مواجهة حادة وقاسية خاضها البابا بينيديتوس ضد العالم الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة منذ سنتين وفي يده تقارير مفصلة عن واقع المسيحيين في الشرق جراء السياسة المزدوجة المعايير
لا زالت استقالة قداسة البابا المفاجئة والمدوية تحفل باهتمام المسيحيين من اهل الدنيا والدين في اربع جهات الارض على انها احجية العصر واللغز الكبير المتماهي مع اختناق رنين اجراس الشرق؟؟ في غمرة سياسة دولية لا تقيم اعتبارا الا للمصالح والمطامع على حساب الابعاد الانسانيةوالحضارية.
مفيد سرحال كتب في جريدة الديار :
فالسبب الظاهر للاستقالة لم يقنع جمهور المؤمنين لا بل زاد من اقتناعهم ان ضغوطا دولية ومؤامرات ودسائس بدأت بتشويه سمعة الكرادلة وانتهت بسرقة الرسائل البابوية السرية ليتيقن كل ذي بصيرة وفهم من ان ما جرى اقالة قسرية لا استقالة تخفي خلفها صراعا دوليا مع الكنيسة الكاثوليكية الرافضة لسياسات الغرب واميركا في مهد المسيحية لا سيما حملات التهجير الطوعي الاغرائي الذي تمارسه السفارات الغربية خاصة الفرنسية والالمانية او الاقتلاع القسري بالتكفير والسواطير...
مرجع كنسي قال للديار: لم تكن صحة قداسة البابا عائقا امام ادائه لرسالته البابوية، واستمراره في سدة الكرسي الرسولي بالرغم من تقدمه في السن امر ممكن ومتيسر وليس مستحيلا، لكن مخططا رهيبا تقوده حكومة العالم الخفية بادارة اليهود تسعى جاهدة لتدمير الكنيسة الكاثوليكية بعد ان تمكنت الكنيسة الارثوذكسية من ضرب اليهود في روسيا والمجيء ببوتين رئيسا اعاد الى العالم بعضا من التوازن وتنكب حماية الاقليات في الشرق على حد قول احد سفراء روسيا الاتحادية.
وتابع المصدر: لم يعد خافيا على احد ان سياسات اميركا واوروبا المفترض انهما يدينان بالولاء للمسيحية حبرا على المسيحيين الويل حيث حلا، او مارسا نفوذا بغرض تنفيذ مخطط الطرد الناعم للمسلمين من اوروبا والجذب الخشن للمسيحيين من الشرق لذا هم غير معنيين بالتراث المسيحي في الشرق وجودا وقيما ومظهرا روحيا انسانيا شكل انموذجا حضاريا بتفاعله مع محيطه الاسلامي كدليل حقيقي على تفاعل الاديان لاصدامها وتناحرها...
ويقول المصدر: لقد تلقى الفاتيكان مئات التقارير لا بل الالاف منها لعن واقع الوجود المسيحي في الشرق والتهديدات المحدقة بهذا الوجود وتكونت قناعة راسخة لدى الكرسي الرسولي ان سياسات اميركا واوروبا التي تخدم مصالح اليهود الوجودية تتقدم على ما عداها وبالتالي ينظر الغرب لمسيحيي الشرق على انهم جالية اوروبية استقرت في هذه المنطقة وحان وقت عودتها الى حاضنتها الطبيعية متناسين ان المسيحية وفاديها من هذه الارض وهنا منبتها وتربتها حيث غزت قيمها العالم على يد الرسل والمبشرين وبالتالي فان الربيع العربي الذي اخترعته اوروبا واميركا ومولته دول الخليج وتسعى تركيا لاستيعاب نتائجه تحقيقا لحلمها الامبراطوري، وعاد على المسيحيين بالويل وعظائم الامور قتلا وتهجيرا وتكفيرا سواء في العراق او في مصر وتونس وليبيا وسوريا حيث هشمت الكنائس ودمرت الاثار المسيحية وجرى تقويض الوجود المسيحي بشكل ممنهج وليس مهما الادوات والوسائل طالما ان الادارة من فوق بتدبير يهودي حضرت المسرح للتنكيل والترحيل...
ويقول المصدر الكنسي: ان مواجهة حادة وقاسية خاضها البابا بينيديتوس ضد العالم الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة منذ سنتين وفي يده تقارير مفصلة عن واقع المسيحيين في الشرق جراء السياسة المزدوجة المعايير حيث يكافح الغرب الارهاب ويشن حربا عالمية تحت هذا العنوان وبالمقابل يموّل الجماعات المتطرفة ويطيح بالانظمة العلمانية التي بالرغم من تكلسها تبقى افضل حالا من انظمة لا تقبل باي دور للاخر المختلف دينيا لا بل يتم تهميشه سياسيا واجتماعيا ويدفع به للهجرة..
ويتابع المصدر: ان استقالة قداسة البابا نذير شؤم على مسيحيي الشرق ايذانا بخطوات دراماتيكية مؤشراتها استمرار الغرب واميركا بمخططهم لتفجير النزاعات المذهبية وتقوية الحالة السلفية افساحا بالمجال امام استمرار الكيان اليهودي المأزوم وطنيا ووجوديا...
فقداسة البابا دفع ثمن انحيازه للوجود المسيحي في الشرق في وجه السياسات الغربية المصادرة من الصهيونية العالمية، ولن تتوقف الحرب بين الفاتيكان والغرب في السر وفي العلن لان القرار اتخذ باجلاء المسيحيين من ارض المسيحية ولم يستطع بابا الفاتيكان في الحد من اندفاعة الغرب واميركا لتحقيق هذا الفرض بغية الحفاظ على الدولة اليهودية في الشرق ودفع المسيحية الى مزيد من التهويد في الغرب كترجمة للفكر الذي اشاعه المحافظون الجدد المتغلغلون في كل مكان على مستوى السلطة ومراكز القرار في العديد من البلدان الغربية.
ويختم المصدر: ستمارس ضغوط كبيرة مصحوبة بعاصفة من الفضائح والملفات المسيئة لاصحاب القرار في الفاتيكان من اجل الاتيان بشخصية تتولى البابوية ومسبقا تسلم بالمشروع الغربي الاميركي في الشرق دون اعتراض او حتى الاشارة باللائمة لسياسة هنا وسلوك هناك...