. وفي حديثه هذا تكلم برينان عن زياراته لدول إسلامية وعربية وقضائه 6 أعوام في الشرق الأوسط، وعن الإسلام والمسلمين.
فايننشال تايمز: الحكومة السورية تتعامل مع الضغوط المالية عبر مساعدة حلفائها
ذكرت صحيفة 'فايننشال تايمز' أن الحكومة السورية تتعامل مع الضغوط المالية المتزايدة من خلال مزيد من المساعدة من حلفائها وخفض الإنفاق والمال من رجال الأعمال الأثرياء والصناعات المتبقية في البلاد. وقالت الصحيفة، إن الحكومة السورية، وبعد نحو عامين على تفجر الأزمة، تموّل هياكل الدولة وآلتها الحربية عن طريق المساعدات من موسكو وطهران بعد تراجع صادرات السلع والضرائب والفرص التي أحدثها اقتصاد الحرب لجمع واحتكار المال. وأضافت أن مصادر الدخل الحاسمة، مثل النفط والسياحة والزراعة، تآكلت بفعل مزيج من العقوبات الغربية والآثار المدمّرة للصراع على الاقتصاد الأوسع نطاقاً، وتقدّر وحدة المعلومات الاقتصادية في بريطانيا أن الاقتصاد السوري انكمش بنسبة 18.8 بالمئة في العام الماضي، في حين ارتفع معدّل التضخم بنسبة 37 بالمئة، وعجز الميزانية بنسبة 14.7 بالمئة من الناتج الاقتصادي. وأشارت الصحيفة إلى أن التدابير المالية ضد سورية لا تزال مجزّأة وقامت اليونان، أكبر مستورد للفوسفات السوري، العام الماضي بالاعتراض على اقتراح الاتحاد الأوروبي حظر استيراد المعادن من سورية، والتي ضخّت على دمشق 200 مليون دولار من عوائد التصدير عام 2010. وقالت إن العقوبات الدولية لم يتقيد بها الحليفان الرئيسان لنظام الرئيس بشار الأسد، روسيا وإيران، وعرضت الأخيرة تقديم الدعم المالي العام له بعد أن وافقت الشهر الماضي على إنشاء خط ائتمان قيمته 1 مليار دولار لتصدير السلع الاستهلاكية إلى سورية. وأضافت 'فايننشال تايمز' أن دمشق أعلنت مؤخراً أنها تضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يسمح لها بإرسال صادراتها من النفط الخام، الخاضعة للعقوبات الغربية، إلى روسيا مقابل استيراد منتجات مكررة منها، في حين قامت موسكو بطبع الأوراق النقدية السورية، وعرضت مصارفها على دمشق ربطها بالنظام المالي الدولي، بما في ذلك تجهيز صفقات تصدير النفط إلى دول أخرى. ونسبت الصحيفة إلى ديفيد باتلر، المتخصّص في شؤون التمويل بمنطقة الشرق الأوسط في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتم هاوس) في لندن، قوله إن 'الضغوط تتنامى على النظام السوري، لكنه لم يصل في الواقع إلى مرحلة الانهيار، وهناك ما يكفي من التداول في أجزاء من الاقتصاد السوري للحفاظ على سير الأمور'. كما نقلت عن مسؤول بوزارة الخزانة (المالية) الأميركية قوله 'يتعيّن على المصارف الروسية اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت تريد أن يُنظر إليها باعتبارها مصرف الملاذ الأخير للنظام السوري'.
معهد واشنطن: عام الحسم: سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران في عام 2013
"في 7 شباط 2013، خاطب جيمس إف. جيفري وتوماس بيكرينغ منتدى سياسي في معهد واشنطن. والسفير جيفري هو مساعد سابق للرئيس الأمريكي ونائب مستشار الأمن القومي، ومؤلف دراسة المعهد الجديدة: "التحرك نحو اتخاذ قرار: سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران". والسفير بيكرينغ شغل العديد من المناصب الرئيسية في الولايات المتحدة وخارجها على مدى خمسة عقود، بما في ذلك منصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية. وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظاتهما".
جيمس إف. جيفري يعتبر التحرك نحو اتخاذ قرار بشأن إيران مسألة حساسة وخطيرة على أجندة الولايات المتحدة والأجندة الدولية في عام 2013. وسوف يتحدد خلال هذا العام وبشكل كبير أمر الصراع الطويل القائم بين واشنطن وطهران في حين أن المخاطر الكبيرة ذات الصلة تجعل التوصل إلى تسوية سريعة وقاطعة أمراً حاسماً بكل معنى الكلمة. ومع ذلك، فبغض النظر عما ستسفر عنه القضية النووية، سوف تستمر إيران في تشكيل تحدٍ طويل الأمد للولايات المتحدة بسبب الأيديولوجيات المتناقضة وأهداف السياسة الخارجية المتعارضة وبسبب الطموح الإيراني في الهيمنة الإقليمية. هناك أربع نتائج محتملة في هذه القضية النووية وهي: قرار إيراني أحادي الجانب بوقف التقدم نحو امتلاك سلاح نووي أو إبطاء هذا التقدم بشكل كبير؛ أو نتيجة تفاوضية يتم التوصل إليها من خلال مجموعة P5 +1 (أي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة الى ألمانيا) أو المفاوضات الثنائية؛ أو توجيه ضربة عسكرية، كما تم التهديد بها من قبل الرئيس الأمريكي أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ أو تحول صريح أو ضمني نحو سياسة الاحتواء -- بما يشير إلى أن واشنطن سوف تكون مستعدة للتعايش مع إيران المسلحة نووياً. إن أكثر الحلول فعالية سوف يكون النتيجة التفاوضية -- ولتحقيق ذلك، ستحتاج واشنطن إلى اتخاذ خطوات أولية على عدة جبهات. ولا بد من وضع تسوية جادة على الطاولة، تشمل عرضاً بتعليق العقوبات النفطية التعجيزية في مقابل خطوات إيرانية معينة يمكن التحقق منها من أجل إنهاء أية قدرات اختراق نووية. وعلى نفس الدرجة من الأهمية بلورة تهديد عسكري ذو مصداقية، نظراً لأن طهران كانت تنوي تحمل الضغط الاقتصادي المتزايد من أجل مواصلة برنامجها النووي. ولا يبدو أن النظام سوف يتنازل عن أي شيء أثناء المفاوضات إذا لم يوقن بأن واشنطن سوف تمضي في تطبيق هذه التهديدات على أرض الواقع. وعلى الرغم من أن وجود خطوط حمراء محددة غالباً ما يكون أمراً غير مستساغ، إلا أنه يتعين على إدارة أوباما أن توضح على الصعيد الداخلي متى ستتخذ الخطوات العسكرية، مع إظهار هذه النوايا بصورة واضحة لكي يعلمها الإيرانيون. وفي السياق ذاته، يتطلب الخيار العسكري تتمة تفاوضية معقولة، كما رأينا في أوائل التسعينيات مع العراق. فلإضفاء الشرعية على العمل العسكري ضد نظام صدام حسين، كان على واشنطن أن تثبت نفاد كافة الخيارات الأخرى. وبالمثل، فإن الطريقة الوحيدة لترسيخ الأساس الذي يستند إليه العمل العسكري ضد إيران هو تقديم البيان للنظام وللمجتمع الدولي بأن كل شيء قد تم تجربته وأن واشنطن قد تركت لطهران سبيلاً للخروج. إن عدم القيام بذلك سوف يقوض من شرعية أية ضربات.
ومن المهم أيضاً أن نفهم أن قطع طريق تقدم إيران نحو السلاح النووي لن يغير في حد ذاته من أجندة النظام الإقليمية -- فالطموحات النووية ليست إلا امتداداً لتطلعات إيران الأكبر تجاه فرض الهيمنة في الشرق الأوسط. وللأسف، لا تبدو أياً من المقترحات الأطول أمداً بأنها عملية في معالجة تلك القضية في الوقت الراهن (بمعنى تغيير النظام بالوسائل الداخلية أو الخارجية؛ أو حدوث تحول في آراء طهران حول المرشد الأعلى والخلافة؛ أو إبرام "صفقة كبرى" بين واشنطن وإيران والمجتمع الدولي). هناك درس ينبغي تعلمه من التفاعلات السابقة مع طهران (أو من غياب تلك التفاعلات) وهو أنه عندما تستبق الولايات المتحدة بمعارضة العدوان الإيراني في الشرق الأوسط، يلين النظام، ولكن عندما تقدم واشنطن رداً أكثر سلبية، يزداد العدوان الإيراني. وبخصوص سوريا، على سبيل المثال، لا يمكن الافتراض بأن بشار الأسد سوف يسقط على الإطلاق، ناهيك عن سقوطه سريعاً، دون تدخل فعال من الولايات المتحدة. وإذا نجا نظام الأسد في الواقع فسوف يزداد تجرؤ إيران مما يُحتمل أن يترتب عليه وقوع تبعات كارثية تؤثر على الولايات المتحدة وحلفائها ومصالحها في الشرق الأوسط. كما أن ترك القوات الأمريكية دون غطاء في المنطقة لتوفير نقطة ارتكاز إلى آسيا يعد أمراً محفوفاً بالمخاطر. وليس هناك أي مكان في العالم أكثر ترجيحاً من الخليج الفارسي من ناحية نشر الولايات المتحدة لقواتها فيه لمعارضة لإيران، كما أنه ليس هناك ساحة أخرى ذات أهمية بالغة يتحتم فيها تحقيق انتصار قاطع في أي مجابهة محتملة في السنوات الخمس إلى العشر القادمة أكثر من الجمهورية الإسلامية. وفي المرحلة القادمة، يتعين على واشنطن أن تميز بين التصرفات الإيرانية التي تعتبرها غير مقبولة -- مثل دعم الإرهاب وطموحات الهيمنة والسعي لامتلاك سلاح نووي -- وبين تلك التي يمكن أن تتقبلها. بإمكان المسؤولين الأمريكيين فتح باب المفاوضات عن طريق التوضيح للإيرانيين بأنهم لا يسعون إلى تغيير النظام، والخطوة الأولى في هذا الصدد تكون بإعلام إيران أن واشنطن تكُن لها الاحترام باعتبارها أمة وليس حركة ثورية انتقالية. وأخيراً، يقف سوء التنظيم الحاصل في الحكومة الأمريكية وعقلية "العمل الفردي" وراء العديد من صعوبات واشنطن الداخلية في الرد على التحدي الإيراني. ولتخفيف حدة هذه المشكلة، يتعين على جميع المسؤولين على المستوى الوزاري أن يكونوا في حال من الاتساق والتعاون المستمر والكامل، ومجردين عن المعيقات البيروقراطية الروتينية. وبالإضافة إلى ذلك إن تعيين مسؤول كبير تابع للحكومة الأمريكية تنصب مسؤوليته الوحيدة على إيران (أو، بدلاً من ذلك، تعيين مجموعة صغيرة من المسؤولين يربط بينهم تنسيق مستمر) يمكن أن يسمح لإدارة أوباما بإعادة التنظيم بطريقة بيروقراطية في التحضير لعام الحسم هذا.
توماس بيكرينغ المناقشات حول سياسة الاحتواء تعني بصورة عامة قبول الجمهورية الإسلامية كقوة نووية حتمية واستخدام الردع للتعامل مع إيران المسلحة نووياً. لكن مثل هذه النتيجة قد تكون كارثية بالنسبة للسياسة الأمريكية لمنع الانتشار النووي، التي تقوم على فكرة أنه إذا قل عدد الدول النووية تقل فرصة الاستخدام الخاطئ. وإذا حازت إيران على سلاح نووي، هناك قوى إقليمية أخرى سوف تحذو حذوها على الأرجح -- وهذه بلا شك نتيجة غير مرغوب فيها بالنسبة المجتمع الدولي. على النهاية الأخرى من الطيف، إن اللجوء للوسائل العسكرية على المدى القصير لضمان الإعاقة سوف يستلزم استخداماً هائلاً للقوة -- وجوهرياً احتلال إيران بصورة غير رسمية وشبه دائمة. وهذا ليس مساراً قابلاً للتطبيق، خاصة إذا لم تُستنفد بعد السبل الدبلوماسية