لم تتخذ دولة في العالم هذا الموقف الإنساني العام وهو إذا كان يعبر عن التقدير لشخص الراحل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، فإنما ينمّ في المستوى الأول عن أداء الوفاء الكبير لمواقف الراحل تجاه الحق وأصحابه
أعلن الرئيس الايراني حال الحداد العام في الجمهورية الإسلامية لوفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، حيث أصدر مجلس الوزراء برئاسة الرئيس محمود احمدي نجاد قرارا يقضي باعلان حال الحداد العام، يوم أمس الاربعاء في ايران، وذلك بمناسبة وفاة الرئيس الفنزويلي، تكريما للرئيس الراحل هوغو تشافيز واحتراما للشعب الفنزويلي الصديق.
لم تتخذ دولة في العالم هذا الموقف الإنساني العام، وهو إذا كان يعبر عن التقدير لشخص الراحل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، فإنما ينمّ في المستوى الأول عن أداء الوفاء الكبير لمواقف الراحل على خط قضايا العالم المحقة، إذ اتسمت مواقفه في مجملها بالوقوف إلى الحق وأصحاب الحق، فقد كان داعماً كبيرا للقضية الفلسطينية، ولقد عمل الزعيم الراحل على ترسيخ سياسة داعمة لفلسطين. فكان سبّاقاً إبان العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2008_2009 الى إعلان السفير الإسرائيلي شخصاً غير مرغوب في وجوده على الأراضي الفنزويلية، وأعلن خفض مستوى التمثيل مع "تل أبيب" إلى حده الأدنى. وذهب تشافيز أبعد من ذلك قائلاً «ينبغي جرّ الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأميركي، لو كان لهذا العالم ضمير حي».
وكان داعما قويا لحق الجمهورية الإسلامية في امتلاك القوة النووية السلمية، وحقها في التقدم والتطور على مختلف الصعد. وتحمّل في سبيل هذه المواقف، التي لم تقتصر على مجرد الإعلان، أن هاجمت الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل" الصهيونية تشافيز مراراً وازدادت حدة موقفهما العدائي منه، لكنه لم يكترث ولم يتأثر فتابع موقفه العملي بزيارة الجمهورية الإسلامية لثماني مرات وجرى التعاون والتبادل التجاري والثقافي والعلمي على أكمل وجه. لذا أن تعلن إيران الحداد العام على الرجل وكأنه واحد من أبنائها فيه حس كبير من الوفاء والتقدير الذي يفتقره العالم وحكام العالم في عصرنا الراهن لرجاله العظام.
إيران الإسلام، بقيادة أيه الله العظمى السيد الإمام علي الخامنئي، تعّلم العالم كيف تدار الأمم بالأخلاق الحميدة والحكمة العالية والوقوف إلى جانب الحق المسلوب للشعوب المستضعفة. لم يخطئ تشافيز حين نصّب اهتمامه وتقديره الكبير لإيران ولقيادة إيران، وحين قرر أن يفتح باب الصداقة والأخوة والتعاون مع هذا البلد الإسلامي العريق. في هذه الأيام الصعبة على الشعب الفنزويلي العاشق لقائده الراحل أدرك حكمة هذا القائد ولمس فعلياً وفاء إيران لقائدهم الكبير..
فتحية لتشافيز الإنسان الكبير بمواقفه الإنسانية .. وتحية لإيران الإسلامية بمدرستها الأخلاقية العالية الأممية التي نادرا ما يشهد التاريخ الإنساني مثلها..
ونردد مع المخرج السينمائي الأميركي، أوليفر ستون، وهو من منتقدي سياسة الحكومة الأميركية، إن المناضلين في العالم بوفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، خسروا بطلاً عظيماً، وقال ستون في بيان نشره موقع 'هوليوود ريبورتر' الأميركي، 'أنعي بطلاً عظيماً لغالبية شعبه والذين يناضلون حول العالم للحصول على مكان'.