29-11-2024 06:36 AM بتوقيت القدس المحتلة

أميركا: لا اتفاق بعد حول نفقات الحكومة

أميركا: لا اتفاق بعد حول نفقات الحكومة

توقع محللون في استطلاع، نشر يوم الإثنين، أن ينال خفض مرجح لميزانية الحكومة واحتمال نشوب خلافات سياسية بشأن الإجراءات المالية من الاقتصاد الأمريكي هذا العام

الرئيس الأميركي باراك أوباماتوقع محللون في استطلاع، نشر يوم الإثنين، أن ينال خفض مرجح لميزانية الحكومة واحتمال نشوب خلافات سياسية بشأن الإجراءات المالية من الاقتصاد الأمريكي هذا العام ليظل مستوى النمو منخفضا عند 2.4 بالمئة. وقالت الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال إن أكثر من 95 بالمئة من 49 اقتصاديا شملهم أحدث استطلاع فصلي تعتقد أن الخطوات أو المخاوف الخاصة بالسياسة المالية ستقلص الناتج المحلي الإجمالي.


وأبدى أكثر من نصف من شملهم المسح اعتقادهم بأن الغموض الذي يكتنف السياسة المالية سيخصم أقل من نصف نقطة مئوية من معدل النمو الاقتصادي بينما توقع الثلث أن يقلص معدل النمو بما بين نصف نقطة ونقطة مئوية كاملة. وقالت الرابطة إن نحو 13 بالمئة فقط تتوقع تأثيرا أكبر. وتبدأ الحكومة في تنفيذ العديد من القرارات المهمة المتعلقة بسياسة الميزانية ففي الأول من آذار/مارس يبدأ سريان تخفيضات تلقائية للإنفاق تصل إلى 85 مليار دولار وذلك ما لم تحرك الكونغرس لوقفها.


وفي نهاية الشهر ينتهي العمل بتشريع يمول أنشطة الحكومة. وينتهي العمل بتشريع منفصل يسمح للحكومة بزيادة الدين لسداد التزاماتها المالية في 19 أيار/مايو. وتوقع نحو 60 بالمئة من المحللين أن تسري التخفيضات الآلية للميزانية في موعدها سواء بشكل كلي أو جزئي، بينما تتوقع نسبة تتجاوز 25 بالمئة تأجيلها. وتنبأت نسبة 14 بالمئة فقط بألا تسرى على الإطلاق.
ومن المتوقع أن تقود إجراءات التقشف لخفض العجز الاتحادي إلى 900 مليار دولار في العام الجاري و761 مليارا في 2014 مقارنة مع 1.09 تريليون في العام الماضي.


ويجيء هذا المسح قبل خمسة ايام على موعد سريان اقتطاعات هائلة في النفقات، بينما يبدو اعضاء الكونغرس الاميركي اكثر انقساما من اي وقت مضى اذ يتبادل الديموقراطيون الذين ينتمي اليهم الرئيس باراك اوباما وخصومهم الجمهوريين الاتهامات بالمسؤولية عن الوضع. ويقر الجميع تقريبا بان الاقتطاعات التلقائية التي تبلغ 85 مليار ستوجه ضربة اليمة الى اقتصاد مقصر اصلا فيما يبدو الاتفاق على تسوية لضبط ديون البلاد بعيد المنال اكثر من اي وقت. وكانت الاقتطاعات التلقائية في الاول من اذار/مارس التي اتفق عليها في محادثات الميزانية الشاقة في 2011 نقطة مساومة هدفها الضغط من اجل اتفاق على بديل اقل صعوبة. لكن حتى الآن لم يظهر اي مؤشر على اختراق.


وقال كبير مستشاري البيت الابيض دان فايفر للصحافيين في مؤتمر هاتفي يوم الاحد ان الاقتطاعات 'ستسري لان الجمهوريين قرروا ذلك'. وتابع 'بقليل من التسوية والمنطق يمكن حل' هذه المشكلة. ونشر البيت الابيض تفاصيل عواقب الاقتطاعات في كل ولاية بما فيها تسريح آلاف المدرسين واقتطاعات من رواتب موظفي الدفاع المدني وفي الابحاث الطبية والحد من عمليات التفتيش الغذائي وزيادة التاخير في الرحلات في المطارات الكبرى.


وسيشكل التراجع الحاد في النفقات العامة عقبة اضافية في الانتعاش الاقتصادي حيث قدر مكتب الكونغرس للميزانية ان الحجز المالي سيزيل 0.6' من النمو المتوقع لعام 2013. وقدر مركز ابحاث بايبارتيزان بوليسي سنتر في واشنطن ان عدد الوظائف المنشأة سيتراجع مليون وظيفة في حال سريان الاقتطاعات. واكد المحلل الاقتصادي في البيت الاوبيض جيسن فورمان ان اوباما ورئيس الاكثرية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد سيواصلان الضغط من اجل اتفاق 'بمقاربة متوازنة' قد يحل الازمةالاخيرة ويكسب الوقت لابرام اتفاق دائم.


واتهم السيناتور الجمهوري جون ماكين الرئيس والديموقراطيين بالفشل في اجراء محادثات جدية حول تسوية. وقال 'لن اوجه اللوم كاملا الى رئيس الولايات المتحدة'. لكنه اضاف انه 'على الرئيس ان يدعونا الى مكان ما، كامب ديفيد، البيت الابيض، اي مكان، كي نجلس لمحاولة تجنب هذه الاقتطاعات'. ورحب الجمهوريون بمبدأ الاقتطاعات علما بانهم يفضلون الحد من اتساع الحكومة لكنهم طالبوا بمزيد من المرونة وابدوا معارضة خصوصا ان الخفض التلقائي للنفقات يطال ميزانية الدفاع اكثر من غيرها.


