كيف لدولة تعد نفسها عريقة في ممارسة الحرية والديموقراطية وتقيم الحروب في العالم لإحلال هذه الحرية وهي في ميثاقها الوطني ما يزال إقرار العبودية أمرا سارياً ؟!!..
في خبر إعلامي يثير الاستغراب الشديد ويدفع غلى التساؤل كيف لدولة تعد نفسها عريقة في ممارسة الحرية والديموقراطية وتقيم الحروب في العالم لإحلال هذه الحرية وهي في ميثاقها الوطني ما يزال إقرار العبودية أمرا سارياً ؟!!.. هي الولايات المتحدة الأميركية "بكل فخر" ..بالصدفة اكتشف مهاجر هندي أن قانوناً يسمح بالعبودية بقي نافذاً في ولاية ميسيسيبي الأميركية حتى بداية العام الحالي، إثر مشاهدته لفيلم «لينكولن» السينمائي، حيث سجل تصديق الولاية له بعد مرور 148 عاماً على إقرار التعديل الدستوري لإنهاء العبودية في الولايات المتحدة الأميركية.
وتم تسجيل تصديق ولاية ميسيسيبي على التعديل الدستوري لإنهاء العبودية في مطلع شهر شباط الحالي، ليسمح بالعبودية قانونياً حتى في القرن الواحد والعشرين، إلى أن التفت مهاجر من الهند، يدعى راندجان بارتا، إلى هذا الأمر، وهو يعمل أستاذاً في كلية الطب في جامعة الولاية، بعد مشاهدته آخر أفلام المخرج ستيفن سبيلبرغ «لينكولن».
وتأثر البروفسور بارتا بأحداث الفيلم، ليبدأ بدراسة الوثائق الصادرة في حقبة أحداث الفيلم وما يخص مصير التعديل الدستوري بإنهاء العبودية، والمقرر في العام 1865، ليتبين أن التصويت للتصديق على التعديل الدستوري جرى في العام 1995، ولم يسجل أي صوت معارض للتعديل. إلا أن بعض سكان الولاية امتنعوا عن التصويت، ولأسباب بيروقراطية ظل التصديق معلقاً إلى يومنا هذا.
ووجد البروفسور الهندي، الحاصل على الجنسية الأميركية منذ خمسة أعوام، تنويهاً مدوناً يقول «صادقت ولاية ميسيسيبي على التعديل الدستوري من دون إبلاغ أرشيف الولايات المتحدة الأميركية».
ويسرد فيلم «لينكولن»، المرشح لنيل 12 جائزة أوسكار هذا العام، حكاية القضاء على العبودية في أميركا، ملقياً الضوء على تفاصيل ما حدث داخل أروقة البيت الأبيض والصراع بين الجمهوريين والديموقراطيين حول تمرير إضافة المادة 13 في الدستور الأميركي، والتي تنص على إنهاء العبودية بكافة أشكالها في البلاد.
وسعى الرئيس الأميركي الجمهوري أبراهام لينكولن للضغط على أعضاء الكونغرس من أجل الموافقة على تعديل دستوري يضمن إلغاء العبودية للأبد أثناء الانتخابات الرئاسية في العام 1860. وفي أعقاب محاولة لينكولن أعلنت سبع ولايات جنوبية الاستقلال وتشكيل اتحاد منفصل عن الولايات المتحدة تحت اسم «الولايات الكونفدرالية» (وكانت ولاية ميسيسيبي من ضمنها). فأجبر لينكولن على إعلان الحرب على الولايات المتمردة فنشبت الحرب الأهلية الأميركية.