فرنسيو غوانتانامو لموقع المنار (1/3) : بن لادن خطط لعملية 11 أيلول دون معرفة طالبان
بين الدائرة الرابعة عشر في باريس والضواحي الجنوبية للعاصمة الفرنسية يقيم بعض الفرنسيين من نزلاء قدامي في معتقل غوانتنامو. بعضهم تزوج وأسس عائلات وأنجب أولاد ، وحصل على عمل جيد ومركز كادر في شركات فرنسية. تراهم يتجمعون في احد المطاعم في تلك المنطقة مع عرب وفرنسيين آخرين لم يكونوا في غونتنامو، ولكنهم يحملون الفكر نفسه وينتمون لذات الخط السياسي ولكن لا يظهرونه للملاْ.
في التعاطي اليومي، لا يمكن لك إلا أن تحترم دماثة أخلاقهم وتعاطيهم اللطيف وحديثهم المؤدب في كل مراحل النقاش الذي يدور بينك وبينهم حتى وإن اختلفت معهم في المبدأ وفي التفاصيل.
عندما يتحدثون عن أسامة بن لادن يشيرون إليه بكلمة الشيخ: قال الشيخ، وأشارالشيخ. والذين كانوا في أفغانستان يتحدثون عنه بوقائع رأوها بأعينهم. "لقد قام الشيخ بالتخطيط شخصيا لعملية 11 أيلول مباشرة مع المنفذين وحصل هذا قبل سنوات من توقيت التنفيذ في نيويورك."
وحول علاقة حركة طالبان في هذه العملية يؤكد مقاتل سابق في (تورا بورا) وسجين سابق في غوانتنامو يحمل الجنسية الفرنسية طلب عدم ذكر اسمه أن حركة طالبان لم تكن تعلم بالعملية، وان قادة حركة طالبان، مثلهم مثل غيرهم تلقوا الخبر عن وكالات الأخبار العالمية. إذن هل كان هناك خلاف بين القاعدة وحركة طالبان؟ البعض يقول بأنه لم يكن هناك خلاف، بينما يقول البعض الآخر إن الخلاف كان واضحاً ولكن من غير المعروف على أي مستوى، ولكن الشيء الأكيد أن الملا عمر لم يكن على خلاف مع بن لادن ولكن على مستوى مسؤولي المناطق والمدن كان هناك عدم رضا عن وجود المقاتلين العرب في أفغانستان، وقد ظهر ذلك في طريقة التعاطي مع هؤلاء المقاتلين خلال الغزو الأميركي، حيث تُرك المقاتلون العرب يواجهون مصيرهم لوحدهم بينما أنهى الأفغان القتال بينهم باتفاقات محلية في المدن والقرى.
يتدخل الرجل الذي تولى الدفاع عن فرنسيي غوانتانامو ويقول: "لقد كان هناك تعاون أميركي في عملية 11 أيلول مع القاعدة." ينفي المقاتل السابق في القاعدة ذلك ويقول: "أبدا هذه دعايات لا تستقيم." فيجيب الرجل الذي يحظى بمحبة هؤلاء نظرا لدفاعه عنهم منذ العام 2001: "إن التعاون لم يكن مباشرا ولكن كانت المساعدة الأميركية في غض النظر عن التحضيرات للعملية وعن تنفيذها، لقد كانت المخابرات الأميركية على علم بالمجموعة التي ذهبت للتدريب على قيادة الطائرات وكان هؤلاء تحت المراقبة طيلة فترة إقامتهم في الولايات المتحدة وحتى تاريخ 11 أيلول." لم يعلق الجمع الحاضر ولكن ظهر من نظراتهم أنهم لم يكونوا مقتنعين بهذا الكلام ولم يرغبوا في خوض النقاش فيه.
يقول أحد سجناء غوانتانامو السابقين إنه ينتمي فكريا لحركة طالبان وأنه يفتخر بذلك، وهو غير نادم على ذهابه لأفغانستان وعلى مشاركته في القتال هناك ضد الأميركيين وأعوانهم من الأفغان الذين يطلق عليهم لقب "المخالفين،" وهذه التسمية كانت تطلق على جماعة أحمد شاه مسعود والفصائل الأفغانية المعادية لحكومة طالبان في كابول، مضيفا أنه قال للقاضي الفرنسي الذي مثل أمامه بعد عودته من غونتنامو إنه ينتمي لحركة طالبان وليس بنادم على ذهابه لأفغانستان، غير أنه يروي أنه أنكر أمام القاضي مشاركته في القتال رغم انه اعترف بهذا في التحقيقات التي أجرتها معه المخابرات الفرنسية عقب عودته إلى فرنسا من سجن غونتنامو على متن طائرة عسكرية فرنسية.
ملاحظة: هذه التقارير نتيجة حوارات حصلت منذ أسابيع أي قبل إعلان مقتل أسامة بن لادن.
غدا: كيف تخلى الأفغان عن المقاتلين العرب ؟