29-11-2024 08:25 PM بتوقيت القدس المحتلة

جنبلاط: مع جبهة النصرة ضد الأسد

جنبلاط: مع جبهة النصرة ضد الأسد

في حديث الى "صحيفة" الاخبار تحدث رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عن الازمة السورية وانعكاساتها السلبية على لبنان

حسن عليق

في حديث الى صحيفة "الاخبار" تحدث رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عن الازمة السورية وانعكاساتها السلبية على لبنان، منتقداً اداء حزب المستقبل كما حزب الله ولا سيما فيما يخص الحركات الاسلامية المتشددة في سوريا وامتداداتها في لبنان وتطرق جنبلاط الى ملف الانتخاب اللبناني مبدياً رايه فيه.
 
وهذا نص الحديث: "بدو النائب وليد جنبلاط متأثراً بوفاة صديقه الرئيس السابق لأركان الجيش السوري، العماد حكمت الشهابي. يعود بالذاكرة إلى «زمنه الجميل»، إلى عهد حكم الشهابي وعبد الحليم خدام للبنان، برعاية الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. «حينذاك، انقذت سوريا لبنان. البعض لا يريد أن يعترف بذلك». يستذكر تواصله مع الشهابي. يقول: «بعد أسبوعين على اندلاع الثورة في درعا، التقيت الشهابي في دمشق. قال لي إن بشار الأسد مجنون، وسيأخذنا إلى التدمير. في الاتصال الأخير بيننا، قبل أيام، قال لي: سوريا التي نعرفها يا وليد انتهت إلى غير رجعة. وهذا صحيح. سوريا التي وقفتُ معها 29 عاماً، انتهت». لم يكن خدام قد علم بوفاة الشهابي أمس. اتصل به جنبلاط لإبلاغه.

يرى رئيس «جبهة النضال» أن الغرب لن يغيّر موقفه مما يجري في سوريا. «المراد هو تدميرها. والسلاح الذي يصل إلى المعارضة لا يدخل إلا بالقطارة، ولا يهدف إلا لإطالة أمد الحرب، ما يعني المزيد من التدمير». الخلاصة التي يصل إليها جنبلاط هي أن النظام لن يسقط، لكن سوريا تُدمَّر.

لا يكترث لكون موقفه مما يجري في سوريا أفقده تأييد أكثرية دروزها: «موقفي هو لحمايتهم. العلويون سيعودون إلى جبالهم، فيما الدروز يعيشون في بحر من السنة. وأنا أثمّن بيان المشايخ الذي دعا الدروز إلى عدم الالتحاق بالجيش. هذا الموقف يؤكد براءة الدروز من الجرائم التي ارتكبها عصام زهر الدين (عميد في الحرس الجمهوري السوري) في بابا عمرو ضد الشعب السوري». لكن أليس زهر الدين ضابطاً يقاتل المسلحين؟ يجيب بحزم: «هو يقاتل شعبه». شعبَه أم المسلحين من شعبه؟ يرد جنبلاط قائلاً: «لا يهم. انا مع جبهة النصرة ضد النظام السوري. للشعب السوري الحق بالتعامل مع الشيطان، باستثناء إسرائيل، لمواجهة النظام». يكشف أنه سبق أن طالب الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين، «عندما كان جيفري فيلتمان لا يزال في الإدارة الأميركية، بتقديم دعم عسكري جدي للمعارضة السورية، يتيح لها الدفاع عن حمص خلال معركة بابا عمرو. لكن للاسف، لم يقدموا إلا البيانات والمؤتمرات». يراهن على العلمانيين في المعارضة السورية. وبرأيه المستقبل ليس للمتطرفين، و«أحمد معاذ الخطيب ممتاز».

ماذا لو قررت جبهة النصرة نقل عملها إلى لبنان؟ يصمت الزعيم الشوفي قبل أن يقول إن للبنان خصوصية تحميه ويجب الحفاظ عليها. قبل ذلك، وفي سياق الحديث عن المخاطر التي تتهدد البلاد كانعكاس للحرب الدائرة في سوريا، رأى جنبلاط أن اداء حزب الله يفاقم من خطورة الوضع القائم، «وكذلك اداء أحمد الأسير وتغاضي الاعتدال السني وتيار المستقبل عنه». إذا، تيار المستقبل عاجز أمام الأسير، فهل سيكون قادراً على مواجة جبهة النصرة؟ يعود جنبلاط إلى الحوار باباً وحيداً للحل. مع حزب الله، «الحوار مقطوع»، ثم يستدرك ليشير إلى الحوار المستمر بين نواب جبهة النضال الوطني ووزرائها ونواب حزب الله: «اتفقنا على تنظيم الخلاف». ما هي تحفظاتك عن أداء حزب الله؟ «الموقف مما يجري في سوريا». وماذا غير ذلك؟ «ألا يكفي الموقف من سوريا؟ لا أفهم كيف يوفق الحزب بين دفاعه عن الجنوب وأهل فلسطين في مواجهة إسرائيل، وبين دفاعه عن نظام الأسد. للأسف، كان السيد حسن نصر الله زعيم الأمة العربية والإسلامية. أين أصبح اليوم؟».

يرفض رئيس «الحزب الاشتراكي» أي ربط بين انتقاداته المتصاعدة لحزب الله، وبين زيارته الاخيرة إلى السعودية. ينفي أن يكون المسؤولون السعوديون الذين التقاهم قد طلبوا منه حسم امره بين السعودية والحزب. «شرحت لهم موقفي. كأقلية، لا أحتمل أي صدام مع الشيعة ولا مع السنة». هل تفهمون ذلك؟ «قلتُ لهم ما لديّ». يبدو موقف جنبلاط من حزب الله متأثراً إلى حد كبير بما يراه «سعياً من الحزب للفوز بأكثرية نيابية من دوني». يرى ذلك في اقتراح اللقاء الأرثوذكسي، وفي اقتراح القانون المختلط مناصفةً بين النظام النسبي والنظام الأكثري. الاقتراح الأخير قدّمه الرئيس نبيه بري، لكن جنبلاط يسميه «اقتراح حزب الله»، إذ إنه «يمنح الحزب أكثرية نيابية من دوني. اجرينا حساباتنا وظهر لنا ذلك». أين الحل؟ «رئيس الجمهورية ميشال سليمان قبِل بالمختلط. وقبل أيام التقينا، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وأنا على مائدة الوزير نقولا نحاس. وسليمان وافق على المختلط. سعد الحريري اقترح علي في باريس مشروع الـ50 دائرة فرفضته وقلت له إنني لن أقبل بتقسيم الشوف. لاحقاً اقترح المستقبل قانوناً مختلطاً. ونحن اقترحنا قانوناً مختلطاً بنسبة 30 في المئة للنسبية، و70 في المئة للأكثري. حزب الله اقترح المناصفة بين الأكثري والنسبي. علينا الوصول إلى حل وسط. بعد غد (غداً) سألتقي الرئيس بري للبحث في هذا الأمر».

يؤكد رئيس «التقدمي» أنه سيقاطع «أي جلسة تشريعية يُبحث فيها اقتراح اللقاء الأرثوذكسي أو أي اقتراح غير توافقي». وماذا لو تم إقرار قانون رغم مقاطعتك؟ «هذا يعني أنهم يأخذوننا إلى المجهول». لا يمانع جنبلاط تأجيلاً تقنياً للانتخابات، «لكن أي تأجيل سياسي يدخلنا في المجهول أيضاً، ويضرب الاقتصاد وثقة المستثمرين بلبنان». وهل تثق بأن الانتخابات ستجرى في موعدها؟ «لا تزال لدينا فرصة للتوافق. لكن وفق الستين، حزب الله يرفض إجراءها». يكرر موقفه الداعم لقانون انتخابي على أساس لبنان دائرة واحدة مع النسبية، ومن خارج القيد الطائفي والمذهبي، لكن شرط إلغاء الطائفية السياسية وإنشاء مجلس شيوخ. لكنه سرعان ما يوافق على ان هذا المشروع غير مطروح حالياً، وبالتالي لا داعي للاختلاف حول طائفة رئيس مجلس الشيوخ. ينتقد بشدة داعمي الأرثوذكسي، وخاصة مزاودة النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. «للأسف، كانت لجعجع حاضنة وطنية، وكان زعيماً للسنة، لكنه اليوم عاد إلى ما كان عليه». ينفي وجود صراع «مسيحي ــ درزي» مضمر على قانون الانتخابات: «موقف الرئيس ميشال سليمان والمستقلين أخرج الصراع من الدائرة المذهبية».

يشدد على أن علاقته بالحريري جيدة، وممتازة على المستوى الشخصي: «في بداية انعطافتي مع ميقاتي، شرحت موقفي للحريري. لم يتفهم أنني أتعرض للضغط. كان تيار المستقبل يظن أن النظام السوري سيسقط خلال ثلاثة أشهر». ألم تكن مقتنعاً بالامر ذاته؟ «أبداً، انا منذ البداية مقتنع بما قاله الشهابي، وبما وصلنا إليه اليوم»."

     موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه