قد لايعرف أكثر العرب أن رئيسا لدولة فنزويلا يدعى هوجو تشافيز قد توفي قبل أيام .. أما الغرب فيعرف لكنه لايريد التعرف عليه لاميتا ولاحيا.
زهير ماجد - الوطن العمانية
قد لايعرف أكثر العرب أن رئيسا لدولة فنزويلا يدعى هوجو تشافيز قد توفي قبل أيام .. أما الغرب فيعرف لكنه لايريد التعرف عليه لاميتا ولاحيا.
يعرف هؤلاء العرب دولة واحدة تدعى الولايات المتحدة ولها مشتقاتها في قاموسهم، مثل فرنسا وايطاليا وألمانيا وبريطانيا,.. إسرائيل. أسماء احتشدت في البال فصارت هي الأساس طالما أنها من الأقرب إلى الوجدان، ثم للسياسة. هنالك دائما عواطف تتدرج مع الميول السياسية، وأحيانا يحصل العكس، فيما بعض الأحيان لايحصل لاهذا ولا ذاك ـ تماما كما هو الحال الرسمي لأكثر العرب مع فقيد كبير باتت جنازته الضخمة والهائلة معبرا عن قامته، وبات حضوره الأميركي لاتيني أكثف بكثير من كل حضور آخر.
بالمقابل، لم يكن تشافيز ليذكر من ليس يخطر على باله ، فهو ينساهم أو يتناساهم .. حدوده الممتدة كانت معروفة، ولن يغفر لمن سيتولى الحكم بعده أن يمسحها بخارطة جديدة او يعيد فنزويلا حديقة خلفية للولايات المتحدة ، تفعل فيها ما تشاء، تحفر لها الخطط، وتضغط عليها كي تقدم لها الولاء.
هذا الرئيس الذي كان من طينة بلاده السمراء، طبع فنزويلا بطبعه ووضع لها مساحة علاقات مدروسة تشبه مفاهيمه ومعتقداته ومبادئه. على تلك الأسس كان يعرف من هو العربي الذي يصافحه ويشد على يديه، بل كانت وجهته نحو هذا أو ذاك تنبع من قيم تشافيزية فهمها الغرب، وتفهمها العرب. لكنه لم يغلق الباب على هؤلاء جميعا ،هم من أغلقه، بعدما رأوا فيه صوتا مدويا ضد الولايات المتحدة الأميركية، فأصبحوا هم معادلتها في وجهه.
لم يحضر العرب جنازته المهيبة، وخصوصا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يعرف كم هو فلسطيني تشافيز حتى العظم .. تنكر قادة فلسطين لمن راودهم عن فلسطينيته، وهو من طرد السفير الاسرائيلي ذات يوم، وقيل ان بعض القادة الفلسطينيين انزعجوا يومها من عملية الطرد. اما بقية العرب فليس مايجمع بينه وبينهم، بل ثمة مسافات يصعب التحامها نظرا لبونها الشاسع.
ودعت فنزويلا بطلها، هو صنع بطولتها، وهي غردت بشهامة ما فعله.
يقال إن الفرح الأميركي غمر وجه الرئيس أوباما وطاقمه السياسي وهم يتلقون خبر وفاته. ترى ماذا لو كان خلفه يشبهه، أو لديه المواقف عينها (!) .. يراهن الأميركي على عودته الى القارة السمراء من خلال الباب الذي فتح برأيهم، وهو وهم حتى الساعة، بل أمل غامض ليس له اساس من الصحة طالما ان فنزويلا مازالت مقادة بأنفاس تشافيز وهو في تحنيطه، إلى أن يتغير الواقع الفنزويلي أو يتم التمسك بالتشافيزية حتى آخر سطر فيها.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه