جولة على الصحف الاجنبية في 3-5-2011
نيويورك تايمز: ارث بن لادن المختلط في العالم العربي\3-5-2011 :
ردود الفعل في العالم العربي إزاء مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تفاوتت بين سخط في أوساط المحافظين من اللبنانيين إلى البهجة في أوساط المسلمين الشيعة بالعراق الذين وقعوا ضحية مجزرة نفذت باسم منظمته، كما يقولون.
ولكن أكثر ما يلفت الانتباه الشعور الذي لمسته في بلدان مثل مصر وتونس وليبيا وأماكن أخرى حيث شكل بن لادن صدى لحقبة غابرة من الانقسام بين الغرب والشرق، وبين القوة الأميركية والضعف العربي، وبين الدكتاتورية والعجز.
وفي العالم العربي الذي بدأ يشهد اضطرابات هذا العام لإعادة تشكيل الحسابات السياسية، بدا أن الوحيدين في المنطقة الذين ذكروا بن لادن في الآونة الأخيرة هم العقيد معمر القذافي، والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، في إطار التهديد به للتمسك بالسلطة.
وكرجل يعتبر مسؤولا عن حربين وعن تعزيز المشاركة الأميركية في شمال أفريقيا واليمن والعراق، البعض يقول إن موت بن لادن كان بمثابة ذكرى مؤلمة لحقبة أخرى.
ضياء رشوان -نائب مدير مركز الأهرام للدراسات الدولية والإستراتيجية بالقاهرة- يقول إن العالم العربي الآن منشغل في أحداثه الكبيرة، "وكان موته سيعني كثيرا قبل الانتفاضة التونسية، ولكن الآن لم يعد كذلك".
إن الملاحقة الأميركية لبن لادن عززت على مدى طويل الشكوك في العالم العربي بالدعم الأميركي للحكام المستبدين العرب وبتحالفها غير المحدود مع إسرائيل.
فالبعض شكك في توقيت العملية، وقالوا إن مكان بن لادن كان معروفا وقد جاء مقتله لخدمة بعض الأطراف، سواء إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أو باكستان أو آخرين.
وفي بعض المناطق من العالم العربي، تعالت الأصوات المطالبة بالانتقام لمقتل بن لادن، في إشارة إلى وصف رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية لبن لادن بأنه "مجاهد عربي".
آخرون أصروا على أن المعركة بين الولايات المتحدة والمسلحين الإسلاميين ستستمر، وأن منظمة بن لادن منتشرة بما يكفي للبقاء.
مروان شحادة -وهو نشاط إسلامي من الأردن- يقول إن العرب ينظرون إلى موت بن لادن من منظور كرههم للسياسات الأميركية، التدخل في أفغانستان والعراق ودعم إسرائيل.
ويمضي قائلا إن أسامة بن لادن يحظى بشخصية جذابة لدى العديد من العرب الذين يعتبرونه نموذجا للقتال ضد "الهيمنة الأميركية".
وفي ليبيا، لم يشعر أحد بأن الأنباء عن مقتل بن لادن أثارت شيئا، والثوار في مصراتة أعربوا عن أملهم بأن يسمح مقتله بتلقي المزيد من الدعم الأميركي لمعركتهم ضد النظام الليبي.
إن الانتفاضات العربية وخاصة في مصر وتونس شرعت بسياسات جديدة سيكون للتيارات الإسلامية نصيب فيها، ورغم أن السخط إزاء السياسات الأميركية والمعاملة الإسرائيلية للفلسطينيين، فإن الاهتمام منصب الآن على الداخل، في وقت يعمل فيه الناشطون على تحديد صياغة الدولة التي سيتم بناؤها.
ديلي تلغراف: عشر أفكار حول مقتل بن لادن \ توبي هارندن \3-5-2011 :
ماذا يعني موت أسامة بن لادن،يمكن تلخيص ذلك بعشرة أفكار:
1- من الناحية العملية قد لا يعني الأمر شيئا كثيرا، إذ أن بن لادن كان هاربا لسنوات وظل فقط على قيد الحياة طوال هذه المدة بتخليه عن السيطرة العملياتية لمساعديه.
2- وأولئك الذين يظنون أن تنظيم القاعدة سينهار أو سيتضرر كثيرا بهذا الأمر، من المرجح أن يخيب ظنهم، فلم يوقف القبض على صدام حسين المقاومة العراقية، كما أن وفاة بن لادن لا تعني نهاية الإسلام السياسي.
3- والمجمع السكني الذي قُتل فيه بن لادن بُني على ما يبدو عام 2005 لإيوائه.. إذن مَن من كبار المسؤولين الباكستانيين كان على علم بأن زعيم القاعدة كان يعيش بينهم؟
4- وكان قرار تنفيذ الهجوم المروحي مخاطرة كبيرة جدا، لكن قوات البحرية الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية نفذته رغم الصعوبات. والميزة الكبيرة أن هذا يعني أن جثة بن لادن تمت استعادتها، وأي تكهن بأنه ما زال حيا من المرجح أن يزول بسرعة.
5- وهناك احتمال أن تترد مقولة "أوباما قتل أسامة" بين الديمقراطيين، لكن الاستخبارات التي قادت إلى الغارة نشأت عام 2007 أثناء إدارة الرئيس السابق جورج بوش.
6- ولقد أدهشني طريقة أوباما في استخدام خطابه للتأكيد مرارا وتكرارا على دوره الشخصي. ومما لا شك فيه أنه يستحق الثناء، لكن هذا ربما ينذر بموضوع حملة انتخابية. وهناك بعض الشك في أن أوباما سيتلقى دعما سياسيا من هذا الأمر، ورغم ذلك فإن انتخابات 2012 في نهاية المطاف سيقررها الاقتصاد.
