ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 26-2-2013 على الشأن اللبناني الداخلي وتطورات ملف قانون الانتخاب كما تحدثت الصحف عن تحركات "هيئة التنسيق النقابية" بوجه الحكومة لإقرار مشروع سلسلة
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 26-2-2013 على الشأن اللبناني الداخلي وتطورات ملف قانون الانتخاب، كما تحدثت الصحف عن تحركات "هيئة التنسيق النقابية" بوجه الحكومة لإقرار مشروع سلسلة الرتب والرواتب، اما دولياً فتناولت الصحف تطورات الازمة السورية بعد اعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن استعداد حكومة بلاده للحوار بما في ذلك مع من حمل السلاح.
السفير
جنبلاط يحاور «المستقبل» بمشروع الحكومة .. وميقاتي يشجعه
«السلسلة» تطوّق «أربابها» .. والدولة «مخطوفة»
وكتبت صحيفة السفير تقول "دخل التحرك المطلبي النقابي أسبوعه الثاني منذراً بوتيرة أكثر تصاعداً في الأيام المقبلة وبانضمام قطاعات نقابية جديدة اليه، وظل الهاجس الأمني مزنراً الواقع اللبناني، في ظل سلسلة وقائع متدحرجة، عند الحدود الشمالية والشرقية وفي صيدا وطرابلس وبيروت، ولعل أخطرها ازدهار تجارة الفدية وعصابات الخطف التي تروّع الآمنين في كل نواحي لبنان.
واذا كان التحرك النقابي شكل فرصة، لاصطفاف اجتماعي تنتفي معه كل الحواجز التي يصر البعض على فرضها على اللبنانيين، بعناوين ومسميات مختلفة، فإن الخطاب المذهبي الفالت من عقاله، يصر على تصنيف اللبنانيين «بلوكات» طائفية تستخدم في الصراع على السلطة والنفوذ، بحيث يكون الرابح واحداً أيا كان رقمه الآذاري، وفي المقابل، يكون الخاسر لبنانيا، أيا كانت منطقته أو طائفته أو حزبه.
ومع إصرار السلطة، بكل مؤسساتها، وبالواقفين خلفها أو أمامها، على اعتماد الأمن بالتراضي ومجاراة المرتكبين وأمراء الزواريب والعابثين بالامن، أو بالوقوف على خاطر الخاطفين الواضحة أسماؤهم وعناوينهم وأرقام هواتفهم، وصولا الى لعب دور المسهل لدفع الفدية تحت عنوان «سلامة الخاطف والمخطوف»، ليس مستغرباً والحال هذه ان يصبح اللبنانيون على موعد يومي مع «نشرة الخطف وقطع الطرق».
سياسيا، واذا كانت السلطة قد سقطت سقوطا ذريعا في الامتحان الامني، فإن تبني بعض مكوناتها ومعارضيهم لمشروع «اللقاء الارثوذكسي»، سيؤدي الى انتخابات بلدية واختيارية وطلابية ونقابية، على أساس طائفي ومذهبي وربما يؤول مستقبلا الى فرز سكني وديموغرافي بدأت معالمه بالظهور أصلا تحت فيء «قانون الستين» السيئ الذكر.
وفي تطور لم تتضح معالمه حتى الآن، أحدث إعلان النائب وليد جنبلاط عن استعداده للسير بالمشروع الحكومي الانتخابي معدلا، حراكا سياسيا، في كل الاتجاهات، فيما أربك الرئيس نبيه بري حلفاءه بإصراره على عدم توجيه دعوة متسرعة لانعقاد الهيئة العامة، وجدد، أمس، القول، إن عدم استعداده لدعوة الهيئة العامة لمجلس النواب الى الانعقاد، ما لم يتحقق التوافق الانتخابي مسبقا، «انما ينطلق من تفسيره لمقدمة الدستور التي هي أقوى من بنود الدستور نفسه، لافتا الانتباه الى ان المقدمة ميثاقية بامتياز، وتعديلها يحتاج الى إجماع، بل استفتاء، وهي تنص بوضوح على انه لا شرعية لسلطة تناقض العيش المشترك.. ومن هنا، أنا حريص على أن تشارك كل المكونات اللبنانية في إنتاج قانون الانتخاب، ولو كان إقراره يحتاج دفتريا الى أكثرية نيابية فقط.. هذا هو اجتهادي على الأقل، وأنا أحتكم اليه في هذه المسألة».
من جهته، دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يحضر لجولة افريقية في الشهر المقبل، للقبول بأي صيغة انتخابية دستورية وقانونية تحفظ الوحدة الوطنية ولا تقسم لبنان الى طوائف ومذاهب، وأبدى عدم ممانعته اعتماد صيغة مختلطة بين النظامين الاكثري والنسبي، وبدوائر تحفظ الوحدة والعيش المشترك.
وبدا واضحا أن سليمان يلاقي في موقفه هذا، وليد جنبلاط بتبنيه مشروع الحكومة، وهو الامر الذي اعتبرته قوى سياسية في «8 و14 آذار» انعطافة قد تترتب عليها مفاعيل انتخابية في المرحلة المقبلة.
على ان اللافت للانتباه هو ان جنبلاط يعتمد مشروع الحكومة أساسا للنقاش الانتخابي الجاري بينه وبين «تيار المستقبل»، وقالت أوساط الرئيس فؤاد السنيورة لـ«السفير»: اننا اقتربنا من التوصل الى خلاصة مع «الاشتراكي»، هذا الاسبوع، على ان يلعب «تيار المستقبل» دوره مع بقية حلفائه في «قوى 14 آذار».
أما جنبلاط فقال لـ«السفير»: «نحن نقوم بمشاورات مع «المستقبل» سعيا لبلوغ توافق ما، وفي نقاشنا نعتمد على المشروع الذي لم تتم مناقشته أو درسه، أي المشروع المقدم من قبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أو مشروع الحكومة، نحن ننطلق منه وصولا الى إدخال تعديلات، إن شاء الله، تناسب كل الاطراف في «8 و14 آذار».
ورفض جنبلاط وصف تبنيه لمشروع الحكومة بالانعطافة، وقال: «في الاساس أنا لم أعارض مشروع الحكومة بالمطلق، بل كنت معترضا على النسبية وتعميمها بالكامل، ولكن المشروع جيد، ومن شأنه ان يشكل منطلقا لفتح آفاق معينة، لعلها تقود الى تصور مشترك ينهي التشنج، ويلغي مظاهر الانقسام التي انغمس فيها البعض، فهل المطلوب أن نبقى على هذا الانقسام، ام نحاول ان نقرب بما يرضي الجميع».
ورحب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بمبادرة جنبلاط، وقال أمام زواره ان جنبلاط «مكون أساسي من مكونات البلد»، ودعا جميع الاطراف «الى ملاقاته في منتصف الطريق وصولا الى قانون انتخابي مقبول من الجميع، وكذلك الى قطع الطريق على أي قانون ذي طابع فئوي يمكن ان يدخل البلد في المجهول على غرار اقتراح اللقاء الارثوذكسي».
التحرك النقابي يتصاعد
نقابيا، رفعت «هيئة التنسيق النقابية» وتيرة تحركها في وجه الحكومة لحملها على إحالة سلسلة الرتب والرواتب الى المجلس النيابي بصفة المعجل بلا تقسيط أو تجزئة.
واللافت للانتباه في مستهل الاسبوع الثاني للتحرّك اتساع نسبة المشاركة في الإضراب ومروحة الهيئات (انضمت رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية) والاعتصامات التي حطت رحالها أمس أمام مصرف لبنان بتظاهرة حاشدة توقفت أمام وزارات الإعلام والسياحة والداخلية والثقافة وغرفة التجارة والصناعة (الصنائع) والتفتيش المركزي.
وأعلنت «الهيئة» بعد اجتماعها بعد ظهر امس، عن تحديد برنامج تحرّك مكثف اليوم في كل المناطق، وذلك تمهيدا لما سمته «يوم الزحف» إلى بيروت في التظاهرة المركزية التي ستنطلق الحادية عشرة قبل ظهر غد من ساحة البربير باتجاه السرايا الحكومية.
في هذا الوقت، أبلغ ميقاتي زواره أنه لن يتراجع قيد أنملة عن التمسك بالاستقرار والتوازن المالي والنقدي، وأنه لن يرمي البلد في المجهول مهما بلغ الصراع، فالتصعيد لا يؤدي الى أية نتيجة ولا يوصل العمال الى مطالبهم، بل يوصل الى مزيد من السلبية.
وردا على سؤال قال ميقاتي «في الأساس نحن ندعو الى الحوار والى مقاربة الامور بكل روية، وكما ان الحكومة ملتزمة بالسلسلة هي ملتزمة ايضا بالاستقرار، واذا كان المطلوب هو الضغط لإقرار السلسلة بأي ثمن فهذا لن يحصل، ويجب أن يعرف الجميع أن الظروف صعبة ولا تحتمل أية مغامرات».
وفي سياق متصل، دعا رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير، «هيئة التنسيق النقابية» الى «الجلوس حول طاولة واحدة مع الهيئات الاقتصادية، وتشكيل لجنة مشتركة مع الهيئات لدراسة سلسلة الرتب والرواتب من مختلف جوانبها».
وقال شقير لـ«السفير»: كلنا في مركب واحد، ونخشى من أن إقرار السلسلة بالصيغة التي تطرح سيؤدي بلبنان الى وضع يشبه اليونان، وهذا معناه الكارثة».
اضاف: نحن لسنا ضد السلسلة، ولسنا ضد العمال والموظفين، لكن يجب ان نعرف كلفة السلسلة، وحقنا أن نعرف طريقة تمويلها. وهناك حول ما سُمّي طابق الميقاتي من يقول انه يؤمن بين 500 مليون وملياري دولار، وهذا كلام خاطئ، بل يمكن ألا يؤمن أكثر من 200 مليون، فلنجلس الى الطاولة وندرس أي الأرقام هي الأصح.
في المقابل رفض عضو «هيئة التنسيق» حنا غريب الدعوة الى الحوار وقال لـ«السفير»: ليس عندنا أي شيء نتحاور عليه، لدينا سلسلة رتب ورواتب اتفقنا عليها فلتحل الى مجلس النواب، مشكلتنا هي مع الحكومة، ولا دخل للهيئات الاقتصادية التي عليها فقط أن تتنحى جانبا.
كيري يلتقي لافروف اليوم: قرار في «أصدقاء سوريا» حول المراحل المقبلة
المعلم من موسكو: جاهزون للحوار بما في ذلك مع مَن حمل السلاح
رمت السلطات السورية، أمس، الكرة في ملعب المعارضة المسلحة، عبر إعلان وزير الخارجية وليد المعلم، من موسكو، استعداد دمشق لمحاورة «كل من يرغب بالحوار، حتى من حمل السلاح»، لكنه شدد على أن المعركة ضد «الإرهاب» ستتواصل.
في هذا الوقت، يبدو ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي وصل الى برلين للاجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم، استطاع انقاذ اجتماع «أصدقاء سوريا» في روما الخميس المقبل، حيث اتصل برئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد معاذ الخطيب «لتشجيعه على القدوم إلى روما، حيث اننا لن نأتي للتحدث فقط بل لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة».
وتلقف الخطيب الدعوة، معلنا أن «الائتلاف» سيشارك في مؤتمر روما. وقال، في بيان في صفحته على موقع «فايسبوك»، «قررت رئاسة الائتلاف ايقاف تعليق زيارتها مؤتمر اصدقاء سوريا المنعقد في روما». واضاف ان «من اسباب الموافقة على المشاركة في المؤتمر حديث كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ عن وعود بمساعدات نوعية لرفع المعاناة عن شعبنا».
المعلم ولافروف
وقال المعلم، خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، «نحن جاهزون للحوار مع كل من يرغب بالحوار بمن في ذلك من حمل السلاح. إننا نثق بأن الإصلاح لن يأتي من خلال سفك الدماء، بل يأتي من خلال الحوار»، مشيرا إلى تشكيل ائتلاف حكومي للتفاوض مع «معارضة الداخل والخارج».
وشدد المعلم على أن «ما يحدث في سوريا هو حرب ضد الإرهاب»، مضيفا ان «النظام ملتزم تماما بمسار سلمي وبمواصلة القتال ضد الإرهاب». وتابع «اليوم جبهة النصرة، وهي أحد أفرع القاعدة، هي الطرف الرئيسي الذي يقوم بأعمال إرهابية في سوريا. هذه الجبهة جذبت مقاتلين من 28 دولة، بما فيها الشيشان». وشكر القيادة الروسية على موقفها في النزاع السوري، واصفا إياه بأنه «يقرب آفاق التسوية السلمية للأزمة».
وشدد المعلم على أن «يقوم المجتمع الدولي، إذا ما كان حريصا على الشعب السوري، بالضغط من أجل وقف العنف، لأن وقف العنف وخلق بيئة آمنة هما ضرورة لإنجاح الحل السياسي كما أكد على ذلك بيان جنيف والبرنامج السياسي لحل الأزمة».
وكرر لافروف أن الحل الوحيد «المقبول» في سوريا هو تسوية سياسية للنزاع. وقال «لا بديل مقبولا لتسوية سياسية يتم التوصل إليها من خلال توافق مواقف الحكومة والمعارضة».
وحذر لافروف من أن الوضع في سوريا «على مفترق طرق»، موضحا «هناك الذين يؤيدون مواصلة سفك الدماء، وهذا يهدد بانهيار الدولة والمجتمع، لكن هناك أيضا قوى تتحلى بالمنطق وتزدادا إدراكا لضرورة بدء المحادثات في أسرع ما يمكن للتوصل إلى تسوية سياسية. وفي هذه الظروف تزداد شدة الحاجة لقيادة سورية لمواصلة الدعوة بصبر لبدء الحوار وعدم السماح باستمرار الاستفزازات». وأضاف ان «عدد مؤيدي هذا الخط الواقعي يتزايد»، مكررا «على الشعب السوري تقرير مصيره من دون تدخل أجنبي».
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بتصريحات المعلم حول موافقة السلطات السورية على الحوار مع المعارضة. وقال، في بيان، انه «يتمنى أن يبدأ هذا الحوار في أسرع فرصة ممكنة، وأن يكون بداية لانتهاء العنف الذي تعيشه سوريا ومقدمة لحل سياسي، وأن يحقق هذا الحوار تطلعات الشعب السوري نحو الديموقراطية والحرية».
كيري
ويأتي اللقاء بين وزيري خارجيتي سوريا وروسيا عشية اجتماع بين لافروف وكيري في برلين اليوم. وقال لافروف، في الأكاديمية الديبلوماسية في موسكو، «آمل خلال لقائنا في برلين مع جون كيري أن نبحث الأزمة السورية حيث الجانبان مهتمان بوقف نزف الدم ودفع أطراف النزاع إلى الحوار ليتمكن السوريون من الاتفاق في ما بينهم كيف سيعيشون في المستقبل ببلادهم، ليعيشوا بشكل لا تجد أي طائفة أو أي مجموعة اثنية نفسها مظلومة».
وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ في لندن، ردا على دعوة المعلم للحوار، «يبدو لي انه من الصعب فهم كيف يمكن اخذ اقتراحهم عن الحوار بجدية بينما نرى أن صواريخ سكود تسقط على المواطنين الأبرياء في حلب».
وأعلن مسؤول أميركي يرافق كيري ان الوزير اتصل برئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب لحثه على حضور اجتماع «أصدقاء سوريا» في روما الخميس المقبل. وقال «انتهى الوزير لتوه من مكالمة مع الخطيب، لتشجيعه على المجيء إلى روما».
ودعا كيري، خلال المؤتمر الصحافي، قيادة «الائتلاف» إلى المشاركة في اجتماع روما لاطلاعهم على الوضع. وقال «أدعو المعارضة السورية للانضمام إلينا لأسباب عملية، لاطلاعنا على الوضع»، مضيفا «انه الوقت المناسب لنا للتفكير بما يمكننا بذله أكثر». وتابع «عليهم المجيء ولقاؤنا لان البلدان (المشاركة في الاجتماع) مفيدة».
وأوضح كيري «أريد أن يعلم أصدقاؤنا داخل مجلس المعارضة السورية أننا لا نأتي إلى روما للتحدث فقط. نذهب إلى روما لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة، حتى لو أنني أود الإشارة إلى أن سياسة الولايات المتحدة هي البحث عن حل سلمي». وأشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك «أوباما يرسلني إلى روما لأنه قلق من تطورات الأحداث. انه يفكر في الإجراءات التي سنتخذها»، مشيرا إلى أن أوباما يعيد تقييم الخطوات «للإيفاء بتعهداتنا حيال المواطنين الأبرياء» من دون تقديم توضيحات حول ما إذا كان هذا الأمر يعني تسليح السوريين.
وقال كيري «إذا أرادت المعارضة نتائج فعليها الانضمام لنا» في روما. وأضاف «نحن مصممون على عدم ترك المعارضة السورية تتدلى في الهواء».
وتطرق كيري إلى اتهام المعارضة للقوات السورية بإطلاق صواريخ «سكود» على حلب، مؤكدا أن هذه الهجمات «تأكيد جديد ان على (الرئيس السوري بشار) الأسد التنحي». وقال «الشعب السوري يستحق ما هو أفضل من هذا العنف المروع الذي يجتاح ويهدد حياته اليومية».
ودعا هيغ، من جهته، إلى زيادة كبيرة في دعم المعارضة السورية للمساعدة في وضع نهاية للصراع. وقال «في وجه مثل هذا الإجرام وزعزعة الاستقرار، فانه لا يمكن أن تبقى سياستنا ثابتة. علينا زيادة دعمنا للمعارضة السورية بشكل كبير. ونحن نستعد للقيام بهذا الأمر»."
النهار
دفع غربي نحو توافق واستحقاق في موعده
تصعيد كبير في المواجهة النقابية - الحكومية
وكتبت صحيفة النهار تقول "على رغم وفرة المواقف والتحركات المتصلة بملف قانون الانتخاب وما يثار حول الجهود الناشطة لبلورة مشروع مختلط توافقي، لم تبرز بداية الاسبوع سوى "حركة من دون بركة" الامر الذي يزيد الشكوك في مصير هذا الملف وسط العد العكسي المتسارع لتوجيه الدعوة الى الهيئات الناخبة منتصف آذار المقبل حدا اقصى.
وفي ظل هذا الغموض الداخلي الذي يكتنف مصير قانون الانتخاب والاستحقاق الانتخابي كلا، اكتسب كلام لمصدر ديبلوماسي غربي بارز في بيروت لـ"النهار" امس ابعادا مهمة اذ رسم عبره صورة دقيقة للتعامل الغربي عموما مع الاستحقاق اللبناني وسط ندرة المواقف المعلنة للدول الغربية منه.
ولعل البارز في هذا السياق ان المصدر الديبلوماسي الغربي لم يخف في كلامه "ارتياحه" الى تراجع حظوظ المشروع الارثوذكسي وافتقاره الى الدعم في المناقشات التي جرت بين الافرقاء اللبنانيين نظرا الى ما وصفه بسلبيات هذا المشروع ومنها مساهمته في تعميق المشاعر الطائفية ولكونه لا يسمح بمحاسبة النواب الذين ينتخبون على اساسه.
واذ اكد المصدر ان ما يتفق عليه اللبنانيون يريح المجتمع الدولي، شدد على ضرورة حصول الانتخابات في موعدها "على رغم امكان تفهم حصول تأجيل تقني لبضعة اشهر". وقال: "يجب الاصرار على حصول الانتخابات اذ ان عدم حصولها في موعدها لا يمكن ان يشكل ضمانا لعدم هز الاستقرار". ولم يخف اعتقاده ان "حزب الله" يفضل عدم حصول الانتخابات نظرا الى الوضع السوري. كما عكس نظرة سلبية الى الواقع الذي آلت اليه الحكومة "التي لم تعد عامل استقرار"، معتبرا ان "تدخل حزب الله في سوريا هو من الاسباب الرئيسية لذلك وانخراطه في الازمة السورية يزيد الضغط الدولي على الحكومة كونه يخرق قرارها بالنأي بالنفس عن هذه الازمة".
اما على صعيد التحركات السياسية الداخلية، فعلمت "النهار" ان موفد رئيس الجمهورية ميشال سليمان الوزير السابق خليل الهراوي ووزير الاقتصاد نقولا نحاس المكلف من رئيس الوزراء نجيب ميقاتي يتابعان جولتهما على القوى السياسية للبحث عن صيغة توافقية لقانون الانتخاب تنطلق من مبدأ النظام المختلط الذي توافق عليه جميع الافرقاء في اللجنة النيابية الفرعية.
وفي المعلومات ان الطرح الذي يجري تداوله والذي يسجل تقدم في بلورته يجمع بين طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري وطرح "تيار المستقبل" على اساس 68 نائبا وفق النظام الاكثري و60 نائبا وفق النظام النسبي، وان يكون عدد الدوائر26 والمحافظات تسعا. لكن العقدة لا تزال قائمة حول توزيع النواب والنسب بين الدوائر.
وتلفت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية الى ان حل هذه العقدة لا يبدو سهلا حتى الآن. واشارت الى ان هذه الصيغة هي احدى الصيغ التي يجري تداولها وتعتبر متقدمة غيرها من الصيغ.
وقالت مصادر كتلة "المستقبل" لـ"النهار" إن الاجواء التي سادت زيارة الرئيس فؤاد السنيورة لبكركي مساء الاحد ومحادثاته مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كانت مشجعة جدا وسادها تفهم للمخاطر المطروحة. وتوقعت ان يواصل السنيورة اتصالاته في الساعات المقبلة بحثا عن مخرج لمشروع قانون الانتخاب. واوضحت ان الساعات الاخيرة شهدت اتصالات مع الحزب التقدمي الاشتراكي في سياق المشاورات الجارية مع النائب وليد جنبلاط وحزب الكتائب و"القوات اللبنانية" ومع المسيحيين المستقلين في قوى 14 آذار الذين عقد السنيورة لقاء معهم الجمعة الماضي في بيت الوسط بحثا عن صيغة تجمع بين النظامين الاكثري والنسبي، كما قام وفد منهم امس بزيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
وحذرت مصادر "المستقبل" من ان التطورات الميدانية التي تشهدها الحدود مع سوريا واعتداءات الجيش السوري على وادي خالد تشكل مؤشرا لتصاعد المخاطر التي ترخي بظلالها على الواقع اللبناني برمته.
ومن المقرر ان تعقد الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الاسبوعي غدا، وعلم انه سيتركز على الانتهاكات السورية للحدود الشمالية والشرقية.
المواجهة النقابية – الحكومية