ويوظف البنتاغون حوالى 800 الف مدني قد يتم منحهم اجازات مطولة، وينفق عشرات مليارات الدولارات على متعاقدين مدنيين.
وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك رودغرز في برنامج 'هذا الاسبوع' على قناة ايه بي سي 'هناك فرق كبير بين بحار على سفينة (يو اس اس) ايزنهاور (حاملة طائرات) في المتوسط ومنسق السفر في وكالة الحماية البيئية. لا يمكن معاملتهما بالمثل'. واضاف 'لدينا عمليات استخباراتية قد تتباطأ او تتوقف. هذه مشكلة'.
وناقش ديموقراطيو مجلس الشيوخ امس الاثنين خطة لاغلاق ثغرات ضريبية يستفيد منها الاغنياء كطريقة لتقليص العجز. لكن الجمهوريين الذين قبلوا على مضض بزيادة ضريبية على الاثرياء في اثناء نقاشات 'الهاوية الضريبية' في فترة راس السنة يعارضون اي ضرائب اضافية.


وبات بعض الجمهوريين يعتبر الحجز المالي الطريقة الوحيدة للحصول على موافقة الرئيس على اقتطاعات في النفقات معتبرين ان تصريحات حملة اوباما حول 'مقاربة متوازنة' للميزانية كانت تعني مزيدا من الضرائب والانفاق ليس الا.
وقال السيناتور الجمهوري توم كوبرن لبرنامج 'فوكس نيوز الاحد' ان 'الازمة مختلقة. تم اختراعها' وذلك ردا على سؤال حول الحجز المالي. وتابع 'لم اؤيد الحجز المالي لانه طريقة غبية للحد من النفقات ولم اؤيد رفع سقف الدين لانه ليس هناك سقف للدين في هذه البلاد لاننا نزيده دوما'. واضاف كوبرن 'لكن الواقع هو انه لدينا اطنان بمئات مليارات الدولارات من السمنة والمخلفات والفائض في الحكومة الفدرالية. وعلينا ان نقرر اقتطاع بعض منها'.


وفي ما يلي عواقب الاقتطاعات التلقائية للانفاق بالتفصيل بحسب تقرير البيت الابيض الاخير.
* الدفاع: سينال حوالى 800 الف مدني موظف في وزارة الدفاع اجازة الزامية يوما في الاسبوع وستتقلص رواتبهم عشرين بالمئة.
- سيحد سلاح البحرية من فترة بقاء سفنه في البحر بنسبة 30-35 بالمئة فيما سبق الغاء نشر حاملة طائرات ثانية في الخليج العربي.
- سيتم تقليص ميزانية الصيانة للقواعد والمعدات ما سيؤدي الى تسريح عدد من المتعهدين الثانويين. لكن لن يتم الاقتطاع من رواتب العسكريين.
* التعليم: ستحد الحكومة الفدرالية من مساعداتها للمدارس بما يوازي رواتب 10 الاف مدرس و7200 اخصائي في الاطفال ذوي الحاجات الخاصة.
- وسيحرم حوالى 70 الف طفل دون الخامسة من العمر من برنامج 'هيدستارت' للحضانة ما يلغي 14 الف وظيفة تعليم اخرى.
* المطارات: سيزداد الوقت الذي يمضيه المسافرون في الانتظار على نقطة الجمارك عند الوفود الى الولايات المتحدة في المطارات الكبرى بنسبة 30-35 بالمئة وقد يتجاوز اربع ساعات في اوقات الذروة في المحطات الرئيسية.
- وستطول طوابير التفتيش الامني نظرا الى تجميد ادارة امن قطاع النقل التوظيف والغاء العمل لوقت اضافي والزام موظفيها ال50 الفا باخذ اجازة قد تصل الى سبعة ايام.
- كما سيتعرض المراقبون الجويون وغيرهم من موظفي المطارات لعمليات تسريح مؤقت، ما سيؤدي الى تاخير في الرحلات صيفا واغلاق اكثر من 200 مطار صغير بحسب ادراة الطيران الفدرالية.
* الابحاث: ستضطر المعاهد الفدرالية للصحة وغيرها من المؤسسات العلمية التي تتلقى تمويلا فدراليا الى ارجاء او وقف ابحاثها وحتى تلك التي تتعلق بامراض مزمنة وعلاجات جديدة.
- كما ستضطر ادارة الغذاء والدواء الى الاقتصاد بما سيزيد من بطء الموافقة على عقاقير جديدة، ما قد يؤثر على 12 الف عالم وطالب.
* الغذاء: ستضطر ادارة الغذاء والدواء الى الغاء 2100 عملية تفتيش ما يفاقم خطر انتقال الامراض في الطعام ويكلف قطاع الاغذية والزراعة ملايين الدولارات بسبب خسائر في الانتاج.
* المحميات: سيتم اغلاق الكثير من الحدائق الوطنية في البلاد ويبلغ عددها 398، سواء بالكامل او جزئيا، ويحد بالتالي من عدد الزوار ويقلل من العائدات التي تستفيد منها المجتمعات المحلية التي تعتاش منها.