مع التطور المستمر لمواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها «فايسبوك»، الذي بات يضم مئات الملايين من المستخدمين، تتزايد الأدوار التي تلعبها التكنولوجيا في حياتنا اليومية
مع التطور المستمر لمواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها «فايسبوك»، الذي بات يضم مئات الملايين من المستخدمين، تتزايد الأدوار التي تلعبها التكنولوجيا في حياتنا اليومية وفي بناء صورتنا الشخصية، ما دفع البعض إلى اتخاذ «القرار الصعب» بترك الموقع، بسبب التأثيرات الهائلة التي تترتب على تسليم المرء لهويته الشخصية إلى برنامج إلكتروني.
وفي هذا الإطار، قرّر الباحث المتخصص في الجانب النظري لوسائل الإعلام دوغلاس روشكوف التخلي عن حسابه الشخصي على الموقع. وعلّق على قراره قائلاً «اعتدت أن أكون قادراً على تبرير استخدامي لفايسبوك باعتباره جزءاً من ممارسة العمل اليومي، إذ إنني أحتاج إلى الموقع لترويج كتبي ومقالاتي»، مؤكداً أنّ الموقع «وفّر له ذلك في مرحلة معينة، لاعتباره أداة سريعة ومريحة للتواصل». ولكنّه أضاف أنه وصل إلى المرحلة التي اعتبر فيها أنه لم يعد معها قادراً على تبرير هذا النموذج من العمل.
ورأى روشكوف أنّ «فايسبوك بات نوعاً من أنواع التكنولوجيا التي تفعل ما تريد بالنيابة عن المستخدم في غيابه، كما أنّه يشوّه صورة المستخدم عند أصدقائه وعائلته»، موضحاً أنّ «الموقع ليس مجرد منصة اجتماعية، بل إنه يستغل تفاعلات المستخدمين الاجتماعية بطريقة محظورة جداً». وتابع قائلاً إنّ الموقع «ليس موجوداً لمساعدة المستخدمين على تكوين صداقات»، بل «لتحويل هذه الشبكة الاجتماعية من الاتصالات إلى فرص تجارية تدر الكثير من المال لآخرين».
وأوضح أنه قرر التخلي عن صفحته الخاصة على موقع «فايسبوك» لأن مشاركته في الموقع هي ببساطة تتعارض مع قيمه التي يعتنقها في عمله، وقال «كنت دائماً أحذر من التعامل مع التكنولوجيا، وأحضّ الجميع على استخدام الإنترنت بوعي وحذر شديد، كما أحض على الاستغناء عن أي تقنيات تدفعني إلى التعامل معها وكأنها إنسان مثلي».