07-11-2024 11:30 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 21-2-2013: "اللقاء الارثوذكسي" يخلط الاوراق السياسية من جديد

الصحافة اليوم 21-2-2013:

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 21-2-2013 على الشأن اللبناني الداخلي وتطورات ملف قانون الانتخاب بعد إقرار مشروع "اللقاء الارثوذكسي" أمس من قبل اللجان النيابية المشتركة

 

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 21-2-2013 على الشأن اللبناني الداخلي وتطورات ملف قانون الانتخاب بعد إقرار مشروع "اللقاء الارثوذكسي" أمس من قبل اللجان النيابية المشتركة، كما تناولت الصحف قضية سلسلة الرتب والرواتب ودخول الإضراب المفتوح الذي دعت إليه "هيئة التنسيق النقابية" يومه الثاني، اما دولياً فتحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية.

 
السفير      


«داتا» الاتصالات «تلسع» الحكومة .. وصدمة «الأرثوذكسي» تتفاعل

لبنان بلا «دولة» .. وميقاتي لـ«التنسيق»: أتركوني أعمل


وكتبت صحيفة السفير تقول "بقيت «الدولة» خارج الخدمة، مع تواصل إضراب «هيئة التنسيق النقابية» أمس لليوم الثاني، وسط تجاوب واسع من موظفي الإدارات العامة والمعلمين والاساتذة، فيما دعا الرئيس نجيب ميقاتي الهيئة عبر «السفير» الى تعليق إضرابها، وإفساح المجال امام الجهود التي يبذلها لإنضاج مصادر التمويل اللازمة لسلسلة الرتب والرواتب، بأقل الخسائر الممكنة، بحيث لا تترك آثاراً جانبية سلبية على الاقتصاد الوطني.

وغداة إقرار مشروع «اللقاء الارثوذكسي» في اللجان النيابية المشتركة، بدا أن الصدمة لا تزال ترخي بظلالها على معارضيه، وسط اجتهادات عدة في قراءة ما حصل، ذهب بعضها الى وضع إقرار «الارثوذكسي» في خانة المناورة السياسية لمضاعفة الضغط على تيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط من أجل القبول بتسوية، تكون النسبية أحد أعمدتها. وبالتزامن، وتّر ملف «داتا الاتصالات» أجواء جلسة مجلس الوزراء أمس، قبل أن ينتهي النقاش الحاد الى إعادة تفويض الرئيس ميقاتي بالموافقة على إعطاء «الداتا»، ضمن فترة زمنية محددة.

الإضراب المفتوح

وفي اليوم الثاني من الإضراب المفتوح الذي دعت إليه «هيئة التنسيق النقابية» للمطالبة بإحالة مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب إلى مجلس النواب، نظّم اعتصامٌ حاشدٌ أمام مبنى الضريبة على القيمة المضافة (TVA) في بيروت، حيث جرى تعطيل العمل في المبنى.

كما تمكن الموظفون المضربون من تعطيل عدد كبير من الإدارات الرسمية، من بينها وزارات: المالية، العمل، التربية، الشؤون الاجتماعية، الزراعة، الاقتصاد، الطاقة، الصناعة، والأشغال.

وعمّ الإقفال المدارس الرسمية وعدداً من المدارس الخاصة، بالتزامن مع تنفيذ تسعة اعتصامات مركزية في المناطق.

ومن بين الخطوات المقررة لليومين المقبلين، تنفيذ إضراب واعتصام اليوم أمام وزارة التربية والتعليم العالي عند العاشرة صباحاً، وغداً الجمعة أمام وزارة الزراعة، ويترافق ذلك مع اعتصامات أمام 27 سرايا في المناطق.

ميقاتي

وبينما أقام الرئيس ميقاتي ليل أمس مأدبة عشاء على شرف وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، بمشاركة النائب وليد جنبلاط، قال رئيس الحكومة لـ«السفير» إنه يعالج مسألة «السلسلة» بكل مسؤولية، لافتاً الانتباه الى انه لم يتراجع عما تم الاتفاق عليه مع «هيئة التنسيق النقابية»، ولكن هناك حاجة الى مهلة قصيرة من أجل إنهاء هذا الملف، وإحالة السلسلة الى مجلس النواب.

وأضاف: لا أستطيع أن أبعث برسالة سلبية الى الاسواق المالية، العالمية والمحلية، عبر اتخاذ خطوات متسرّعة تحت الضغط، والتسبّب بمزيد من العجز في الموازنة، وأنا معني كرئيس حكومة بأن أنظر الى الاقتصاد من كل جوانبه وزواياه، وبالتالي فإن السلسلة مرتبطة بمجموعة أرقام يجب أن تكون مدروسة جيداً، منعاً لأية «دعسة ناقصة».

وتابع مخاطباً «هيئة التنسيق»: اتركوني أقوم بعملي، وأسوّق السلسلة لدى الهيئات الاقتصادية التي يفترض طمأنتها، لانه لا يجوز ان تُعالج هذه المسألة الحساسة بالتحدي والاصطدام مع الهيئات، وأنا دوري أن أجمع لا أن أفرق، وقد اجتمعت برئيس جمعية المصارف واتفقنا على عقد اجتماع آخر بعد عودة الوزير السابق عدنان القصار من السفر، والأمور ستسير على ما يرام.

ودعا «هيئة التنسيق» الى تعليق الإضراب والتعاطي بمسؤولية، «لان الاضراب ليس الطريقة الفضلى للوصول الى الأهداف، وإن كان يشكل حقاً ديموقراطياً، علماً اننا نتعاطى بكل إيجابية معهم، والدليل انهم حصلوا على 75% زيادة غلاء المعيشة من دون عقبات او تأخير، لكن ما يجري حالياً من تصعيد يدفعني الى التساؤل: هل كان يجب علينا ان نتصرف بطريقة مغايرة؟».

وأضاف: إذا اصروا على مواصلة الإضراب، فأنا أعتبر ان الضرر الموضعي الذي يمكن ان يسببه لبعض المواطنين، يظل اقل وطأة من ضرب الاقتصاد، لان كل اللبنانيين سيكونون في هذه الحال من الضحايا.

وختم بالقول: نصيحتي لأعضاء «هيئة التنسيق» ان يعتمدوا الروية ويتركوني أحيك خيوط السلسلة بهدوء.

وقال رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال جلسة مجلس الوزراء ان الاضراب لا يؤمن مصلحة المواطن ولا يساعد الدولة في تأمين الإيرادات، بل على العكس، لان ممارسة الاعمال تتوقف والمستثمرون يترددون. واشار الى ان سلسلة الرتب والرواتب قد اقرت في السابق «ولا نزال نبحث في سبل تمويلها، الأمر الذي سيتم طرحه على جدول اعمال مجلس الوزراء في القريب العاجل، من دون تسرع، لإحالتها الى مجلس النواب».


مصادر وزارية

وأبلغت مصادر وزارية «السفير» ان درس السلسلة يتم على اساس التقيد بسقف للعجز في موازنة 2013 قدره 5600 مليار ليرة، من دون زيادة، موضحة ان مصادر التمويل يفترض ان تنطلق من عائدات «طابق ميقاتي» المقدرة بحوالى 800 مليار ليرة، إضافة الى مصادر الإيرادات الأخرى من خلال ضرائب مدروسة، وغير مؤثرة على القطاعات الاقتصادية والطبقات الشعبية، بحيث تطال على سبيل المثال الكماليات ورخص البناء وما شابه.

«داتا الاتصالات»

وحضر ملف «داتا الاتصالات» بقوة على طاولة مجلس الوزراء، بعدما تطرّق الرئيس ميقاتي الى موضوع خطف الطفل محمد عواضة، موضحاً أنه تبلغ من الجهات الأمنية المعنية شكوى من عدم حصولها على الـ«داتا»، برغم طلبها منذ زمن.

إلا ان ميقاتي جوبه باعتراض من وزراء «التيار الوطني الحر» و«قوى 8 آذار»، في مقابل مطالبة وزراء «جبهة النضال الوطني» بإعطاء «الداتا» كاملة، بينما ابلغ وزير الداخلية مروان شربل الحاضرين انه لم يتسلم أجوبة على طلبات «الداتا» التي قُدمت بعد جلسة مجلس الوزراء في 5 شباط الماضي، فأوضح وزير الاتصالات نقولا صحناوي انه وقّع كل الطلبات التي تسلمها. وبعد التدقيق الفوري من قبل الأخير، تبين أن شركات الخلوي لم تسلم «الداتا»، فتقرر إجراء تحقيق في الموضوع.

وعُلم أن سجالاً حاداً حصل بين ميقاتي وصحناوي، لاسيما بعد تهديد رئيس الحكومة برفع الجلسة وعدم عقد أي جلسة أخرى، إلا بعد تسليم «الداتا» الى الاجهزة الامنية.

ورد صحناوي مؤكداً أنه يوقّع طلبات لتسليم «داتا» محددة وليس كل «الداتا»، فخاطبه ميقاتي بحدة قائلاً: ليست شغلتك أن تناقش في هذا الموضوع.. عليك أن توقع ما أرسله إليك، وقرار مجلس الوزراء واضح بتفويض رئيس الحكومة.

ولفت رئيس الجمهورية الانتباه الى ان «الظروف الطارئة التي أدت الى ازدياد نسبة الجرائم والخطف، تستوجب استثنائياً أن نعطي رئيس الحكومة صلاحيات استثنائية تمكنه من أخذ ما يراه مناسباً كي يبت في موضوع حركة الاتصالات».

وأفاد مصدر وزاري أن وزير الزراعة حسين الحاج حسن طرح مخرجاً يتمثل بإمكان الحصول على حركة الاتصالات من دون المضمون، فطلب فريق رئيس الحكومة ان تكون من دون قيود إلا أنه تم التوافق على مدة زمنية محددة، والقاعدة عدم منح كل حركة الاتصالات، انما اذا كانت هناك حالة استثنائية تقتضي ذلك، فيتم تقدير التعليل المقدم من الأجهزة الأمنية.

وبعد أخذٍ ورد، قرر مجلس الوزراء الموافقة على أن يقدم وزير الدفاع الوطني او وزير الداخلية طلباً خطياً معللاً الى رئيس مجلس الوزراء الذي يعود له اتخاذ القرار بعد دراسة الطلب بالموافقة على إعطاء حركة الاتصالات كاملة ابتداء من 15/1/2013 لغاية 31/5/2013 والطلب الى وزير الاتصالات اتخاذ التدابير الفورية اللازمة لتأمينها للأجهزة الأمنية.

وفيما اوضح وزير الدولة علي قانصوه لـ«السفير» أن «فريقنا رفض ان تكون الـ«داتا» سائبة»، قال مصدر وزاري في 8 آذار لـ«السفير» إن قرار مجلس الوزراء صدر تحت ضغط الابتزاز، معتبراً أن «حريات اللبنانيين وخصوصياتهم أصبحت مرة أخرى منتهكة ومستباحة بذريعة أمنية، وبشكل يتعارض مع القانون 140».

مفاعيل «الارثوذكسي»

على الصعيد الانتخابي، زار العماد ميشال عون الرئيس نبيه بري في عين التينة مؤكداً أنه «إذا لم يكن هناك قانون آخر يحقق العدالة والانصاف لكل الطوائف اللبنانية، فسنستمر بقانون اللقاء الارثوذكسي»، فيما أجرى الرئيس سعد الحريري اتصالين مع الرئيس أمين الجميل والنائب وليد جنبلاط الذي كانت «وجهات النظر معه متطابقة»، بعد اتصال أمس الاول مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

وأكد الرئيس ميقاتي تمسكه «بالقانون الذي أحالته الحكومة إلى مجلس النواب أو أي قانون آخر يجمع بين اللبنانيين ولا يفرق بينهم»، لافتاً الانتباه عبر صفحته على موقع «تويتر» الى انه أبدى تحفظه «منذ اللحظة الأولى على القانون الأرثوذكسي لأننا نؤيد الوصول إلى أي قانون انتخابي يعزز الانصهار بين اللبنانيين ولا يفرق بينهم».

