26-11-2024 06:43 PM بتوقيت القدس المحتلة

فرنسيو غوانتنامو: كيف تخلى الأفغان عن المقاتلين العرب؟ جزء2

فرنسيو غوانتنامو: كيف تخلى الأفغان عن المقاتلين العرب؟ جزء2

الحقيقة المرة التي حصلت هي أن القرى الأفغانية بمجملها، بما فيها البشتون، رفضت إيواءنا ما اضطرنا للذهاب إلى تورا بورا

كتب نضال حمادة

 قوات من الطاجيك

يقول الفرنسي والمقاتل السابق في تنظيم القاعدة (والذي رفض الكشف عن اسمه) إن رجلا أفغانيا أنقذ المئات من المقاتلين العرب في أفغانستان من الموت المحتم على أيدي قوات المخالفين (يقصد بذلك قوات الطاجيك). ويشرح السجين السابق في غونتنامو ما حصل معهم يوم سقوط كابول بالقول: "تجمع المئات من المقاتلين العرب في معسكر في كابول مؤلف من عدة منازل، وكانت الأخبار تردنا تباعا عن دخول قوات المخالفين للمدينة، غير أننا لم نكن نعلم حقيقة الوضع العسكري، ونتيجة لجهلنا بما يدور حولنا، قررنا القتال في حال اقتربت قوات المخالفين." ويضيف: "في هذا الوقت آتى رجل أفغاني من حركة طالبان وكان من المحبين للعرب وقريب منا وسألنا: ماذا تفعلون هنا؟ إرحلوا فوراً من المدينة. لقد اتفق الأفغان فيما بينهم على حل سلمي من دون قتال. فبدأ مقاتلو طالبان الانسحاب منذ ساعة وسوف تدخل قوات المخالفين المدينة بعد ساعة بناء على اتفاق حصل بين الطرفين."

هنا تدخل شخص آخر من المطلعين على القصة بالقول: "الحقيقة أنه لم يحصل انسحاب لقوات طالبان ولكن نزع الأفغان الموالون لطالبان أسلحتهم وارتدوا اللباس الأفغاني وعادوا لمنازلهم بناء على اتفاق بين المتصارعين الأفغان" لقد دبروا الأمر بينهم وكنا نحن الغرباء الذين لم يهتم أحد بمصيرهم من كلا الطرفين."

إذاً كان هناك عدم رضا أفغاني عن وجود مقاتلو القاعدة في أفغانستان ومن جميع الأطراف الأفغانية؟ يتدخل الأول نافيا الأمر بشدة خصوصاً عندما نسأله عن سبب اتفاق طالبان مع الفصائل الأفغانية الأخرى على حل سلمي واستثنائهم من الحل؟

أحد الحاضرين في الجمع يقول: "لو اقتصر الأمر على هذا لكان مقبولا نوعا ما، ولكن الحقيقة المرة التي حصلت هي أن القرى الأفغانية بمجملها، بما فيها البشتون، رفضت إيواءنا ما اضطرنا للذهاب إلى تورا بورا."

لماذا اخترتم تورا بورا بالتحديد؟
يجيب المقاتل القاعدي السابق: "لم يكن لدينا خيار آخر. كانت هذه المنطقة هي المنفذ الوحيد لنا بعد أن رفضت جميع القرى الأفغانية أن نمر عبرها. كانت  منطقة جبلية وعرة مليئة بالكهوف وتقع على الطرف الجبلي المقابل للحدود الباكستانية. كنا نريد الفرار إلى باكستان عبر هذه المنطقة وكانت تردنا أخبار عن مقاتلين عرب حاولوا الفرار عبر قرى أفغانية لكن سكان تلك القرى كان يقومون بأسرهم وتسليمهم للمخالفين وللقوات الأميركية."

ويروي أحدهم قصة حصار تورا بورا فيقول: "كنا حوالي ثلاثمائة من العرب في المنطقة عندما بدأت الطائرات الأميركية تقصفنا بشكل عنيف، وأذكر في البداية أننا رأينا جسما كبيرا في السماء وما هي إلا لحظات حتى كانت القنابل الكبيرة تنهمر على المنطقة لقد كانت طائرة B-52 الأميركية.” ويضيف: "كنا مقطوعين عن العالم وكان لدي جهاز راديو متطور اشتريته من باريس قبل ذهابي لأفغانستان وكنا في أوقات بعد الظهر نسمع إذاعة فرنسا الدولية، التي كانت تتحدث عن قتال عنيف في تورا بورا وكنا نضحك عند سماعنا هذه الأكاذيب لأننا لم نقاتل أحدا هناك وإنما كنا نتعرض للقصف الجوي اليومي."

هل كان أسامة بن لادن في المنطقة؟
يضحك صاحب الراديو قائلا: "لا لم يكن هناك أبدا وكنا نسمع عبر إلراديو قصصا وحكايات عن وجوده وعن مخابىء متطورة وأسلحة وذخائر، وهذا كان يضحكنا كثيرا وينسينا القصف الجوي نظرا للأكاذيب التي كان الإعلام يسوقها للعالم حولنا."

في موضوع بن لادن قال احد الحاضرين: "كان الشيخ حينها موجوداً في باكستان، وكان مكانه معروفا للجميع"، وسألته: حتى للأميركيينن وللباكستانيين؟ أجاب: "الباكستانيون كانوا على علم بمكانه أما الأميركان فلست أدري.. الله أعلم"، ختم حديثه.


ملاحظة: هذه التقارير هي نتيجة حوارات حصلت منذ أسابيع أي قبل إعلان مقتل أسامة بن لادن.

غداً: من هي الجهات التي كانت تعرف مكان تواجد أسامة بن لادن؟

الجزء الأول من: فرنسيو غوانتنامو يتحدثون عن بن لادن