يبدو أن ليس للكحول منافع تذكر وفق ما كان يقال، إذ عزت دراسة فرنسية جديدة السبب بموت ما يقارب 49 ألف فرنسي في العام 2009 إلى تناول الكحول
يبدو أن ليس للكحول منافع تذكر وفق ما كان يقال، إذ عزت دراسة فرنسية جديدة السبب بموت ما يقارب 49 ألف فرنسي في العام 2009 إلى تناول الكحول، موضحة أنّ نسبة 40 في المئة منهم لم تتعد أعمارهم الـ65 عاماً. تلك خلاصة دراسة نشرتها مجلة «يوروبيان جورنال أوف بابليك هيلث»، أمس الأول، والتي أفادت بأنّه حتى مع تناول جرعة كحول لا تتعدى الـ13 غراماً في اليوم، أي أكثر بقليل من معدل كأس واحد من النبيذ، تزداد مخاطر الوفاة.
وفي هذا السياق، رأت الباحثة المشاركة في الدراسة كاترين هيل أنّ النتائج تؤكد أن «الآثار الضارة للكحول تفوق الحسنات».
وربما تثير هذه الدراسة القلق في فرنسا نظراً لأنها أرفقت نتائجها بالإشارة إلى أنّ الشباب الفرنسي، الذي شكّل نسبة 75 في المئة من العدد الإجمالي، يستهلك يومـياً ما يعادل 27 غراماً من الكحول. وحتى إن تقلصت النسبة إلى ما يقارب النصف خلال 50 عاماً، إلا أنها لا تزال مرتفعـة وفقاً لمعدّي الدراسة.
وفي هذا الخصوص، أضافت الدراسة أنّ نسبة 22 في المئة من الضحايا تراوحت أعمارهم بين 15 و34 عاماً، علماً أنّ غالبيتهم ليسوا ضحايا تناول الكحول مباشرة، لأنّهم توفوا إثر حوادث سير أو حوادث أخرى تعود أسبابهـا لحـالات الاستهلاك الزائد.
وتعلّق هيل قائلة إنّ «هناك تضلـيلاً في المجتمع الفرنسي، ومن الضروري أن يدرك الناس أنهم يشربون كثيراً»، مضيفة «اليوم لا أحد يتفـهم أولئك الذين لا يتناولون الكحـول، فمثلاً لا تستطيع أن تدعو الأصدقاء إلى العشاء من دون أن تقدم لهم الكحول، لأنّه عندها، للأسف، ستخرج عن القاعدة العامة». وأشارت في حديثها إلى أنّ وزارة الصحة الفرنسـية لا تعمل على اقتراح سياسـة وقاية كافية ووافية في هذا المجـال، لافتةً إلى أن معظـم الفرنـسيين «لا يعـرفون مثلاً أنّ الكحول هو أحد المسببات» المباشرة لسرطان الثدي.
وفي هذا الإطار، بيّنت حصيلة الإحصاءات التي أعدتها الدراسة أنّ التناول الزائد للكحول يسبب أمراضاً سرطانية لـ15 ألف شخص، وأمراضاً قلبية لـ12 ألف شخص، وأمراضاً خاصة بالجهاز الهضمي لثمانية آلاف شخص آخر.
كما أظهرت أنه مـن نتائج التناول الزائد للكـحول وفاة ثمانية آلاف شخص إثر الحوادث وحالات الانتحار وجرائم القتل، الناتجة من حالات التناول الزائد للكحول.
ومن باب المقارنة، فإنّ عدد 49 ألف شخص شكّل نسبة 13 في المئة من المتوفين في العام 2009 في فرنسا، فيما كانت النسبة 6,8 في المئة في اسكتلندا، وخمسة في المئة في سويسرا، وثلاثة في المئة في إيطاليا.