29-11-2024 10:58 PM بتوقيت القدس المحتلة

"إسرائيل" مستاءة من أوروبا: لا يريدون مواجهة حزب الله

أعربت إسرائيل أمس عن خيبة أمل واستياء شديدين، من موقف الاتحاد الأوروبي حيال حزب الله، وامتناعه عن تبني موقف تل أبيب بإدراجه على لائحة الإرهاب الأوروبية




يحيى دبوق

أعربت إسرائيل أمس عن خيبة أمل واستياء شديدين، من موقف الاتحاد الأوروبي حيال حزب الله، وامتناعه عن تبني موقف تل أبيب بإدراجه على لائحة الإرهاب الأوروبية، ربطاً بتفجير حافلة السيّاح الإسرائيليين في مدينة بورغاس البلغارية.

وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي، آفي ديختر، وصف النقاش الدائر لدى دول الاتحاد الأوروبي، حول ما إذا كان حزب الله تنظيماً إرهابيا أو لا، بـ«المهزلة وبالابتعاد عن الواقع»، داعياً دول الاتحاد الى إدراج الحزب على القائمة الإرهابية الأوروبية، «الأمر الذي من شأنه أن يجفف تمويله، ويمنعه في المستقبل من شن عمليات إرهابية داخل أوروبا».

وكان ديختر قد وصل أمس الى فرنسا، في إطار مهمة رسمية تهدف الى دفع العواصم الأوروبية الفاعلة والمؤثرة في قرارات الاتحاد الأوروبي للإعلان عن حزب الله كتنظيم إرهابي، ووضعه على اللائحة الأوروبية للتنظيمات الإرهابية، إلا أن المهمة كما يبدو واجهت عراقيل وصدّ أوروبيين، وتحديداً من فرنسا، الأمر الذي دفعه الى الإعراب عن استيائه، عبر وسائل الإعلام والمقابلات الصحافية.
وأكد ديختر أن «حزب الله هو العدوّ اللدود لإسرائيل، وهو أيضاً حليف سوريا وإيران، وليس هناك جدال من أنه يقف وراء الهجمات التي حدثت في العقود الأخيرة، وجرى تحميله مسؤولية تخطيطها وتنفيذها».

وفي لقاء مع مراسلي وكالات الأنباء العالمية في باريس، أمس، اتهم ديختر عدداً من الدول الأوروبية بـ«الابتعاد عن الواقع إزاء ما يتعلق بحزب الله»، مشيراً بسخرية الى أن «التساؤل الأوروبي عما إذا كان حزب الله منظمة إرهابية أو لا، هو تماماً كالتساؤل عما إذا كانت باريس موجودة على الأراضي الفرنسية». وقال إن «ما يثير استيائي أكثر من أي شيء آخر هو تفريق البعض بين الجناحين السياسي والعسكري (في حزب الله)، وهذه هي المهزلة بحد ذاتها». وبحسب ديختر، فإن «الحديث عن أن (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، هو شخصية سياسية، يشبه الحديث بأن أسامة بن لادن» كذلك.

وطالب ديختر أوروبا بضرورة «تجفيف مصادر تمويل حزب الله»، مشيراً الى أن «الأراضي الأوروبية هي القاعدة الحقيقية لهذا التنظيم، وإن لم يتمكن من جمع المال أو حشد التمويل فيها، فمن الطبيعي أنه سيقع في مشكلة تمويل»، مضيفاً إن «المال يصل الى حزب الله من أوروبا عبر شبكة مغلّفة بأنشطة خيرية وشركات مماثلة، تكون في العادة واجهة لجمع الأموال».

وحذر ديختر دول الاتحاد من عواقب التردد وعدم المواجهة، مؤكداً «وجوب أن تتحلى أوروبا بالثقة والذكاء والشجاعة، وأن تتخذ الخطوات المطلوبة»، وشدد على «ضرورة عدم الاعتناء بما يمكن أن يتسبب به إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب الأوروبية، سواء ما يتعلق بالوضع السياسي في لبنان، أو باستقراره الأمني، إذ يوجد في هذا البلد الكثير من المشاكل، وبالتالي فإن توصيف حزب الله بالإرهابي لن يزيد منها كثيراً، بل ليس مسألة هامة».

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في موقعها على الإنترنت أمس، نقلاً عن دبلوماسيين أوروبيين، تأكيدهم أن الموقف الذي سيقدم عليه الاتحاد بإدراج حزب الله على القائمة الإرهابية الأوروبية، مرتبط بالأدلة التي ستقدمها الدولة البلغارية، وما تظهره تحقيقات التفجير بحافلة بورغاس في تموز الماضي، مشيرة الى أن المساعي التي يقوم بها ديختر في فرنسا تهدف الى حث العاصمة الفرنسية على الدفع باتجاه تبني المطالب الإسرائيلية، علماً بأن فرنسا وألمانيا، تحولان دون موقف حاسم من حزب الله، ربطاً بمصالح وتداعيات سلبية تتوقعها برلين وباريس في حال إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب الأوروبية، سواء في لبنان أو في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين فرنسيين، تأكيدهم خشية باريس من خطوة تصعيدية ضد حزب الله و«من شأن ذلك أن يزعزع الاستقرار الهشّ في هذا البلد»، مشيرين الى «وجود نحو 1200 جندي فرنسي في إطار قوات الطوارئ الدولية في لبنان _ اليونيفيل».

     موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه