أكد رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد المقريف، خلال كلمة القاها اليوم في بنغازي بمناسبة الذكرى الثانية للثورة، أن ليبيا لن تكون "مرتعاً ومصدراً للإرهاب وحاضناً له"
أكد رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد المقريف، خلال كلمة القاها اليوم في بنغازي بمناسبة الذكرى الثانية للثورة، أن ليبيا لن تكون "مرتعاً ومصدراً للإرهاب وحاضناً له". من جهة اخرى، أعلن المقريف أن المؤتمر الوطني العام، اعلى سلطة في البلاد، سيطلق خلال الأيام القادمة "مبادرة للحوار الوطني لخلق وفاق بين مختلف التيارات السياسية الليبية"، مؤكداً أن المؤتمر "حريص على تفعيل المصالحة الشاملة العادلة بين كل الليبيين".
كما أكد المقريف أن المؤتمر سيتخذ قرارات جريئة خلال الأيام القادمة "ترفع الظلم والجور عن المرأة الليبية". وأشار رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام الى أن اولى الأولويات هو إصدار "قانون الميزانية للعام الحالي وقانون العدالة الإنتقالية والمصالحة الوطنية"، مضيفاً مع ذلك أن المؤتمر "سيعمل على اصدار التشريعات المهمة لهذه الحقبة وعلى رأسها قانون العزل السياسي، وقانون النظام القضائي والمجتمع المدني والقوانين التي تسعى الى الرفع من معيشة المواطن وتضمن رفاهيته".
وأكد المقريف أن "الإسلام هو دين الدولة وهو المصدر الرئيسي للتشريع"، مبيناً أن لجنة الستين التي ستعد الدستور الدائم للبلد ستضع في حسبانها ذلك "ولن تقرّ قوانين تخالف شرع الله". واعتبر المقريف أن أمن البلاد "ليس مسؤولية الدولة فقط وإنما مسؤولية كل مواطن ومواطنة"، قائلاً "إن ليبيا تدفع تكلفة باهظة نتيجة توتر الأمن، يأتي في مقدمتها عدم عودة الشركات للعمل في ليبيا". كما أضاف المقريف "لا نتوقع أي بناء للبلد دون استقرار الأوضاع الأمنية فيه".
وبمناسبة مرور عامين على اندلاع الثورة الليبية التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي بعد حكم دام نحو 42 عاماً، انطلقت اليوم من مدينة بنغازي شرق ليبيا الإحتفالات الرسمية، وسط إجراءات أمنية مشددة وأجواء احتفالية غير مسبوقة. وأوضحت وزارة الداخلية الليبية أن معظم المدن الليبية وخاصة العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، مهد الثورة ومعقل الثوار، تشهد تعزيزات أمنية، وانتشرت قوات الشرطة والجيش لتأمين الاحتفالات. وشهدت ساحة التحرير في بنغازي عروضاً جوية لسلاح الجو الليبي، بالإضافة الى زوارق حربية جابت الشاطئ المقابل للساحة.
هذا وحذرت السلطات من محاولة أنصار الزعيم المخلوع اغتنام المناسبة بهدف "زرع الفوضى". وقد أغلقت ليبيا حدودها البرية في حين تمّ تعليق رحلات جوية عدة. وقررت مجموعات ومنظمات عدة من المجتمع المدني بينهم أنصار للفدرالية في شرق البلاد، ارجاء تحركاتها الإحتجاجية المقررة اساساً اعتباراً من 15 شباط/فبراير، وذلك خشية حدوث أعمال عنف.
ولم تمنع الأجواء الإحتفالية متظاهرين في بنغازي من انتقاد السلطات الجديدة، من خلال المطالبة خصوصاً بمزيد من اللامركزية في السلطة وبتفعيل دور الجيش والأجهزة الأمنية. وأكد رئيس الوزراء علي زيدان أنه ليس هناك برنامج رسمي مقرراً لإحياء الذكرى الثانية لاندلاع الثورة، موضحاً أن "السطات تفضل أن تترك للشعب الإحتفال بهذه المناسبة على طريقته".