كشف الناشط السياسي البحريني (يحيى الحديد) أن الإدارة الأميركية رتبت مسألة دخول قوات درع الجزيرة.
كشف الناشط السياسي البحريني (يحيى الحديد) في مقابلة أجراها مع موقع قناة المنار أن الإدارة الأميركية "منذ الأيام الأولى للتحرك وبعد سقوط الشهيدين علي المشيمع وفاضل المتروك أوفدت وبشكل سري مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جفري فيلتمان للبحرين لحثّ المملكة على إجراء حوار مع المعارضة فأتت بعد ذلك مبادرة ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، التي كنت مبلورة بحسب وجهة النظر الأميركية لا وفقاً لما تقتضيه مصلحة الشعب، عندها قدمت المعارضة رؤية تتضمن سبعة بنود للمضي في الحوار" لم تناسب الأميركيين الذين رتبوا خلال زيارة قام بها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس للبحرين مع النظامين البحريني والسعودي مسألة دخول قوات درع الجزيرة للبحرين."
وإعتبر الحديد أن معركة البحرينيين اليوم هي " ضد النظام الذي يريد أن يهيمن على العالم والذي يتمثل بالإدارة الأميركية، نحن الآن رأس الحربة التي تواجه نظام الإمبريالية العالمي ، وآل خليفة وآل سعود ليسوا إلا أدوات تسيرها هذه الإدارة ..وكل ما يجري في البحرين من اعمال دموية استهدفت الأبرياء أتى بغطاء وضوء أخضر أميركي".
إتهامات التبعية لإيران تبرير لقمع الشعب
كان من الواضح أن أي سؤال عن مذهبية الحركة الإحتجاجية في البحرين وارتباطها بإيران سيكون مستفزاً، لشعب عمره بعمر هذا الوطن، ومواقفه تختصر معنى الإنتماء والمواطنة، هذا ما بدا واضحاً من خلال رد الناشط السياسي البحريني الذي تساءل بدوره: "إذا كانت الثورة في البحرين ثورة طائفة، فلماذا تم إعتقال الامين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) الأستاذ إبراهيم شريف علماً أنه من إخوتنا المسلمين السنّة؟ ولم يكتفوا بإعتقاله بل تم تشميع الجمعية وإغلاق موقعها الالكتروني وملاحقة كوادرها."
ورفض الحديد أي حديث عن إرتباط للمعارضة البحرينية بإيران، قائلاً: " نحن دولة مستقلة نحافظ على عروبتنا ونفتخر بها... من يقول بأن هناك تدخل إيراني في البحرين فليأتِ بدليل على ذلك. ليس هناك تدخل إيراني، وليس هناك إيرانيون في البحرين، كما أنه ليس هناك أسلحة إيرانية في البحرين، ولكن في المقابل نرى أن هناك تدخلاً سعودياً والأدلة ظاهرة للعيان: الجيش السعودي موجود في البحرين وقواته موجودة على أراضي هذا البلد، حتى أن أعلام السعودية ترفع اليوم في البرلمان البحريني، عدا عن الأسلحة التي نُقتل بها نحن، فكلها أسلحة سعودية."
ولفت الناشط السياسي إلى أن "علاقة البحرين بإيران لم تتغير منذ القدم، وأن الشعب البحريني وشيعته بالخصوص كانوا أول المتصدين للأطماع الإيرانية في عهد الشاه، الذي طالب بعد إعلان إستقلال البحرين عن بريطانيا عام 1971، بضم البحرين لإيران مما إضطر الأمم المتحدة لإجراء إستفتاء، قال فيه شعب البحرين بسنته وشيعته الذين كانوا يمثلون آنذلك ما نسبته 85% من الشعب: نحن دولة مستقلة ذات سيادة ونرفض الإنضمام إلى إيران".
وأكد الحديد أن الموقف بقي نفسه حتى بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، معتبراً أن نظام آل خليفة في البحرين إستغل "مصطلح "تصدير الثورة" لتبرير قمعه للشعب وحملات الإعتقال التي كان يرتكبها منذ العام 1975."