في هذه الأثناء، قال النائب أحمد فتفت لـ«السفير» إن الرئيس نبيه بري كان قد تعهّد للرئيس فؤاد السنيورة شخصياً أنه لن يطرح اقتراح «اللقاء الارثوذكسي» على التصويت، بل سيعمد إلى درس كل المشاريع المطروحة قبل أن يبدأ بالتصويت. وسأل بري: كيف تنهي النقاشات في ثلاث جلسات للجان النيابية المشتركة فيما حددت ثماني جلسات لمناقشة المشاريع المطروحة على جدول الأعمال؟

واشار فتفت الى أن «المستقبل» مقتنع أن تصرف بري ليس ابن ساعته بل يأتي في سياق قرار بالسير بالمشروع «الأرثوذكسي» حتى النهاية.


استهداف مدينة تشرين الرياضية واستمرار اشتباكات ريف دمشق

لقـاء روسـي ـ عربـي: فرصـة للحـل السـوري


رأت موسكو وجامعة الدول العربية، أمس، بشائر أمل في أن يبدأ طرفا الصراع في سوريا محادثات لإنهاء الأزمة القائمة منذ نحو عامين، فيما حذرت روسيا السلطات السورية والمسلحين من أن استمرار نزاعهما العسكري يعتبر «طريقاً مدمراً للطرفين».

وقال ديبلوماسيون في الأمم المتحدة إن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وافق على تمديد مهمته ستة أشهر على الأقل. وتنتهي مهمة الإبراهيمي الأولى ومدتها ستة أشهر غداً. وقال ديبلوماسي إن «الإبراهيمي وافق على تمديد مهمته ستة أشهر»، فيما أشار آخر إلى أن لدى المبعوث «انطباع أن مهمته لم تنته».

ميدانياً، تتواصل الاشتباكات

الضارية بين القوات السورية والمسلحين في مناطق مختلفة من ريف دمشق، بالإضافة الى حلب، حيث تتركز المعارك حول مطارات حلب الدولي والنيرب وكويرب العسكريين. وقتل لاعب كرة قدم سوري وأصيب عدد آخر في استهداف المسلحين «مدينة تشرين الرياضية» وسط العاصمة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا 107 اشخاص، بينهم 45 مدنياً».

وذكرت مواقع انترنت سورية أن «الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار حاولت اختراق الأجواء السورية من الجهة اللبنانية في منطقة دير العشاير قرب الحدود اللبنانية السورية».

لكن مصادر أمنية لبنانية قالت لـ«السفير» إن الانفجار ناتج من إطلاق القوات السورية صاروخ أرض - جو باتجاه طائرة استطلاع إسرائيلية، كانت تحلق في المنطقة، بهدف التصوير وبث المعلومات، وهي من طراز «أم. ك«. ولم تتأكد المصادر ما إذا كانت الطائرة أصيبت بالصاروخ أم لا، إنما لفتت إلى أن الأزيز الذي كان يصدره محرك الطائرة كان ما زال مسموعاً في المنطقة بعد انفجار الصاروخ، كما قبله. ولفتت إلى أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية كثفت من جولاتها في الآونة الأخيرة في أجواء المناطق القريبة من قرى ينطا ودير العشاير، في قضاء راشيا، المتاخمة للحدود اللبنانية السورية، وصولاً إلى تخوم مزرعة دير العشاير، والزبداني، وامتدادات الطريق الدولية المؤدية إلى دمشق عبر نقطة المصنع الحدودية اللبنانية.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي مشترك في ختام «المنتدى الروسي - العربي» في موسكو، إنهما متفائلان لأن الحكومة والمعارضة في سوريا أظهرتا استعدادهما للحوار.

وقال لافروف «كانت هناك دلائل على ميل إيجابي لبدء حوار، وبدأ ممثلون عن كل من الحكومة والمعارضة في التحدث عن ذلك». وأضاف «حتى الآن مازال الطرفان يضعان شروطاً مسبقة، لكن وفقاً لرؤيتنا المشتركة فإن وجود الاستعداد الرئيسي المشترك لبدء حوار يجعل الاتفاق على هذه العملية مجرد عمل ديبلوماسي».

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو الاثنين المقبل. ورجّح لافروف أن يزور رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد معاذ الخطيب موسكو مطلع آذار المقبل، مشيراً إلى أن الهدف منها «توفير الظروف المؤاتية لبدء حوار مباشر» بين النظام والمعارضة.

وقال «من المهم للغاية أن يلقى استعداد قادة المعارضة للحوار تأكيداً من جانب الحكومة على استعدادها كذلك للحوار»، مضيفاً «الآن حان الوقت لأن تؤكد الأفعالُ الأقوالَ». وأعلن انه يعود إلى الطرفين تحديد طبيعة الحوار المحتمل وعلى أي مستوى، مشدداً على ضرورة «ألا يفرض (أحد) شروطاً على الآخر، وإعلان عدم التحادث مع هذا بل ذاك».

وأعلن لافروف أن «روسيا مستعدة لتهيئة أرضية ملائمة للحوار بين المعارضة والحكومة السورية». وقال «إذا شعر الجانبان بالراحة لبدء الحوار في موسكو فسنقدم لهم الإمكانيات المتاحة كافة. نحن لم نضع مثل هذا الهدف (الحوار في موسكو) نصب أعيننا، نحن نسعى من أجل أن يبدأ الحوار ولكن أين وعلى أي مستوى، يجب أن يحدده الجانبان».

وحذر لافروف النظام السوري والمعارضة من أن استمرار النزاع العسكري بينهما يعتبر «طريقاً مدمراً للطرفين»، في وقت تستمر فيه الاشتباكات الضارية بين القوات السورية والمسلحين. وقال «لا يمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. انه طريق لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين»، مضيفاً «آن الأوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين».

وقال العربي، بعد المحادثات التي شارك فيها أيضاً وزراء خارجية لبنان عدنان منصور والعراق هوشيار زيباري والكويت صباح الخالد الحمد الصباح ومصر محمد كامل عمرو، فيما غاب وزيرا خارجية قطر والسعودية، «نحن نرحّب بالمبادرة التي طرحها الخطيب الذي عرض الحوار مع الحكومة، وأنا أعتقد أننا سنتمكن من تحقيق هذا الهدف». وأضاف «روسيا تربطها علاقات طيبة مع الحكومة في دمشق، ونحن نأمل أن تستخدم ذلك في إقناعها بأن هذا الصراع لا يمكن حله إلا بطريق سلمي».

ودعا العربي الرئيس السوري بشار الأسد إلى تسليم صلاحياته لنائبه وبدء الحوار مع المعارضة، معبراً عن أمله في أن توافق الحكومة السورية على بدء الحوار. وقال «يجب وقف نزيف الدم والتدمير في سوريا، لأن الأمور وصلت إلى مرحلة لا تطاق، فضلاً عن المعاناة التي يواجهها النازحون السوريون إلى دول الجوار». وعبر عن أسفه لعدم وجود اتصال مباشر بين الجامعة العربية والسلطات السورية.

وقال منصور، من جهته، إن لبنان يدعم موقف موسكو من الأزمة السورية التي تتفاقم يومياً وتؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا، مشيراً إلى أنه لا بديل للحوار في سوريا.

يُشار إلى أن «المنتدى الروسي - العربي» تأسس في كانون الأول العام 2009 لكن تعذر عليه الانعقاد منذ ذلك الوقت نظراً للتوتر القائم بين موسكو والدول العربية على خلفية «الربيع العربي».

ووقع لافروف والعربي على بيان وخطة العمل المشترك. وقال لافروف «عبرنا في البيان عن إصرارنا على مكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، وكذلك التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلي - العربي على أساس مبادئ القانون الدولي. وأشرنا إلى ضرورة وقف الخطوات المتخذة من جانب واحد، التي تعرقل تنفيذ قرارات هيئة الأمم المتحدة بشأن تسوية النزاع، وأولها النشاط الاستيطاني الذي تستمر به إسرائيل، منتهكة بذلك قرارات المجتمع الدولي. ونحن ندعو إلى تنفيذ القرار المتخذ بشأن خلق مناطق خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط».

وأعلن أن خطة العمل تضمنت «آليات عملنا المشترك في تطوير الحوار السياسي على مستوى الوزراء، والممثلين الخاصين والخبراء والمسؤولين الكبار. حيث تمت الإشارة إلى الإجراءات التي سنتخذها من أجل تعميق وتوسيع التعاون في مجالات الاقتصــــاد والطاقة، ومن ضمـــنها مصادرها الجديدة، والنقل والاتصالات والمياه والزراعة وكذلك في حـــماية البيئة وتوسيع الإمكانيات في مجال السياحة والتعليم»."

 

النهار


عاصفة المشروع المذهبي تهدّد بتعميق الأزمة

اصطفافات جديدة ومشاورات للمخرج التوافقي


وكتبت صحيفة النهار تقول "غداة تمرير التصويت عليه بأكثرية اللجان النيابية المشتركة في مجلس النواب أول من امس، بدا مشروع "اللقاء الارثوذكسي" أمس محاصرا بالعاصفة الحادة التي أثارها والتي وضعت البلاد امام أزمة ميثاقية خطيرة زادت تعقيدات ملف قانون الانتخاب وفتحته على تطورات مجهولة.

ومع ان معظم المعطيات التي عكستها المشاورات والاتصالات السياسية الناشطة في مختلف الاتجاهات تشير الى تغليب المسعى للبحث في خيار توافقي وتجنب انفجار سياسي ينجم عن المضي في طرح "المشروع الارثوذكسي" على الهيئة العامة لمجلس النواب، فإن الترددات العنيفة للمشروع اتسعت امس من منطلق مجموعة محاذير يحملها هذا المشروع الذي يتسم بطابع مذهبي غير مسبوق في تاريخ القوانين الانتخابية. ولعل أخطر هذه المحاذير التخوف من هز الصيغة الميثاقية والطابع المدني للدولة اللبنانية، والانزلاق بالنظام الى ترسيخ اللون المذهبي واذكاء العصبيات ناهيك باستعادة ظاهرة "المحادل" الحزبية الكبيرة التي من شأنها ان تسحق كل الخيارات الوسطية والمستقلة والعلمانية.

ومن هذا المنطلق ساد انطباع على نطاق واسع ان اي جنوح الى فرض المشروع كأمر واقع بذريعة امتلاكه اكثرية من شأنه ان يعرضه حتما للطعن والابطال امام المجلس الدستوري، مما يضع الورقة الحاسمة في يد رئيس الجمهورية ميشال سليمان في نهاية المطاف. غير ان مصادر مطلعة لفتت في هذا السياق ايضا الى ان ثمة عقبة محتملة جديدة يفترض ان تؤخذ في الاعتبار هي احتمال عدم موافقة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بدوره على هذا المشروع في ظل الاصطفاف السني الواسع الذي برز امس رفضا له، فضلا عن رفض "جبهة النضال الوطني" برئاسة النائب وليد جنبلاط و"كتلة المستقبل" وشرائح المستقلين المسيحيين في قوى 14 آذار.


ردود

وقد خرج ميقاتي عن صمته في هذا المجال وقال عبر موقع "تويتر": "منذ اللحظة الاولى ابدينا تحفظنا عن القانون الارثوذكسي لأننا نؤيد الوصول الى اي قانون انتخابي يعزز الانصهار بين اللبنانيين ولا يفرق بينهم ونحن متمسكون بالقانون الذي احالته الحكومة على مجلس النواب او اي قانون آخر يجمع بين اللبنانيين ولا يفرق بينهم".

وفي اول تعليق للرئيس حسين الحسيني على إقرار اللجان المشروع. قال لـ"النهار" باقتضاب: "ان ما يجري هو على جانب كبير من الغرابة تدفعني الى التساؤل: هل هذا من الجد في تصفية الدولة، ام من المناورة في مرحلة الانتظار؟".

كما برز في المواقف من المشروع الارثوذكسي وصف الرئيس عمر كرامي ما حصل في اللجان بانه "مؤلم ويعيدنا الى العصر الحجري" وقوله ان "لا انتخابات نيابية في المدى المنظور"، لكنه عبر عن "اطمئنانه" الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري "لن يمشي في ما اتفق عليه وسيصدر قانونا يتلاءم مع هذا العصر".

كذلك اعتبر الوزير محمد الصفدي "ان الخاسر الاكبر" من هذا المشروع هو "وحدة اللبنانيين".

وحذر النائب جنبلاط من اقرار المشروع دستوريا، مكررا ان هذا المشروع "يفتت المجتمع اللبناني اربا اربا ويعيدنا الى الانعزال ويضرب المشاركة".


عين التينة

وقالت اوساط نيابية مواكبة للمشاورات الجارية لـ"النهار" ان فترة الاسبوع التي اعطاها الرئيس بري لنفسه يمكن الافادة منها لتحريك البحث في مشاريع القوانين الاخرى التي لم تنظر فيها اللجان وتكوين اقتناعات في شأنها. ولفتت الى ان هذه المشاريع لا تحتاج الى انعقاد هيئة مكتب المجلس التي في حال انعقادها ستستتبع توجيه بري الدعوة الى انعقاد الهيئة العامة والتي ستكون في مواجهة معضلة كبيرة اذا بقي التركيز على مشروع "اللقاء الارثوذكسي" وحده.

ويبدو ان هذا المسعى للبحث عن مشروع توافقي كان محور اللقاء الذي جمع بري والعماد ميشال عون امس في عين التينة اذ لمح عون على اثره الى ان رئيس المجلس "يعطي الوقت اللازم للجميع". وقال فيما اعتبر اشارة مرونة حيال البحث عن مشروع توافقي: "اذا كان لا يوجد قانون آخر يحقق العدالة والانصاف لكل الطوائف اللبنانية سنذهب بقانون اللقاء الارثوذكسي".


مشاورات الأقطاب

في غضون ذلك، تكثفت الاتصالات بين اقطاب قوى 14 آذار، فاجرى الرئيس سعد الحريري اتصالين طويلين بكل من الرئيس امين الجميل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، كما جرى اتصال طويل بين الجميل وجعجع. وقالت اوساط قريبة من الحريري انه بادر الى الاتصال بالجميل وجعجع وابلغهما رأيه في موافقتها على اقتراح "اللقاء الارثوذكسي" في جلسة اللجان المشتركة. كما أجرى الحريري اتصالاً بالنائب جنبلاط اكدا خلاله "تطابق وجهات النظر في مشروع اللقاء الارثوذكسي".

وقال جعجع ليلاً لـ"النهار" في موضوع قانون الانتخاب: "يجب اكمال السعي نحو التوافق رغم كل شيء. انا لست متشائماً ولم افقد الأمل".

وعما يجري على الحدود اللبنانية – السورية بين "الجيش السوري الحر" و"حزب الله"، قال جعجع: "على الحكومة ان تضع يدها فوراً على القضية والا فانها تتحمل المسؤولية كاملة عن كل ما يمكن ان يحدث على الحدود اللبنانية – السورية".

وعلمت "النهار" ان الرئيس فؤاد السنيورة تولى بدوره اتصالات شملت الرئيس سليمان والنائب جنبلاط واتسعت لاحقاً لتشمل الرئيس ميقاتي والوزيرين الصفدي واحمد كرام