الأخرى. كذلك تعتبر العقوبات غير كافية وإن كانت فعالة في حد ذاتها. ولا بد من التوفيق بين العقوبات والمفاوضات -- ففي الوقت الذي تكثف فيه واشنطن وحلفاؤها من الضغط على الإيرانيين، يتعين الالتفات أيضاً إلى إجراء محادثات فعالة ومثمرة مع تقديم تنازلات مماثلة. وقد جادل البعض بأن المفاوضات يجب أن تمتد إلى آفاق "أوسع من ذلك"، بيد أن إرث عقود من انعدام الثقة بين الولايات المتحدة وإيران يجعل المقاربات الصغيرة أكثر عملية. ومن شأن هذا التقارب أن يركز على إنهاء أنشطة التخصيب التي تقوم بها إيران والتي تمثل معضلة كبيرة وهي: تخصيب اليورانيوم إلى عتبة 20 في المائة، الأمر الذي يمثل بأن القفزة لصنع الأسلحة النووية هي أسهل بكثير. وكحل بديل، يمكن أن يقتصر النظام على مستوى تخصيب قدره 5 في المائة فقط، وتحت رقابة صارمة من قبل "الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
ويؤمن مجتمع الاستخبارات الأمريكي إيماناً راسخاً أنه بغض النظر عن عدم اتخاذ إيران بعد قرار بصنع أسلحة نووية، إلا أنه لا تزال هناك تحركات من جانبها للحصول على جميع القدرات اللازمة إذا ما اختارت السير في هذا الطريق. لذا ستحتاج واشنطن إلى الحصول على ضمانة ملموسة من إيران بتحويل مخزونها من اليورانيوم الغازي الجاهز للتخصيب إلى عناصر الوقود المعدنية، التي تشكل تهديداً أقل بكثير. كما يلزم تطبيق نظام تفتيش صارم من أجل مراقبة الالتزام بهذه المتطلبات. وفي المقابل، سيتوقع الإيرانيون رفع العقوبات النووية. كما أنه من المرجح أن يطالب الإيرانيون بالاعتراف بأن لديهم الحق في مواصلة برنامج التخصيب المدني لديهم، سواءً للاستخدام المفترض في علاج السرطان أو التحصين ضد أية قرارات روسية محتملة بوقف توفير الوقود لمفاعل بوشهر. وحتى الآن، يشعر الرئيس أوباما بالإحباط من عدم إحراز أي تقدم كاستجابة لانفتاحه نحو إيجاد انفراجة جديدة تجاه النظام الإيراني، كما أن حكومته الجديدة ملتزمة من جانبها بمساعدته في تسهيل محاولات التفاوض التي من شأنها تحسين الوضع. فإذا ما واصل الإيرانيون رفضهم لمواقف الولايات المتحدة التي على ما يبدو أنها في طريقها للاستجابة لبعض مطالبهم، فإنه يجب على الإدارة الأمريكية البدء في تطبيق ضغوط أخرى. وينبغي اتخاذ هذه الخطوات عاجلاً وليس آجلاً حتى يتسنى للأطراف التحرك مجدداً نحو التوصل إلى حلول مقبولة للطرفين. كما يجب على واشنطن أن تضع في اعتبارها أن المرشد الأعلى علي خامنئي هو صاحب الكلمة الأخيرة في جميع القضايا في إيران، لذا لن يجلس الإيرانيون على طاولة المفاوضات إلا إذا سمح لهم بذلك. وفي السنوات الماضية، أصدر خامنئي فتوى ندد فيها باستخدام الأسلحة النووية -- وهو الأمر الذي يمكن لواشنطن الاستفادة منه من خلال صياغة قرار لمجلس الأمن للمصادقة على هذه الفتوى. وبغض النظر عن أن هذا يمثل خطوة صغيرة نحو تعزيز مكانة خامنئي الدولية إلا أنه في الوقت نفسه يمثل ورقة ضغط على إيران للامتثال لأحكام دينهم. ويقيناً، أن تغيير النظام لا يزال بديلاً جذاباً على الورق، وينظر إليه البعض في واشنطن على أنه بمثابة وثيقة تأمين. بيد أنه من المعروف تاريخياً أن تغيير النظام لم يكن خياراً ناجحاً بالنسبة للولايات المتحدة، كما أن المحاولات الداخلية لإسقاط القيادة الإيرانية لم تأتي بثمارها حتى الآن حيث تم سحقها من خلال ممارسة أعمال القمع الستالينية، بما في ذلك الانتفاضة عام 2009. وبغض النظر عن تلك المحاولات الفاشلة ونفوذ واشنطن المحدود في الشؤون الداخلية الإيرانية، إلا أن سياسة الولايات المتحدة لا بد أن تثبت دعمها للحركات الديمقراطية الشعبية.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها