23-11-2024 09:06 AM بتوقيت القدس المحتلة

تقرير الصحافة والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 11-03-2013

تقرير الصحافة والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 11-03-2013

أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 11-03-2013


أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 11-03-2013

 

صنداي تلغراف: بلير يواجه هجوما عنيفا من قادة الجيش
أشارت صحيفة ذي صنداي تلغراف إلى ذكرى مرور عشر سنوات على غزو العراق، وقالت إن رئيس الورزاء البريطاني الأسبق توني بلير يواجه أسئلة رئيسية بشأن الحرب التي اندفع إليها مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وقالت الصحيفة إنه بعد مضي عشر سنوات على غزو العراق، فإن توني بلير وحكومته -التى كانت تتولى المسؤولية حينئذ- يواجهان هجوما عنيفا من جانب مسؤول دبلوماسي ومن جانب قادة في الجيش البريطاني، وذلك بشأن السياسة التي اتبعها أثناء الحرب التي شغلت فترة وجوده في السلطة. وأضافت أن بلير يتعرض لاتهامات بشأن أسلوب تعامله مع القوى الدولية ومع نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وبشأن ارتكاب بلير أخطاء قادت إلى ضعف جاهزية القوات البريطانية التي شاركت في الغزو. كما يواجه بلير اتهامات بإصراره على دعم سياسة بوش، وذلك لدرجة أن بلير لم يفرض أي شروط مسبقة للموافقة على الزج ببريطانيا في هذه الحرب إلى جانب الولايات المتحدة. وأضافت الصحيفة أن مسؤولا كبيرا في البيت الأبيض إبان فترة بوش أكد للمرة الأولى أنه كان متأكدا هو وطاقم العاملين في البيت الأبيض أن بلير كان سيدعم أي عمل عسكري تقوم به الولايات المتحدة بالتعاون مع دول أخرى، وذلك قبل أن يقوم بلير بإعلان ذلك بفترة طويلة. وقالت صنداي تلغراف إن إعلان بلير يتناقض بشكل كلي مع ما أكدته حكومته حينئذ من أنها لن تشارك في عمل عسكري ضد العراق إلا في حال استنفاد جميع الخيارات الأخرى، بما فيها عمليات التفتيش الدولية. وفي سياق متصل، نسبت الصحيفة للسفير البريطاني السابق لدى واشنطن السير كريستوفر ماير القول إن بلير قال لبوش "أنا معك مهما يكن"، وأضاف السفير البريطاني السابق بالقول إنه في صباح يوم أحد من تشرين الثاني 1997 أو بعد أقل من يومين من تسلمه لمهام منصبه سفيرا في واشنطن، فإنه تلقى مكالمة عاجلة من أحد كبار مسؤولي الخارجية الأميركية بشأن العراق. وأوضح السير ماير أن المكالمة كانت من توماس بيكرنغ، والتي يقول فيها إن صدام حسين صار يتحدى مفتشي الأمم المتحدة مرة أخرى، وهم الذين يقومون بالتأكد من عدم إخفاء "الدكتاتور" العراقي أسلحة دمار شامل، وأضاف السير ماير أن بيكرنغ دعاه للحضور إلى مكتبه صبيحة اليوم التالي، وذلك لمناقشة ما يمكن فعله. وقال السير ماير إن العالم ربما يبدو أفضل من دون صدام، ولكن العراق لم يتحول إلى جنة ديمقراطية في ظل ما يشهده من عنف واضطرابات، وأما المستفيد من غزو العراق على المستوى الإستراتيجي فهي إيران. وأضاف أن بوش وبلير يزعمان أن التاريخ سيبرر فعلتهما المتمثلة في غزو العراق، ولكن يبدو أنه من المبكر جدا التحقق من صحة زعمهما، وأشار إلى أن رئيس الوزراء الصيني الراحل شو إن لاي كان قال في سبعينييات القرن الماضي إنه من المبكر التحقق من أثر الثورة الفرنسية.

