مرة جديدة بيروت نقطة اطلاق لفعاليات مؤسسة الفكر العربي بعد التأسيس والمناسبة إطلاق مشروع المحتوى الرقمي العربي
مرة جديدة بيروت نقطة اطلاق لفعاليات مؤسسة الفكر العربي بعد التأسيس والمناسبة إطلاق مشروع المحتوى الرقمي العربي: التقرير الاحصائي للمحتوى الرقمي العربي "مآرب" والتقرير التأسيسي للمحتوى الرقمي العربي (الواقع والدلالات والتحديات". وذلك في مؤتمر صحافي عقده أمين عام مؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبد المنعم وبمشاركة شخصيات فكرية وسياسية وديبلوماسية واعلامية وأكاديمية، مشاركة واسعة في أوتيل فينيسيا/ بيروت.
المؤتمر الصحافي الذي شهد كلمات وشروحات تقنية ومنهجية لعمل الموقع الذي دخل حيّز التنفيذ شرح للأهداف والمنهجية من انتاج قاعدة بيانات إحصائية على المستوى الرقمي العربي على شبكة الانترنت ورصد المحتوى الرقمي العربي والربط بين الجوانب المعرفية والاقتصادية والتقنية الى شروحات حول المنهجية التي اعتمد في قوامها على 20 مليوناً و451 ألفاً و84 وحدة معلوماتية، وبحيث يغطي المحتوى الرقمي الفترة الواقعة من 1990 وحتى 13 كانون الأول 2011. ويغطي المحتوى الرقمي كل ما هو مطلوب ومكتوب بحروف عربية على شبكة الانترنت، الى عرض للنتائج واستخلاص نسب ومؤشرات المحتوى الرقمي العربي في مجالات الاهتمام والثقافة والاقتصاد والعلوم والتعليم والسياسة والقانون والفكر والأمن والاعلام والتواصل، الى نوعية المحتوى وخصائصه.
أما التقرير التأسيسي للمحتوى الرقمي العربي فعرض للواقع والدلالات والتحديات ورؤية تحليلة ونقدية للمحتوى الرقمي العربي على شبكة الانترنت. بعد كلمة ترحيبية لمؤسسة الفكر العربي، ألقت الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور كلمة مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور عبدالله محارب، فأكدت ان إطلاق مرصد المحتوى الرقمي العربي على الانترنت يشكل انجازاً متقدماً في مواكبة الثورة التكنولوجية الحديثة، كما يدل إطلاق التقرير التأسيسي للمحتوى الرقمي العربي على ارتكاز مؤسسة الفكر العربي على استراتيجية علمية واضحة تهدف الى وضع البيانات ورصد الثغرات وتحديد الأولويات والأهداف والعوائق.
كما أكدت الحاجة للنهوض بالمحتوى الرقمي العربي، إذ ان نسبة هذا المحتوى لا تتجاوز 3% في حين تبلغ نسبة مستخدمي الانترنت من العرب 14,2% أي ما يعادل 41 مليون شخص من أصل 300 مليون ناطق باللغة العربية، وهي نسبة ضئيلة إذا ما قورنت بنسبة المحتوى الرقمي باللغات الأخرى.ثم تحدث المدير الاقليمي لمنظمة اليونسكو الدكتور حمد الهمامي، الذي أكد أهمية المشروع في الربط ما بين الجوانب المعرفية والاقتصادية والتقنية ورصد المحتوى الرقمي العربي على الشبكة العالمية.
وأشار الى اليونسكو الدائم الى حرية تبادل الأفكار والمعرفة، والوصول العالمي للمعلومة، وتشجيع النشر العالمي، وبالتالي اعادة تحديد معنى الحصول العالمي على المعلومات في اللغات كافة عبر تطوير أدوات التواصل في الفضاء الالكتروني. ولفت الى مبادرة "بابل" التي أطلقتها اليونسكو بهدف استخدام تكنولوجيا المعلومات والتصالات لدعم التنوع اللغوي والثقافي، إضافة الى مبادرة عدة، لكنه على الرغم من الجهود المبذولة من قبل المنظمات الدولية والاقليمية والمحلية، لا تزال هناك فجوة رقمية بأشكال متعددة، تتضافر في ما بينها تبعاً للوضع الوطني أو المحلي.
وتحدث مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي التابع لأرامكو السعودية الأستاذ فؤاد بن فهد الذرمان، فأكد ان المحتوى الرقمي العربي على الانترنت يشكل تحدياً كبيراً من حيث الكم والنوعية، إذ يشكل هذا المحتوى نحو 4 في الألف من اجمالي المحتوى العلامي، وهذا جزء من سلسلة تحديات معرفية وثقافية لا نستطيع مواجهتها منفردين، لافتاً الى أن مؤسسة الفكر العربي استخدمت في مشروعها وسائل جديدة في عمليات الرصد والتتبع والتصنيف الآلي لعيّنة كبيرة غير مسبوقة في حجمها، تمتد منذ بداية الانترنت قبل نحو 20 عاماً وتشمل ملايين الوحدات المعلوماتية بصيغة النصوص والصور والفيديو.
وركز الذرمان على العلاقة الوطيدة ما بين المركز ومؤسسة الفكر العربي والتي تبلورت في سنة 2010 بتوقيع مذكرة تعاون مشترك، مشيراً الى ان مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي ولد ليكون رقمياً وهو يستمد رؤيته من شركته الأم أرامكو، ونتطلع ليكون هذا المركز من روائع القرن الحادي والعشرين ويشكل اسهاماً عربياً أصيلاً في صناعة الحضارة الانسانية المعاصرة.
واختتم الحفل بعرض الكتروني لجوانب المشروع كافة من قبل المشرفين عليه، إذ أكد الدكتور عماد بشير ان المشروع هو عبارة عن دراسة رقمية ذات منحى دلالي وينفرد بمنهجية إلكترونية مع تدخل انساني طفيف. واعتبر ان المشروع سيسهم في تعزيز الوجود الرقمي العربي على الانترنت، كما انه سيدفع الى تطوير محركات وأدلة البحث العربية المتوافرة على شبكة الانترنت. لافتاً الى أن مؤسسة الفكر العربي تنفرد بهذا المشروع على مستوى الرصد والتقييم، وأن كل المبادرات التي تسعى الى تعزيز هذا المحتوى ستكون مدينة للمؤسسة لاحقاً.
وتحدث أستاذ اللغويات الحاسوبية في جامعة عين شمس الدكتور خالد الغمري عن المشروع الذي يرصد المحتوى الرقمي العربي في سياقاته الجغرافية والتاريخية والاجتماعية والتقنية، مشيراً الى أن مشكلة المحتوى العربي ليست مشكلة حجم فقط وإنما في كونه محتوى لا يجيب على الأسئلة، وأن المشكلة هي نوعية وليست كمية، ذلك ان المحتوى المتاح لا يلبي الاحتياجات المعلوماتية والمعرفية لدى المستخدم العربي لشبكة الانترنت، لذلك هو يلجأ الى محتوى بلغات أخرى خصوصاً الانكليزية. وأشار الى أن عملية الرصد لها مخرجات هي التقرير الورقي وقاعدة بيانات احصائية كمصدر للمعرفة والمعلومات وهي تقدم احصائيات للراغبين في الاستثمار في المحتوى العربي.
وقدم خبير المعلوماتية جمال غيطاس شرحاً مستفيضاً حول المرصد الرقمي للمحتوى العربي (مأرب)، الذي يستند على عيّنة قوامها 20 مليوناً و451 ألفاً و84 وحدة معلوماتية، ويغطي الفترة الواقعة ما بين العام 1995 و2011. ولفت الى أنه سيتم تحديث المحتوى لاحقاً بصورة دورية كل ستة أشهر. ويقصد بالمحتوى الذي يغطيه المرصد كل ما هو مكتوب بحروف عربية على شبكة الانترنت، أو ما هو مسجل بأصوات عربية، أو مصور بشكل يستدل به على مصدره العربي.
ومن الملاحظات الواردة والتي عرض لبعض منها الدكتور عبد المنعم النقاط التالية:
ـ هناك 104,899 حاسباً خادماً تمثل 83%من الحاسبات الخادمة للمواقع التي تقدم محتوى عربياً لا يعرف ما اذا كانت تحت سيطرة وادارة بلدانها أو ما اذا كانت موجودة خارجها، أي خارج دول الوطن العربي.
ـ من بين 126,380 نطاق أسماء مستخدمة في المواقع العربية، لا يتم استخدام نطاقات الأسماء الوطنية (العلم الإلكتروني) إلا في 15,806 مواقع أي بنسبة قدرها 13% فقط.
ـ المواقع العربية الأكثر التزاماً بنطاقها الوطني (أي علمها الالكتروني) هي المواقع التونسية 77%، المواقع الفلسطينية 71%، المواقع الموريتانية 68%، المواقع الاماراتية 66%.
ـ أما المواقع العربية الأقل التزاماً بنطاقها الوطني (علمها الالكتروني) فهي: الجزائر 13%، مصر 18%، العراق 20%، اليمن 23%، سورية 24%.
ـ تحتل الحكومة اللبنانية المرتبة الأولى عربياً بمعدل 14,8%، حيث سجلت أقوى أداء عربي في المنافسة على الحضور عبر الويب. أما الكويت ومصر فسجلتا أضعف أداء حكومي بنسبة لا تتجاوز 4% من قنوات النشر.
ـ إجمالي عائدات المواقع التي تقدم محتوى عربياً يصل الى مليار و419 مليوناً و104 آلاف دولار أميركي.
ـ تقدر القيمة السوقية للمحتوى الرقمي العربي بـ7 مليارات و791 مليونا و399 ألف دولار.