ووصفت وسائل الإعلام الإيرانية اليوم منح "آرغو" جائزة الأوسكار بأنه ذو دوافع سياسية وأن البعد السياسي للجائزة انكشف بصورة واضحة عندما انضمت السيدة الأولى ميشيل أوباما من البيت الأبيض لمقدمي حفل الجوائز.
لا أحد من الكبار خرج خاسرا في سباق الأوسكار، فالجوائز الكبرى للتظاهرة السينمائية الأعرق وزعت بين الأفلام المشاركة تقريبا، لكن فيلم "لنكولن" للمخضرم ستيفن سبيلبيرغ الذي كان مرشحا لنيل 12 أوسكارا خسر جائزة أفضل فيلم لفائدة "آرغو" لبن أفليك، في انتصار واضح لدهاليز السياسة على رؤى التاريخ.
وإذا كان فيلم سبيلبيرغ لا يبتعد كثيرا عن السياسة ويقدمها بنكهة التاريخ مستعيدا الأسطورة الأميركية في شخص واحد من زعمائها التاريخيين والمؤسسين لبزوغ فجر الولايات المتحدة، فإن بن أفليك يقدم راهن القوة الأميركية في واحدة من أهم المحن التي تعرضت لها الدبلوماسية الأميركية، إذا استثنينا مقتل السفير الأميركي في بنغازي بليبيا قبل أشهر.
ولا يغادر "آرغو" التوجهات الرئيسية للسينما الأميركية التي تسوق للفرد الأسطورة والبطل الخارق الذي يواجه قوى الشر، حين يتناول قصة حقيقية لمحاولة وكالة المخابرات المركزية الأميركية إنقاذ ستة دبلوماسيين أميركيين من إيران بعد اندلاع الثورة الإسلامية هناك عام 1979 تحت غطاء تصوير فيلم هوليودي مزيف. وأصبح "آرغو" أول فيلم يفوز بالجائزة دون أن يحصل مخرجه حتى على ترشيح، منذ أن فاز بها فيلم "سائق السيدة ديزي" عام 1990، واستبعد المخرج بن أفليك الذي يقوم أيضا بدور البطولة من قائمة المرشحين لجائزة أفضل مخرج.
ووصفت وسائل الإعلام الإيرانية اليوم منح "آرغو" جائزة الأوسكار بأنه ذو دوافع سياسية وأن البعد السياسي للجائزة انكشف بصورة واضحة عندما انضمت السيدة الأولى ميشيل أوباما من البيت الأبيض لمقدمي حفل الجوائز.
وقال وزير الثقافة الإيراني محمد حسيني إن "الفيلم لا يستحق كل هذه الجوائز سواء بالنسبة لمستواه الفني أو التقني، ولكن الأسباب ترجع بدرجة أكبر لجوانبه المناهضة لإيران". وتعتزم إيران الرد على الفيلم من خلال إنتاج فيلمها الذي ستخصص له ميزانية كبيرة والذي يحمل عنوان "جوينت كوماند" (القيادة المشتركة) حول أحداث 1979-1980 والعملية السرية التي أدت إلى هروب ستة من الدبلوماسيين الأميركيين.
ولم يكن إيران فقط من تحفظ على ما جاء في "آرغو"، فسفير كندا السابق في طهران كينيث تايلور، الذي ساعد الأميركيين الستة في الفرار من السفارة الأميركية انتقد تعامل الفيلم مع كندا على أنها كانت مجرد مراقب للأحداث، فضلا عن التركيز على بطولات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) قائلا "إنه فيلم رائع، ولكن في الوقت نفسه كانت قصة كندية.. وفجأة استولى الأميركيون عليها تماما، تماما".