 


ديلي تلغراف: شحنات من الأسلحة للثوار السوريين  
ذكرت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية أن الولايات المتحدة نسقت عمليات نقل شحنات كبيرة من الأسلحة جوا من كرواتيا، وأنها ساهمت بمساعدة من بريطانيا ودول أوروبية أخرى في نقل آلاف الأطنان من الأسلحة من مطار زغرب وإيصالها إلى "المتمردين" السوريين عبر الأردن وتركيا. وأضافت نقلا عن صحيفة كرواتية أن هذا التدخل الغربي غير المباشر بصورة كبيرة في الأزمة السورية جاء ليسبق القرارات التي اتخذها وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الأسبوع الماضي والمتمثلة في ضرورة توفير الأسلحة غير الفتاكة والتدريب "للمتمردين" السوريين. ونقلت ديلي تلغراف عن الصحيفة الكرواتية القول إن قرابة ثلاثة آلاف طن من الأسلحة تم شحنها من مطار زغرب على متن 75 طائرة شحن، وأن معظمها تم إرساله عبر الأردن للمتمردين السوريين منذ تشرين الثاني الماضي. وأضافت ديلي تلغراف أنه تم تأكيد منشأ الأسلحة على أنها أسلحة من يوغوسلافيا السابقة، وأنها شوهدت في أيدي "المتمردين" السوريين في العديد من شرائط الفيديو، كما سبق أن أشارت الصحيفة وصحف أخرى الشهر الماضي، ولكن القصة الجديدة تشي بأن كميات الأسلحة أكبر بكثير مما أشير إليه سابقا. وقالت إن السعودية دفعت ثمن هذه الشحنات من الأسلحة التي تمت عن طريق عطاءات قدمتها الولايات المتحدة، ومن خلال مساعدة من تركيا والأردن وبعض جيران سوريا لإيصالها إلى داخل سوريا. وأضافت أن هذه الأسلحة قدمت من كرواتيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى، بمن فيها بريطانيا، دون أن توضح ما إذا كانت أسلحة بريطانية المنشأ أم أنه تم شراؤها عن طريق بريطانيا. وأوضحت أن الأسلحة تشتمل على قاذفات صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات من طراز "أم 79" وغيرها من الأسلحة النوعية. كما أشارت الصحيفة إلى الدور الذي تلعبه كل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا في تقديم الدعم اللوجستي والتدريب لقادة "المتمردين" السوريين والضباط السوريين الذين انشقوا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 


معهد واشنطن: مؤشرات اندماج الصراعين السوري والعراقي
انتقل الصراع في سوريا خلال الأسبوع الماضي إلى العراق بطرق غير مسبوقة. ففي 2 آذار/مارس، أصبح "معبر اليعربية" الحدودي مسرحاً للقتال بالأسلحة الثقيلة، مما أجبر قوات النظام المدافعة عن الموقع على الانسحاب إلى داخل العراق ودفع قوات الأمن العراقية إلى فتح النيران على ثوار "الجيش السوري الحر". وبعدها بيومين، تعرض موكب أفراد عسكريين سوريين لكمين في شرق العراق أثناء عودتهم إلى وطنهم، مما أدى إلى وفاة واحد وخمسين سوري وعراقي. وسواء شن هذا الهجوم مقاتلون سوريون دخلوا العراق أو مقاتلون قائمون داخل العراق من المتعاطفين مع الثوار، فإن التداعيات واضحة وجلية: وهي أن الحدود لم تعد تمثل عقبة أمام انتشار الحرب. وفي الوقت الذي تشتد فيه التوترات الطائفية داخل العراق، فإن آخر ما تريده البلاد هو أن تصبح مشاركاً نشطاً في الصراع السوري الذي يكتسي بصبغة طائفية متزايدة.
الخلفية لقد سعت الحكومة العراقية بقيادتها الشيعية منذ فترة طويلة إلى تسوية الأزمة في سوريا عن طريق التفاوض على نحو يحول دون تحقيق الثوار السنة لانتصار كامل، وهو ما يتوافق عن قرب مع مواقف الدول الأخرى المؤيدة للأسد مثل إيران وروسيا. لقد عملت العراق على تزويد النظام بدعم هائل غير مباشر لتعزيز قدرته العسكرية المتضائلة، وقد تم استغلال الطرق والمجال الجوي العراقي لنقل الأسلحة من إيران إلى سوريا. كما أن بغداد غضّت الطرف عن حركة المسلحين الشيعة العراقيين عبر الحدود الذين يقاتلون إلى جانب النظام فضلاً عن متطوعي «حزب الله» اللبنانيين (على سبيل المثال، وجود "كتيبة أبو الفضل العباس" بالقرب من منطقة "السيدة زينب" في سوريا). وفي الوقت ذاته أدان المسؤولون العراقيون الدعم الخارجي للثوار السوريين. ففي 22 شباط/فبراير، وجه وزير النقل هادي العامري (قائد منظمة بدر الشيعية) اتهامات إلى تركيا وقطر بتسليح "جبهة النصرة"، وهي لواء من الثوار تابع لـ تنظيم «القاعدة في العراق». وهو يرى أن توفير "المال والسلاح للقاعدة [في سوريا] يعد بمثابة إعلان عمل عسكري ضد العراق". وفي 27 شباط/فبراير، حذر رئيس الوزراء نوري المالكي قائلاً "إذا انتصرت المعارضة، فسوف تندلع حرب أهلية في لبنان، وستحدث انقسامات في الأردن، فضلاً عن اندلاع حرب طائفية في العراق". وبالإضافة إلى انتشار التخوف من رد الفعل المعاكس من الدول السنية ضد العراق الخاضع لحكم الشيعة، فإن المشهد القاتم بشأن المعارضة السورية أصبح يكتسي بتوترات سياسية متصاعدة مع العرب السنة في الداخل. فقد ارتفعت بكثرة اللافتات والشعارات المؤيدة لـ "الجيش السوري الحر" في العديد من الاحتجاجات المناهضة للمالكي في محافظة الأنبار، كما اعترفت الحكومة العراقية منذ فترة طويلة بالروابط العاطفية وشبكات التهريب القائمة بين السوريين والعراقيين على طول "وادي نهر الفرات" و"صحراء الجزيرة".
العنف على الحدود في بداية تموز 2012، نشر الجيش العراقي موارد إضافية لدعم مواقعه على الحدود السورية. وفي الأنبار، تم إرسال وحدات من اللواءين الثامن والعشرين والتاسع والعشرين والعديد من سرايا الصاعقة إلى قواعد دوريات بالقرب من الحدود، بينما تم نقل عناصر من اللواء الثامن والثلاثين من محافظة ذي قار الجنوبية إلى "معبر ربيعة" الحدودي (الجانب العراقي من "معبر اليعربية" الحدودي) في شمال غرب محافظة نينوى. وبالإضافة إلى الدفاع عن المدن الحدودية من انتشار عدوى العنف، كان الهدف من عمليات الانتشار هذه تضييق الخناق على التعاون الحدودي بين القبائل العراقية والثوار السوريين وكذلك تيسير مرور المعونات العسكرية إلى النظام في دمشق. تُظهر الأحداث الأخيرة في منطقة الربيعة كيف أن الوضع الحدودي أصبح أكثر هشاشة، مع دخول قوات الجيش العراقي في مصادمات مسلحة أكثر تكراراً مع الثوار السوريين. إن القوات التي يهيمن عليها الشيعة في منطقة الربيعة تعد جديدة نسبياً على المنطقة وتعرضت بشكل متكرر للاستهداف من قبل تنظيم «القاعدة في العراق»، بما في ذلك عن طريق تفجير سيارة انتحاري في تشرين الثاني أدى إلى إصابة ستة أفراد. وبالإضافة إلى ذلك، قُتل سبعة جنود عراقيين وأُصيب اثنان وعشرون خلال السنة الماضية في تبادل لإطلاق النيران عبر الحدود أو في مواجهات مع المهربين. كما قُتل جنديان مؤخراً في تبادل لإطلاق النيران على الحدود في 2 آذار. وفي ذلك اليوم أصابت قذائف هاون أُطلقت من سوريا مواقع عراقية، كما أطلق القناصة العراقيون وأطقم الهاون النار على ثوار "الجيش السوري الحر" الذين اقتربوا من "معبر ربيعة" الحدودي بعد أن لاذت قوات الحكومة السورية إلى هناك. وفي اليوم السابق، تسبب صاروخ مدفعية أرض- أرض كبير أُطلق من سوريا -- وصفه المتحدثون الرسميون العراقيون بأنه صاروخ "سكود" يحمل "رأساً حربياً وزنه نصف طن" -- في حدوث فتحة بعمق ثلاثة أمتار شرق ربيعة، على بعد أقل من أربعين ميلاً من مدينة الموصل ثالث أكثر المدن اكتظاظاً بالسكان.  وقد كان حادث يوم الاثنين صادماً بصفة خاصة -- حيث تم إرسال القوات السورية التي دخلت إلى العراق في 2 آذار إلى "معبر الوليد" في شرق الأنبار من أجل إعادتهم إلى وطنهم، لكن موكبهم تعرض لكمين بقنابل مزروعة على جانب الطريق وقذائف هاون ونيران أسلحة صغيرة بعد فترة وجيزة من وصوله إلى الموقع العراقي. وذكرت التقارير أن اثنين وأربعين جندياً سورياً وتسعة من المرافقين العراقيين لقوا حتفهم. ويمثل الهجوم عدداً من السوابق في المنطقة. إذ أن منطقة الرطبة في محافظة الأنبار هي مركز للشاحنات على الطرق المؤدية إلى سوريا والأردن، وقد عاود تنظيم «القاعدة في العراق» الظهور هناك مجدداً منذ عام 2010. كما كانت منطقة الصحراء الغربية غير الخاضعة للسيطرة مسرحاً للعديد من الأحداث المروعة، أبرزها اكتشاف قطع رؤوس ثلاثة مشايخ بارزين في تموز 2011 وتفجيرهم لمنع دفنهم، ومجزرة أيلول 2011 لواحد وعشرين حاجاً شيعياً كانوا يستقلون حافلة في النخيب. وربما يشير الترتيب المسبق لكمين 4 آذار أن المواكب السورية أمر منتظم الحدوث في المنطقة، وأن المهاجمين تلقوا معلومات مسبقة من مصادر محلية في صفوف السكان المحليين أو قوات الأمن.
التداعيات على سياسة الولايات المتحدة من الواضح أن اندماج حركات التمرد السورية والعراقية سيضر بمصالح العراق وسوريا والولايات المتحدة على حد سواء. لذا يجب على واشنطن أن تُشرك بغداد لمنع انتقال الحرب من سوريا إلى أكثر من ذلك داخل العراق، وهو ما قد يبث الحيوية مجدداً في تمرد العرب السنة المحتضر. وعلى وجه الخصوص، يجب على واشنطن أن تذكِّر بغداد بقوة بالتبعات المزعزعة للاستقرار في حالة المبالغة في ردود فعل القوات الحكومية أو الجماعات الشيعية، لا سيما لو أخذوا إجراءً ضد مجتمعات السنة الداخلية في محاولة لاستئصال الجهاديين العراقيين والسوريين. كما ينبغي على واشنطن أن تُحجِّم من رواية بغداد المتصاعدة بشأن احتجاجات السنة في العراق ووصفها بأنها مجرد "انتشار للعنف من سوريا"، وهي رواية أعلن عنها مستشار الأمن القومي فالح الفياض في 25 شباط. فتصريحه بأن "الانقسامات في سوريا قد تؤثر على وحدة العراق" تخفي وراءها حقيقة أن فشل بغداد في دعم المصالحة الطائفية منذ عام 2009 كان محفزاً رئيسياً لغضب السنة وأن ذلك الوضع يجب تصحيحه. إن الموجة الحالية من الاعتقالات "الوقائية" في أجزاء يقطنها السنة في العاصمة وحولها لا تعمل سوى على زيادة مخاطر انتشار العنف التي حذر منها الفياض. وسوف يطمئن مجتمع السنة لو تعاملت بغداد بحزم مع الجماعات الأمنية الشيعية الجديدة، مثل "جيش المختار"، التي تسعى إلى استغلال الخوف الطائفي المتزايد داخل المجتمع الشيعي من خلال التهديد بتطهير المناطق المختلطة من السنة. كما قد تأتي لحظة انفجار حقيقية بعد الإطاحة بنظام الأسد، حيث قد تتصادم حينها فرحة السنة العراقيين مع القمع الحكومي في بغداد والمناطق المحيطة. ولو جاءت تلك اللحظة، يجب أن يكون القادة والدبلوماسيون الأمريكيون على استعداد لتكريس جهودهم لدى الحكومة العراقية في وقت سيتجه فيه جُل الاهتمام إلى الأحداث الجارية في سوريا. وستحتاج واشنطن أيضاً في ذلك السيناريو إلى الضغط على الفصائل في سوريا ما بعد الأسد لعدم التدخل في العراق.