ولفت الناشط السياسي يحيى الحديد أن علاقة البحرين بإيران لم تتغير منذ القدم، وأن الشعب البحريني وشيعته بالخصوص كانوا أول المتصدين للأطماع الإيرانية في عهد الشاه، الذي طالب بعد إعلان إستقلال البحرين عن بريطانيا عام 1971، بضم البحرين لإيران مما إضطر" الأمم المتحدة لإجراء إستفتاء، قال فيه شعب البحرين بسنته وشيعته الذين كانوا يمثلون آنذلك ما نسبته 85% من الشعب: نحن دولة مستقلة ذات سيادة ونرفض الإنضمام إلى إيران".
وأكد الحديد أن الموقف من إيران بقي نفسه حتى بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، معتبراً أن نظام آل خليفة في البحرين إستغل " مصطلح "تصدير الثورة" لتبرير قمعه للشعب وحملات الإعتقال التي كان يرتكبها منذ العام 1975."
ما يجري مناف للأعراف والقيم الخليجية والإسلامية
وعن الإنتهاكات التي يتعرض لها البحرينيون يومياً تحدث الحديد عن أن "الإنتهاكات الأشد إيلاماً هي ما تتعرض له في النساء ودور العبادة"، معتبراً أن ما يجري اليوم "منافٍ لكل الأعراف والقيم التي نشأت عليها المجتمعات الخليجية والمسلمة". وإستنكر حملات الإعتقال التي تطال الطبيبات والمعلمات وكل من يشاركن في المظاهرات. ولفت إلى أن "العديد من المعتقلات مصيرهن مجهول إلى اليوم، ومنهن يعانين أبشع أنواع التعذيب..ومن بين المعتقلات نساء حوامل لم تراعي قوات الأمن وضعهن الإنساني..لقد اعتدت قوات الأمن على الرجال بشكل غير أخلاقي فما بالكم النساء."
إعدام متظاهرين تمهيد لإعدام الرموز السياسيين
أما فيما يخص أحكام الإعدام التي صدرت مؤخراً بحق أربعة شبان إتهموا بقضية مقتل شرطيين من الأمن البحريني، إعتبر الحديد أن "إصدار أحكام الإعدام بهذه السرعة يعدّ سابقة في تاريخ المحاكمات"، وإستغرب "كيف يمكن أن تحاكم مجموعة من الأبرياء في قضية مقتل شرطيين لم تتجاوز وفاتهم الأيام المعدودة، بينما هناك شهداء سقطوا منذ بداية الإنتفاضة وحتى الآن لا نعلم شيئاً عن لجنة التحقيق التي أمر الملك بتشكيلها في قضيتهم، بل إن ملفهم لم يرفع حتى الآن للمحكمة، هناك تناقض واضح.. بل هناك عقاب جماعي." مضيفاً: "أحكام الإعداه هذه عبارة عن بوابة يراد فتحها من أجل محاكمة كل المحتجين، وقد تكون جس نبض للشارع والمعارضة تمهيداً لإعدام الرموز السياسيين قيد الإعتقال بمن فيهم الأستاذ حسن مشيمع والشيخ المقداد وغيرهم وهذا أمر خطير جداً."
سنواجه القمع بكل الإمكانيات "حتى ولو بالزيت المغلي"
وفي سؤال حول المرحلة القادمة من تحرك المعارضة البحرينية في الخارج أجاب الحديد أن "المعارضة في الخارج تقوم بدور جبار، حيث تمكنت من إثارة بلبلبة حول دعوة ولي العهد لحضور الزفاف الملكي حتى سحبت هذه الدعوة"، مضيفاً بأن المعارضة في الخارج "بصدد رفع دعاوى وتقديم شكاوى أمام محكمة لاهاي وبروكسل وفي دول عدة وأنها تنسق مع عدد من الحقوقيين لهذا الغرض مثل الأستاذة مي الخنسا في لبنان.. وسترفع الدعاوى ضد الملك ورئيس الوزارء البحرينيين وضد كل من شارك ولطخ يديه بدماء الأبرياء."
أما عما تحمله الأيام المقبلة في حال توجهت الأمور إلى مزيد من التأزيم والتعقيد، أكد الحديد على "قوة هذا الشعب بعزيمته وثباته وسلميته"، قائلاً: "إذا ما تأزمت ونفذت أحكام الإعدام وتمادى النظام في إذلال هذا الشعب لن يكون أمامنا إلا أن نواجهه بالمقاومة المدنية.. بكل ما نملك من إمكانيات حتى ولو بالزيت المغلي."