08-11-2024 12:07 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 04-03-2013: لبنان والمنطقة في عين العاصفة

الصحافة اليوم 04-03-2013: لبنان والمنطقة في عين العاصفة

ابرز ما جاء في الصحف المحلية اليوم الاثنين 4/3/2013

رصدت الصحف اللبنانية الصادرة في العاصمة بيروت آخر التطورات على المستوى الداخلي وابرزها تحركات هيئة التنسيق النقابية وما تشهده صيدا من تحركات مترافقة مع انتشار امني مكثف. وكان للصحف تغطية لآخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية، لا سيّما زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى المنطقة.

السفير

صيـدا تحمـي هويتـها .. وطرابلـس قلقـة
الفتنة «تجول» تحت أنظار الدولة

إذا كانت الانتخابات البلدية الفرعية التي جرت في عدد من المناطق أمس، قد عكست جهوزية لوجستية لدى وزارة الداخلية، إلا أن مفاعيل هذه «البروفة» توقفت عند حدود قانون الانتخاب الذي لا يزال عصيا على كل محاولات التوافق أو الاختراق، فيما برزت اجتهادات متعارضة لدى أهل السلطة في تفسير المهلة الدستورية لدعوة الهيئات الناخبة وكيفية التعامل معها.
ومع أن أمن الانتخابات الفرعية كان ممسوكا الى حد كبير، إلا أن الأمن الوطني ظل مهزوزا وهشا على إيقاع سباق محموم بين «الفتنة المستيقظة» وبين القوى الامنية والعسكرية التي تحاول، بما تيسر من غطاء سياسي، منع الانفجار او تأخيره على الاقل.
وأمام تصاعد خطر الانجرار الى اقتتال داخلي، يكاد ملف الانتخابات النيابية يصبح ثانويا من حيث الأهمية، ذلك أن صناديق السلاح متى فُتحت على مصراعيها لن تترك مجالا امام صناديق الاقتراع.
والأسوأ من ذلك، أن أداء الطرفين في الموالاة والمعارضة ـ الذي يتسم بعجز سياسي متماد ـ هو المسؤول الأول عن تعزيز أدوار المحرّضين على الصراع المذهبي، ومنحهم الفرصة لملء «الفراغ» وتصدر الصفوف الأمامية، مستفيدين من ميوعة أفرقاء الدولة واستغراقهم في حساباتهم الخاصة.

«هيئة التنسيق»
ولئن كان البعض قد اختار أن يقيم في الشارع لتفتيته وتعبئته مذهبيا، فإن «هيئة التنسيق النقابية» قررت تمديد تحركها في الشارع ذاته، وإنما دفاعا عن المصالح الواحدة التي تجمع شريحة واسعة من اللبنانيين العاملين في القطاعين العام والخاص، تحت سقف رفض مماطلة الحكومة في إحالة سلسلة الرتب والرواتب الى مجلس النواب.
فقد قررت «الهيئة» مواصلة الاعتصامات المتنقلة والاضراب المفتوح في القطاع العام، بعد فشل اجتماع السبت المنـصرم مع الرئيس نجيب ميقاتي، فيما ارتأت نقابة المعلمين في المدارس الخاصة التمايز في اسلوب التحرك، من دون أن تنسحب منه، بحـيث من المقرر أن تُسـتأنف الدراسة في تلك المدارس اليوم، على أن يشارك المعلمون في أي تحـــرك بعد الظهر.

الواقع الامني
وبالعودة الى الواقع الميداني، شهدت صيدا أمس، فصلا جديدا من الكر والفر، أضعف الإنجاز الأمني الذي تحقق أمس الأول، وأعاد طرح تساؤلات حول مدى قدرة الاجراءات المتخذة على احتواء الحالات الشاذة ومواجهتها.
وكادت الامور تخرج عن السيطرة، إثر المطاردات التي جرت بين الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من جهة، وبين امام «مسجد بلال بن رباح» الشيخ احمد الاسير وانصاره من جهة ثانية، الى أن ظهر الأسير قرابة الرابعة عصرا في ساحة النجمة ونفّذ وأنصاره اعتصاما لبعض الوقت، مسجلا على القوى الأمنية أنه تمكّن من مغادرة «مربعه الامني» في عبرا، قبل أن يخلي الساحة مع وصول تعزيزات الجيش وقوى الأمن.
لكن وجها آخر لصيدا، هو وجهها الحقيقي والأصيل، ظهر أمس، من خلال المسيرة ـ الرسالة التي نظّمها «التنظيم الشعبي الناصري» لمناسبة ذكرى استشهاد المناضل معروف سعد، بمشاركة تلاوين سياسية متنوعة، وحشد شعبي هو الأضخم منذ سنوات، نجح في استعادة المبادرة وحصر الظواهر الشاذة في نطاقها الضيق، بعدما حاولت أن تصادر صوت المدينة وصورتها.
أما في طرابلس، فيتعاظم الخوف من الآتي، مع عودة معزوفة «القنابل اللقيطة» التي انفجر منها اثنتان ليل أمس، من أصل خمس. وما يزيد القلق ارتفاع منسوب الخطاب السياسي المتوتر الذي يعكس احتقانا مذهبيا متناميا بلغ حد التهديد بإصدار فتاوى جهادية وفرز الجيش على اساس مذهبي ومناطقي.

بري وجنبلاط وشربل
وفي المواقف، قال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» إن الوضع الأمني مقلق جدا، والفتنة تطل برأسها المتفجر من كل مكان، منبها الى ان الغبار العربي، الذي يسميه البعض ربيعا، يتجمع في سماء لبنان، ويهدد بعاصفة هوجاء ما لم تتدارك القوى السياسية على اختلاف انتماءاتها هذا الخطر الداهم.
وتابع: لا يكلمني أحد بالانتخابات وقانونها الآن، فالأولوية بالنسبة إليَّ حاليا هي للأمن، إذ يجب ان يبقى البلد أولا حتى ننظم الانتخابات، لكن للأسف يبدو ان الجميع لا همّ لهم سوى التفكير بها، وكل شيء يقرّشونه انتخابيا.
واعتبر ان ما يحصل يستنزف صورة الدولة وهيبتها، لافتا الانتباه الى ان التعامل الأمني مع بعض الظواهر بات يشبه لعبة القط والفأر، في حين ان دقة الوضع تتطلب حزما في التعاطي.
وفيما دعا النائب وليد جنبلاط عبر «السفير» الى تجنب الوقوع في مأزق سيدفع الجميع ثمنه من دون استثناء، رافضا «اي تحرّك يؤدي الى فلتان امني ويمس بالاستقرار»، أبلغ وزير الداخلية مروان شربل «السفير» انه يشعر بأن هناك توافقا سياسيا، أكبر من ذي قبل، على ضبط الوضع الأمني، ما أتاح للأجهزة الأمنية ان تنفذ واجباتها بفعالية أكبر. وأضاف: متى وجدنا ان الحكمة لا تنفع في المعالجة، فإن القانون سيطبق بكل الوسائل المتاحة.
وأكد ان قرار مجلس الدفاع الأعلى بمنع قطع الطرق والمظاهر المسلحة في صيدا، وأي مكان آخر، لا يزال ساري المفعول، وبالتالي ممنوع على الشيخ أحمد الأسير ان يقوم بأي تجمع يتجاوز حدود مسجد بلال بن رباح، وإذا كان قد نجح بالأمس في الوصول الى ساحة النجمة، فإن القوى العسكرية والأمنية لم تسمح له بالبقاء طويلا هناك.
وأوضح ان الاسير مستدعى الى مخفر صيدا للاستماع إلى إفادته، ولكن ليس كمطلوب بمذكرة توقيف، وإذا ظل ممتنعا عن الحضور فإن القضاء هو المعني بأن يحدد كيف يتصرف معه، ويمكن ان يصدر بحقه مذكرة جلب أو أي إجراء آخر يراه مناسبا.
السنيورة
وكان الرئيس فؤاد السنيورة قد اكد أن الذين ينفخون في نار الشقاق والفتنة كثر، ورفض قطع الطرق العامة أو تهديد حرية الحركة للمارّة، والمواطنين والعابرين والزوار، «كما اننا لا نوافق على التهــجم على أي مجـــموعة أو فئة تسكن صيدا، وفي المقابل لا نوافق على التهديدات والتلميحات التي أطلقها ويطلقها البعضُ باتّجاه المدينة مباشرةً أو عبر وسطاء».
وطالبت «الجماعة الاسلامية» في صيدا القوى الصيداوية بالتمسك بثوابت المدينة بعيشها المشترك وسلمها الأهلي وتاريخها المقاوم الرافض لكل اشكال الظلم وحرصها على علاقاتها المميزة مع جنوبها وشرقها.

 

السنيورة و«الجماعة» يرفضان لغة التهديد والاتهامات
صيدا: أحد أمني يخترقه الأسير من قلب ساحة النجمة
 
محمد صالح

عاشت صيدا بدءا من الساعة الثانية من بعد ظهر امس يوما امنيا عصيبا جدا وكادت الامور تخرج عن سيطرة المرجعيات السياسية والأمنية، في ضوء المطاردات التي جرت بين الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي من جهة، وبين امام «مسجد بلال بن رباح» الشيخ احمد الاسير وانصاره من جهة ثانية، الى ان ظهر الاسير قرابة الرابعة عصرا في ساحة النجمة ونفذ وأنصاره اعتصاما لبعض الوقت، مسجلا على القوى الأمنية انه تمكن من مغادرة «مربعه الامني» في عبرا... وصولا الى ساحة النجمة.
وفي التفاصيل، تحولت أجزاء واسعة من صيدا، أمس، الى ثكنات عسكرية قطعت اوصالها بناقلات الجند وحواجز وظيفتها منع الشيخ الاسير من التوجه الى «دوار مكسر العبد» على بوليفار نزيه البزري (الأوتوستراد الشرقي) والتجمع هناك عند الساعة الرابعة من بعد ظهر امس، لتلاوة الفاتحة على ضريحي لبنان العزي وعلي سمهون (اللذين دفنا وسط الساحة التي صار اسمها «دوار الكرامة»)، وفق ما كان قد اعلن الاسير، امس الاول، بعدما تم منعه من الاعتصام امام شقق «حزب الله» في عبرا او «مجمع السيدة فاطمة الزهراء»، تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الفرعي في الجنوب.
وقد اقفل الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، صباح أمس، الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية الى بلدة عبرا، بما فيها طريق صيدا ـ جزين فضلا عن تطويق مستديرة «مكسر العبد» على بوليفار البزري وتعزيز القوة الامنية المنتشرة فيها بملالات عسكرية وسيارات إطفاء وعناصر مكافحة الشغب، وصولا الى إقفال البوليفار بشكل كامل وتحويل السير الى البوليفار البحري غربا.
الا ان الشيخ الاسير لم يستكن لإجراءات الجيش وطلب من انصاره التوجه سيرا على الأقدام الى «مستديرة مكسر العبد» وفعلا توجه البعض منهم الى هناك الا ان الجيش منعهم من الاقتراب من المستديرة. في هذا الوقت، علم ان الاسير كان موجودا في «مسجد البزري» في منطقة البستان الكبير الذي يخضع له والقى كلمة بين انصاره وطلب ممن منعتهم القوى الأمنية والعسكرية من الوصول الى «مستديرة مكسر العبد» التوجه الى مسجد البزري نفسه، ومن هناك دعاهم الى التقدم بمسيرة الى ساحة النجمة وسط صيدا، وكانت الساعة تقارب الرابعة والنصف، وتبين أن الساحة غير مشمولة بالاجرءات الامنية نهائيا.
والقى الأسير كلمة شن فيها هجوما على اجراءات الجيش وعلى ايران و«حزب الله» واكد مواصلة تحركه، وذلك وسط هتافات ضد السيد حسن نصرالله وايران.
وعلى الفور، وصلت تعزيزات الجيش وقوى الامن الى الساحة وطوقت الاعتصام، فأخلى الأسير وأنصاره الساحة وتوجهوا إلى عبرا.
يذكر ان إشكالا وقع بين انصار الاسير وانصار «التنظيم الشعبي الناصري» عندما عمد انصار الاسير الى تمزيق لافتات وشعارات يضعها «التنظيم» سنويا في مناسبة ذكرى استشهاد معروف سعد، فوقع عراك بالايدي بعد ان عمد انصار الاسير الى نزع علم «التنظيم» ووضعوا مكانه راية تابعة لهم، فتدخل الشيخ الاسير وطلب من احد معاونيه حل الإشكال بشكل ايجابي وأعاد علم «التنظيم» إلى مكانه وانزل الراية التابعة لهم وانتهى الإشكال.
وقالت مصادر أمنية لـ«السفير» إن الأسير «قد خرج من مربعه صباح امس، قاصدا مسجد البزري قبل ان تتخذ الاجراءات في محيط مربعه الأمني، واقام فيه حتى الموعد المحدد للتحرك الى «مستديرة مكسر العبد»، اي الرابعة عصرا. واشارت الى ان القرار المتخذ من قبل الجيش والقوى الامنية «هو منع الاسير من التقدم على رأس مجموعة او تظاهره او مسيرة باتجاه الاهداف المحدده من قبله (الشقق ومجمع الزهراء)».

السنيورة يتراجع

وكان رئيس «كتلة المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة قد اكد في ندوة اقيمت في ثانوية رفيق الحريري في صيدا لمناسبة ذكرى تحرير صيدا من الاحتلال الاسرائيلي، «اننا نختلف بالموقف السياسي مع قوى سياسية وحزبية، ولكننا نرفض من يحاول تحويل الاختلاف إلى خلاف يؤدي بالمحصلة إلى الفتنة والاقتتال بين الاخوة في الوطن والدين، لاننا مع ادارة الامور بالحكمة والصلابة لا بالتهور والتوتير، وعلينا ان نفوِّتَ على المصطادين بالماء العكِر الفرصةَ لكي لا تُستغلَّ الأوضاعُ الحالية وبعضُ التصرفات للنَيل من صيدا. وينبغي علينا ان نجنب مدينتنا التحول من مدينة للقاء والتضامن والتفاعل الوطني الى مدينة للمواجهة بين المحاور والأطماع الاقليمية والدولية، وهي المواجهة التي تستولد مخاطر تتعدى حدود مدينة صيدا وحدود لبنان».
وقال إن الذين ينفخون في نار الشقاق والفتنة كثر، «ولذلك علينا أن نتبصر لا أن نتهور»، مشددا على ان الدولة اللبنانية ومؤسساتِها هي المسؤولة عن حفظ الامن والاستقرار وليس لأحد أن يقتضي حقه بيده.
وقال: «نحن لا نوافق على قطع الطرق العامة أو تهديد حرية الحركة للمارّة والمواطنين والعابرين والزوار، كما اننا لا نوافق على التهجم على أي مجموعة أو فئة تسكن المدينة لأن الجميع هم أهلُها وسكانُها طالما يلتزمون بالقوانين. كما اننا لا نوافق على التهجم على مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية ورموزها بطريقةٍ تخرُجُ عن الأُصول».
اضاف السنيورة: «في المقابل نحن لا نوافق على التهديدات والتلميحات التي أطلقها ويطلقها البعضُ باتّجاه المدينة مباشرةً أو عبر وسطاء، لأننا نرفض القبول بمنطق القوة والإرغام والتهويل والتهديد والإرهاب. وليس مقبولاً حملُ السلاح في المدينة والتهديد باستعماله، ومدينة صيدا التي لطالما كانت رمزاً للانفتاح والاعتدال، هي الواحة التي تحتضن وتستوعب جميعَ الآراء والاتجاهات ووجهات النظر، وليس لأحدٍ الحقُّ في ادعاء احتكار الحقيقة أو المعرفة أو الوطنية».
واعتبر انه من واجب الدولة «أن تحزِمَ أمرها، وتطبق القانون على الجميع، لأن ترددها وعجزها وغض النظر عمن يسلب هيبتها تؤدي إلى تَسَيُّب الاوضاع وازدياد الفُرقة بين أبنائها. كما أن عليها ان تقبض على المجرمين الذين اطلقوا النار على الشابين من أبناء المدينة وهما علي سمهون ولبنان العزي والمواطن المصري علي شربيني، لان استمرار التلكؤ في تطبيق القانون يساهم في شحن روح الاستقواء لدى البعض، مما يفاقم التوتر ويزيد من حدة المخاطر وهو الأمر الذي لا مصلحة للبنان فيه».
كما طالب السنيورة الدولة بمؤسساتها ومسؤوليها والأطراف جميعاً إلى أن تعمل انطلاقاً من صيدا على منع حمل السلاح والظهور به في المدينة وإقفال المراكز المسلحة. وخلص للقول: «من يريد قطع الطرق، وتهديد حرية الحركة والتنقل في المدينة، إنما يساهم في تخريب مدينة صيدا، عن قصد او غير قصد. وانا أدعو السلطات الرسمية والأجه?