 


معهد واشنطن: كسب تأييد الجمهور
أثارت رحلة الرئيس أوباما القادمة إلى الشرق الأوسط توقعات وتكهنات بشأن حرصه على القيام بتلك الزيارة في هذا الوقت. فمن جانب، سيكون 2013 هو العام الذي سيود فيه أوباما ترجمة رصيده السياسي الذي اكتسب زخماً مؤخراً إلى إنجازات تشريعية داخلية مستحقة -- لا سيما في مجالات الهجرة والسيطرة على الأسلحة وعدم المساواة في الدخل والتغير المناخي. إن مستشارو أوباما ربما يقولون له إن أمامه ما تبقى من فترة ولايته الثانية حتى 2016 للتركيز على السياسة الخارجية وأنه إذا لم يحقق إنجازات داخلية في عام 2013 وهو لا يزال يتمتع برصيد سياسي متجدد، فسوف يكون رئيساً أكثر ضعفاً في مجال السياسة الخارجية خلال سنواته الأخيرة. لذا فإن نصيحتهم قد تكون أنه في هذه الأثناء ينبغي عليه التركيز على الأجندة الداخلية وترك الكثير من مسائل السياسة الخارجية إلى وزير الخارجية جون كيري. لكن هناك قضية للسياسة الخارجية في الشرق الأوسط لا يمكن إرجاؤها إلى ما بعد 2013، ألا وهي: إيران ومسألة تحقيق انفراجه دبلوماسية أو انهيار المحادثات. فإذا انهارت المحادثات، فإن السؤال المباشر سيكون كيف سيؤثر هذا على سياسة أوباما لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. هل ستشن الولايات المتحدة هجوماً؟ أم هل ستكون إسرائيل هي التي ستبادر بشن ذلك الهجوم؟ وهذه الأسئلة الهامة ستمثل اختباراً لعلاقة أوباما برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في عام 2013 بطريقة لم تختبرها أية قضية أخرى منذ أن بدأت علاقتهما العاصفة في عام 2009. وفي هذا السياق، فإن التواصل مع الجمهور الإسرائيلي أثناء زيارته من شأنه أن يساعد أوباما في تعاملاته مع حكومة نتنياهو أثناء هذه السنة الحاسمة. لقد لاحظت إدارة أوباما أنه عندما يتعلق الأمر بالقرارات الكبرى، فإن نتنياهو يهتم كثيراً للرأي العام الداخلي. فلقد استرشد نتنياهو باستطلاعات الرأي حول صفقة استبدال سجناء «حماس» بجلعاد شاليط ومضى قدماً في تنفيذها على الرغم من معارضته لهذه الخطوة؛ كما أنه رضخ لمعارضة جمهوره لتقديم اعتذار محدود لتركيا في أعقاب حادث المركب "مافي مرمرة"، رغم دعوة قطاع عريض من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين وغيرهم لتقديم اعتذار من أجل تحسين العلاقات مع أنقرة. وإيجازاً، وفي ضوء قوة الرأي العام، فإن إقناع الرأي العام الإسرائيلي بالتزام أوباما تجاه أمن إسرائيل سوف يساعده كثيراً في التعامل مع نتنياهو في القضية الإيرانية.
وفي حين أن القضية الإيرانية قد تكون أكثر إلحاحاً، إلا أن أوباما يستطيع أن يستغل زيارته لإقناع الجمهورين الإسرائيلي والفلسطيني بعدم التخلي عن الأمل لتحقيق السلام وحل الدولتين. ويعلم كبار إدارة أوباما جيداً أن استطلاعات الرأي الإسرائيلية والفلسطينية تشير إلى وجود دعم شامل للتوصل إلى حل الدولتين، لكن كل جانب يرى أن الآخر غير ملتزم به ومن ثم فهو لن يتحقق. وفي حين يوجد وعي في واشنطن بأن مسألة السلام لم تكن مُحفزاً لحملة الانتخابات الإسرائيلية، إلا أن التصويت لصالح لبيد [زعيم حزب "ييش عتيد" (يوجد مستقبل)] يشير على ما يبدو إلى أن الإسرائيليين يرون التقدم في القضية الفلسطينية تذكرة عبور إلى علاقات اقتصادية طبيعية أكبر حجماً مع تجنب العزلة ونزع الشرعية المتزايدتين. ويعلم أوباما أن الرئيس بيل كلينتون كان أستاذ التواصل مع الجمهور عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط. فقد كان متفرداً بين الزعماء الأمريكيين بفضل قدرته على إقناع الإسرائيليين بأنه مؤيد للإسرائيليين وإقناع الفلسطينيين بأنه مؤيد للفلسطينيين، ولم يكن هناك تعارض بين قدرته على إظهار تعاطف حقيقي لكلا الجانبين. ويأمل أوباما أن يحذو حذوه. وفي الواقع أنه من الممكن كسب الرأي العام بدون الاستخدام الصريح للجمهور لتسجيل نقاط ضد القيادة الحالية -- لكن كقوة بنَّاءة للمضي قدماً. ويميل الإسرائيليون إلى الرغبة في رؤية الرؤساء الأمريكيين باعتبارهم يتطابقون مع إسرائيل على عدة مستويات، بإدراك هؤلاء الرؤساء ارتباط البلاد التاريخي بالأرض وتطلعاتها لتحقيق السلام فضلاً عن احتياجاتها الأمنية والاقتصادية، وكذلك حقيقة أن الشرق الأوسط ليس سويسرا حالياً ولذا فإن إسرائيل بحاجة إلى علاقات قوية مع الولايات المتحدة.
بيد أن الرأي العام الآن بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد أصابه التعب والإجهاد، فضلاً عن التشكك والتشاؤم المطلق بشأن نوايا الطرف الآخر. وفي حال استمرار التوجهات السلبية، فإن التقدم التدريجي الذي قد يحاول وزير الخارجية كيري تحقيقه خلال 2013 -- مع تدخل أوباما بطريقة أكثر قوة في موعد لاحق -- قد يكون صعباً إلى درجة كبيرة للغاية. والواقع أن حث الجمهورَيْن على عدم التخلي عن حل الدولتين يعد مبادرة سياسية أكثر إلحاحاً وعاجلية من كونها محددة، لا سيما وأن إدارة أوباما لا تعلم حتى الآن نوع التحالف التي سيتشكل في إسرائيل، إلى جانب عدم علمها باللاعبين الرئيسيين الذين سيظهرون على الساحة الإسرائيلية. ولذا، من غير المرجح أن يخرج أوباما بخطة دبلوماسية تفصيلية في هذا التوقيت. يستطيع كيري دائماً أن يطرح المزيد من الأفكار الجوهرية خلال الأشهر القادمة عندما يكون الرأي العام في كلا الجانبين متقبلاً لتلك الأفكار، وهو ما يرجوه الجميع. وفي غضون ذلك، يستطيع أوباما أن يقترح سبلاً لتعزيز الرأي العام المواتي. على سبيل المثال، تمتلك إسرائيل سبلاً عديدة لكي تبعث للفلسطينيين مؤشرات على رغبتها في الحد من سيطرتها على الضفة الغربية حتى وإن كان التوصل إلى اتفاق شامل غير محتمل في أي وقت قريب. كما يستطيع الفلسطينيون إرسال مؤشرات لهذا الغرض أيضاً. ويستطيع عباس أن يعلن بأن الإسرائيليين وكذلك الفلسطينيين لديهم روابط تاريخية مستمرة بالأرض. كما يستطيع أوباما أن يحث على تبادل رسائل سياسية متزامنة، وتحديداً التصريحات المتسقة من القادة حول الأسباب التي تجعل السلام يخدم مصالحهما القومية وأنه ليس تنازلاً للطرف الآخر. وهذا يعني بالنسبة لإسرائيل التصريح بأن السلام سيمكنها من أن تصبح دولة قومية يهودية وأن تظل دولة ديمقراطية. وبالنسبة للفلسطينيين، فإنه يعني التصريح بأن استمرار الأزمة يرجح أن يؤدي إلى التطرف، وهو ما قد يدمر هدف فلسطين كمجتمع معاصر يتمتع باقتصاد حديث. إن الرسائل على مستوى القيادة تصنع الفارق.
