لا نحسد على الوضع الفلسطيني الداخلي القائم ... ولا على التمزق الذي نعيشه من خلال الإنقسام الجغرافي والسياسي ... ولم نعد نصدق أن المصالحة الفلسطينية ستجد النور قريبا بعد هذا التسويف الذي يتكرر في كل مرة
د.م. احمد محيسن ـ برلين
لا نحسد على الوضع الفلسطيني الداخلي القائم ... ولا على التمزق الذي نعيشه من خلال الإنقسام الجغرافي والسياسي ... ولم نعد نصدق أن المصالحة الفلسطينية ستجد النور قريبا بعد هذا التسويف الذي يتكرر في كل مرة ...كما لا يمكن أن نصدق بأن الحل عبر المفاوضات قادم ... لعثيتها كما قال مهندسوها وفي مقدمتهم كبيرهم صائب عريقات ... ولا نجد من يخبرنا من القيادة الفلسطينية إلى أين نحن ذاهبون …؟!
ما هي رؤيتكم ...؟ وما هو مشروعكم السياسي الذي أدار الإحتلال له ظهره وتم الإقرار من الجميع بأن المفاوضات عبثية ومضيعة للوقت … إلى أين نحن ذاهبون ...؟!
نذكر بمرحلة الخروج من بيروت والتشتت في أنحاء المعمور … وما تم بعد ذلك وصولا لدخول العائدين إلى أرض الوطن وتكوين السلطة … وهنا نستطيع أن ندعي بأن ذلك لم يكن ممكنا دون تحرك الشارع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ... في انتفاضته الأولى ... عندما أقدم سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمال الفلسطينيين عام 1987 ... وبعد ذلك انتفاضة النفق عام 1996 ... نسبة إلى نفق حفر تحت ساحة الحرم القدسي والمسجد الأقصى ... إضافة إلى النشاط الإستيطاني في منطقة جبل أبو غنيم … والمقصود بهذا القول بأن الحل كان يأتي دائما من الأرضي المحتلة... وكان الأهل في الوكن المحتل يعيدون فلسطين إلى كل المربعات وعلى كل الخرائط .. بتحركهم وضغطهم على الإحتلال ... خصيصا عندما كانت تشتد الأزمات على القيادة الفلسطينية في الخارج …!!
وبعد ذلك عشنا مرحلة الإنتفاضة الثانية التي أتت بعد الشعور بالإحباط .. وثبت أن الإحتلال يضحك على الذقون .. واستمر في القتل والتهويد والإبعاد ... وتوج عدوانه بدخول شارون ساحات الحرم القدسي .. مما استفز مشاعر الفلسطينيين ..واندلعت الإنتفاضة المباركة وسميت بانتفاضة الأقصى ... التي قادها ياسر عرفات بنفسه … وسمعناه في بث حي ومباشر ..عبر فضائية فلسطين عندما قال للفلسطيني المنتفض .. نعم نرد على النار بالنار ... حتى لو كان الرد متواضعا …!!
أردنا بذلك أن نقول بأن الإحتلال لم يترك سببا صغيرا للعرب الفلسطينيين بأن يردوا على عدوانه وغطرسته إلا وأقدم على فعله ... فماذا ننتظر في الضفة المحتلة ...؟!
وهل كان ياسر عرفات على خطأ عندما دعم وأوجد وقدم للأذرع من كل التوجهات .. قدم كل سبل الدعم من أجل توفر الخيار الثاني غير المفاوضات ...ونحن نرى بأن هناك من يدفع بعدم اندلاع الإنتفاضة التي أصبحت كل مقومات وجودها مستوفية ... وقيلت بصراحة وعلنا وعلى شاشات الفضائيات .. وحتى عبر تلفزة الإحتلال الإسرائيلي ...بأنه لن يسمح بقيام انتفاضة فلسطينية جديدة .. رغم ما يقدم عليه الإحتلال .. دون أن يقدم لنا البديل غير المفاوضات التي استمرت أكثر من عشرون عاما ...كانت نتيجتها كما نرى جميعا دون أن نفصل ... فتارة يقال بأن الإنتفاضة من مصلحة اسرائيل ويتمناها أيضا خصوم السلطة الوطنية ... أي أن خصوم السلطة يتساوون مع الإحتلال الإسرائيلي ويقفون معهم بنفس الخندق ... ولا نعرف خصوم للسلطة في رام الله ...أكثر من الخصم الفلسطيني لها... وليس بالضرورة أن تكون حماس ... فهناك خصوم للسلطة من أبناء فتح المخلصين وهم السواد الأعظم من أبناء هذه الحركة.. وهم أكثر عقائدية من غيرهم ... عندما يتعلق الأمر بالتمسك بالثوابت والمبادئ والمنطلقات ... التي تخلت السلطة عنها ببساطة شديدة ...!!
نحن لا نفهم هذا الطرح أبدا ... إلا أنه محاكمة للإنتفاضات الفلسطينية بأثر رجعي .. ومحاكمة لنهج المقاومة الذي قاده ياسر عرفات وابو جهاد والشيخ ياسين وأبو علي مصطفى والشقاقي وكل قادة المقاومة ... ولكن ما نفهمه أيضا ... بأن الإحتلال لا يفهم إلا لغة المقاومة والتصدي ... فكيف يكون ذلك بالله عليكم إن لم يكن بتحرك شعبي عارم بكل الوسائل ... اسمه انتفاضة أو هبة شعبية أو ثورة على الخمة القائمة ... بالتشديد على الميم في وسط الكلمة ...!!
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه