افتتحت الحركة الثقافية في لبنان معرض "الشمال والجنوب" للوحات الزيتية في قصر الاونيسكو في بيروت، برعاية الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، باشراف الفنانة التشكيلية خيرات الزين ومشاركة شابات وشباب .
افتتحت الحركة الثقافية في لبنان معرض "الشمال والجنوب" للوحات الزيتية في قصر الاونيسكو في بيروت، برعاية الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، باشراف الفنانة التشكيلية خيرات الزين ومشاركة شابات وشباب وطلاب من المناطق اللبنانية.
حضر المعرض المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، رئيس الجامعة مسعد حجل، الامين العام للجامعة رمزي حيدر ورئيس الحركة الثقافية بلال شرارة وحشد من الفاعليات والشخصيات الاغترابية والاجتماعية والفكرية ومؤسسات اهلية وجمعيات.
بداية، النشيد الوطني ثم كلمة الحركة الثقافية ألقاها امين السر حافظ الصايغ الذي أكد ان الحركة تعقد هذا اللقاء اليوم تحت قوس قزح الألوان لأجيال شابة من أقصى الجنوب ألى اقصى الشمال، تأكيدا على ان الثقافة وحدها تعبر حواجز الطائفية والمذهبية والعصبية وتوحد المجتمعات.
وقال: "الحركة الثقافية اليوم معنية بصياغة مفاهيم موحدة وموحدة للوطن والمواطن والمواطنية والعاصمة والحدود وهي معنية بالتأكيد بأن استقرار النظام الثقافي هو الأساس لإستقرار النظام السياسي والاقتصادي في كل وطن".
وتحدث حجل، مؤكدا "اننا في زمن التداعيات الكبرى التي تحيط بوطننا الصغير, وهو في عين الأعاصير الهابة عليه والمهددة بناه ووحدته الإجتماعية، وفي زمن الإنهيارات المتلاحقة, تلك عصفت في بعض دول العالم العربي, وخلخلت مقومات وجودها التاريخي, هي عينها لا تزال تعصف بأمتنا وتعيث بها تهشيما للثقافة والعلم والأدب والفن والحضارة. أمتنا التي كانت إحدى أمهات التشريع والحرف والقانون , تتعرض اليوم إلى هجمة شرسة متخلفة تعيدها إلى أزمنة من الإنحطاط يهيمن فيها الفقر والمرض والخور والضياع والعدم".
واضاف حجل: في هذا الليل الحالك الظلام, تطل علينا الحركة الثقافية في لبنان, وعلى رأسها الناشط الكبير الذي نقدر مجهوده المميز الأستاذ شرارة, تطل علينا من بين ركام الحرائق والرماد, كطائر الفينيق, المنبعث في مواكب أشبه بعربات ملائكة يجملها هذا الجيل من الصبايا والشباب وقد تخطوا في جمعهم الثقافي كل الحواجز والسدود, وكل العراقيل المصطنعة, التي يحاول وحوش الظلام والغربان الكاسرة وأبناء الجهالة زرعها, بين أبناء الوطن الواحد".
وأعلن ان "أنشطة الحركة الثقافية دليل ساطع وبرهان قاطع على أن أمتنا عصية على الموت والفناء والإضمحلال"، وقال: "وما هذا التجمع من هذه الأجيال الجديدة إلا شهادة حية على "ان في أمتنا وفي وطننا وفي مخزون شعبنا كل علم وكل فن وكل فلسفة في الحياة. فمهما حاول إخوان الجهالة والتخلف إعادتنا إلى أزمنة الإنحطاط البائدة, فلن ينجحوا في نقلنا إلى غيهم الذي فيه يعمهون, لأن "شرارة" الوعي والإيمان والعزيمة الصادقة والإدارة القوية, لا تزال متقدة, لتعبر عن أصالة هذا الشعب العصي على مصاعب الدهر وغدر الأزمنة".
اضاف: "وأنتم, أيتها الصبايا والفتية, إنكم تمثلون جيل أمتنا الجديد, الحالم بالغد الأفضل, فانهلوا من معين حضارة أمتكم, وغنى تاريخ وطنكم ومواهب شعبكم الرائد, لتبنوا غدكم أنتم وحريتكم أنتم ومستقبلكم أنتم, وإن لم تعتمدوا على إرادتكم وقوتكم وعزيمتكم الذاتية, فإن الأحداث الجارية تقرر مصيرنا ومصيركم".
جمعة
ثم ألقى مدير عام المغتربين كلمة، قال فيها: "انه الربيع، الفصل العامر بمعاني الحياة والتجدد والآمال الكبيرة للإنسان والطبيعة. كل ما في هذا الفصل يحدثك عن العطاء والجمال، من هنا فقد احتشدت فيه ابرز المناسبات من عيد الام الى عيد الطفل، الى عيد الارض، وحسن أنكم قد اخترتم شهر آذار لإقامة هذا المعرض للمواهب الشابة، التي تمثل ربيع الحياة، بعنفوانها، وعلمها، واصرارها على شق طريق الحياة بعزيمتها، وارادتها، من أجل بلوغ الغد الافضل، وبناء المستقبل الامثل، وتشييد الوطن على أعمدة العلم والحكمة والوحدة الوطنية".
وأكد "ان أبرز المواهب الشابة في هذا المعرض من خلال أعمالهم الفنية، وعلى إمتداد بقعة لبنان، من شماله الابي الى جنوبه الصامد والمقاوم، لهو دليل واضح على أن النبت الصالح ينمو بالعناية، والتثقيف الوطني، بعيدا عن كل الحسابات الطائفية والمذهبية والسياسية، وإني ارى من خلال هذه المواهب فجرا جديدا للبنان، نوره وأمله يشع من عيون هؤلاء الشبان والشابات يضيء ظلمة هذه الاجواء المتلبدة التي تخيم على أوضاعنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية".
وتابع: "يسعدني في هذه المناسبة ان اتوجه بكل التقدير للحركة الثقافية في لبنان التي تبنت هذه المواهب الشابة، وأقامت للعام الثاني على التوالي، هذا المعرض، الذي نتمنى أن يستمر عاما بعد آخر، وأن يكون نموذجا يعمم على مختلف المناطق اللبنانية، لان لبنان قدره أن يبقى ويحيا ويستمر ويتطور ويتغلب على الاعاصير كلها بوحدة أبنائه ومحبتهم لبعضهم البعض وانخراطهم في مشروع وطني واحد قائم على شعار عام: كلنا للوطن، للعلى للعلم".
واعرب عن الفخر والاعتزاز "أن تقوم إدارة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، برعاية هذه المواهب الفنية الشابة، ودعم أنشطتها وأعمالها، والسعي الجاد لإقامة الأسابيع الثقافية المماثلة في عواصم الانتشار اللبناني"، وقال: "إننا في المديرية العامة للمغتربين على إستعداد للمساهمة في تشجيع هذه الأنشطة الثقافية الشبابية، وخصوصا أنها تأتي في إطار برامجنا الإغترابية، من ضمن المخيمات التي نقيمها كل صيف لشباب لبنان المغترب".
وختم جمعة متوجها "بالتقدير لهذا المعرض والمشرفين عليه والداعمين له، والمشاركين به من المواهب الشابة التي على عاتقها، وأمثالها يقوم وطن الغد القوي بعقول أبنائه وسواعدهم وقلوبهم النابضة بالمحبة والخير والعطاء".
بعد افتتاح المعرض كانت جولة بعدها اقيم حفل كوكتيل على شرف الحضور والمشاركين.