ومن بين الرسائل المفيدة الأخرى من زيارة أوباما التأكيد على أن الشعب الذي يؤيد التعايش لن يتعرض للعقاب. ويجب أن يكون هذا واضحاً وضوح الشمس بالنسبة للجمهور الفلسطيني. والواقع أن هناك شائعات بأن أوباما قد يعلن بأن الولايات المتحدة ستقوم بتسليم المعونات المُعلقة إلى الفلسطينيين، مثلما استأنفت إسرائيل تحويل الإيرادات. يجب أن تجد الولايات المتحدة طريقة واضحة لبيان أنها تقدم المساعدات تقديراً منها للطفرات الكبيرة التي حققها رئيس الوزراء سلام فياض في مجالات الحوكمة الشفافة والتنمية الاقتصادية. يشار هنا إلى أن الولايات المتحدة حجبت معوناتها بسبب توجه عباس إلى الأمم المتحدة، مما عمق الأزمة المالية التي تعصف بالسلطة الفلسطينية. غير أن الفلسطينيين تظاهروا ضد فياض وليس ضد عباس بسبب عدم استلامهم رواتبهم في الموعد، كما تراجعت شعبية رئيس الوزراء. لقد حرصت الولايات المتحدة على التصرف بحذر مع فياض منذ مدة، إيماناً منها بأن التفاعل القوي معه قد يعمل على عزل عباس. غير أنه قد اتضح أن فياض يلقى كل اللوم نتيجة أفعال عباس. وقد حان الوقت لكي يحظى ببعض الإشادة في أعين الشعب الفلسطيني أيضاً. ولا يستطيع المرء أن يفترض أن الوضع الراهن سوف يستمر وأن السلطة الفلسطينية سوف تظل قائمة في الضفة الغربية. إذ الواقع يقول إن السلطة الفلسطينية قد تنهار بدون المساعدات المنتظمة. وتُظهر استطلاعات الرأي تزايد اتجاهات دعم العنف الفلسطيني ضد الإسرائيليين، رغم المعارضة العلانية الصريحة من عباس وفياض. ولا يستطيع المرء أن يتكهن بموعد اندلاع انتفاضة ثالثة. لكن ينبغي وضع التوترات الحالية في الاعتبار والسعي إلى التخفيف من حدتها. ولا شك أن التواصل مع الجمهورين ينبغي أن يكون حقيقياً، مع إظهار الالتزام الأمريكي بمستقبل الشعبين. وهذا النهج قد يؤثر أيضاً على الأهداف السياسية الأوسع نطاقاً، مع تعزيز علاقات أوباما مع نتنياهو وعباس وفياض. وفي الواقع أنه عندما توجه أحد الصحفيين مؤخراً إلى الرئيس أوباما طالباً منه توضيح أسباب حديثه للجمهور عندما يتعلق الأمر بأزمة الميزانية الفيدرالية القائمة، أجاب أوباما بأن أحد الدروس التي تعلمها من فترة ولايته الأولى أنه يحتاج إلى جعل الرأي العام يقف إلى جانبه. ويبدو الآن أن الرئيس يدرك أن الحلول لا تظهر فجأة. وإنما يجب وضع الأسس الجماهيرية لأية سياسة من أجل منحها فرصة جيدة للنجاح.

 

 

 

عناوين الصحف

 

الغارديان البريطانية
• عدد اللاجئين السوريين قد يتضاعف إلى ثلاثة ملايين.
• الشرطة المصرية تضرب عن العمل.
 

 

وول ستريت جورنال
• الإسلاميون يحاولون إحكام السيطرة على سوريا.

 


جيروزاليم بوست
• الأميركيون يدربون السوريين في الأردن.

 


الاندبندنت البريطانية
• تقرير: تعذيب المعتقلين من قبل جهاز أمن الدولة لا يزال منتشرا في العراق.

 


الديلي تلغراف
• ردود فعل تنتقد عناق أحمدي نجاد لولادة تشافيز.

الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها