لبنان... ولو لم يكن لدبي حظوة نفطية وإدارية، لكان البلد الصغير أقدر على احتضان "مدينة إعلامية " تستقطب قنوات العالم .
ضياء ابو طعام
لبنان... ولو لم يكن لدبي حظوة نفطية وإدارية، لكان البلد الصغير أقدر على احتضان "مدينة إعلامية " تستقطب قنوات العالم .
البلد الصغير جغرافياً هو "ضخم" ايضاً من المنظور الجغرافي . فهو في قلب منطقة مليئة بالأحداث السياسية مذ رمى أبناء نبي الله يعقوب عليه السلام أخوهم يوسف في إحدى آبار فلسطين قبل ان يلتقطه بعض تجار القوافل ويبعونه في احد أسواق مصر الفرعونية .
اليوم ، زادت على آبار الأحداث الفلسطينية وغليان الشوارع المصرية مسارات دماء سورية، وغرف مخططات تركية، وانقسامات مائية سودانية .... إلخ ، ولبنان في الوسط ، بعيد عن حقيقة الخبر بعض فراسخ ، ولكن...
يفتح شاب ما بين الـ18 والـ20 عاماً كتاب مدخل علم الإعلام لطلاب السنة الاولى في كلية الإعلام والتوثيق ليقرأ في صفحاته الأولى:
يعرف الإعلام بأنه في الإخبار والتوضيح والشرح ، بأدوات صحفية مهنية ، ضمن ضوابط المسؤولية والموضوعية .
يفتح هذا الشاب " إي إي .... هوي ذاته " نشرة أخبار قناة لبنانية (بعينها منذ سنوات) سواء عبر "الماوس" أو "الريموت"، فيقرأ فناً من نوع آخر: "استهداف موكب قيادي على الطريق بين جديدة يابوس السورية ونقطة المصنع اللبنانية ومعلومات تتحدث عن إصابة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بجروح خطرة " – انتهى الخبر .
لم يكد هذا الشاب "نفسه" ينس بعد على المحطة "نفسها " قصة مرض السيد حسن نصرالله المفاجئ والذي أدى إلى نقله إلى طهران للعلاج ، وهو بحالة حرجة !!
أيهما يصدق: ما قرأه في كتاب "علم الإعلام" ام تقوله هذه المحطة وأخواتها (هني ذاتهن )؟؟..
لم تطل الحيرة كثيراً ، فهذا سماحة السيد يطل عبر المنار ، وذاك سماحة الشيخ يوزع هدايا على مكرمَات (كانت إحدى بنات جيران الشاب ضمنهم ) ، إذاً ، فالكتاب لم يخطئ .
أخطأت المحطة التي "إن خيَرنا بين المسؤولية والسبق نختار المسؤولية لذلك لم نذهب إلى أعزاز كما فعل غيرنا " ، يقول ذات مرة مدير أخبارها .إذا ، فخبران كاذبان ، بسرعة يروجَان ، وعلى خدمات العاجل ينتشران ، وعلى المواقع الاكترونية كالماء يسيلان ، والمحطة في لبنان ، والسيد والشيخ ليسا بعيدان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟؟؟
لا فرق إن انفجر دولاب شاحنة على اوتوستراد الصياد قرب الضاحية او سيارة مفخخة على اوتوستراد الشهيد هادي نصرالله في وسط الضاحية ، ففنَ الإخبار والتوضيح والشرح بحسب هذه المحطة يجبرها ان لا تكذب خبرها الثاني الذي تمسمر على كعب الشاشة طوال ساعات كان خلالها سائق الشاحنة الكويتية قد أصبح على حدود الأردن !!!
طيب "بلا طول سيرة ".... في الجزء الثاني من كتاب مدخل إلى علم الإعلام ، سيقرأ ذاك الشاب ( الله وكيلكن هوي بذاته ) أن عدم توخي المصداقية والموضوعية والتأكد من صحة الأخبار قبل عرضها ، يعتبر عملا صحفياً "ناقصا" ويفتقد الى المهنية.
هااااااااا هاااااااا (بحسب تعبير جدتي)... هون حطنا الجمَال: هي أخبار ناقصة إذاً وتفتقد إلى المهنية ، وحين تسري كالنار في الهشيم بين الجمهور عبر استخدام كل وسائل الاتصال الحديثة ، هنا يصبح النقصان كبيراً الى حد التشوَه ، وتصبح المجاهرة بعدم المهنية إلى هذا الحد "وقاحة"...
ولكن مهلاً، إحمل أخاك على سبعين محمل ، ولنصدق أن هذه الأخبار (المشوهة الوقحة) هي اخبار صادرة عن جهة "مسؤولة دققت ومحصَت ودرست و"خططت" قبل نشر الخبر... هناك نعود الى حقيبة ذاك الشاب (خلص، صرتو بتعرفوه) وتحديداً إلى الفصل الثاني من كتاب " نظريات علم الإعلام "، سنجد مكتوباً : الحرب النفسية هي أداة إعلامية تستخدمها جهة ما لإضعاف جبهة خصومها أو لتعزيز تماسك جبهتها الداخلية بهدف فرض السيطرة والتفوق ووسيلة الحرب النفسية:
التهويل –بث الأخبار الكاذبة – نشر الإشاعات... (لا تعليق... سكروا الكتاب بسرعة قبل ما يتهمنا هاشباب بالتخوين)!