تعرّض الفنان دريد لحام لمحاولة اعتداء من قبل بعض الإسلاميين المتطرفين على خلفية تصريحات لحام الداعمة للنظام السوري، مما دفع بفريق الإنتاج الى إخراج لحام بسرعة من المنطقة والعودة به إلى فندق إقامته في بيروت
تفاجئ فريق تصوير مسلسل سوري في إحدى قرى مدينة طرابلس "بلدة القلمون" في شمال لبنان بمجموعة سلفية حاولت التعرض للفنان السوري الكبير دريد لحام. وذكر مراسل محطة "فرانس 24" الفرنسية بأن السلفيين أرادوا التعرض للحام بسبب بمواقفه المعلنة والمساندة لنظام الرئيس بشار الأسد، فيما ذكر التيار الوطني الحر على موقعه أنه وأثناء تصوير بعض المشاهد في مدينة طرابلس، تعرّض الفنان دريد لحام لمحاولة اعتداء من قبل بعض الإسلاميين المتطرفين على خلفية تصريحات لحام الداعمة للنظام السوري، مما دفع بفريق الإنتاج الى إخراج لحام بسرعة من المنطقة والعودة به إلى فندق إقامته في بيروت، وسط إجرءات أمنية مشددة.
وكان دريد لحام قد أعرب عن مخاوفه من أن يتحول ما يسمى بالربيع العربي إلى "خريف"، وعن قلقه على الأوضاع في سوريا، واستغرب الانتقادات التي طالته مؤخراً بسبب موقفه إزاء ما يجري في العالم العربي. وكان الفنان لحام أجرى مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية سئل فيها عن رأيه بما يسمى بالربيع العربي، فأجاب "أرجو من الله ألا يكون خريفاً". ورداً على سؤال آخر عن إحساسه بعد هذه التجربة الطويلة، قال "حينما يكون الحوار بالبندقية والمدفع، لا يمكن أن نعتبره حواراً وإنما دمار، والربيع ليس ربيعاً، بل خريفاً، وذلك عندما لا تتوفر الرؤية الواضحة للمستقبل، كما هو حال بالعديد من البلدان العربية في هذه المرحلة، لا يمكن أن تسير الأمور على هذا النحو.. نُسقط الأنظمة ثم نفكر بما سيأتي لاحقاً، كما حصل في كلٍ من مصر وتونس وليبيا، أعتقد ان تلك البلدان ذاهبة إلى المجهول".
وتعليقاً على تعرضه وبعض كبار الفنانين السوريين مثل الممثلة منى واصف للهجوم، أسف لحام لأنه "يبدو ان شعبنا ميّال للنسيان، أو تناسي تاريخه، وسير مبدعيه، ولا أعتقد أنني أو السيدة منى المستهدفين الوحيدين فقط، بل ربما يكون المطلوب هو تهميش سوريا، عبر الإساءة إلى رموزها الفنيّة والثقافية".
وأضاف "أنا لم أر بلداً في العالم يهاجم فيه الفنّان بسبب رأيه السياسي، أو موقفه الوطني، يحق لهم أن ينتقدونا على مستوى الأداء فيما نقدمه بمجال الفن، أما أن نهاجم بسبب رأي لا يعجب هذا الطرف أو ذاك، فهذا أمر مستغرب، ويحيلنا إلى سؤالٍ بغاية الأهمية، هل نحن كشعب مؤهلون للديمقراطية؟ أم لا؟ أنا أعتقد أننا لسنا مؤهلين لذلك بعد، لأنك حينما تشتمني بسبب كون رأيي مخالفاً لرأيك، فهذا معناه أنك لست مستعداً لسماع الرأي الآخر، وهذا يعني أنك غير ديمقراطي".
لكنه تابع "لا أعتقد أن هذا الشعب بإمكانه تناسي مسيرة فنية قدمنا خلالها على مدى عقود عشرات الأعمال الحاضرة في أذهان الكثير من الأجيال، وما زالت تقابل بالاحتفاء الجماهيري.. وأرى من المعيب أن نُشتم ويتم تجاهل تاريخنا ومواقفنا الوطنية بهذه الطريقة".
ورداً على سؤال عما يخاف عليه، أجاب لحام "سوريا"، مشيراً إلى ان مصدر قلقه هو "الجانب المادي الذي أصبح الأكثر حضوراً وقوةً في المشهد الراهن، أكثر من الانتماء لأي شيء.. ما يدفعنا للخوف على بلادنا من ضعاف النفوس الذين يمكن أن يغيروا انتماءهم بسهولة بسبب طموحاتهم المادية".
وأشار لحام بمقابلته إلى انه لا يجيد استخدام الكمبيوتر، ولا يحب موقع فيسبوك، لأنه "بدا لي انه تسبب في الكثير من المشاكل الاجتماعية، على عكس ما يروّج له، فهناك الكثير ممن اتخذوا منه منبراً للتباهي، وآخرون استخدموه وسيلة عصرية للكذب والتلفيق والأذى وترويج الشائعات، والناس بطبيعتها تميلُ لتصديق الشر، وحينما يكون هناك مجال للتصحيح يكون قد فات الأوان".