7- هناك الكثير من اللغو عن احتمال رد فوري للقاعدة، وقد يحدث ذلك، لكن الخبرة تقول إن القاعدة تميل إلى العمل وفق جدولها الزمني.
8- أما السؤال عن تأثير ذلك على الأمور في أفغانستان، فلا أعتقد أنه سيؤثر على الإطلاق. فتمرد طالبان تديره مجموعات مثل مجلس الشورى كويتا وشبكة حقاني بأعداد صغيرة جدا من عناصر القاعدة المعنية.
9- والجو في واشنطن ونيويورك مثير للدهشة حيث يمتلئ الأفق بالفرح، وهذه عودة إلى أعقاب 9/1/2001، إذ إن الوطنية الأميركية الثابتة التي توترت بعض الشيء بعد غزو العراق تبدو الآن غريبة على حقبة أوباما، وسنرى ما إذا كان هذا الحدث سينذر بتغيير في المزاج الوطني. وقد تبدو الاحتفالات في الشرق الأوسط وفي الولايات المتحدة متعارضة.
10- سيكون التأثير على مكانة أميركا في أنحاء العالم مثيرا للدهشة. والشكوك في قيادة الولايات المتحدة أثناء ربيع العرب وفي ليبيا قد تكون هدأت. والطريقة التي نُفذت بها العملية ستعزز سمعة أميركا بأنها كانت جريئة وقليلة الخسائر البشرية ووجها لوجه، بالرصاص بدلا من الصواريخ التي تطلقها الطائرات بدون طيار عن بعد، وكانت سريعة إذ لم تستغرق كل الغارة سوى 40 دقيقة.
الاندبندنت : وفاة بن لادن فشل، فاق التاريخ\روبرت فيسك 3-5-2011:
"هل تعرض بن لادن للخيانة؟" بالطبع لان الاستخبارات الباكستانية كانت تعرف مكان تواجد بن لادن دائما" فرغم الضجيج الإعلامي الهائل الذي أحاط بمقتل الرجل إلا انه قتل ودفن دون أضواء كما عاش الرجل وتنظيمه بعيدا عن الأضواء محاطا بالسرية والغموض.
إن الثورات التي تجتاح العالم العربي منذ أربعة أشهر فقط تشير إلى موت تنظيم القاعدة سياسيا فقد اخبرني بن لادن عندما التقيته وجها لوجه انه يريد تدمير الأنظمة العربية الموالية للغرب مثل نظام حكم حسني مبارك في مصر وحكم زين العابدين بن علي في تونس وإقامة خلافة إسلامية وخلال الفترة القليلة نهض ملايين العرب وهم مستعدون للشهادة ليس بهدف إقامة الخلافة الإسلامية بل من اجل الحرية والتحرر والديمقراطية وأطاحوا بحكم مبارك وبن علي حتى الآن وهو ما فشل فيه بن لادن.
لقد التقيت بابن لادن ثلاث مرات وبقي سؤال واحد لم اطرحه على الرجل وكان بودي أن اسأله عن رأيه فيما يجري في الوطن العربي من ثورات وطنية وليست إسلامية يشارك فيها جنبا غالى جنب المسلمون والمسيحيون الذين كان تنظيم القاعدة يقوم بذبحهم.
نيويورك تايمز: مقتل بن لادن سيشعل مزيداً من الشكوك/3-5-2011 :
إن مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في بلدة باكستانية سيؤدى لإشعال مزيد من الشكوك في العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان.
إن أحد أهم الأسئلة المقترنة بملابسات قتل زعيم القاعدة في عملية نفذتها وحدة خاصة أمريكية: "هل كانت عناصر من المخابرات الباكستانية تعلم بمكان اختفاء أسامة بن لادن"؟.
بلدة "أبو تاباد" التي قتل فيها أسامة بن لادن يتمركز بها العديد من وحدات الجيش الباكستاني فيما سيبقى النفي الرسمي الباكستاني المتصل على مدى نحو عقد لوجود زعيم القاعدة داخل باكستان علامة على عدم الثقة في العلاقات الأمريكية- الباكستانية.
وأعيد للأذهان أن الولايات المتحدة كانت تقدم على مدى هذا العقد أكثر من مليار دولار سنوياً كمساعدات لباكستان لهدف واحد هو محاربة الإرهاب وبمعنى أكثر تحديداً قتل أو اعتقال أسامة بن لادن.
إن ملابسات عملية قتل بن لادن لن تضع هذه المساعدات الأمريكية لباكستان في مهب الريح فحسب وإنما ستعمق أيضاً الشكوك الأمريكية في أن باكستان كانت تلعب لعبة مزدوجة طوال هذا العقد وربما هي التي منحت الملاذ الآمن لزعيم تنظيم القاعدة.
وقال مسئولون أمريكيون اليوم، الاثنين، إن وحدة تابعة للقوات الأمريكية الخاصة شنت غارة على مخبأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بالقرب من إسلام أباد بعد أن تعقب عملاء الاستخبارات الأمريكية لمبعوث كان محل ثقة من قبل بن لادن.
وأضافت مصادر بالبنتاجون، إن بن لادن قتل بطلقتين ناريتين في رأسه، حيث قام سلاح البحرية الأمريكية بالتعاون مع وحدة استخباراتية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية "سى أى إيه" بمداهمة مجمع سكنى في منطقة يقطنها ضباط متقاعدون من الجيش الباكستاني على بعد 50 كيلو متراً شمالي "إسلام آباد"، وقد تكللت العملية بنجاح كامل.